الاثنين، 4 أكتوبر 2010

رؤيا بطرس

The Apocalypse of Peter

Translated to Arabic by Jesus is Muslim
Translated to English by James Brashler and Roger A.Bullard

حين كان المخلص جالسا في الهيكل في السنة الثلاثة مئة من العهد وإتفاق الأعمدة العشرة, وكان راضيا عن عدد الأحياء ,الأجلاء النزيهين, قال لي ," بطرس, مباركين الذين هم فوق منتمين للآب, الذي كشف الحياة لمن هم من الحياة, من خلالي, حيث اني ذكرتهم ان من يبني على ما هو قوي , سيسمعون كلمتي, ويفرقون بين كلمات الفساد وانتهاك القانون وبين الصلاح, حيث انه من فوق كل كلمة إمتلاء الحق, أصبح منيرا برضى من الذي تنشد منه المبادئ. لكنهم لم يجدوه, ولم يذكر في أي من أجيال الأنبياء. وقد ظهر الآن بين هؤلاء, الذي فيه ظهر, إبن الإنسان, الذيمُجدَ فوق السماوات في خوف الإنسان من شبه الجوهر. لكنك أنت, يا بطرس, أصبحت كاملا منسجما مع إسمك ونفسي, الذي اختارك,لأنه منك أسست قاعدة بقايا من أستدعيت للمعرفة. لهذا كن قويا إلى تقليد الصلاح- الذي منه يستدعيك ’ مستدعيا إياك لمعرفته بطريقة تستحق الفعل بسبب الرفض الذي حدث له, ووتر يده ورجليه, وتاج من في جانب الوسط, وجسد شعاعه الذي احضروه متمنين ان يخدم بسبب جائزة الشرف – لأنه كان على وشك ان يوبخك ثلاثة مرات في هذه الليلة."

وبينما كان يقول هذه الأشياء, رأيت الكهنة والناس يركضون نحونا حاملين حجارة, كما لو كانوا سيقتلوننا, وكنت خائفا من ان نموت.
وقال لي ," بطرس, لقد اخبرتك مرات عديدة انهم عميان بلا هاد. اذا أردت ان تعرف عماهم, ضع يديك على عينينك وقل ما الذي تراه."
وحين فعلت ذلك, لم أرى شيئا. قلت" لا أحد يرى ( بهذه الطريقة)."
ومرة اخرى قال لي " افعل ذلك ثانية."
فشعرت بخوف وبهجة , لأني رأيت نورا جديدا اعظم من نور النهار. ونزل على المخلص . واخبرته عن الأشياء التي رؤيتها.
وقال لي مرة اخرى" ارفع يديك واسمع لما يقوله الكهنة والناس."
وسمعت الكهنة وهم جالسون مع الكتبة . والعامة يصرخون.
وحين سمع تلك الأشياء مني قال لي," اأنصت بانتباه واستمع لما يقولونه."
وسمعت مرة اخرى " فيما انت جالس, انهم يمجدونك".
وحين قلت ذلك, قال المخلص," لقد اخبرتك ان هؤلاء ( الناس) عميان وصم. والإن , استمع للأشياء التي يقولونها لك بالغموض, واحرسهم, ولا تخبرها لأبناء هذا الجيل. لأنهم سوف يجدفونك في هذه الأجيال حيث أنهم جهلة بك, لكنهم سيمجدونك في المعرفة."
" لأن الكثيرين سيقبلون تعاليمنا في البداية. وسيبتعدون عنها مرة اخرى بمشيئة الآب بسبب خطيئتهم, لأنهم فعلوا ما اراده. وسيكشفهم في يوم دينونته .اعني , خدام الكلمة . لكن من اختلطوا بهؤلاء سيصبحون سجانيهم, لأنهم من غير ادراك. وطيب السريرة, الخير, والصفاء واحد حين يدفعون الى عامل الموت, والى مملكة الذين يمجدون المسيح بالاسترجاع. ويمجدون رجال الباطل , فهؤلاء سيأتون بعدك. وسوف يلتصقون بإسم الرجل الميت, ظانين انهم سيصبحون طاهرين. ولكنهم سيصيرون مدنسين جدا وسيسقطون في إسم الخطيئة, وفي يد الشر, رجل خبيث وعقائد متعددة, وسيستعبدون بلا قانون."
"لأن بعضهم سيجدف على الحقيقة ويطالب بتعاليم شريرة. وسيقولون أشياء شريرة ضد بعضهم البعض. والبعض سيدعون ) اولئك ) الذين يقفون في ( الـ) قوة الملائكة , لرجل وامرأة عارية متعددة وخاضعة لكثير من الآلام. وهؤلاء الذين يقولون أشياء سيسألون عن الأحلام. واذا قالوا ان الحلم جاء من جان يستحقون خطيئتهم, وسيعطون بعد ذلك هلاكا بدلا من النزاهة.
"لأن الشر لا يقدر ان يطرح ثمارا جيدة. لذا فان المكان الذي يطرحون منه الذي هو مثله , لأن ليس كل روح من الحق, ولا من الأبدية . لأن كل روح من هذه الأجيال قد عين لها الموت حسب رؤينا, لأنها دائما عبدة, حيث انها خلقت من اجل رغباتها ودمارها الأبدي, الذي هم فيه ومنه. انهم يحبون الكائنات التي جاءت معهم."
"لكن الأرواح الأبدية ليست كتلك, يا بطرس. لكنها بالحقيقة, طالما ان الساعة لم تأتي بعد, فان ( الأرواح الأبدية ) سيتمثل بالأبدي,وتفكر حول الخلود, ويكون لهم ايمان, ورغبة في رفض هذه الأشياء." 
"لأن الناس لا تجمع التين من الشوك او من الشجر, لو كانوا حكماء, ولا العنب من الشوك. لأنه, من جهة , فان الذي يصير دائما هو في ذلك الذي هو منه, فكونك من ما هو ليس بجيد, يصير دمارا له وموتا. لكن الذي يجيء ليكون في الرجل الأبدي هو في الحياة وأبدية الحياة التي جاؤوا ليتمثلوا بها.
" لهذا فان كل ما يوجد لن يتحلل الى ما لا يوجد. لأن الصم والعمي ينظمون فقط مع من هم مثلهم."
" لكن الآخرين سيتغيرون من كلمات الشر ويضلون في غموض. البعض ممن لا يفهم الغموض يتحدثون بأمور لا يفهمونها, لكنهم سيتفاخرون بان غموض الحقيقة هو ملك لهم. وبغطرسة غرور يحسدون الروح الخالدة التي صارت فداء. لأن كل سلطان, حكم, وقوة الآيون ( الدهر) يتمنى ان يكون معهم في خلق العالم, لأن من ليس معهم, نسوا من قبل الذين معهم, ليمجدهم , على الرغم من انهم لم يخلصوا, ولا احضروا للطريق من قبلهم, متمنين دائما ان يصيروا خالدين. لأن الروح الأبدية تستقبل القوة بروح متأملة-. لكن في الحال انظموا مع من ضللهم."
"لكن كثيرون آخرين, ممن يعارضون الحقيقة وهم رسل الخطأ, سينصبون اخطائهم وقانونهم ضد أفكاري النقية هذه, كمن ينظر من منظور معتقدا ان الخير والشر من (مصدر) واحد. انهم يتاجرون بكلمتي. وسوف ينتج عن ذلك قدر مؤلم. سباق الأرواح الخالدة سيذهب بعبث, حتى يوم دينونتي, الذي حصلت على فديتهم من العبودية التي كانوا فيها, لأعطيهم الحرية ليعملوا تقليدا باق باسم الرجل الميت, من هو هرمس, المولود الأول للفساد, ليكون ذلك النور الموجود لا يصدق من قبل الصغار. لكن هؤلاء الذين هم من هذا النوع هم عمال سيطردون الى الظلام الخارجي, بعيدا عن ابناء النور. فلا هم سيدخلون , ولا سيسمح لهم ان يذهبوا للأعلى لينالوا الموافقه على اعتاقهم."
"ولا يزال آخرون منهم ممن يعانون يعتقدون انهم سيكملون حكمة إخوة التي توجد بحق, التي هي رفقة روحية لمن اتحدوا في تشارك, فمن خلال الزفاف النزاهة سيكشف. جنس شقيق الأختية سيظهر كتقليد. هؤلاء هم من يعارضون اخوتهم, قائلين لهم, " من خلال هذه فان الهنا عنده شفقة, حيث ان الخلاص جاء الينا من خلال هذهو" غير عارفين عقاب هؤلاء الذي جعلون سعداء من قبل من فعل هذه الاشياء للصغار الذين رؤوهم, ( و ) من اخذوهم رهائن."
"وسيكون هناك آخرون من هؤلاء الذي هم خارج عددنا الذين يسمون انفسهم أساقفة وشمامسة, كما لو انهم قبلوا سلطتهم من الله. انهم يلوون انفسهم تحت حكم الحكام. هؤلاء الناس هم سواقي جافة."
لكنني قلت " انني خائف بسبب ما قلته لي, ان الصغار في نظرنا مزيفين, حقا, ان هناك جماعات سيضلون جماعات أخرى من الأحياء, ويدمرونهم بينهم. وحين ينطقون اسمك سيؤمنون بهم."
قال المخلص ," لوقت محدد لهم بالنسبة الى خطأهم فسيحكمون الصغار. وبعد اكتمال الخطأ, فاللا مرة اخرى لفهم الخالد سيصبح شابا و( الصغار ) سيحكمون فوق من يحكمهم. فانه سوف ينتزع جذور خطأهم, وسيضعها في عار حتى تتجسد في كل السفاهة التي ادعتها لنفسها. وشخص كهذا فلن يتغير, يا بطرس."
"لهذا فتعال, دعنا نذهب مع كمال إرادة الأب غير القابل للفساد. ولهذا فانظر, فهؤلاء الذين سيحضرون لهم الدينونة قادمون, وسيضعونهم في عار. ولكن انا لا يستطيعون ان يلمسوني. وانت, يا بطرس , ستقف في وسطهم. لا تخف بسبب جبنك. فان عقولهم ستغلق, لأن الخفي عارضهم."
حين قال هذه الأشياء , رؤيتهم في ما يبدو محاصرا من قبلهم. وقلت " ماذا أرى, يا رب؟ انه انت نفسك الذي أخذوه, وانت تمسك بي؟ أو من هذا؟ المبتهج الذي يضحك على الشجرة؟ وهل هو شخص آخر من دقوا يديه ورجليه؟"
قال المخلص لي," الذي رؤيته على الشجرة, مبتهجا وضاحكا , هو يسوع الحي. لكن الذي اخترقت المسامير يديه ورجليه هو جزءه الجسدي, الذي هو بديل وضع للعار, الذي جاء للوجود شبيها له. ولكن انظر اليه ولي."
لكني, حين نظرت, قلت " سيدي, لا احد ينظر اليك. لنهرب من هذا المكان."
لكنه قال لي, " لقد قلت لك " اترك العميان لوحدهم!". وانظر كيف لا يعلمون ماذا يقولون. لإبن مجدهم بدلا من خادمي, فقد وضعوه للعار.
ورؤيت شخصا على وشك ان يقترب منا شبيها به, حتى الذي يضحك على الشجرة. وهو ( امتلئ ) بالروح القدس, وهو المخلص. وكان نور عظيم, لا يوصف حولهم. وجماعة من الملائكة الخفية التي لا توصف تباركهم. وحين نظرت إليه, فان الذي يمجد قد كشف.
وقال لي ," كن قويا , فلأجلك قد اعطيت هذه الأحاجي, كي تعرفهم من خلال الكشف, انه الذي صلبوه هو مولود-أول, وبيت الشياطين’ والإناء الحجري الذي يسكنون فيه, لأولوهيم, للصليب, الذي هو تحت الناموس. لكن من يقف بقربه هو المخلص الحي, الأول الذي فيه, حاصروا واطلقوا, الذي يقف بفرح ينظر الى الذين تعاملوا معه بعنف, بينما هم منقسوم بين انفسهم. لهذا ضحك على قلة ادراكهم, عارفا انهم مولودين عميانا. لذا فان سريع التأثر للمعاناة سيأتي, حيث ان الجسد هو البديل. لكن ما اطلقوه هو جسدي اللامادي. لكنني انا الروح المفكرة مملوءة بنور متوهج. إن من رؤيته قادما نحوي هو امتلاءنا الفكري, الذي يوحد النور الكامل مع الروح القدس."
"هذه الأشياء, اذا, التي رؤيتها ستكون حاضرة لدى جيس آخر ليسوا من هذا الجيل. لأنه لن يكون هناك مجد في أي رجل ليس خالدا, ولكن فقط سيكون ( المجد ) في المختارين من الجوهر الخالد, الذي ظهر انه قادر على احتضان من يعطي بوفرة. لهذا قلت," كل من يملك, سيعطى له , وسينال الكثير." ولكن من لا يملك, ذلك , اسم المكان, الذي هو ميت بالكامل, الذي انتزع من زرع الخلق المولود, الذي , اذا ظهر احد من جواهر الخلود, يظنون انهم يمتلكونه – سيأخذ منه ويضاف. فانت, اذا , كن شجاعا ولا تخف اطلاقا. لأني سأكون معك حتى لا يكون لأحد من اعداءك الغلبة عليك. سلام لك, كن قويا!"



