الثلاثاء، 3 فبراير 2009

الأزمة المالية 11 أيلول جديدة: قراءة في فقه المؤامرة!

قال بلوجاتي : هذه المقالة من أروع ما كتب الدكتور مصطفى الفقي

مصطفى  الفقي     الحياة     - 07/10/08//

سيطرت عليَّ في عطلة العيد مجموعة من الأوهام المتصلة بالشأن الدولي العام تركزت أساساً حول نظرية المؤامرة، ووجدتني أفسِّر كل ما يحيط بنا وفقاً لها وأعتمد التفسير التآمري للتاريخ منهجاً لفهم الأمور واستجلاء المواقف ولقد حدث ذلك نتيجة متابعتي اليومية لأحداث الأزمة المالية التي هزت الاقتصاد الأميركي فتأثرت بها البنوك والأسواق، البشر والمؤسسات، المداخيل والأرزاق، فنحن أمام أزمة تعيد الى الأذهان ما حدث عام 1929 لكنها أسوأ منها مئة مرة، بحكم التغيرات الدولية والتطورات العالمية والأرقام الفلكية في عالم المال والتجارة التي لا يستطيع الإنسان أحياناً مجرد قراءتها أو النطق بها، وفي ظنِّي أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي هزَّت الدنيا وغيَّرت العالم ليدفع العرب والمسلمون الفاتورة الكبرى فيها، تتكرر اليوم ولكن في ظل أطرٍ اقتصادية تنذر بوضع جديد وعالم مختلف.

وإذا كان لي أن أسجِّل عدداً من الملاحظات المرتبطة بالوضع الدولي الراهن من جوانبه الاقتصادية والسياسية والثقافية فإنني أوجز ذلك في ما يلي:

1- إذا كنَّا نرفض التفسير التآمري للتاريخ فإننا لا نرفض نظرية المؤامرة برُمتها بل نعتقد أنها موجودة منذ ظهور الإنسان على الأرض. فمنذ الجريمة الأولى عندما قتل «قابيل» «هابيل» وحاول أن يخفي فعلته فإننا كنا مع الميلاد المبكر لما يمكن أن نطلق عليه «فقه المؤامرة»، وأنا أعتقد أحياناً أن كثيراً من الأحداث التي مرت في القرن الأخير تندرج تحت المفهوم الواسع لنظرية المؤامرة، فسقوط الخلافة العثمانية قد يكون مؤامرة، كما أن سقوط الاتحاد السوفياتي قد يكون هو الآخر مؤامرة، كذلك فإن اغتيال الرئيس الاميركي جون كيندي والأميرة ديانا هما حدثان يرقيان إلى مستوى المؤامرة أيضاً، وأنا شخصياً لا يخالجني شك في اختفاء كثير من الظواهر والأحداث تحت مظلة مؤامرة كبرى في عالمٍ تقدمت فيه أجهزة التخابر ومراكز الأبحاث بشكل ملحوظ حيث لا توجد فوارق واضحة بين السياق الطبيعي والسياق المصطنع. ويكفي أن نتذكر هنا أن الأساليب الجديدة في الحكومات الخفية للنظم الكبرى أصبحت قادرة على خلق المصادفة وتركيب سياق أحداثٍ متعمد ليكون حصاده إيجابياً لمن صنعوه ووقفوا وراءه.

2- اختلفت الذكرى السابعة لهجمات 11 أيلول عن سابقاتها وسمعنا أصواتاً عالية تعيد قراءة ما جرى وتفسير ما حدث والخروج عن النظرية المكررة لتفسير ذلك الحادث المشؤوم، فسمعنا من يقول إن العرب والمسلمين لا يتحملون المسؤولية عن تلك الجريمة، بل إن أصابع الاتهام تشير إلى عناصر أميركية وتدبيرات يهودية، إلاَّ أننا يجب أن نفتش دائماً بعد كل جريمة عن أصحاب المصلحة فيها، وعلى رغم أن هذا المنطق يستفز الأميركيين بشدة إلا أن مجرد تكراره من خلال بعض الكتب التي صدرت والمقالات التي نشرت توحي بأن في الأمر مؤامرة كبرى هدفها المزيد من الاضعاف للعرب والمزيد من الفرقة بين المسلمين لأننا يجب أن نفكر في صاحب المصلحة فيما حدث وعن أولئك الذين شنوا حرباً على المسلمين في أفغانستان، وعلى العرب في العراق، وحاولوا تمزيق أواصر العالَمين العربي والإسلامي بصورةٍ غير مسبوقة.

3- إن دهاء التاريخ يعلمنا كل يومٍ جديداً بل يكرر الأحداث من منظورٍ مختلف لا يتوقف عند حدٍ معين، فالأزمة المالية الحالية والمرشحة للتصاعد هي في ظني - ووفقاً لأوهام عطلة العيد - مؤامرةٌ من نوعٍ جديد بدأت في شهر ايلول بعد سبع سنواتٍ فقط من المؤامرة الأولى، والهدف هذه المرة هو احتواء أموال العرب وابتلاع أرصدتهم وخلق مناخٍ جديد من الابتزاز الاقتصادي بعد الابتزاز السياسي، وتلك هي العقلية الغربية المتفوقة التي تحصد ما يزرعه غيرها وتستولي على ما ليس من حقها في ظل شعاراتٍ براقة وأفكارٍ مستحدثة ورؤى خادعة. لذلك فإن الارتباط يبدو واضحا بين أحداث أيلول 2001 وأحداث أيلول 2008.

4- إن ما نقوله الآن ليس فكراً تلفيقياً يحاول إرهاق الحجة والربط بين ما ليس بينه ارتباط، ذلك أننا نظن - وامتدادًا لأوهام نظرية المؤامرة - أن الإدارة الأميركية للرئيس جورج دبليو بوش قد جرى إعدادها والدفع بها من خلال اليمين الأميركي المحافظ والدوائر اليهودية لكي تؤدي هذه المهمة التي قامت بها في بداية فترة حكمها الأولى ونهاية فترة حكمها الثانية، ولكي تقوم بإنجازين كبيرين أحدهما سياسي دولي عام 2001 والثاني اقتصادي عالمي عام 2008، ولا شك أن الشعوب الصغيرة والدول الفقيرة والمناطق ذات الثروات الطبيعية وفي مقدمها النفط هي التي سوف تتحمل العبء الأكبر من نتائج ما حدث، بل إنني أزعم أن ما جرى في ظل هذه الإدارة - وهي في ظني واحدة من أسوأ الإدارات الأميركية في التاريخ - قد قامت بتنفيذ مخططٍ خفي ولكن نتائجه ظاهرة وواضحة أمام كل ذي بصيرة.

5- إن سندات الخزانة الأميركية التي يجري الترويج لتحصيلها سوف تتحول إلى عملية جباية دولية تستنزف بواسطتها الولايات المتحدة الأميركية أموال الدول الغنية وكأنها توظف خيرات هذه الدول لخدمة المواطن الأميركي وتعزيز أوضاع المستهلك داخل الولايات المتحدة وخدمة دولة الرفاهية التي تباهي بها أميركا غيرها من دول العالم. إننا بحق نعيش عصر الـ Pax- Americana بكل ما تحمله هذه التسمية من معانٍ تذكرنا بسطوة الإمبراطورية الرومانية منذ عشرات القرون. إننا نعيش عصراً يسحق فيه التفوق العقلي ما عداه وتتمكن فيه الأساليب العلمية المتطورة من اختراق العقول واستنزاف الجيوب وتحويل العالم إلى ضيعة يمرح فيها الأقوياء.

6- إننا نحن العرب نبدو أحيانًا «كالأيتام على مائدة اللئام» على رغم أن لدينا عقليات متفوقة ومستويات تعليمية رفيعة، وما زلت أذكر من عملي في وزارة الخارجية المصرية أنني رأيت ديبلوماسيين رفيعي المستوى من دول الثراء العربي واقتصاديين من الطراز الأول ممن حصلوا على درجاتهم العلمية العليا من الجامعات الأميركية والأوروبية فلا تنقصهم الخبرة ولا تعوزهم الرؤية، ولكنه عالم يتحكم فيه الأقوياء قبل الأغنياء ويسيطر فيه القادرون على ما عداهم ولا حساب فيه لأحد ما دامت تحميه قوة وتدعمه سلطة ويعتمد على عقلٍ عصري يدرك كل ما يدور ويفسر كل ما يحدث بل يصنع المستقبل بإرادته وحدها.

7- قد يتهمني البعض بالمغالاة في الوهم والاستغراق في تفسير المؤامرة، ولكن حركة التاريخ علمتنا الكثير وجعلتنا نقترب من مراحل متقدمة في فهم الآخر وعقليته وأسلوب تفكيره ومزاجه البشري وحسِّه الإنساني، و ولملقد استقر في ضميرنا بارتياح أن الحياة صراعٌ مستميت لا مكان فيه للضعفاء ونحن نقصد هنا بالضعفاء فقراء العقل وناقصي الخبرة ومحدودي الرؤية. يعد يخالجني شك الآن في أن الرئيس بوش جاء إلى السلطة بإدارته لكي يغيَّر شكل العالم سياسياً واقتصادياً لصالح قوى اليمين المحافظ والحلف غير المقدس بين بعض العناصر المسيحية المتطرفة والمراكز الصهيونية المتشنجة، ولقد حان الوقت لمراجعة ما حدث ودراسة ما جرى حتى ندرك بوضوح أين نحن من عالم اليوم.

8- إن خياراتنا نحن العرب لا تبدو واسعة بل إن جزءاً كبيراً منها يتآكل بفعل أساليب الآخر وضغوطه، كما أن الدنيا لا تعطينا أحياناً فرصة اللحاق بأسباب التقدم وعوامل الازدهار، لذلك كان طبيعياً أن تتوارى إمكانات دولٍ أكبر منَّّا وأضخم، وأشير هنا إلى الصين واليابان، وهما المطالبتان الآن بدفع جزءٍ لا بأس به من فاتورة الأزمة المالية العالمية التي بدأت في أيلول 2008.