حين قال هذه الأشياء ادرك بطرس نفسه.

انجيل ديداكى





الأصحاح الأول

1- يوجد طريقان ، واحد للحياة ، وواحد للموت ، والفرق بين الطريقين كبير.
2- أما طريق الحياة فهو: أولاً أن تحب الله خالقك ، ثانياً أن تحبَ قريبك كنفسك ، وكل ما لا تريد أن يفعل بك ، لاتفعله أنت أيضاً بآخر .
3- إن تعليم هذه الأقوال هو: باركوا لاعنيكم ، وصلوا لأجل أعدائكم ، وصوموا لأجل مضطهديكم ؛ لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس أن الأمم تعمل هكذا؟ أما أنتم فأحبوا مبغضيكم ؛ فلا يكون لكم عدو .
4- امتنعوا عن الشهوات الجسدية اللَحميّة . من لطمك على خدك الأيمن ؛ فحول له الآخر . فتكون كاملاً . ومن سخرك ميلاً واحداً ؛ فامش معه اثنين. إن أخذ واحد ثوبك، فأعطه رداءك أيضاً. وإن أخذ الذي لك؛ فلا تطالبه لأنك لاتقدر .
5- كل من سألك فأعطه ، ولا تطالبة؛ لأن الآب يريد أن يعطي الجميع من نعمه . طوبى لمن يعطي حسب الوصية ، فإنه يكون بلا لوم ، والويل لمن يأخذ ؛ لأنه إن كان أحد يأخذ وله احتياج سيكون بريئاً، أما الذي ليس له احتياج فسيعطى حساباً لأي سبب أخذ ولأي غرض ، وسيكون في ضيق ، ويؤلم بسبب ما عمله . ولن يخرج من هناك حتى يوفي الفلس الأخير .
6- وبخصوص هذا فقد قيل : لتعرق صدقتك في يدك حتى تعرف لمن تعطيها




الأصحاح الثاني

1- الوصية الثانية في التعليم:
2- لا تقتل ، لا تزن ، لا تفسد الصبيان ، لا تُبغِ ، لا تسرق ، لا تمارس السحر ، لا تسمِّم أحداً ، لا تقتل جنيناً في البطن ، ولا تقتل طفلاً مولود ، لا تّشْتَه ما للقريب .
3- لا تحنث ، لاتشهد بالزور ، لا تنُمَّ ، ولا تتذكر ما لق بك من الإهانة .
4- لا تكن ذا رأيين ولا لسانيين ؛ لأن اللسان المزدوج هو فخ الموت .
5- لا يكن كلامك كذباً ولا باطلاً ، بل ممتلئاً عملاً .
6- لا تكن طمَّاعاً ولا خاطفاً ولا مرائياً ولا شريراً ولا متكبراً ، ولا تنوي شراً ضد قريبك .
7- لا تُبْغض أحداً بل وَبِّخ بعضاً وصلِّ للبعض الآخر ، وأحبب البعض أكثر من نفسك




الأصحاح الثالث

1- يا بُنيَّ ، اهرب من كل شر ومن كل مايشبهه.
2- لا تكن غضوباً ؛ فالغضب يقود إلى القتل ، ولا تكن حسوداً ولا مخاصماً ولا شرساً ؛ لأن من كل هذه يتولد القتل .
3- يا بُنيَّ ، لا تَشْتَهِ ، لأن الشهوة تقود إلى الزنى ، ولا تكن قبيح الكلام ولا متعالي العين ؛ لأنه من كل هذه تتولد أنواع الزنى .
4- يا بُنيَّ ، لا تكن متفائلاً بالطير ؛ لأن ذلك يقود إلى عبادة الأوثان ، ولا تكن راقياً ولا منجماً ، ولا تمارس عادات التطهر الوثنية ولا ترغب أن تنظرها أو تسمعها ؛ لأن من هذه كلها تتولد عبادة الأوثان .
5- يا بُنيَّ ، لا تكذب ؛ لأن الكذي يقود إلى السرقه ، ولا تكن محباً للمال ولا للمجد الباطل ؛ لأن من هذه جميعاً تتولد السرقات .
6- يا بُنيَّ ، لا تكن متذمراً ؛ لأن التذمر يقود إلى التجديف ، ولا تكن وقحاً ، ولا سيئ الظن ، لأن من هذه جميعاً تتولد التجاديف .
7- كن وديعاً ، إذ إن الودعاء يرثون الأرض .
8- كن طويل الأناة ورحيماً ومسالماً وهادئاً وصالحاً ومرتعداً دائماً من الكلمات التي سمعتها .
9- لا ترفع ذاتك ، ولا تزهو بنفسك ، ولا تُعاشر المتكِّبرين ، بل ليكن ترددك على الأبرار والمتواضعين .
10- تقبَّل كل ما يحدث لك على أنه خير . عالماً أنه لا يحدث شئ بدون الله.




الأصحاح الرابع

1- يا بُنيَّ ، اذكر ليلاً ونهاراً من يكلمك بكلام الله ، أكرمه كَرَبٍّ ، لأنه حيث تُقال كلمات الربوبيّة هناك يكون الرب .
2- اجتهد كل يوم في طلب لقاء القديسين لترتاح بكلماتهم.
3- لا تسبب انشقاقاً ، لكن طّد السلام بين المتخاصمين ، احكم بعدل ولا تحابي الوجوه في التوبيخ على الزلاّت .
4- لا تكن مرتاباً هل يكون الأمر أم لا ؟
5- لا تبسط يدك عن الأخذ وتقبضها عن العطاء .
6- أعط مما تملك من تعب يديك كفارة عن خطاياك .
7- لا تتردد في العطاء ، وإذا أعطيت لا تتذمر ، لأنك ستعلم من هو المكافئ الصالح .
8- لا ترد المحتاج ، واشرك اخاك في كل ما هو لك ، ولا تقل عن شئ إنه خاص بك ؛ لأنه إن كنتم شركاء فيما هو أبدي ، فكم بالحريِّ فيما هو فَانٍ .
9- لا ترفع يدك عن ابنك أو ابنتك ، بل علِّم منذ الحداقة مخافة الله .
10- لا تنتهر بمرارة عبدك أو أمتك اللذين يترجيان نفس الإله ؛ لئلا يفقدا مخافة الله ؛ لأنه لم يأت ليدعو بحسب الوجوه بل مَن هيّأهم الروح .
11- أما أنتم أيها العبيد ، فاخضعوا لساداتكم كمثل الرب في توقيرٍ وخوفٍ .
12- ابغض كل رياء وكل ما لا يرضى الرب .
13- لا تترك وصايا الرب ، بل احفظ ما تسلمته بدون زيادة ولا نقصان .
14- اعترف بزلاتك في الكنيسة ، ولا تقرب صلاتك بضمير شرير . هذا هو طريق الحياة




الأصحاح الخامس

1- هذا هو طريق الموت – قبل كل شئ – إنه شرير ؛ ملئ باللعنة وأنواع القتل والزنى والشهوة والفجور والسرقة وعبادة الأوثان والسحر والتسميم والخطف وشهادة الزور والرياء والنفاق والغش والكبرياء والخبث والعجرفة والطمع والكلام البطال والحسد والوقاحة والتعالي والمباهاة وعدم المخافة .
2- مضطهدو الصالحين: كارهو الحق ، مبحو الكذب ، جاهلو مجازاة البر ، غير الملتصقين بالصلاح ولا الحكم العادل ، الساهرون ليس من أجل الغير بل الشر ، المبتعدون عن الوداعة والصبر ،محبو الأباطيل ، مضطهدو المجازاة ، الذين لا يرحمون الفقير ، ولا يتألمون مع المتألمين ، غير العارفين خالقهم ، قاتلو الأطفال ، مفسدو خليقة الله ، المعرضون عن المحتاج ، مقلقو المنكوب ، المحامون عن الأغنياء ، القاضون ظلماً على البائسين ، المرتكبون كل أنواع الخطايا ، ليتكم تنجون أيها الأبناء من هذه جميعاً .





الأصحاح السادس

1- احذر ألاّ يضلك أحدٌ عن طريق هذا التعليم ، لأنه بذلك يعلمك فيما لا يخص الله .
2- إذا استطعت أن تحمل كل نِير الرب ؛ تكون كاملاً ، أما إذا لم تستطع ؛ فافعل ما تقدر عليه .
3- أما بخصوص الطعام ؛ فاحتمل ما تقدر عليه من صوم ، وتجنب جداً ما ذُبح للأوثان ؛ لأنها عبادة آلهة مائتة .




الأصحاح السابع

1- أما بشأن العماد ، فعمدوا هكذا : بعدما سبقنا فقلناه ، عمدوا باسم الآب والابن والروح القدس ، بماءٍ جارٍ .
2- وإن لم يكن لك ماء جارٍ ، فعمد بماء آخر ، وإن يمكنك بماء بارد فبماء ساخن .
3- وإن لم يكن لديك كلاهما ، فاسكب ماءً على الرأس ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس .
4- قبل المعمودية ، ليصم المعمِّد والذي يعتمد ومن يمكنه ذلك من الآخرين وأوص الذي يعتمد ، أن يصوم يوماً أو يومين قبل المعمودية .





الأصحاح الثامن

1- لا تقيموا أصوامكم مع المرائين ، فإنهم يصومون في اليوم الثاني والخامس من الأسبوع ، أما أنتم فصوموا اليوم الرابع ويوم الاستعداد .
2- ولا تصلوا كالمرائين ، بل كما أمر الرب في إنجيلة ، فصلوا هكذا:
أبانا الذي في السماء
ليتقدس اسمك
ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك
كما في السماء ، كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد ؛ أعطنا اليوم
واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليهم
ولا تُدْخِلْنا في تجربة ، لكن نجنا من الشرير
لأن لك القوة والمجد إلى الآباد .
3- هذا تصلون ثلاث مرات في اليوم.



الأصحاح التاسع

1- فيما يخص بالإفخارستيا ، اشكروا هكذا:
2- أولاً بخصوص الكأس : نشكرك يا أبانا لأجل كرمة داود فتاك المقدسة ، التي عرّفتنا إياها بواسطة يسوع فتاك ، لك المجد إلى الآباد .
3- أما بخصوص كسر الخبز : نشكرك يا أبانا من أجل الحياة والمعرفة التي أظهرتها لنا بواسطة يسوع فتاك ، لك المجد إلى الآباد .
4- كما كان خذا الخبز المكسور منثورا فوق الجبال ، ثم جُمع فصار واحداً ، هكذا اجمع كنيستك من أقضاء الأرض إلى ملكوتك ؛ لأن لك المجد والقدرة بيسوع المسيح إلى الآباد .
5- لا يأكل أحد ولا يشرب من إفخارستّيتكم غير متعمدين باسم الرب ؛ لأن الرب قد قال بخصوص هذا : لا تعطوا القدس للكلاب .



الأصحاح العاشر

1- بعد أن تمتلئوا ، اشكروا هكذا:
2- نشكرك أيها الآب القدوس ، من أجل اسمك القدوس الذي أسكنته في قلوبنا . ومن أجل المعرفة والإيمان والخلود التي عرّفتنا بها بواسطة يسوع فتاك ، لك المجد إلى الآباد .
3- أيها السيد الكلى القدرة ، خلقت كل الأشياء لأجل اسمك ، منحت الناس طعاماً وشراباً ليتمتعوا بها لكي يشكروك . أما نحن فمنحتنا طعاماً وشراباً روحيين ، وحياة أبدية بواسطة فتاك .
4- نشكركك قبل كل شئ ؛ لأنك قادر ؛ لك المجد إلى الآباد .
5- اذكر يا رب كنيستك لكي تنجيها من كل شر وتكمّلها في محبتك ، اجمعها تلك المقدسة من الريح الأربع إلى ملكوتك الذي أعددتة اهت ؛ لأن لك القدرة والمجد إلى الآباد .
6- لتأت النعمة ، وليمض هذا العلم ، أوصنا الإله داود ، من كان طاهراً ليتقدم ، ومن لم يكن كذلك فليتبين ماراناثا . آمين .
7- أما الأنبياء فدعوهم يشكرون بقدر مايريدون .




الأصحاح الحادي عشر

1- لذلك من يأتيكم ويعلمكم بكل ما سبق فقيل : اقبلوه.
2- أما إذا حوّل المعلم نفسه التعليم بتعليم آخر للهدم ، فلا تسمعوا له.
3- أما بخصوص الرسل والأنبياء ، فاعلموا أنه وفقاً لتعليم الإنجيل يكون الأمر هكذا:
4- كل رسول يأتي إليكم ، اقبلوه كرب .
5- لا يبقى عندكم سوى يومٍ واحدٍ أو يومٍ آخر عند الضرورة ، فإن مكث ثلاثة أيام ، فهو نبي كاذب .
6- عندما يمضي الرسول ، فلا يأخذ شيئاً سوى خبز إلى أن يدرك مبيتاً ، أما إّا طلب دراهم فهو نبي كاذب .
7- وكل نبي يتكلم بالروح ، لاتجربوه ولا تدينوه ، كل خطيئة تُغفر ، أما هذه الخطيئة فلا تُغفر .
8- ليس كل نبي يتكلم بالروح هو نبي ، بل من له سلوك الرب ؛ فمن السلوك يُعرف النبي الكاذب والنبي الحقيقي .
9- وكل نبي يأمر بالروح أن تُهيأ مائدة ، لا يأكل منها . فإن أكل ، فهو نبي كاذب .
10- كل نبي معلّم الحق ، إن كان يعلّم ولا يعمل ، فهو نبي كاذب .
11- كل نبي حقيقي قد اختُبر ، ويعمل سر الكنبية في العالم ، ولا يعلّم بأن يعمل الكل مثلما يعمل هو ، فلا تدينوه ؛ لأن دينونته عند الله ، لأنه هكذا عمل أيضاُ الأنبياء الأقدمون .
12- كل من قال بالروح : أعطوني فضةٌ أو أشياء أخرى ، لا تسمعوا له . أما إذا قال بأن يعطيَ لآخرين محتاجين ، فلا تدينوه .