9- إن المضاربات في أسواق العملات المختلفة تجعل الولايات المتحدة الأميركية قادرة على التحكم في غيرها لأنها مدينة بعُملتها الوطنية، لذلك فإنه لا يؤرقها كثيراً ارتفاع حجم المديونية أو هبوطه ما دامت تملك زمام المبادرة وسياسات البنوك ومفاتيح الخزائن.

10- إن الارتباط وثيق بين أيلول 2001 و أيلول 2008 فكل منهما مكملٌ للآخر لأنه لا توجد سطوة سياسية من دون سيطرة اقتصادية، لذلك فإن الإدارة الأميركية الحالية جمعت الأمرين في سلة واحدة وجعلت منهما ظاهرة جديدة تجتاح عالم اليوم وتشير إلى أن نهاية الحرب الباردة سياسياً لا تعني بالضرورة نهايتها اقتصادياً. إننا أمام عالمٍ تتجه فيه معدلات التقدم لصالح قوى على حساب قوى أخرى، ولا يستطيع فيه الضعفاء إلا أن يقبلوا الضغوط وأن يستجيبوا للمخططات وكأنما كتب عليهم أن يكونوا دائماً فريسة للتحالف بين الأقوياء في عصرنا.

هذه ملاحظاتٌ أردنا أن نبسط فيها بعض أوهامنا وأن نجترَّ عددًا من أفكارنا وأن نسمح للخيال بأن يضع يدنا على مفاتيح الحقيقة. بقي أن أقول إنني لا أرى العقل اليهودي بعيدًا عما جرى ولا بريئاً مما حدث، وأعود لأقول في النهاية إن الأزمة المالية العالمية جزءٌ مكمِّل للمؤامرة السياسية الدولية وأقول بارتياح موجهاً حديثي إلى الإدارة الأميركية الراحلة: لقد بدأتم بالسياسة وانتهيتم بالاقتصاد، لقد بدأتم بالسلطة ثم انتهيتم بالثروة، لقد بدأتم بالقوة ثم استكملتم بالمال.