الأصحاح الثاني عشر

1- كل من يأتي باسم الرب ، اقبلوه ، بعد اختباره ؛ تعرفونه ؛ لأنه سيكون لكم تمييز اليمين واليسار.
2- أما إذا كان الآتي عابر سبيل ، فساعدوه بقدر ماتستطيعون ، ولا يبق عندكم إلاّ يومين أو ثلاث إذا اقتضى الأمر .
3- أما إذا أراد أن يمكث عندكم ، وكان صاحب حرفة ،فليعمل ويأكل .
4- و‘ن لم تكن له حرفة فدبروه بفطنتكم ، فكيف يحيت بينكم مسيحي بدون عمل ؟
5- فإذا لم يُرِد أن يعمل ، فهو متاجر بالمسيح ؛ فاحذروه مثل هؤلاء .




الأصحاح الثالث عشر

1- كل نبي حقيقي يريد الإقامة عندكم ، فهو مستحق طعامه .
2- وكذلك المعلم الحقيقي ، يكون مستحقاً هو أيضاً طعامه كفاعل .
3- لذلك تأخذ كل باكورة نتاج المعصرة والبيدر والبقر وأيضاً الغنم ، وتعطى الباكورة للأنبياء ؛ لأنهم رؤساء كهنتهم .
4- وإن لم يكن لكم نبي ، فاعطوا الفقراء .
5- وإن صنعت خبزاً ، فخذ الباكورة ةأعطها حسب الوصية .
6- كذلك إذا فتحت جرّة خمر أو زيت ، فخذ الباكورة وأعطها للأنبياء .
7- خذ باكورة الفضة والثياب وكل مقتناك بحسب تقديرك ، وأعطه حسب الوصية .




الأصحاح الرابع عشر

1- عند اجتماعكم يوم الرب ، اكسروا الخبز واشكروا بعد أن تكونوا اعترفتم بخطاياكم ، ولكي تكون ذبيحتكم طاهره.
2- لا يجتمع معكم كل من له منازعة مع صاحبه حتى يتصالحا ، لئلا تتنجس ذبيحتكم .
3- لأن الرب قال: في كل مكان وزمان تُقرب لي ذبيحة طاهرة ، لأني ملك عظيم يقول الرب ، واسمي عجيب بين الامم .




الأصحاح الخامس عشر

1- أقيموا لكم إذا اساقفة وشمامسة جديرين بالرب ، رجلاً ودعاء ، غير محبين للمال ، صادقين ، قد اختبروا ؛ لأنهم يخدمونكم خدمة الأنبياء والمعلمين .
2- فلا تحتقروهم ؛ لأنهم هم المكرّمون بينكم مع الأنبياء والمعلمين .
3- وبِّخروا بعضكم بعضاً ، لا بغضب بل بمودة ، بحسب الإنجيل . وإذا أهان أحدّ قريبه ، فلا تكلموه أو تصغوا إليه حتى يتوب .
4- اعملوا صلواتكم وصدقاتكم وجميع أعمالكم بحسب إنجيل ربنا .




الأصحاح السادس عشر

1- اسهروا لحياتكم ، لا تنطفئ سُرُجكم ، لاتَرْتَخِ أحْقَاؤكم ، بل كونوا مستعدين ؛ لأنكم لا اعلمون الساعة التي فيها يأتي ربنا .
2- اجتمعوا كثيراً لبحث الأمور اللائقة لنفوسكم ؛ لأنه لا ينفعكم كل زمان وإيمان إن لم تكونوا كاملين في والوقت الأخير .
3- لأنه في الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة والمفسدون ، تتحول الخراف إلى ذئاب ، وتتحول المحبة إلى بغضة .
4- وإذ يزداد الإثم ، يبغضون ويضطهدون ويسلّمون بعضهم بعضاً ، وحينئذ يظهر مُضِل المسكونه كأنه ابن الله . ويصنع آيات وعجائب ، وتُسلّم الأرض إلى يديه ، ويقترف مخالفات لم تحدث مطلقاً منذ الدهر .
5- حينئذ يأتي الناس إلى محنة التجربة ، ويتشكك كثيرون ويهلكون ، والذين يصبرون في إيمانهم يخصلون من هذه اللعنة .
6- حينئذ تظهر علامات الحق ، أولاً : علامة انفتاح السماء ، ثم علامة صوت البوق ، وثالثاً قيامة الأموات .
7- ولكن ليس الكل ، بل كما قيل : يأتي الرب ومعه جميع القديسين .
8- حينئذ ينظر العالم الرب َ آتياً على سحاب السماء .


http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=11750


http://www.earlychristianwritings.com/index.html

Didache 

The Teaching of the Twelve Apostles (Didachē means "Teaching"

dated by most scholars to the late first/early second century





الأحد، 3 أكتوبر 2010

لماذا يحرق الأرثوذوكس المخطوطات ؟ خايفين من ايه ؟




مقال محمد سليم العوا الممنوع من النشر في المصري اليوم

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40174
الكنيسة.. والوطن (2)
دكتور محمد سليم العوَّا   |  03-10-2010 00:14

• منذ سنين ناقشنا، في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، سبل التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن الواحد وفي أوطان شتى. وانتهينا يومئذ إلى إصدار وثيقة سميناها (العيش الواحد) أصبحت هي دستور عمل الفريق، ووصفت في تصديرها ـ بحق ـ بأنها «دعوة للناس، وشهادة بينهم، وميثاق للعمل العربي الإسلامي ـ المسيحي».

• وكان مما قررته تلك الوثيقة أن الحوار ينطلق «من احترام حق الآخر في اعتقاده، وتعزيز الأسس الدينية للعيش الواحد في وطن واحد» وهذا الحوار لا يستقيم «بغير احترام الخصوصيات والمشاعر والرموز والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية. ولا يقتصر ذلك على سلوك أهل كل من الدينين تجاه أهل الدين الآخر، وإنما يعبر عن نفسه كذلك في وقوف الطرفين معًا ضد أي امتهان لمقدسات أيِّ منهما أيًا كان مصدره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الحوار والعيش الواحد، بيروت 2001].

• وفي سنة 2008 أصدر الفريق العربي نفسه وثيقته الثانية بعنوان «وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان». وقد نصت هذه الوثيقة في فقرتها رقم (7) على أنه: «ينبغي على أهل كل دين ألا يخوضوا في خصوصيات دين آخر. وينطبق هذا على أهل المذاهب المختلفة والفرق المتعددة في الدين الواحد... وإشاعة أمر التعارض أو التناقض، بين عقيدة وغيرها من العقائد، لا يؤدي إلا إلى البغضاء والشحناء وإغراء الناس بعضهم ببعض...».

• ونصت الوثيقة نفسها في فقرتها رقم (9) على أنه: «من حق أهل كل دين أو عقيدة أن يتوقعوا من مخالفيهم تصحيح ما يرتكب في حقهم من خطأ، والاعتذار عما يصدر من هؤلاء المخالفين أو بعضهم من إساءة أو إهانة أو قول أو فعل لا يليق. ولا يجوز لمن وقع منه الخطأ: غفلة أو هفوة أن يستكبر عن تصحيحه أو يبحث عن تأويله وتبريره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان، بيروت 2008].

• وهذه المبادئ التي صاغها الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي للتعبير عما تراه جموع المؤمنين بالدينين حافظًا لوحدتها الوطنية، وعاصمًا لها من الفرقة، وحائلا بينها وبين التعصب الممقوت، لو اتبعها رجال الكنيسة المصرية في تناولهم للمسائل المتعلقة بالإسلام والمسلمين لما وقعت فتن كثيرة اصطلى بنارها المصريون جميعًا أقباطًا ومسلمين. والفتن، وحوادث التعصب وما يصاحبها من تطورات حمقاء من أيِّ من الطرفين، مهما خمد أورُاها وأطفأت جهود (المصالحة) نارَها، واعتذر المتسبب فيها، أو من يتحدث باسم جهة ينتمي إليها، عما كان منه ــ مهما وقع ذلك كله فإن الفتن المتوالية تتراكم آثارها في النفوس، وينشأ على ذكريات كل منها جيل أو أجيال من أبناء الوطن وبناته يفتقدون صفاء النفس نحو المخالف لهم في الدين، وينظرون إليه نظرة العدو المتربص لا نظرة الشريك في الدار، ولا نظرة الأخ في الوطن.

• فإذا تكلم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري (المصري اليوم: 15/9/2010) عن الجزية ضاربًا عُرض الحائط بكل ما انتهت إليه الدراسات الإسلامية في شأنها، وكأن شيئًا منها لم يكن، فإن هذا الحديث لا يؤدي إلى شيء إلا إلى إثارة ضغائن الأقباط على إخوانهم المسلمين، وبعث فتنة لا مسوغ لها، تعمل عملها في هدم بناء الوطن بتحطيم علاقات الأخوة فيه. سيذكر الأقباط كلام الأنبا بيشوي عن الجزية وهم لم يدفعوها ـ ولا هو دفعها ـ قط، وسينسون كل العلاقات الوادة الراحمة بينهم وبين المسلمين المعاصرين لهم وهم لم يقبضوا الجزية قط!! فما الذي يستفيده نيافة الأنبا من هذه المسألة؟ وما الذي يعود على الشعب المصري من ذكرها؟

• وعندما يتحدث عن الاستشهاد، ويؤيده فيما قال رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا شنودة، مفسرًا الاستشهاد بأنه في المفهوم المسيحي الموت في سبيل المبدأ أو العقيدة دون قتال لأن الاستشهاد في القتال موت وقتل وليس استشهادًا بالمعنى المسيحي. (حديثه مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي، الحلقة الثانية، 27/9/2010).

أقول عندما يتحدث أنبا موقر والبابا نفسه عن هذا المفهوم فإن من واجبهما أن يراعيا، مع المفهوم المسيحي الذي يقولان به، المعنى العربي اللغوي، والمعنى الإسلامي، للاستشهاد، وهو الموت في سبيل الله؛ الذي قد يكون في قتال وقد لا يكون، كما في الرجل يقول كلمة حق عند سلطان جائر فيقتله، وقد سمي في الحديث النبوي (سيد الشهداء) وقرن بحمزة بن عبد المطلب ، فكيف غاب هذا عن الرجلين، وغيرهما، وهما يتحدثان عن الاستشهاد.

ثم إن هذا الذي يموت في سبيل العقيدة، بغير قتال، يموت بلا شك مظلومًا مضطهدًا، فأين هي مظاهر هذا الاضطهاد الذي سيصل بمن يقع عليهم إلى حد القتل في سبيل مبدئهم؟؟ إن الاعتذار عن التهديد بالاستشهاد بإيراد معناه في المسيحية لا يزيد الطين إلا بلة لأنه يتضمن اتهامًا للمسلمين باضطهاد الأقباط، وهو اتهام باطل قطعًا فلا المسلمون في مصر يضطهدون الأقباط ولا الأقباط يضطهدون المسلمين، لكنه التلاسن السياسي الذي لم يستطع أحد أن يدرك ماذا أراد منه الأنبا بيشوي عندما أورده خارج سياق حديث (المصري اليوم) معه، وعندما نبهته الصحفية التي كانت تحاوره إلى السياق الصحيح للسؤال ذكرنا بأحداث سبتمبر 1981 ولم يصحح جوابه عن سؤالها.

• وأحداث سبتمبر 1981، فيما يخص الكنيسة القبطية، قطع كل قول فيها حكم محكمة القضاء الإداري في الدعوى رقم 934 لسنة 36ق التي كانت مقامة من البابا شنودة الثالث ضد رئيس الجمهورية وآخرين، والعودة إلى أوراق هذه الدعوى، وأسباب حكمها، لا تفيد نيافة الأنبا بيشوي ولا تفيد البابا. والحكم منشور في مصادر كثيرة يستطيع الرجوع إليها من شاء، إذ ليس المقام هنا مقام تذكير بأخطاء الماضي، لكنه مقام تصويب لما لا يصح من مقولات الحاضر.

• كما أقحم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس في حديثه مع (المصري اليوم) حكاية (الضيوف) وذكر أحداث 1981، أقحم في بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) فقرة من 4 صفحات كاملة تتحدث عن القرآن الكريم، ومعاني بعض آياته، ومدى تناسق ما تذكره بعضها مع ما تذكره آيات أخرى. والبحث أعده صاحبه ليلقيه في مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 13 الذي عرف إعلاميًا باسم مؤتمر تثبيت العقيدة. واعترض على كلمة (تثبيت) البابا شنودة في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي (26/9/2010).

• ومما اتخذتُه سبيلا في علاقتي بإخواني غير المسلمين جميعًا ألا أدخل معهم في نقاش حول ديني أو دينهم، لأنني أعتقد أن الأديان والمذاهب مُطْلقاتٌ عند أصحابها، لا تحتمل التبديل ولا التغيير، ولا يقبل المؤمنون بها احتمال خطئها، صغيرًا كان الخطأ أم كبيرًا. إن الجائز بين أهل الأديان هو الإجابة عن سؤال أو شرح مسألة لمن لم يعرفها، إذا وُجِّه ذلك السؤال أو طُلِبَ هذا الشرح. وما سوى ذلك لا يجوز. وهذا هو مضمون ما تقرره وثيقتا: العيش الواحد، والاحترام المتبادل اللتين ذكرتهما آنفًا.

لذلك لن أعيد ما قاله الأنبا بيشوي في بحثه المذكور عن القرآن الكريم، فاعتقادي أنه ليس من حقه مناقشة القرآن ولا الجدل في شأن كيفية تفسيره، ولا محاولة التوفيق بين معاني بعض آياته ومعاني العقيدة المسيحية كما يؤمن بها هو ومن يتبعون مذهبه.

• غير أن كلام الأنبا بيشوي عن القرآن الكريم فيه مسائل تحتاج إلى بيان. ولست أوجه هذا البيان له وحده، ولكنني أوجهه إلى كل من قرأ بحثه أو استمع إليه، أو تابع ما نشرته الصحف وأذاعته وسائل الإعلام عنه.

- المسألة الأولى: أن الأنبا بيشوي نقل كلامًا نسبه إلى الفخر الرازي (أبو الفضل محمد فخر الدين بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة 606) في كتابه: التفسير الكبير، قال الأنبا بيشوي إن الفخر الرازي يقول عن تفسير قوله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم} [النساء:157] بأن المصلوب شخص غير عيسى بن مريم عليه السلام: «إنها إهانة لله أن يجعل شخصًا شبهه يصلب بدلا منه، لأن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه. وهكذا فقد أورد لنا أدلة لم نذكرها نحن من قبل... وقال أيضًا ما ذنب الذي صلب في هذه الحالة إن هذا يعتبر ظلم (كذا)....» [ص43 من بحث الأنبا بيشوي والنقاط الثلاث من أصل نصه].

- ولا يقتضي الأمر أكثر من الرجوع إلى التفسير الكبير ليتبين القارئ الكريم أمرين: الأول، أن الألفاظ التي زعم الأنبا بيشوي أنها من كلام الفخر الرازي لا توجد في كلامه قط. الثاني، أن الفخر الرازي أورد الأقوال في شأن قوله تعالى {ولكن شبه لهم} وردَّ عليها، واختار أصحها في نظره، وأنه لما ناقش كيفية إلقاء شبه المسيح عليه السلام على الشخص الذي صلبه اليهود والرومان ذكر أربعة أقوال في شرح تلك الكيفية وانتهى إلى أن «الله أعلم بحقائق الأمور». ولم يرد في كلامه في أي موضع تعبير (إن هذا يعتبر ظلمًا) ولا تعبير (أن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه). [تفسير الفخر الرازي، ج11، ط المطبعة المصرية، القاهرة 1938، ص 99. ورقم الآية من سورة النساء هو 157 وليس 156 كما ذكره الأنبا بيشوي].

وأنا أترك للقارئ أن يحكم على هذا الصنيع ومدى صلته بالعلم، الذي من بركته عندنا الدقة في نسبة كل قول إلى قائله، ومدى صلته بواجب الأحبار والرهبان في حفظ أمانة الكلمة وتأديتها إلى الذين يتحدثون إليهم.



- المسألة الثانية: أن الأنبا بيشوي يحكي قصة حوار بينه وبين الملحق العسكري المصري في منزل سفير مصر في قبرص (لم يذكر اسم السفير ولا اسم الملحق العسكري) وينتهي منها إلى أن الملحق العسكري وافقه على تفسيره لقول الله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعًا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} [المائدة:17].

ودون دخول في تفصيلات الحوار الذي ذكره الأنبا بيشوي، أقول إنه حوار لا معنى له ولا جدوى منه، ودار ـ إن صحت الرواية ـ بينه وهو غير مختص ولا متخصص وبين رجال مثله غير مختصين ولا متخصصين، فكان حاصله صفرًا ، لا يقتضي تعقيبًا ولا يستحق ردًا. لكن المهم في الأمر كله أن محاولة إعادة فهم القرآن الكريم على خلاف ما فهم منه على مدى التاريخ الإسلامي كله محاولةٌ مآلها الإخفاق، ونتيجتها إثارة الفتنة بين الأقباط والمسلمين إذا ردد الأقباط فهم الأنبا بيشوي وفهم الملحق العسكري!! وقد كان حريًا بالأنبا بيشوي ألا يقتحم هذا المجال أصلا فليس هو من رجاله ولا أهله. ومما يحسُنُ بالمرء ألا يهرف بما لا يعرف وبخاصةٍ إذا ترتب على ذلك أن تحدث وقيعة بين أبناء الوطن الواحد يحمل وزرها الذين يجادلون فيما ليس لهم به علم.