السبت، 31 يناير 2009

Twenty-five people at the heart of the meltdown

The worst economic turmoil since the Great Depression is not a natural phenomenon but a man-made disaster in which we all played a part. In the second part of a week-long series looking behind the slump, Guardian City editor Julia Finch picks out the individuals who have led us into the current crisis
Julia Finch, with additional reporting by Andrew Clark and David Teather
The Guardian, Monday 26 January 2009
Alan Greenspan, chairman of US Federal Reserve 1987- 2006Only a couple of years ago the long-serving chairman of the Fed, a committed free marketeer who had steered the US economy through crises ranging from the 1987 stockmarket collapse through to the aftermath of the 9/11 attacks, was lauded with star status, named the "oracle" and "the maestro". Now he is viewed as one of those most culpable for the crisis. He is blamed for allowing the housing bubble to develop as a result of his low interest rates and lack of regulation in mortgage lending. He backed sub-prime lending and urged homebuyers to swap fixed-rate mortgages for variable rate deals, which left borrowers unable to pay when interest rates rose.
For many years, Greenspan also defended the booming derivatives business, which barely existed when he took over the Fed, but which mushroomed from $100tn in 2002 to more than $500tn five years later.
Billionaires George Soros and Warren Buffett might have been extremely worried about these complex products - Soros avoided them because he didn't "really understand how they work" and Buffett famously described them as "financial weapons of mass destruction" - but Greenspan did all he could to protect the market from what he believed was unnecessary regulation. In 2003 he told the Senate banking committee: "Derivatives have been an extraordinarily useful vehicle to transfer risk from those who shouldn't be taking it to those who are willing to and are capable of doing so".
In recent months, however, he has admitted at least some of his long-held beliefs have turned out to be incorrect - not least that free markets would handle the risks involved, that too much regulation would damage Wall Street and that, ultimately, banks would always put the protection of their shareholders first.
He has described the current financial crisis as "the type ... that comes along only once in a century" and last autumn said the fact that the banks had played fast and loose with shareholders' equity had left him "in a state of shocked disbelief".
Mervyn King, governor of the Bank of England
When Mervyn King settled his feet under the desk in his Threadneedle Street office, the UK economy was motoring along just nicely: GDP was growing at 3% and inflation was just 1.3%. Chairing his first meeting of the Bank's monetary policy committee (MPC), interest rates were cut to a post-war low of 3.5%. His ambition was that monetary policy decision-making should become "boring".
How we would all like it to become boring now. When the crunch first took hold, the Aston Villa-supporting governor insisted it was not about to become an international crisis. In the first weeks of the crunch he refused to pump cash into the financial system and insisted that "moral hazard" meant that some banks should not be bailed out. The Treasury select committee has said King should have been "more pro-active".
King's MPC should have realised there was a housing bubble developing and taken action to damp it down and, more recently, the committee should have seen the recession coming and cut interest rates far faster than it did.
Politicians
Bill Clinton, former US president
Clinton shares at least some of the blame for the current financial chaos. He beefed up the 1977 Community Reinvestment Act to force mortgage lenders to relax their rules to allow more socially disadvantaged borrowers to qualify for home loans.
In 1999 Clinton repealed the Glass-Steagall Act, which ensured a complete separation between commercial banks, which accept deposits, and investment banks, which invest and take risks. The move prompted the era of the superbank and primed the sub-prime pump. The year before the repeal sub-prime loans were just 5% of all mortgage lending. By the time the credit crunch blew up it was approaching 30%.
Gordon Brown, prime minister
The British prime minister seems to have been completely dazzled by the movers and shakers in the Square Mile, putting the City's interests ahead of other parts of the economy, such as manufacturers. He backed "light touch" regulation and a low-tax regime for the thousands of non-domiciled foreign bankers working in London and for the private equity business.
George W Bush, former US president
Clinton might have started the sub-prime ball rolling, but the Bush administration certainly did little to put the brakes on the vast amount of mortgage cash being lent to "Ninja" (No income, no job applicants) borrowers who could not afford them. Neither did he rein back Wall Street with regulation (although the government did pass the Sarbanes-Oxley Act in the wake of the Enron scandal).
Senator Phil Gramm
Former US senator from Texas, free market advocate with a PhD in economics who fought long and hard for financial deregulation. His work, encouraged by Clinton's administration, allowed the explosive growth of derivatives, including credit swaps.
In 2001, he told a Senate debate: "Some people look at sub-prime lending and see evil. I look at sub-prime lending and I see the American dream in action."
According to the New York Times, federal records show that from 1989 to 2002 he was the top recipient of campaign contributions from commercial banks and in the top five for donations from Wall Street. At an April 2000 Senate hearing after a visit to New York, he said: "When I am on Wall Street and I realise that that's the very nerve centre of American capitalism and I realise what capitalism has done for the working people of America, to me that's a holy place."
He eventually left Capitol Hill to work for UBS as an investment banker.
Wall Street/Bankers
Abby Cohen, Goldman Sachs chief US strategist
The "perpetual bull". Once rated one of the most powerful women in the US. But so wrong, so often. She failed to see previous share price crashes and was famous for her upwards forecasts. Replaced last March.
Kathleen Corbet, former CEO, Standard & Poor's
The credit-rating agencies were widely attacked for failing to warn of the risks posed by mortgage-backed securities. Kathleen Corbet ran the largest of the big three agencies, Standard & Poor's, and quit in August 2007, amid a hail of criticism. The agencies have been accused of acting as cheerleaders, assigning the top AAA rating to collateralised debt obligations, the often incomprehensible mortgage-backed securities that turned toxic. The industry argues it did its best with the information available.
Corbet said her decision to leave the agency had been "long planned" and denied that she had been put under any pressure to quit. She kept a relatively low profile and had been hired to run S&P in 2004 from the investment firm Alliance Capital Management.
Investigations by the Securities and Exchange Commission and the New York attorney general among others have focused on whether the agencies are compromised by earning fees from the banks that issue the debt they rate. The reputation of the industry was savaged by a blistering report by the SEC that contained dozens of internal emails that suggested they had betrayed investors' trust. "Let's hope we are all wealthy and retired by the time this house of cards falters," one unnamed S&P analyst wrote. In another, an S&P employee wrote:
"It could be structured by cows and we would rate it."
"Hank" Greenberg, AIG insurance group
Now aged 83, Hank - AKA Maurice - was the boss of AIG. He built the business into the world's biggest insurer. AIG had a vast business in credit default swaps and therefore a huge exposure to a residential mortgage crisis. When AIG's own credit-rating was cut, it faced a liquidity crisis and needed an $85bn (£47bn then) bail out from the US government to avoid collapse and avert the crisis its collapse would have caused. It later needed many more billions from the US treasury and the Fed, but that did not stop senior AIG executives taking themselves off for a few lavish trips, including a $444,000 golf and spa retreat in California and an $86,000 hunting expedition to England. "Have you heard of anything more outrageous?" said Elijah Cummings, a Democratic congressman from Maryland. "They were getting their manicures, their facials, pedicures, massages while the American people were footing the bill."
Andy Hornby, former HBOS boss
So highly respected, so admired and so clever - top of his 800-strong class at Harvard - but it was his strategy, adopted from the Bank of Scotland when it merged with Halifax, that got HBOS in the trouble it is now. Who would have thought that the mighty Halifax could be brought to its knees and teeter on the verge of nationalisation?
Sir Fred Goodwin, former RBS boss
Once one of Gordon Brown's favourite businessmen, now the prime minister says he is "angry" with the man dubbed "Fred the Shred" for his strategy at Royal Bank of Scotland, which has left the bank staring at a £28bn loss and 70% owned by the government. The losses will reflect vast lending to businesses that cannot repay and write-downs on acquisitions masterminded by Goodwin stretching back years.
Steve Crawshaw, former B&B boss
Once upon a time Bradford & Bingley was a rather boring building society, which used two men in bowler hats to signify their sensible and trustworthy approach. In 2004 the affable Crawshaw took over. He closed down B&B businesses, cut staff numbers by half and turned the B&B into a specialist in buy-to-let loans and self-certified mortgages - also called "liar loans" because applicants did not have to prove a regular income. The business broke down when the wholesale money market collapsed and B&B's borrowers fell quickly into debt. Crawshaw denied a rights issue was on its way weeks before he asked shareholders for £300m. Eventually, B&B had to be nationalised. Crawshaw, however, had left the bridge a few weeks earlier as a result of heart problems. He has a £1.8m pension pot.
Adam Applegarth, former Northern Rock boss
Applegarth had such big ambitions. But the business model just collapsed when the credit crunch hit. Luckily for Applegarth, he walked away with a wheelbarrow of cash to ease the pain of his failure, and spent the summer playing cricket.
Dick Fuld, Lehman Brothers chief executive
The credit crunch had been rumbling on for more than a year but Lehman Brothers' collapse in September was to have a catastrophic impact on confidence. Richard Fuld, chief executive, later told Congress he was bewildered the US government had not saved the bank when it had helped secure Bear Stearns and the insurer AIG. He also blamed short-sellers. Bitter workers at Lehman pointed the finger at Fuld.
A former bond trader known as "the Gorilla", Fuld had been with Lehman for decades and steered it through tough times. But just before the bank went bust he had failed to secure a deal to sell a large stake to the Korea Development Bank and most likely prevent its collapse. Fuld encouraged risk-taking and Lehman was still investing heavily in property at the top of the market. Facing a grilling on Capitol Hill, he was asked whether it was fair that he earned $500m over eight years. He demurred; the figure, he said, was closer to $300m.
Ralph Cioffi and Matthew Tannin
Cioffi (pictured) and Tannin were Bear Stearns bankers recently indicted for fraud over the collapse of two hedge funds last year, which was one of the triggers of the credit crunch. They are accused of lying to investors about the amount of money they were putting into sub-prime, and of quietly withdrawing their own funds when times got tough.
Lewis Ranieri
The "godfather" of mortgage finance, who pioneered mortgage-backed bonds in the 1980s and immortalised in Liar's Poker. Famous for saying that "mortgages are math", Ranieri created collateralised pools of mortgages. In 2004 Business Week ranked him alongside names such as Bill Gates and Steve Jobs as one of the greatest innovators of the past 75 years.
Ranieri did warn in 2006 of the risks from the breakneck growth of mortgage securitisation. Nevertheless, his Texas-based Franklin Bank Corp went bust in November due to the credit crunch.
Joseph Cassano, AIG Financial Products
Cassano ran the AIG team that sold credit default swaps in London, and in effect bankrupted the world's biggest insurance company, forcing the US government to stump up billions in aid. Cassano, who lives in a townhouse near Harrods in Knightsbridge, earned 30 cents for every dollar of profit his financial products generated - or about £280m. He was fired after the division lost $11bn, but stayed on as a $1m-a-month consultant. "It seems he single-handedly brought AIG to its knees," said John Sarbanes, a Democratic congressman.
Chuck Prince, former Citi boss
A lawyer by training, Prince had built Citi into the biggest bank in the world, with a sprawling structure that covered investment banking, high-street banking and wealthy management for the richest clients. When profits went into reverse in 2007, he insisted it was just a hiccup, but he was forced out after multibillion-dollar losses on sub-prime business started to surface. He received about $140m to ease his pain.
Angelo Mozilo, Countrywide Financial
Known as "the orange one" for his luminous tan, Mozilo was the chairman and chief executive of the biggest American sub-prime mortgage lender, which was saved from bankruptcy by Bank of America. BoA recently paid billions to settle investigations by various attorney generals for Countrywide's mis-selling of risky loans to thousands who could not afford them. The company ran a "VIP programme" that provided loans on favourable terms to influential figures including Christopher Dodd, chairman of the Senate banking committee, the heads of the federal-backed mortgage lenders Fannie Mae and Freddie Mac, and former assistant secretary of state Richard Holbrooke.
Stan O'Neal, former boss of Merrill Lynch
O'Neal became one of the highest-profile casualties of the credit crunch when he lost the confidence of the bank's board in late 2007. When he was appointed to the top job four years earlier, O'Neal, the first African-American to run a Wall Street firm, had pledged to shed the bank's conservative image. Shortly before he quit, the bank admitted to nearly $8bn of exposure to bad debts, as bets in the property and credit markets turned sour. Merrill was forced into the arms of Bank of America less than a year later.
Jimmy Cayne, former Bear Stearns boss
The chairman of the Wall Street firm Bear Stearns famously continued to play in a bridge tournament in Detroit even as the firm fell into crisis. Confidence in the bank evaporated after the collapse of two of its hedge funds and massive write-downs from losses related to the home loans industry. It was bought for a knock down price by JP Morgan Chase in March. Cayne sold his stake in the firm after the JP Morgan bid emerged, making $60m. Such was the anger directed towards Cayne that the US media reported that he had been forced to hire a bodyguard. A one-time scrap-iron salesman, Cayne joined Bear Stearns in 1969 and became one of the firm's top brokers, taking over as chief executive in 1993.
Others
Christopher Dodd, chairman, Senate banking committee (Democrat)
Consistently resisted efforts to tighten regulation on the mortgage finance firms Fannie Mae and Freddie Mac. He pushed to broaden their role to dodgier mortgages in an effort to help home ownership for the poor. Received $165,000 in donations from Fannie and Freddie from 1989 to 2008, more than anyone else in Congress.
Geir Haarde, Icelandic prime minister
He announced on Friday that he would step down and call an early election in May, after violent anti-government protests fuelled by his handling of the financial crisis. Last October Iceland's three biggest commercial banks collapsed under billions of dollars of debts. The country was forced to borrow $2.1bn from the International Monetary Fund and take loans from several European countries. Announcing his resignation, Haarde said he had throat cancer.
The American public There's no escaping the fact: politicians might have teed up the financial system and failed to police it properly and Wall Street's greedy bankers might have got carried away with the riches they could generate, but if millions of Americans had just realised they were borrowing more than they could repay then we would not be in this mess. The British public got just as carried away. We are the credit junkies of Europe and many of our problems could easily have been avoided if we had been more sensible and just said no.
John Tiner, FSA chief executive, 2003-07
No one can fault 51-year-old Tiner's timing: the financial services expert took over as the City's chief regulator in 2003, just as the bear market which followed the dotcom crash came to an end, and stepped down from the Financial Services Authority in July 2007 - just a few weeks before the credit crunch took hold.
He presided over the FSA when the so-called "light touch" regulation was put in place. It was Tiner who agreed that banks could make up their own minds about how much capital they needed to hoard to cover their risks. And it was on his watch that Northern Rock got so carried away with the wholesale money markets and 130% mortgages. When the FSA finally got around to investigating its own part in the Rock's downfall, it was a catalogue of errors and omissions. In short, the FSA had been asleep at the wheel while Northern Rock racked up ever bigger risks.
An accountant by training, with a penchant for Porsches and proud owner of the personalised number plate T1NER, the former FSA boss has since been recruited by the financial entrepreneur Clive Cowdery to run a newly floated business that aims to buy up financial businesses laid low by the credit crunch. Tiner will be chief executive but, unusually, will not be on the board, so his pay and bonuses will not be made public.
... and six more who saw it coming
Andrew Lahde
A hedge fund boss who quit the industry in October thanking "stupid" traders and "idiots" for making him rich. He made millions by betting against sub-prime.
John Paulson, hedge fund boss He has been described as the "world's biggest winner" from the credit crunch, earning $3.7bn (£1.9bn) in 2007 by "shorting" the US mortgage market - betting that the housing bubble was about to burst. In an apparent response to criticism that he was profiting from misery, Paulson gave $15m to a charity aiding people fighting foreclosure.
Professor Nouriel Roubini Described by the New York Times as Dr Doom, the economist from New York University was warning that financial crisis was on the way in 2006, when he told economists at the IMF that the US would face a once-in-a-lifetime housing bust, oil shock and a deep recession.
He remains a pessimist. He predicted last week that losses in the US financial system could hit $3.6tn before the credit crunch ends - which, he said, means the entire US banking system is in effect bankrupt. After last year's bail-outs and nationalisations, he famously described George Bush, Henry Paulson and Ben Bernanke as "a troika of Bolsheviks who turned the USA into the United Socialist State Republic of America".
Warren Buffett, billionaire investorDubbed the Sage of Omaha, Buffett had long warned about the dangers of dodgy derivatives that no one understood and said often that Wall Street's finest were grossly overpaid. In his annual letter to shareholders in 2003, he compared complex derivative contracts to hell: "Easy to enter and almost impossible to exit." On an optimistic note, Buffett wrote in October that he had begun buying shares on the US stockmarket again, suggesting the worst of the credit crunch might be over. Now is a great time to "buy a slice of America's future at a marked-down price", he said.
George Soros, speculatorThe billionaire financier, philanthropist and backer of the Democrats told an audience in Singapore in January 2006 that stockmarkets were at their peak, and that the US and global economies should brace themselves for a recession and a possible "hard landing". He also warned of "a gigantic real estate bubble" inflated by reckless lenders, encouraging homeowners to remortgage and offering interest-only deals. Earlier this year Soros described a 25-year "super bubble" that is bursting, blaming unfathomable financial instruments, deregulation and globalisation. He has since characterised the financial crisis as the worst since the Great Depression.
Stephen Eismann, hedge fund managerAn analyst and fund manager who tracked the sub-prime market from the early 1990s. "You have to understand," he says, "I did sub-prime first. I lived with the worst first. These guys lied to infinity. What I learned from that experience was that Wall Street didn't give a shit what it sold."
Meredith Whitney, Oppenheimer Securities On 31 October 2007 the analyst forecast that Citigroup had to slash its dividend or face bankruptcy. A day later $370bn had been wiped off financial stocks on Wall Street. Within days the boss of Citigroup was out and the dividend had been slashed.
• Tomorrow in part three of the Road to Ruin series - The Barons of Bankruptcy - how going bust can be a profitable business