- المسألة الثالثة: أن الأنبا بيشوي يتساءل عما إذا كانت الآية الكريمة (وصفها من عندي) «قيلت أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري(؟)، لمجرد وضع شيء ضد النصارى» ويتساءل قبل ذلك عما إذا «كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أنها أضيفت فيما بعد، في زمن متأخر».

والتساؤلان غير مشروعين، وفي غير محلهما، ووجها إلى من لا شأن له في الجواب عليهما.

فالنبي  لم (يقل) القرآن, إنما تنزل عليه القرآن من لدن عليم حكيم. وأنا لا أريد من نيافة الأنبا، ولا من أي مسيحي، أن يقر لي بنبوة محمد  لأنه إن فعل ذلك خرج من عقيدته الحالية، وليس هذا مطلبي. لكنني أتوقع منه أن لا يهين كتابنا الكريم (القرآن) وينسبه إلى مخلوق، ولو كان هو النبي نفسه، لأن في ذلك إهانةً لا تقبل، ومساسًا لا يحتمل بالإسلام نفسه.

والخليفة الثالث، عثمان بن عفان، لم يحوّل القرآن من شفهي إلى تحريري. بل كان القرآن الكريم يكتب فور نزوله على النبي  آية آية، وقطعة قطعة، وسورة سورة، وهذا كله مبسوط في كتب علوم القرآن التي لو طالعها أي ملمٍ بالقراءة والكتابة لم يقل مثل الكلام الذي كتبه الأنبا بيشوي في بحثه.

وأخشى ما أخشاه أن يفهم المسلمون الذين يقرأون كلام الأنبا بيشوي أن المقصود هو التسوية بين النص القرآني المتواتر بلا خلاف وبين نصوص دينية أخرى لم تدون إلا بعد أكثر من مئتي سنة من انتهاء عصر الأنبياء المنسوبة إليهم.

ومثل هذه المحاولة تعني التشكيك في تواتر القرآن. والتساؤل عما إذا كانت آية ما أضيفت إلى القرآن الكريم «في زمن متأخر» تكذيب لا يقبله مسلم، بقول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9].

• ولذلك فقد أحسن البابا شنودة عندما قال في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي: «آسف إنه يحصل جرح لشعور المسلمين، ونحن مستعدون لأي ترضية» (الحلقة المذاعة في 26/9/2010).

والترضية الواجبة لا تكون إلا بأن يعتذر الأنبا بيشوي نفسه عما قال وفعل وكتب. إن البابا شنودة، وهو رأس الكنيسة لا يجوز أن يتحمل أوزار المنتسبين إليها. ولا يُسْتَغنى بأسفه الشخصي عن اعتذار المخطئ من رجال الكهنوت خطأً يثير الفتنة ويحتمل أن يدمر بسببه الوطن. والبابا شنودة أسِفَ وهو لم يقرأ كلام الأنبا بيشوي، ولا استمع إليه، ولا رأى الأنبا بيشوي نفسه منذ نشر كلامه المسيء إلى الإسلام والمسلمين (حلقة 26/9/2010 مع عبد اللطيف المناوي) فأسفه كان لمجرد مشاعر نقلها إليه، برقةٍ بالغةٍ ولطفٍ ملحوظٍ، الأستاذ عبد اللطيف المناوي، وهو أسَفٌ حسن لكنه لا يغني من المطلوب، الواجب، المستحق للمسلمين المواطنين عند الأنبا بيشوي نفسه، شيئًا. ولا يشك أحد في أن البابا بسلطته الروحية والإدارية على جميع رجال الكنيسة قادر على إلزام الأنبا بيشوي بإعلان اعتذاره بلا مواربة ولا التفاف حول الأمر بكلمات هي معاريض لا تسمن ولا تغني من جوع. وما لم يتم ذلك فإن الترضية التي أبدى البابا استعداده لها لا تكون قد تمت، ويبقى الجرح مفتوحًا حتى تتم فيلتئم، وتعود العلاقة مع الكنيسة سيرتها الأولى، ويتجنب الوطن زلزالا لا يبقي ولا يذر.

• فإذا أبى الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس ذلك، فإنه لا يبقى أمامنا إلا أن نطبق ما يأمرنا به قرآننا فنقول له:

{الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 60-61].

• لقد أحسن البابا شنودة ـ أيضًا ـ عندما قال للأستاذ المناوي: «الآية التي ذكرت كانت آية يعني مش أصول أن ندخل في مفهومها» (حلقة 26/9/2010) «مش عارف إزاي حصل سرد لحاجات زي دي، ربما كان المقصود أن يعرضوا آيات ليصلوا إلى حل للخلاف اللي فيها لكن ما كانش أصول إنها تعرض خالص، كما أنهم ظنوا أن هذا مؤتمر للكهنة فقط فكأنه ناس بيفحصوا بعض أمور جوه البيت مش للخارج. بعض الصحفيين حضروا وأخذوا الحاجات وبدأوا ينشروا» (الحلقة نفسها).

• وليس خفيًا أن الكهنة مهما علا كعبهم لا يستطيعون أن يصلوا إلى حلول للخلاف بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية الذي تعبر عنه بعض آيات القرآن الكريم. فلا هم مؤهلون لهذا، ولا هو من علمهم أو شأنهم، ولن يستمع إلى ما يقولونه أحد من المسلمين. فلماذا يذكر القرآن أصلا في مثل هذا المؤتمر؟؟

والخلاف بين العقيدتين واقع أبدي لا يزول، فالبحث في التوفيق بينهما عبث يجب أن ينزه العقلاء أنفسهم عنه، ويصونوا أوقاتهم عن إضاعتها فيه.

وأن الأمر كان «داخل البيت» لا يسوغُ قبولُه مع ما نشرته الصحف التي ذكرت الموضوع من أن النص «وزع على الصحفيين».

وكم غضبت الكنيسة والأقباط كافة، من كلام كتب أو قيل داخل البيت الإسلامي، ومن كلام يقال داخل المساجد، بل من كلام قيل وكتب لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف (كلام الدكتور محمد عمارة في تقريره العلمي عن كتاب: مستعدون للمواجهة، الذي أحاله المجمع إليه لكتابة تقرير عنه فلما كتبه قامت الدنيا ولم تقعد ـ وكاتب هذا الكتاب ينتحل اسم سمير مرقس، وهو قطعًا لا علاقة له بهذا الاسم، فصاحبه المعروف هو صديقنا المهندس سمير مرقس، وهو رجل وحدة وطنية بامتياز).

لقد كان كلام الدكتور محمد عمارة داخل المجمع، ونشر ملحقًا بمجلة الأزهر، وكان ردًا ولم يكن كلامًا مبتدأً، ومع ذلك كله فقد ثارت الكنيسة على نشره وطلبت سحبه من التداول وفعل الأزهر ذلك، محافظة على مشاعر الأقباط، وحرصًا على وحدة أبناء الوطن. فهل يأمر البابا شنودة الأنبا بيشوي بأن يفعل مثل ما فعلت القيادة الدينية الرسمية للمسلمين؟ أرجو مخلصًا أن يفعل.

• سأل الإعلامي المعروف الأستاذ عبد اللطيف المناوي ضيفه البابا شنودة الثالث عما سبب تغيير الأجواء، التي كانت سائدة بين المسلمين والأقباط، من الحوار والأخوة الوطنية ونحوهما إلى التوتر والاحتقان الحاليين؟ وكان جواب البابا: «المسألة الأولى بدأت من مشكلات كاميليا... هل سيدة معينة يمكن توجد خلافًا على مستوى البلد كله... لماذا هذا الضجيج كله من أجل موضوع يمكن يكون شخصي خاص بها وبزوجها... المسألة تطورت من فرد معين إلى هياج كبير جدًا جدًا، استخدمت فيه شتائم وكلام صعب إلى أبعد الحدود، ونحن لم نتكلم وسكتنا... حدثت مظاهرات تؤذي مشاعر كل مسيحي.. لم تحدث مظاهرات من جانبنا» وعندما حاول الأستاذ المناوي تلطيف الجو بقوله «كان هناك جرح متبادل» رد عليه البابا بحزم: «الجرح مش متبادل.. أرجوك».

• والواقع أن الإجابة عن سؤال: ما الذي حدث فأدى إلى تغيير الأجواء؟ بأن المسألة «بدأت من مشكلات كاميليا» إجابة غير صحيحة جملة وتفصيلا. كاميليا وقصتها كانت آخر ما أثار مشاعر الجماهير المسلمة التي انفعلت لما أشيع من أنها أسلمت وأنها سُلِّمت إلى الكنيسة كسابقاتٍ لها في السنين السبع الأخيرة.

وأول هؤلاء اللاتي سلِّمن إلى الكنيسة كانت السيدة/ وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة (أبو المطامير) آنئذٍ. وواقعة السيدة وفاء قسطنطين حدثت في سنة 2004 وهي سلِّمت إلى الكنيسة التي أودعتها دير الأنبا مقار بوادي النطرون (حسبما أعلن في الشهر الحالي، سبتمبر 2010، الأسقف الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح والمدن السبع الغربية). وهي لا تزال تحيا فيه حبيسة ممنوعة من مغادرته حتى اليوم. وقد ثار شباب ورجال أقباط على بقاء السيدة/وفاء قسطنطين في حماية الدولة من أن تقع في قبضة من يقيد حريتها بغير سند من القانون، وتظاهروا في مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقوا حجارة على رجال الأمن فأصيب منهم (55) من بينهم خمسة ضباط، واعتُديَ بالضرب على الصحفي مصطفى سليمان، من صحيفة الأسبوع وانتُزِعَتَْ منه بطاقته الصحفية وآلة تصوير، واعتديَ بالتهديد على الصحفية نشوى الديب، من صحيفة العربي، ولولا حماية رجل قبطي، ذي مروءة، لها لكان نالها مثل ما نال زميلها. وقد نشرتْ تفاصيل مسألة وفاء قسطنطين منذ إسلامها إلى تسليمها جميع وسائل الإعلام المصرية، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية [كتابنا: للدين والوطن ص 207-275].

• وقد تزامن مع تسليم وفاء قسطنطين تسليم السيدة/ ماري عبد الله التي كانت زوجة لكاهن كنيسة بالزاوية الحمراء إلى الكنيسة، بعد أن أسلمت. وفي أعقاب هاتين الحادثتين المخزيتين سلمت إلى الكنيسة (مارس 2005) طبيبتي الامتياز ماريا مكرم جرجس بسخريوس، وتيريزا عياد إبراهيم في محافظة الفيوم وأعلن الأنبا أبرام وكيل مطرانية سمالوط أن الفتاتين «هما الآن تحت سيطرتنا» [المصدر السابق ص 277].

• وتبع هاتين الحادثتين تسليم بنات السيدة ثناء مسعد، التي كانت مسيحية وأسلمت ثم قتلت خطأ في حادث مرور، إلى زوجها المسيحي، بقرار من النيابة العامة ليس له سندٌ من صحيح القانون [التفاصيل في كتابنا سالف الذكر ص 258].

• كان تسليم المسْلِمات إلى الكنيسة، وإصرارها على ذلك، والمظاهرات العنيفة التي قامت في القاهرة والبحيرة والفيوم (وليتأمل القارئ كلام البابا شنودة لعبد اللطيف المناوي الذي يصطنع فيه تفرقة بين المظاهرات، التي يقوم بها المسلمون، والتجمعات الاحتجاجية التي يقوم بها الأقباط. ولمن شاء أن يسأل هل كان الاعتداء على رجال الشرطة، وجرح 55 منهم بينهم 5 ضباط، مجرد تجمع احتجاجي!!). كان ذلك التسليم هو بداية الاحتقان المستمر، حتى اليوم، بين الكنيسة من جانب وأهل الإسلام في مصر من جانب آخر.

• وهذا الاحتقان له سببه المشروع عند المسلمين. فذلك التسليم تم للمرة الأولى في تاريخ الإسلام (1444سنة)، لم يُسْبَقْ إليه شعب ولا دولة ولا حكومة. والقرآن الكريم ينهى عنه نهيًا قاطعًا {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن...} [الممتحنة:10].

• وقد طالب المسلمون، بألسنة مفكريهم وعلمائهم وأقلام كتابهم، بتصحيح هذه الأخطاء فلم يستمع إليهم أحد!! وأحدث هذا الإهمال لما يوجبه الدين تأثيره في جماهير المسلمين، وهو تأثير مستمر حتى اليوم، يزداد الشعور به كلما وقعت حادثة جديدة، أو أشيعت شائعة عن وقوعها، أو اتخذ موقف أو قيل كلام من جانب رجال الكنيسة يحرك حفيظة المسلمين.

فما يقوله البابا شنودة عن أن أصل المسألة هو موضوع كاميليا شحاتة كلام غير صحيح. إن أصل المسألة هو انتهاز الكنيسة فرصة ضعف الدولة بإزائها، وتغولها على النطاق المحفوظ بغير جدال لسلطاتها الرسمية، واتخاذها محابس لمن لا ترضى عنهم من الناس بغير سند من القانون، وبالمخالفة للدستور، مع سكوت الجهات المختصة في الدولة كافة على هذا السلوك العجيب. ويزداد الأمر شدة وصعوبة كلما ادعت الكنيسة على لسان قياداتها أن ما حدث، ويحدث، هو ممارسة لحقوقها وحماية لمن أسلمن ـ بزعم عودتهن عن هذا الإسلام ـ ممن قد يصيبهن بأذى!!

• لقد كان بيان هذا الأمر لازمًا لوضع الأمور في نصابها، ولتذكير الحَبر الجليل البابا شنودة الثالث بدور الكنيسة، تحت قيادته، في إحداث الاحتقانات المتتالية بين المسلمين وغير المسلمين. وقد كان آخر فصول هذا الدور هو تصريحات الأنبا بيشوي، ومن تبعه من الكهنة ذوي الرتب الكهنوتية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة عن مسألة (ضيافة) الأقباط للمسلمين، وعن مسألة (الجزية) ثم تصريحات الأنبا بيشوي ـ التي نفى البابا شنودة علمه بها ـ عن تفسير آيات القرآن الكريم بما يوافق العقيدة المسيحية كما يعتنقها الأنبا بيشوي، وحديثه عما إذا كانت بعض آيات القرآن قد أضيفت في زمن متأخر في عهد الخليفة عثمان بن عفان .

* * * * *

• إن حياة المسلمين والمسيحيين على أرض مصر قدر لا فكاك منه لأحد الفريقين. والعمل من أجل تأكيد معاني العيش الواحد الذي يجمع بينهم في وطنهم الواحد، والتوعية بها، هو المخرج الوحيد من الفتن المتتالية التي نعاني منها منذ نحو أربعة عقود.

إن معنى العيش الواحد في الوطن الواحد أن يكون بين المختلفين، دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية، نوع احتمال لما لابد منه من الاختلاف بين الناس، ومعيار هذا الاحتمال الواجب أن ينزل كل طرف عن بعض حقه، الواجب له، رعاية لمرضاة أخيه في الوطن.

وفرق ما بين ذلك وما بين العيش المشترك الذي يضم المختلفين دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية ويعيشون في مناطق مختلفة من العالم، أن معيار التعامل في العيش المشترك هو الحقوق وحدها، تُطلب وتُؤدى على ما توجبه العقود أو الاتفاقات أو القوانين.

في العيش الواحد ليس بين الناس كرامات، وإنما بينهم أخوة وتعاون، ينزل هذا عن بعض ما يريد ويترك ذاك بعض ما يستحق، لأن الناس في العيش الواحد عائلة واحدة يحمل بعضها بعضًا، ويعين بعضها بعضًا، وينصر بعضها بعضًا. لكن في العيش المشترك يتقاسم الناس خيرات الأرض، وما خلق الله لهم فيها مما يسعهم جميعًا، فإذا زاحم أحدهم الآخر في حقه أو ملكه أو سيادته لم يقبل ذلك منه.

في العيش الواحد علاقات مودة وأخوة مصدرها قول الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} [الممتحنة:8].

وفي العيش المشترك واجبات تؤدى وحقوق تُستأدى معيارها قول الله تبارك وتعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة:29]، وقوله تعالى: {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الجاثية: 12-13].

* * * * *

• والذي ندعو إليه إخواننا المسلمين والأقباط جميعًا هو إدراك هذه الحقيقة الأزلية: أننا للعيش على أرض هذا الوطن الواحد خلقنا.

• وأن أحدًا منا لن يستطيع أن ينفي الآخر مهما كان له من القوة، أو ظن بنفسه من البأس، أو استشعر من مناصريه التصميم على ما يحرضونه عليه، أو يدفعونه إليه، أو يستحسنونه من قوله وفعله.

• والدين الحق حائل بين صاحبه وبين العدوان على غيره.

• والإمساك عن العدوان باللسان واجب كالإمساك عن العدوان بالسنان.

• والعود إلى داعي العقل أحمد.

• والعمل بموجب الرشد أسَدُّ.

• ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بعهده فله الحسنيان، في الأولى والآخرة.

والله من وراء القصد.