أسماء 25 شخصية مسؤولة عن الأزمة المالية

بقلم أريبيان بزنس في يوم الثلاثاء, 27 يناير 2009
نشرت شبكة "سي ان ان" بالعربية نقلا عن صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر الاثنين، قائمة بأسماء 25 شخصية بارزة مسؤولة حسب رأي الصحيفة عن نشوء وتطور الأزمة المالية العالمية الحالية.
وذكرت معدة المقالة جوليا فينتش أن الأزمة المالية الحالية ليست ظاهرة طبيعية، وإنما كارثة من فعل الإنسان، و"إننا جميعا مذنبون لدرجة ما في ذلك."
ويتصدر قائمة المذنبين ألان غرينسبان، الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) "المسؤول عن السماح بتنامي حجم التسليف العقاري نتيجة الفائدة المنخفضة والنقص في التنظيم في هذا المجال"، وفقاً لما قالته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
كما أشارت فينتش إلى عدد من السياسيين الذين يتحملون أيضا، حسب رأيها، مسؤولية نشوء الأزمة، وبينهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي صدر في عهده عدد من القوانين التي تتيح لشرائح المجتمع الفقيرة الحصول على قروض من البنوك لشراء مساكن، وجورج بوش الذي لم يحل دون استمرار هذه العملية وصعد أبعادها، وكذلك رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون "الذي وضع مصالح رجال المال فوق مصالح ممثلي قطاع آخر في الاقتصاد، وعلى سبيل المثال، المنتجين."
وتضم قائمة المذنبين في الأزمة أيضا، شخصيات بارزة سابقة وحالية في المؤسسات المالية البارزة في الولايات المتحدة وبريطانيا، مثل شركة التأمين الأمريكية الدولية AIG وبنوك "غولدمان ساش" و"ليمان بروذرز" و"ميريل لينش" والمصرف المركزي الإنجليزي وغيرها.
كما اتهمت الصحيفة شخصيات بارزة كجورج سوروس والملياردير وورن بوفيت ورئيس صندوق "هيدج" الأمريكي جون بولسون.
وقسمت الصحيفة الشخصيات التي تسبب بالأزمة بحسب القطاعات والتخصصات، فعلى الصعيد الاقتصادي الحكومي، احتل غرينسبان، رأس القائمة، كما ورد أعلاه، وتلاه محافظ المصرف الإنجليزي، مارفين كينح.
وعلى الصعيد السياسي، حل الرئيسان الأمريكيان السابقان، بيل كلينتون وجورج بوش رأس القائمة، وكذلك عضو الكونغرس الأمريكي فيل غرام، ورئيس الوزراء البريطاني الحالي غوردون براون
وفي قطاع المصارف والبنوك وشركات التأمين:
احتلت آبي كوهين، رئيسة إدارة الاستراتيجيات الأمريكية في مصرف "غولدمان ساش" رأس القائمة، وتلتها كاثلين كوربت، الرئيسة التنفيذية السابقة لمصرف "ستاندرد آند بورز"، ثم هانك غرينبيرغ من مجموعة AIG للتأمين، وكذلك مسؤول المنتجات المالية في المصرف جوزيف كاسانو.
كذلك ضمت القائمة آندي هورنباي، الرئيس السابق لمصرف HBOS، والسير فريد غودوين، الرئيس السابق لمصرف آر بي أس RBS، والرئيس السابق لمصرف "براندفورد آند بينغلي" B&B، ستيف كراوشو، والرئيس السابق لمؤسسة "نورذرن روك" آدام أبيلغارث.
كما ضمت رالف سيوفي وماثيو تانين، من كبار رجال المال والأعمال، وكذلك عراب التمويل العقاري، لويس رانيري، والرئيس السابق لمجموعة "سيتي" Citi Group، تشك برينس، ورجل الأعمال الأمريكي أنجيلو موزيلو، والرئيس السابق لمؤسسة "ميريل لينش"، ستان أونيل، والرئيس السابق لمؤسسة "بير شتيرن" جيمي كاين.
وضمت مجموعة أخرى مثل رئيس لجنة القطاع المصرفي بالكونغرس الأمريكي، كريستوفر دود، ورئيس الوزراء الآيسلندي غير هاردي، والرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات المالية جون تينر، والرئيس التنفيذي لبنك ليمان ديك فولد.
إضافة إلى ستة أشخاص آخرين شاهدوا الأزمة وهي مقبلة وهم: المصرفيون أندرو لادي وجون يولسون والبروفيسور نوري روبيني والمليادير وارن بوفيت والمضارب المالي جورج سوروس والمدير المالي ستيفن آيسمان وميرديت ويتني.
غير أن أغرب المسؤولين عن هذه الأزمة، وفق الغارديان البريطانية، كان الشعب الأمريكي
http://www.arabianbusiness.com/arabic/544852

وأشار كلينتون أن أحد أهم أسباب الأزمة المالية الحالية التي يعيشها الاقتصاد الأمريكي والتي ألقت بظلالها على دول العالم يرجع إلى أن 90 % من الأرباح التي تم جنيها في السنوات الأخيرة ذهبت إلى 1 % من الأمريكيين فقط.


http://www.arabianbusiness.com/arabic/541276

الجمعة، 30 يناير 2009

قل للبقرة: ياسيدتي.. تدّر لك حليباً أكثر

2009/01/29
لندن ـ يو بي آي: وجدت دراسة حديثة أن الابقار السعيدة التي تعامل بشكل جيد ويطلق على كل واحدة منها إسماً خاصاً بها تدرّ حليباً أكثر في بريطانيا.
وبحسب الدراسة، التي أعدتها 'مدرسة الزراعة الجامعية' وقسم الاغذية والتنمية الريفي في بريطانيا وشارك فيها 516 مزارعاً، فإن قطيع البقر الذي يخصص لكل بقرة فيه اسم خاص بها، وتضاف عند التعامل'معها ' لمسة شخصية' تدرّ كمية أكبر من الحليب مقارنة بالابقار التي لا يلتفت إليها وتعامل كحيوانات عادية.
كما بينت الدراسة، الـــتي نشـــرت في مجـــلة 'أنثروزوز'، ان البقرة التي تعامل بشكل جيد تزداد كمية الحليب التي تنتجها مقارنة بالابقار التي تتلقى المعاملة الطبية ذاتها.
في هذا السياق، قال المزارع دنيس غيب، الذي يمتلك مزرعة للابقار مع شقيقه ريتشارد في منطقة إيتشويك خارج نيوكاسيل لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) امس الاربعاء إنه من 'المهم جداً' معاملة كل بقرة على أساس شخصيتها الخاصة بها.
أضاف'إنها (الابقار) لسن مصدر رزقنا فقط بل جزء من عائلاتنا'، مضيفاً 'إننا نحب أبقارنا هنا في إيتشويك ولكل واحدة منهن اسم خاص بها'.
تابع انه عند الاشارة إليها يتم استخدام عبارة 'سيداتنا'، 'لأن لكل واحدة فيهن شخصيتها المستقلة'.
وقالت كاترين دوغلاس التي أعدت البحث 'أظهرت دراستنا أن أصحاب مزارع انتاج الالبان والاجبان في بريطانيا يعتبرون أبقارهم مخلوقات ذكية قادرة على التعبير عن الكثير من عواطفها'، مشيرة إلى 'أن معاملتها برفق لا يكلف شيئاً ويزيد انتاجها من الحليب'.

مجدي أحمد حسين: في غزة رأيت العزة وسأنضم للقسام لو منعت مصر عودتي


مجدى حسين يروى تفاصيل وصوله لغزة بعيدأ عن 'ذل' معبر رفح

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ حسام أبوطالب:
في الوقت الذي كان فيه نشطاء المعارضة المصرية يبحثون عن أمين حزب العمل مجدي أحمد حسين ظناً منهم أنه تم إعتقاله كان هو يقوم بثالث محاولاته للوصول لغزة بشكل فردي، وكانت محاولته الأولى قد منيت بالفشل حيث رفضت سلطات معبر رفح السماح له بالدخول وأعادته للقاهرة. كان ذلك قبل أسبوع لكنه ما لبث أن إحتضن أفراد أسرته وودعهم قائلاَ (أنا رايح غزة) ظنوا بالفعل أنه يداعبهم حيث لم تكن الحرب قد حطت أوزارها بعد لكنه اتجه بالفعل لموقف السيارات المتجهة للعريش والموجود بحي عبود بالقاهرة وبمجرد وصوله لهناك في الثامنة مساء الجمعة الماضي قرر التوجه بغير هدى للحدود البرية لعله يعثر على ثغرة للعبور. غير انه ومن سوء حظه أن السلطات المصرية عثرت عليه وقررت إعادته مرة أخرى للقاهرة، لكنه نجح في العودة للمرة الثالثة وهناك قرر أحد أبناء رفح المصرية ممن تربطه به علاقة صداقة أن يساعده في الوصول حيث تمكن من عبور الحدود بعد العثور على ثغرة أحدثها القصف الإسرائيلي.وبمجرد أن حطت أقدامه على أقدام رفح الفلسطينية تنفس الصعداء، فأخيراً هاهو يحقق حلمه بزيارة بلد الشهداء ومصافحة أولئك البسطاء الذين لم يخفضوا راية الجهاد يوماً إمتثالاً للحديث الشريف (أيما قوم تركوا الجهاد إلا وأذلهم الله عز وجل)ذهب مجدي أحمد حسين لقطاع غزة وهو لا يحمل معه سوى حقيبة سفر وهاتفه الجوال ولم يعرف على من سيطرق الأبواب ليخبرهم بأنه قادم من مصر رغم أنف السلطات التي منعت عبوره بالطريقة الشرعية ليهنئ المواطنين هناك بالنصر ويحتضن الجرحى وأهالي الشهداء.وقد عبر أمين حزب العمل المصري مجدي أحمد حسين عن سعادته الغامرة بزيارة قطاع غزة،الذي دخله عبر ثغرة أحدثها القصف الصهيوني. وقال حسين: لم أر بعيني كل هذا الكرم من قبل رغم أسفاري المتعددة، فبالرغم من المآسي والظروف القاسية التي يمر بها أهالي القطاع، إلا أنني كلما ظهرت في شارع أو مسجد أجد المئات كل منهم يصر على استضافتي، وكانت المشكلة في تلبية تلك العروض والاعتذار للعدد الأكبر منها.ويضيف "أنا لم أذهب بغرض الاستضافة، وإنما للعثور على شيء من الكرامة والعزة وهما العملتان اللتان ندر وجودهما في الكثير من العواصم العربية، بينما هنا في القطاع لم تستطع آلة الحرب والهمجية الصهيونية تركيع أضعف المواطنين في الوقت الذي ركعت فيه هامات كبار المسئولين في المنطقة العربية". ويقول حسين في حديث نشرته جريدة "القدس العربي": "أعطيت ثلاث محاضرات داخل مساجد والأهالي أصروا على أن أقوم بإمامتهم في الصلاة، وكنت أشعر بطمأنينة كبيرة حيث لا ظل ولا أثر لأي من ضباط أمن الدولة، وزرت معظم القرى والمدن وحرصت على الدخول للبيوت التي تم تدميرها، ويضيف: "صدقني كنت أشم رائحة العزة وعطر الشهداء" وكم تضاءل كل الحكام العرب، وعلى رأسهم ذلك الذي يتحدث عن السلام والخيار ويدعي أنه لن يقبل بأن يراق دم مواطن فلسطيني بينما هو يحاصر مليوني فلسطيني منذ عشرين شهرا إرضاء "لإسرائيل وأمريكا" ونفى حسين ما تردده بعض وسائل الإعلام العربية حول تراجع شعبية "حماس" والمقاومة بشكل عام يقول: "لقد رأيت عجبا .. مواطنون فقدوا أسرهم وبيوتهم لكنهم حريصون على الجهاد والمقاومة، ورجال تخطوا الستين من العمر يسأل أين الجناح العسكري للقسام من أجل أن ننال فضل الشهادة أو النصر". ويؤكد حسين: "الذين راهنوا من الحكام والمسئولين العرب على زوال المقاومة وانتهاء زمن البندقية أكثر خلق الله ندماً الآن وذلك لأنهم خسروا الرهان.. لقد كان مهماً أن آتي إلى هنا بنفسي لأرى كيف أن العالم العربي يغرق في الأكاذيب بينما الحقيقة الوحيدة على الأرض موجودة هنا، وهي أن الحل لن يكون أبداً عبر التفاوض .. الحكام العرب يريدون أن يسرقوا ما تبقى من أعمار الفلسطينيين في وهم التفاوض كي لا تزعجهم المظاهرات، بينما كلنا نعرف أن الأقصى والقدس وسائر الأرض لن تعود إلا بالبندقية وبالمدفع". وقد زار مجدي حسين مستشفى الشفا ونقل المشاهد الفظيعة التي رآها للأطفال الفلسطينيين، ولشباب مبتوري الأيدي والأقدام وبالرغم من ذلك وجد على وجوههم "آثار الشعور بقرب النصر (صدقني شعرت أنني أنا العاجز والمشلول)، على الأقل هؤلاء لن يجدوا أمامهم رجال أمن مركزي من نفس جنسيتهم سخرهم النظام لقتل أشقائهم كما هو الحال عندنا في مصر"، كما زار العديد من الجمعيات والمصانع المهدمة وكان أشدها قسوة قرية عبد ربه التي هدمت بكاملها. وفي نهاية تصريحاته يقول: "أعرف أنني سأواجه المزيد من المتاعب عند عودتي لمصر الأسبوع المقبل، وقد يمنعوني من الدخول من رفح، وإذا ما فشلت في العودة فياريت كتائب القسام تقبلني جندياً في صفوفها على الأقل أرفع رأسي المنحنية دائماً في القاهرة، هنا صدقني الجنة تبدو قريبة جداً عن أي عاصمة عربية أخرى".


http://www.alquds.co.uk/test/index.asp?fname=2009\01\01-29\28z41.htm&storytitle=ff%C3%E3%ED%E4%20%CD%D2%C8%20%C7%E1%DA%E3%E1%20%C7%E1%E3%D5%D1%ED%20%ED%D1%E6%EC%20%CA%DD%C7%D5%ED%E1%20%E6%D5%E6%E1%E5%20%E1%DB%D2%C9%20%C8%DA%ED%CF%C3%20%DA%E4%20'%D0%E1'%20%E3%DA%C8%D1%20%D1%DD%CDfff&storytitleb=%E3%CC%CF%ED%20%C3%CD%E3%CF%20%CD%D3%ED%E4:%20%DD%ED%20%DB%D2%C9%20%D1%C3%ED%CA%20%C7%E1%DA%D2%C9%20%E6%D3%C3%E4%D6%E3%20%E1%E1%DE%D3%C7%E3%20%E1%E6%20%E3%E4%DA%CA%20%E3%D5%D1%20%DA%E6%CF%CA%ED&storytitlec=

مهازل مصرية - مقتطفات


مقتطفات من كتابات أسامة غريب - المصري اليوم

فضيحة أخرى نشرت تفصيلاتها الصحف فى شهر أغسطس الماضى عن محام تم ضبطه متلبساً داخل لجنة الامتحان بكلية الحقوق يجلس على مقعد الطالب هشام سامح عاشور، ابن نقيب المحامين، وبحوزته رقم الجلوس الخاص بالطالب.

وقد اعترف المحامى الغشاش بأنه حضر لأداء الامتحان دون علم الطالب، فلما سألوه عن رقم جلوس الطالب وكيفية وصوله إليه، قال إنه استولى على رقم الجلوس من خلف ظهر ابن نقيب المحامين ودون علمه!

هذا وقد قامت الجامعة بفصل الطالب سنتين وتم تحويل الأمر إلى النيابة التى أفرجت عن المتهم بكفالة بعد أن اعترف على نفسه بالقيام بالتزوير وكذلك سرقة رقم جلوس الطالب.

وقد علل الأستاذ سامح عاشور وقتها الحدث بمؤامرة يقودها ضده خصومه فى النقابة، وهو الأمر الذى نفاه هؤلاء الخصوم وتساءلوا فى دهشة: إذا كنا نحن الذين حرضنا المحامى على أن يسرق رقم جلوس الطالب ودبرنا ذهابه إلى الامتحان فى يوم يتصادف غياب الطالب فيه، وفعلنا كل هذا لأجل إلصاق تهمة التزوير بابن النقيب فلماذا نفى المحامى أى علاقة للطالب بالموضوع ولم يكمل سيناريو المؤامرة وشال القضية لوحده؟

**********************

عند قدوم السيدة تسيبى ليفنى إلى القاهرة عشية العدوان الإسرائيلى على غزة.

يومها اجتمعت وزيرة الخارجية الإسرئيلية بالرئيس مبارك. وعلى الرغم من مصاحبة أحمد أبوالغيط المُناظر للوزيرة الإسرائيلية فى المنصب لضيفته، فإن أحداً لم يدْعه للحضور وطُلب منه الانتظار بالخارج.

وبعد أن فرغت ليفنى من مناقشة كل ما حضرت بشأنه خرجت لتعلن على الملأ قراراتها الدموية بتدمير غزة وإلى جوارها الوزير أبوالغيط. هذا وقد ربط الناس بين وقوف ليفنى بين يدى أبوالغيط ثم وقوعها بين يديه فى مشهد إنسانى مؤثر، وبين تصورهم أن أبوالغيط كان يعلم بكل تدبير إسرائيل ويوافق عليه، والله وحده يعلم أن الوزير المصرى كان «قاعد برة» ولم يسمع أى شىء.

وأتصور أن وزير خارجيتنا قد حمل فى صدره غضباً شديداً على السيدة ليفنى، حيث لم يجرؤ وزير خارجية قبلها أن يتركه بالصالون وحده.. صحيح أنها طلبت له عصيراً قبل أن تغادره، لكن هذا لا يشفع لها فعلتها.

وهو على أى حال لم يستقبل فعلتها بالصمت، لكن يقال إنه دعا عليها فى سره، ولعل صبره عليها راجع إلى ما عرف عن الرجل من سعة صدر، فضلاً عن أن «القمْصة» فى هذه الأمور قد تكلفه منصبه، وبهذا لا يعود قادراً على خدمة القضية الفلسطينية من على القهوة!

******************

وبالمناسبة فلست ألوم السيد أبوالغيط الذى تصرف كجنتلمان مع السيدة ليفنى حين أمسك يدها عندما كادت تزل، فهذه هى تقاليد مصر النابعة من حضارة كذا ألف سنة، لكن الأمر المحير هو الحوار الذى دار ويدها فى يده.. صرح بعض العارفين أن السيد أبوالغيط قال لها : تسيبى؟ فقالت له: عيون تسيبى، فرد مرتبكاً: أقصد تسيبى إيدى علشان كلام الناس!

******************

الوزير المصري والوزير الشومبونجي

 
 بقلم   أسامة غريب    ٢/ ١٠/ ٢٠٠٨

لم أصدق الخبر الذي طيرته وكالات الأنباء عن تحرير الرهائن الذين تم اختطافهم داخل الصحراء المصرية أثناء رحلة السفاري، ولم أشارك الألمان والطلاينة والرومان وقبلهم المصريون طبعاً فرحتهم بالنهاية السعيدة، وعودة المختطفين إلي ديارهم.

وذلك لسبب بسيط للغاية هو أنني قد سبق لي أن عشت هذه المشاعر من قبل، وخفق قلبي بالسعادة قبل أسبوع من الآن، عندما أعلن الوزير الفنان أحمد أبو الغيط وهو يقف بجوار كوندوليزا رايس في المؤتمر الصحفي بنيويورك أن جميع الرهائن تم تحريرهم، وأنهم جميعاً بخير وبصحة جيدة.

 في هذا اليوم أحسست بفرحة غامرة لم يقلل منها النفي القاطع الذي أصدرته ألمانيا وإيطاليا لهذا الخبر المضروب «طبقاً لتوصيفهم» ولم يشوش علي سعادتي النفي المصري أيضاً للخبر باعتباره عارياً تماماً ولا يرتدي، حتي، لباساً داخلياً.

فرحتي لم تتأثر لأن ثقتي بالوزير أحمد أبو الغيط لا حدود لها، ولو اجتمعت الدنيا كلها علي تكذيبه ما صدقتهم. وكنت أضحك طوال الأيام الماضية عندما أقرأ كل يوم أنباء كاذبة عن رصد عناصر الخاطفين علي الحدود السودانية.

 وفي اليوم التالي أقرأ عن دخول الخاطفين والرهائن إلي الأراضي الليبية، وبعدها يقولون إن الجميع قد انتقلوا الي تشاد، ويتخلل هذه الأخبار فاصل من الهمهمات عن مفاوضات بشأن الفدية والدولارات وقرب تحرير الرهائن..

كل هذا وهم لا يعلمون أن الطليان قد عادوا لبلادهم وربما يأكلون سباجيتي في روما، وأن الألمان قد عادوا لبلادهم وربما يأكلون جوتنمورجن بالكريمة في ميونخ، وأن السائحة الرومانية لا شك قد عادت إلي بوخارست وربما كانت تتناول فخفخينا قرب قلعة دراكولا.

هذا وقد آلمني أشد الألم ما قرأته للأستاذ وائل عبد الفتاح في عموده بصحيفة «الدستور» عندما وصف أبا الغيط بأنه وزير «شومبونجي» في محاولة منه للتشكيك في الخبر، وفي ظني أن التاريخ سيثبت لكل المشككين أن الرهائن تم تحريرهم يوم أعلن أبو الغيط ذلك، وأن تأجيل إعلان الخبر حتي يوم الاثنين ٢٩ سبتمبر قد تم لأسباب فنية!

نفس إساءة الفهم والنية السيئة التي تعامل بها الأشرار مع السيد أبو الغيط وتصريحه عادوا وتعاملوا بها مع الوزير الفنان أمين أباظة وزير الزراعة الذي كان قد أعلن منذ فترة عن اتفاق مصر مع أوغندا علي زراعة ٢ مليون فدان ستقوم مصر بتسلمها وزراعتها قمحاً، وقد أفاضت الصحف في الحديث عن التعاون المصري الأوغندي وعن أفريقيا، التي آن الأوان أن نعود إلي حضنها الدافئ بعد أن جربنا أحضاناً باردة كثيرة.

وقتها أحسست أن الأحلام ما زالت ممكنة ما دام الوزير علي كرسيه، ووجدتني أسرح بفكري مع الرغيف الأوغندي الذي ستخبزه الأفران في بلادي، واحترت كيف أستقبله وهو خارج من الفرن «مهفهف»؟ هل أجعل موزة ضاني تنتظره؟ هل أحشوه كفتة أم أملأه جمبري أم أغمس به خُبّيزة؟

 وحلمت بنهاية عصر الطوابير ورأيت مليارات الأجولة من الدقيق تتحول إلي مكرونة ولازانيا وبتي فور وبتي بان، غير العاشورة والبليلة وما يستجد. ولكن لأنه لا يطيب للغربان الناعقة أن تتركني في حالي فقد فُجعت بخبر علي لسان مسؤول رفيع في الحكومة الأوغندية ينفي جملة وتفصيلاً حكاية الاثنين مليون فدان ومشروع القمح والتعاون المشترك.

وقال إن زيارة وزير الزراعة مع وزير الخارجية أوغندا كانت زيارة مجاملة ولم تتطرق إلي أي كلام عن الزراعة أو القمح أو حتي الذرة العويجة!!.

 طبعاً كان يمكن لأي أحد في مكاني أن يستسهل ويتشكك في تصريح الوزير المصري ويسرح مع السارحين الذين تحدثوا حديثاً سخيفاً ذكروا فيه أسماء غريبة مثل أبو لمعة الأصلي والخواجة بيجو، لكن لأنني لست أي أحد فما زلت عند إيماني بأن الفدادين الأوغندية ستكون من نصيبنا، وسنكون كرماء للنهاية فلن نحرم الشامتين من رغيف كمبالا المُحسّن.

ويبدو أن للأشرار نصيباً وافراً في حديثنا اليوم، فقد تناولوا بسوء تصريح الوزير الفنان فاروق حسني بعد حريق المسرح القومي عندما تحدث سيادته عن كوبري الأزهر، وكيف أنه السبب في كل البلاوي التي تحدث لوزارة الثقافة وحمّل الكوبري مسؤولية الحريق. وأقول لكل من تندروا علي التصريح: اتقوا الله وكونوا منصفين.

 أنا شخصياً أشارك وزير الثقافة رأيه في كوبري الأزهر الذي تسبب في حرائق كثيرة، لم يكن أولها حريق المسرح القومي، فنفس هذا الكوبري سبق أن أحرق صينية المكرونة في فرن أم أحمد سالمة الصيف الماضي، وهو أيضاً الذي لسع طرف الجاكيتة عند سعفان المكوجي، كما تسبب برعونته في طلاق مسعدة وزغلول.

يجب أن نكف عن البطر الذي يذهب بالنعمة ونحمد الله علي وزرائنا، ونكف عن السخرية من وزراء جمهورية شومبونجو الذين لا يعرفون النتش والفشر والنخع!


*************

في شهر رمضان، وفي أحد بلدان الخليج، كنت أستمع إلي الراديو، عندما بدأ برنامج ديني واستمعت إلي الشيخ يرد علي أسئلة الجمهور. أنا بطبعي لا أتحمس كثيراً لفكرة طرح الأسئلة علي الشيوخ والقساوسة، وأري أن السائل في كثير من الأحيان يكون أصفي قلباً وأنقي سريرة وأكثر ورعاً وتقوي من المسؤول الذي يأكل بقلاوة علي حساب الناس الطيبين، عندما يستفتونه فيما لا يستحق الفتوي.

كان السؤال يقول: هل يجوز للفتاة الخليجية أن تتزوج من رجل من خارج الديار؟ وكانت الإجابة المفجعة تقول: نعم يجوز.. ولكن. وجدت نفسي مبهوتاً ولم أشأ أن أستمع إلي أي شئ آخر بعد أن قال الرجل: يجوز ولكن، وأغلقت الراديو في غضب. لم تكن كلمة (ولكن) هي التي أغضبتني، ما دفع الدماء حارة إلي نافوخي هي كلمة «نعم يجوز».

أغلقت الراديو وأنا أسب وألعن السائل التافه الجاهل الذي سمح لنفسه أن يسأل الشيخ عن جواز زواج المسلم بالمسلمة! وأخذت أدعو الله أن ينتقم من الشيخ العنصري الملعون الذي تلقي السؤال ببساطة وأجاب عنه ببساطة أشد دون أن ينهر السائل ويرده عن طرح السؤال الغبي والمعبأ بالعنصرية، التي تنسف الأسس التي قام عليها الإسلام ذاته.

**************

وما الحكم فيمن يتقاعس عن إنقاذ الناس وهي تصرخ طلباً للغوث من تحت الأنقاض؟ ومثل: ما حكم الدين فيمن يمنح أراضي مصر للمجرمين بالمجان ؟ وما قول الشرع فيمن يأخذون الأراضي ثم يحصلون بضمانها علي مليارات الجنيهات قروضاً من البنوك، ويبيعون المدن التي بنيت بأموال شعب مصر علي أرض المصريين ويقبضون ثمنها، ثم يتسلّون بمضاجعة النساء قبل أن ينحروهن في النهاية؟.

ومثل: ما حكم تصدير الغاز لإسرائيل؟ وهو السؤال الذي تم توجيهه فعلاً قبل رمضان للشيخ الكُبّارة فلم يجد سوي أن يقول: أنا غير متخصص والأمر يحتاج إلي فنيين يفهمون في مثل هذه المسائل، وهو الأمر الذي يدفعنا إلي المطالبة بإنشاء معاهد دينية تخصُّص مازوت!. عم الشيخ لا يفهم في المسائل الفنية.. هو يريد أسئلة من عينة حكم من يتحسس نعجة غاب تيسها!

في عصور الانحطاط يفسد الجميع، والمشتغلون بالدين ليسوا استثناء من هذا، فلعل الديمقراطية المرتجاة إذا ما انتزعناها في يوم من الأيام تعيد لبعض رجال الدين لسانهم الذي لم يعد ينطق إلا كفراً!


**************

 إن ما يثير دهشتى هو شعورى بالجهد الكبير الذى يبذله القائمون على القناة قناة «أو تى فى» من أجل استبعاد أى لفظ به رائحة اللغة العربية حتى لو كان سهلاً ومألوفاً وأكثر قرباً لأذن عموم المصريين فعلى سبيل المثال عند التنويه عما سيعرض تالياً لا يقولون «بعد قليل» لكن يقولون «كمان شوية»، مع أن «بعد قليل» أسهل كثيراً، لكنه الرفض المطلق للفصحي.

 لا أستطيع تجاهل أننى للمرة الأولى فى حياتى أسمع نشرة أخبار تقدم بالعامية!!.

 كذلك لا أستسيغ كلمة «شوف» الموجودة دائماً على شاشتهم، لأن كلمة «شاهد» أحلى وأكثر تعبيراً لأنها تعنى المشاهدة والشهادة معاً، أى «تفرّج وكن شاهداً» لكنهم يستبعدونها لحساب «شوف». والأمر العجيب أننى عندما تحريت الأمر قيل لى إن هذا ما هو إلا إخلاص شديد لمصريتنا!

 وهو الأمر الذى أذهلنى لأن اللغة العربية هى لغة المصريين وليست لغة الهكسوس، وإذا كان حال العرب اليوم لا يشجع على الانتساب إليهم فإن حالتنا لا تقل «وكسة» عنهم، وإذا كان البعض منا يبغض العرب ويتأفف منهم فما ذنب اللغة الجميلة بأشعارها وآدابها والتى ليس لنا لغة سواها؟.

 وإذا كان البعض يتصور أن العربية الفصحى هى لغة «المستعمر العربى» التى فرضها على المصريين، فلنا الحق أن نضحك حتى تنفجر أحشاؤنا، لأن عاميتنا الهابطة هى نفس لغة ذلك المستعمر!بعد أن أضفنا إليها لمسة خراب، ولم نذهب بعيداً عنها لكننا ذهبنا لأسفل!.

ولعل النظر الى شعوب أمريكا اللاتينية يوضح مقصدى، فهى شعوب تتحدث الاسبانية (لغة من كان مستعمراً فعلاً) ولا تجد فى ذلك مشكلة، بل إن روايات جارثيا ماركيز وإيزابيل الليندى وأشعار بابلو نيرودا مكتوبة بالإسبانية التى لا يعرفون سواها، ولا أظنهم كانوا سيستدعون لغة الأباتشى لإثبات كولومبيتهم أو فنزويليتهم وشيليتهم!


**********************

قلت: ألن تبدأوا بالفقرة التى سجلناها بالبيت: قالوا: معلش مافيش وقت سنكتفى بالهواء!!. كدت أبكى كمداً، وبدأ المذيع الشاب: مصر ليست أمك.. لماذا؟ قبل أن أفتح فمى كانت زميلته الرقيقة قد أجابت عن السؤال بدلاً منى واستمرت: نعلم أن مصر بها بعض المشكلات، لكن النماذج الإيجابية موجودة، ويكفى أن لدينا الدكتور زويل و.. و.. بعد أن فرغت من المونولوج الطويل قلت لها عامداً وضارباً كرسيًا فى الكلوب: نعم أنا أحب الدكتور زويل العالم الأمريكى العظيم. قال المذيع: الدكتور زويل مصرى ويفخر بمصريته.

قلت له وقد أخذ الغضب يزول وبدأت أنتشى: أنا أقصد أن الدكتور زويل حقق تفوقه العلمى ونجاحه بفضل فراره من مصر ولو كان قد بقى لما استطاع حتى أن يحصل على جائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون!

ثم أتبعت إجابتى بضحكة مجلجلة. امتقع وجه المذيع وتلعثمت المذيعة ووضح لى أنهما يستمعان فى سماعة الأذن إلى توبيخ وتعليمات فورية بإنهاء الحلقة. فقالا: نشكر الضيف ونرجو أن تكونوا... إلخ.


*****************

في ذلك الوقت قرأت حواراً لـ «صدر الدين أغاخان» زعيم الطائفة الإسماعيلية في إحدي المجلات، وكان السائل يستنكر عليه، وهو الرجل المثقف، أن يترك بعض أتباعه يعتقدون بألوهيته، ويتركهم يقدسونه ويتبركون به دون أن يحاول أن يفهمهم أنه مجرد إنسان لا يفترق عنهم، وأنه ليس مقدساً ولا محصناً. كان رد الأغاخان عجيباً.. قال للصحفي: لعلك تعلم أن كثيراً من الناس في منطقتنا الجغرافية يعبدون البقر ويقدسونه، وأتصور أنني أفضل قليلاً من البقرة!!.

هذا الحوار حسم الأمر عندي، وجعلني أفلسف الأمر وأبدأ في تقبّل اللقب لقب بك دون غضاضة، فشرعت في تعويد نفسي عليه دون أن أضحك عندما أسمع أحداً يناديني به، وكنت في هذا متأسياً بالأغاخان، وظللت أذكّر نفسي دائماً عندما ألمح منها شبهة تمرد بأنني في كل الأحوال.. أفضل من البقرة!.


********************************

منذ عدة أسابيع أثناء انعقاد منتدي دافوس الاقتصادي بشرم الشيخ أقيم حفل ساهر كبير بمناسبة الحدث قام بإحيائه تامر حسني. وقرأنا صباح اليوم التالي أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء خاطب تامر أثناء الحفل وقال له: أنت قدوة للشباب ونحن فخورون بك. أردت بعدها أن أتصل بالدكتور نظيف لأؤكد له أننا نعتبره هو أيضاً قدوة للشباب وأننا فخورون بسيادته لأنه فعل بهذا الوطن أشياء لا يقدر عليها سواه، ويكفي أنه وصل الي أرفع المناصب السياسية في مصر دون أن يكون مهتماً بالسياسة في أي وقت حتي بعد أن أصبح رئيساً للوزراء!.


******************






كرباجك يا عم الحكيم


بقلم   أسامة غريب    ١١/ ١٢/ ٢٠٠٨

أشعر بالحزن عندما أرى إنساناً قد حظى بقدر كبير من التعليم وانفتحت أمامه الدنيا على مصراعيها، ورغم ذلك إذا تحدث تطاير منه الهراء فى الجو. ويضايقنى أكثر أن يكون محل ثقة الناس وقد يرددون كلامه، دون أن يتصوروا أبداً أن البعيد.. حمار.

كنت فى العيادة عند واحد من أكبر الأطباء صيتاً وشهرة، وتطرق الحديث بينه وبينى إلى أحوال البلد والانهيار الشامل الذى أصاب كل شىء. كان من رأى سيادته أن هذا الشعب (المصرى) هو شعب مدلل، والحل الوحيد حتى تنتظم الأمور وتعود الحياة إلى طبيعتها هو الكرباج!!. أجل.. كان هذا هو رأى الطبيب الكبير، الذى تطوع به دون أن أطلبه. الحل لكل مشاكل المصريين هو استعمال الكرباج معهم.

 اقشعر بدنى وأنا أستمع إلى روشتة حكيم الزمان من أجل علاج مصر من الفساد وتدنى الخدمات وانعدام الضمير وتهاوى الأخلاق وانهيار التعليم والعلاج والثقافة . والغريب أنه لم يقترح الكرباج علاجاً نقوّم به المجرمين، الذين نهبوا البلاد وأفسدوا العباد، وإنما يريد أن يضرب به الضحايا!.

قلت له: ألا ترى يا دكتور أنك تجنح نحو المبالغة بسبب ضيقك، الذى أفهمه من سلبية الناس واستكانتهم للظلم؟. قال: هذا الشعب الكسول لا أمل فيه، وقد أفسدته بالأساس مجانية التعليم وجعلت كل جربوع يريد أن يصبح طبيباً!. زادت دهشتى وقلت: يا دكتور هذا الكلام كان من الممكن أن يقال منذ ٣٠ سنة عندما كانت هناك لا تزال مجانية وكان هناك تعليم، ووقتها بالطبع كنت سأرد على كلامك وأفنّده..

 أما الآن فلا وجه لترديده من الأساس. لم تكن هذه هى المرة الأولى التى أستمع فيها إلى هذا الرأى الفاسد، سواء عن الشعب اللى عاوز ضرب الكرباج أو عن المجانية التى خربّت التعليم..استمعت إليه مرة من ماسح أحذية ومرة من سمكرى سيارات وأكثر من مرة من عجلاتى ومكوجى وقرداتى، مع إن الكرباج كلما لاح لا يطول سواهم، ومع أن المجانية الحقيقية هى أملهم الوحيد، لكن عذرهم أنهم أناس بسطاء لا تسمح لهم حصيلتهم المعرفية إلا برؤية الغابة التى يحيون فيها والعذاب الذى يصلون ناره، ويتطلع كل منهم إلى شىء من الإنصاف، ولا يتصور الحل إلا من خلال كرباج عادل ومعادل للكرباج الظالم الذى يلهبهم.

أما هذا الحكيم الذى لف وطاف وشاف وقرأ وسمع وتعلم فما عذره؟ ولماذا يمتلك نفساً شريرة إلى هذا الحد؟ ثم وهو الأهم كيف تصور أن هذا الكلام سيقع منى موقعاً طيباً، وكيف خطر بباله أننى قد أوافقه عليه. هل اعتاد فى عيادته الفخمة أن يلتقى المشتغلين بالكتابة والصحافة واعتاد أن يتداول معهم هذه الأفكار الفاسدة، وربما بعض الجاهلين منهم قد علموه هذا الكلام فأراد أن يبهرنى بثقافته؟.

هل تصور أن حاجتى إلى روشتته وعلاجه ستجعلنى أهز رأسى موافقاً على كلامه الفارغ؟. ربما كان محقاً إذا تصور هذا لأننى كثيراً ما أُعرض عن الجاهلين ولا أجادلهم، أما هذه المرة ومع هذا الجاهل بالذات، الذى لهف فى الكشف ٢٠٠ جنيه، فلم أشأ أن أتركه يسعد بتخاريفه.

قلت له: يا عم الحكيم ألا تكفينا كرابيج المملكة، فتريد أن تزيد إليها سياطاً جديدة؟ ثم من أخبرك أن المصرى لا يتم جلده كل يوم من صحوه عند شروق الشمس حتى إغمائه بعد منتصف الليل بالبطالة والغلاء والذل والهوان، فى المواصلات والمصالح الحكومية وطابور العيش وأقسام الشرطة والمدارس والمستشفيات.

 المصرى يتم جلده إذا دخل مستوصفاً أو عيادة طبيب أو معمل تحاليل، وتهدر كرامته إذا تعامل، ليس مع مخبر وأمين شرطة، وإنما إذا تعامل مع طبيب أو تومرجى أو ممرضة، ويتم سلخه من الثلاثى المرح السابق ذكره، كل بقدر اجتهاده. هل تعلم أن الممرضة التى تنظم الدخول اليك قد هبشت منى ٢٠ جنيهاً حتى لا تقذف بى لموعد مع سيادتك قرب الفجر. كل من يقدمون الخدمة الطبية يظهرون للمريض الوجه الخشب ولا يبتسمون له إلا بقدر امتلاء محفظته.

 وخدمتهم رغم ذلك متدنية وبدائية. وفى الغالب لا يتورع الطبيب الباطنى عن إرسال المريض لأصدقائه الجراح وإخصائى القلب وطبيب العظام والعيون والأسنان ومعمل التحاليل والأشعة ليأخذ كل منهم نصيبه من الغنيمة.

مصر هى البلد الوحيد الذى يموت الناس فيه من افتقاد العلاج فى الوقت الذى يعانى الدكاترة من البطالة، ويذهبون لبلاد الزفت والقطران، حيث يتم ضربهم فعلاً بالكرباج!! هذا الشعب يحتاج إلى الرحمة يا عم الدكتور لا إلى الكرباج.

خرجت من عنده أنظر الى الروشتة التى كتبها لى فى شك، ثم حسمت أمرى وقمت بتمزيقها لأننى بصراحة خفت منه، وعقدت العزم على أن آخذ عسل نحل وحبة البركة، فإذا استمر ألم المعدة فسأسافر إلى بلاد تحنو على الإنسان ولا يفكر كبار أطبائه فى ضرب الناس بالكرباج!.

شهادة هند رستم وشهادة مأمون عجمية

بقلم   أسامة غريب    ٢٤/ ٥/ ٢٠٠٧

أتابع بإعجاب ما يكتبه الأستاذ أحمد المسلماني من خلال حواراته لتدشين حركة المؤرخين الجدد، وتدهشني اختياراته لشخصيات قريبة من قلب الجمهور المصري، وتتسم في الوقت ذاته بالتلقائية والبعد عن التقعر أو ادعاء ما لا يعتقدون.. هذا بصرف النظر عن رأيي في شهاداتهم.

في الوقت نفسه تحظي هذه الشهادات بمتابعة دقيقة من رجل حرفته الأساسية هي التاريخ، ونكبته أيضا جلبها له هوسه بالتاريخ، ذلك هو الأستاذ مأمون عجمية مدرس التاريخ السابق، وقد صار الرجل سابقاً بعد أن دأب علي تنحية منهج الوزارة جانباً وتدريس ما يحلو له علي غير ما يذكر الكتاب المدرسي، الأمر الذي دفع بالوزارة إلي فصله نهائياً.

أخبرني الأستاذ مأمون أنه علّم تلاميذه أن التاريخ هو الحكايات الكاذبة المسلية التي تجعل أسافل الناس أبطالاً من خلال التواطؤ علي إخفاء الحقيقة من جانب أعوان المجرم، في ظل صمت الشهود الحقيقيين وكتمانهم للشهادة، وقال لي إن أحداً لا يمكنه أبداً أن يعرف حقيقة ما جري في أي عصر من العصور، حتي الأحداث التي تقع أمامنا ونحن علي القهوة جلوس، سوف تتعدد الروايات بشأنها ولن يبقي منها سوي رواية أشدنا بأساً وأوسعنا نفوذاً،

وبناء علي هذا التصور أخذ الأستاذ مأمون يروي للأولاد في حصة التاريخ عن أخبار دولة المماليك الجوية التي حكمت مصر في العصر الحديث تمييزاً لها عن دولة المماليك البحرية التي عرفت سلاطين عظاماً خاضوا أعظم المعارك مثل السلطان «وحشُمُرالبندقداري» صاحب الضربة البحرية الذي انتصر علي السلطان «البيكيكي» وأغرق أسطوله في موقعة «متشخرمين».. هذا وقد حاول مفتش المادة أن يفهم من الأستاذ عجمية أين قرأ عن موقعة متشخرمين هذه، وأي المراجع استند إليها..فلم يصل إلي شيء، مما عجل بقرار الرفت والجلوس الأبدي علي القهوة.

ولهذا كانت سعادته بالغة عندما بدأ يقرأ شهادات أناس بعيدين عن منهج الوزارة عما حدث في مصر خلال الخمسين سنة الماضية، وقد أسّر لي بعد قراءته لشهادة السيدة فاتن حمامة والسيدة هند رستم أنه سعيد بما قرأه لأنهما خرجتا علي الكتاب وأدليتا برأيهما الحقيقي (رغم اختلافه التام مع مجمل شهادتيهما)،

 لكن نبرة حزينة تبدت في صوته وهو يقول: هند رستم ابنة باشوات كانت تذهب إلي العزبة وتستمتع بفرحة الفلاحين لظهور الباشوات بطلعتهم البهية، وفاتن حمامة ابنة بكوات يتبرؤون من مصر عند الهزيمة ويدّعون أنهم أتراك، سألته وما الذي يحزنك إلي هذه الدرجة فقال لي بحدة: يعني ماحدّش أمه غسّالة غيري؟!

 قلت له :بلي هم كُثر ولكن لا يعترفون.. و لمن لا يعرف الأستاذ مأمون، هو أحد أبناء ثورة يوليو المخلصين الذين استفادوا من أهم إنجازاتها وهو إشاعة التعليم علي نطاق واسع وإتاحته بالمجان، الأمر الذي مكنه من الالتحاق بالجامعة والحصول علي ليسانس التاريخ، وقد ظل علي ولائه للثورة ولم ينتقص من هذا الولاء إدراكه أن بعض رجالها كانت لهم أهداف أخري علاوة علي الأهداف الست المعلنة.. من بينها الحصول علي شاليهات المنتزه، وشقق في عمارات الإيموبيليا ويعقوبيان وإستراند، والاستيلاء علي نساء الطبقة الراقية،

كما أن بعض الثوار تفرغ للحصول علي نصيبه من الراقصات والمغنيات، وإذا كانت السيدة هند رستم تنفي أن أحداً قد حاول استغلال الفنانين علي نحو سيئ، كما ورد في مذكرات البعض، فإن الأستاذ عجمية يري أن الثورة التي كرمت الفن والفنانين، قد أوغل بعض رجالها في التكريم إلي درجة أن الفنان محمد عبدالوهاب الذي مدح الحكام من أول السلطان حسين كامل حتي الرئيس مبارك كان يغني في منزل أحد الثوار وفرائصه ترتعد من الخوف!.

كل هذا غفره لهم قياساً بالإنجازات التي تحققت والتحديات التي واجهتها الثورة في الداخل و الخارج، لكن ما لم يغفره أبداً هو رحلة صعود الواد «شولح» الذي كان زميلاً له بالمدرسة و كانت أمه الست مُحبات تبيع نبوت الغفير علي باب المدرسة، ولأنه كان متوسط المستوي فلم يستطع سوي الالتحاق بكلية الشرطة أيام أن كانت تقبل أبناء المصريين! ـ علي حد قوله ـ تخرج شولح وصار ضابطاً،

ولكنه لم يستطع أن يشعر بالسيادة إلا علي حساب الفقراء من أمثاله، وماتت الست محبات وهي تدعو علي البطن التي أنجبت جاحداً مثله، ثم ترقي شولح وصار محافظاً فجعلت الناس تتحسر علي أيام السلطان «بشاميل»، حيث كانت السرقة بالمعقول!.

مشكلة الأستاذ مأمون الوجودية الحارقة هي: أيهما أشد فتكاً بالمصريين.. حكم الباشوات ذوي الأصول الأرستوقراطية الذين لا يعرفون عن مصر سوي أنها منجم للعمالة والخدم بأجر بخس، أولئك الذين تري السيدة هند رستم أنهم كانوا محبوبين من أقنان الأرض.. أم حكم المصريين أبناء من كان يسرح بقرد، ومن كان يبيع أم الخلول فلما أوصلته تضحيات المصريين لأعلي السلم ركل السلم بقدمه ليمنع صعود غيره وصار أشد غلظة علي أهله من الأعداء..

والدليل أن كل الذين يعادون مجانية التعليم اليوم هم الذين تعلموا حتي الدكتوراه من كندا وأمريكا علي حساب فقراء المصريين، وهم أمثال شولح زميل الأستاذ مأمون الذي عصف بما تبقي للرجل من عقل وجعله يدرك أن كل تضحيات مصر بلا مرجوع!

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=61923


الأربعاء، 21 يناير 2009

اشمعنى الامريكان في تنصيب رئيسهم بيصلوا

اشمعنى الامريكان في تنصيب رئيسهم بيصلوا اهو وماحدش قال عليهم دولة دينية متخلفة؟ اشمعنى احنا اللي دينا بس هو اللي متخلف؟
اشمعنى بيصلوا صلاة مسيحية وعندهم بوذيين ويهود ومسلمين ولا دينيين وشهود يهوا ومن كل الاديان وما حدش قال لهم انتوا بتتجاهلوا الاقليات ليه؟ امريكا للامريكيين. وللا لازم الصلاة تبقى بالانجليزي؟
طب ترجموا الفاتحة بقى يا شباب

http://www.tahyyes.org/2009/01/blog-post_1067.html