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

صفحة مخطوطات نجع حمادي على الوكيبيديا - قبل عبث النصارى بها -




'''مخطوطات نجع حمادي والتي تُعرف أيضاً باسم "المكتبــة الغنوصــية"'''
وقد اُكتُشِفت في عام 1945 م، بالقرب من قرية [[نجع حمادي]] بصعيد [[مصر]]، حيث اكتشف القروي ’محمد السمان‘ -الذي كان يبحث عن سماد لحقله- جرة خزفية، أسفل ’[[جبل الطريف]]‘ بالقرب من دير القديس [[باخوم]]، على الضفة الشرقية للنيل شمال-شرقي نجع حمادي بصعيد مصر، على مسافة 100 كم شمالي [[الأقصر]]. فقام بكسر الجرة، فوجد بداخلها 13 مجموعة (مخطوطة مُجلّدة) من [[البردي]] [[القبطي]]، كانت ضمن مكتبة جماعة غنوسية في صعيد مصر، عُرِفَت لاحقاً بمخطوطات نجع حمادي.
تحتوي هذه المخطوطات على الأناجيل والكتابات [[الغنوصية]]، مما كان لها شأن عظيم في معرفة [[الغنوصية]] التي كانت آدابها مجهولة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي؛ إذ لم نكن نعرف من الآداب الغنوسية الواسعة الانتشار والكثيرة العدد -باستثناء ما فنّده ونقله إلينا الكُتّاب [[الكنسيون]] ([[إيريناوس]]، هيبوليتس، أبيفانيوس)- سوى مجموعة من المخطوطات القبطية ترجع إلى النصف الثاني من القرن الرابع والقرنين الخامس والسادس الميلاديين (عام 1850 م)؛ بالإضافة إلى مقتطفات من ’[[إنجيل]] [[مريم]]‘ (طبعة شميدت 1896 م).
تشمل مخطوطات نجع حمادي الثلاثة عشر على 48 كتاباً، تبلغ في مجملها 1000 صفحة، من بينها 794 صفحة حُفِظت كاملة، واللغة المستخدمة هي [[اللغة القبطية]]، حيث نجد ’اللهجة الصعيدية‘ في 10 مجلدات، والباقي (3 مجلدات) بالأخميمية الجنوبية. وتمتد هذه المجموعة من نهاية القرن الثالث إلى بداية القرن الرابع الميلادي.
== قصة اكتشاف مخطوطات نجع حمادي واقتناء [[المتحف القبطي]] لها ==
وفي عام1947م ، اكتشف محمد علي السمّان‘-الذي كان يبحث عن سماد لحقله - جرّة من الفخار، على ارتفاع 1 م أسفل ’جبل الطارف‘ بالقرب من دير القديس "باخوميوس"، على الضفة الشرقية للنيل شمال قريته ’حُمرة دوم‘، في شمال-شرقي [[نجع حمادي]] (محافظة [[قنا]]) بصعيد مصر، على مسافة 100 كم شمالي [[الأقصر]].
بعد تردد خشية ان تكون الجرة مسكونة بروح شريرة (جني) ، قام ’محمد علي السمّان‘ بكسر الجرة (الزلعة) بفأسه، آمِلاً عثوره بداخلها على كنزٍ ما يُساعده على إتمام عُرسهِ ويُغيّر حالته المادية والاقتصادية وحياته الاجتماعية، لكن سرعان أيضاً ما اعترته خيبة الأمل عندما لم يجد بداخلها الذهب الذي كان يَنشدهُ ويتمنّاه، بل وَجَدَ عِوضاً عنه مجموعة من المُجلّدات القديمة (13 مخطوطة مُجلّدة من البردي القبطي)، عُرِفَت لاحقاً بمخطوطات نجع حمادي وقد أُرِّخَ لها -في مجملها- بحوالي عام 350 م.
حَمَلَ ’محمد علي السمّان‘، مع أخيه ’خليفة‘، المخطوطات الثلاثة عشر على ظهر دابّتيهما، عائدين إلى قريتهما ’حُمرة دوم‘، واضعين إياها بجانب الفرن حتى تتمكن والدتيهما من استخدامها في إحماء نار الفرن لخبز العيش؛ حيث كانت أُمّيتهم سبباً في عدم إدراكهم أهمية تلك المخطوطات التي ظلت سليمة، تقريباً، ومحفوظة طيلة حوالي خمسة عشر قرناً من الزمان.
وبسبب بحث الشرطة عنهما لثأرهما لمقتل والدهما، وخوفاً من عثور الشرطة على المُجلّدات في المنزل، اضطر الأخوان لترك قريتهم ’حُمرة دوم‘ بعد شهر من العثور على المخطوطات وإيداعها لدى كاهن قريتهم القبطي الذي يثقون به. فأدرك’راغب أندراوس‘، مدرس القرية وشقيق زوجة هذا الكاهن، فوراً أهمية المخطوطات وأن لها قيمة أثرية عندما تبيّن له أنها مكتوبة بلغة قبطية قديمة. فسافر إلى القاهرة مُحضراً معه واحدة من تلك المخطوطات لصديقه الدكتور ’ﭽورﭺ صبحي‘، لأنه كان متخصصاً في اللغة القبطية. وأخذ هذا الأخير بدوره تلك المخطوطة إلى [[المتحف المصري]] بالقاهرة، من أجل عرضها على مديره وقتذاك، عالم المصريات الفرنسي Étienne Drioton ’إيتين دريتون‘، وعندما أدرك أهميتها اشترى ’دريتون‘ المخطوط لصالح المتحف المصري بـ (250 جنيهاً مصرياً).
أما باقي المخطوطات الأخرى (12 مخطوطة) سرعان ما بدأت تصل إلى أيدي تجار العاديات (الآثار) طمعاً في الحصول على أكبر سعر ممكن، لكن مصلحة الآثار تنبّهت إلى الأمر فنظّمت عملية استعادتهم جميعاً. وعندما سمع الدكتور ’طه حسين‘ -بعدما أصبح وزيراً للمعارف (وهي وزارة التعليم والثقافة وقتذاك)- قصة تلك المخطوطات، أَمَرَ برصد ميزانية ومبلغاً مالياً معقولاً لشرائها والصرف على المتخصصين من أجل فحصها ومعرفة بعض المعلومات عنها. ومنذ ذاك أصبحت مخطوطات نجع حمادي ملكية قومية، وتم إيداعها بالكامل في المتحف القبطي، فيما عدا مخطوطاً واحداً كان قد اشتراه (في مايو عام 1952 م) ’معهد يونج‘ (C. G. Jung Institute) بمدينة "زيورخ" Zürich الألمانية ليُقدّمه لعالم النفس Carl Justav Jung ’كارل ﭽوستاف يونج‘ –زميل ’سيجموند فرويد‘- بمناسبة عيد مولده. لكن بعد وفاة ’يونج‘ (يونيو عام 1961 م)، عاد المخطوط لمصر، وأصبح ضمن ملكية المتحف القبطي ليحوي ذلك المتحف كل مخطوطات نجع حمادي الثلاثة عشر.
وفي عام 1956 م، دعت مصر متخصصين من جميع أنحاء العالم لعقد مؤتمر في [[القاهرة]]، لدراسة خطوات قراءة وترجمة ونشر تلك المخطوطات، ولكن لسوء الحظ تم إلغاء المؤتمر بسب العدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، وإسرائيل) على مصر في نفس العام. بينما في 1961، دعت [[اليونسكو]] UNESCO (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إلى عقد مؤتمر آخر، توصّل إلى تشكيل لجنة علمية لتصوير جميع مخطوطات نجع حمادي، تم نشرها فيما بعد في مدينة ليدن (هولندا)، مما مكّن الباحثين من التعامل معها ودراستها.
ورغم أن وثائق نجع حمادي في غاية الأهمية لدراسة [[الكتاب المقدس]]، إلا أن نشرها كان يسير ببطء شديد. إلى أن تم لاحقاً في الولايات المتحدة، وتحت إشراف العالم James M. Robinson ’ﭽيمس م. روبنسون‘ بدأت عملية ترجمة نصوص تلك المخطوطات إلى اللغة الإنجليزية، تلك الترجمة التي انتُهيَ منها عام 1975 م، ثم تمت ترجمتها فيما بعد إلى الفرنسية والألمانية. كما يرجع الفضل إلى الدكتور ’[[باهور لبيب]]‘ في نشر 158 ورقة منها، وذلك في سنة 1976 م.

== محتويات مخطوطات مكتبة نجع حمادي==

* تشتمل مخطوطات مكتبة نجع حمادي الثلاثة عشر على (52 نصاً أو ’كتاباً‘)،في مجملها (1125 صفحة) ، من بينها (794 صفحة) حُفِظت كاملة، واللغة المستخدمة هي القبطية، حيث نجد ’اللهجة الصعيدية‘ في (10 مجلدات)، والباقي (3 مجلدات) باللهجة ’الأخميميـة‘ الجنوبية.
* تمتد مجموعة نجع حمادي زمنياً من نهاية القرن الثالث إلى بداية القرن الرابع الميلادي. وتحتوي هذه المخطوطات على الأناجيل والكتابات الغنوصية، مما كان لها شأن عظيم في معرفة الغنوصية التي كانت آدابها مجهولة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
* وقد وجد الدارسون أن مخطوطات نجع حمادي تُمثّل -تقريباً- مكتبة أو مجموعة متكاملة كانت ضمن مكتبة جماعة مسيحية ’غنوصية‘ بصعيد مصر، حيث تمدنا بالكثير من المعلومات عن الفترة المبكرة جداً من المسيحية بوجه عام، وفي مصر بوجه خاص. وجديرٌ بالملاحظة أن اسم ’المسيح‘ (أو: يسوع) لم يُذكر في هذه المخطوطات صراحةً، على الرغم من أن مُدوّني تلك الوثائق كانوا مسيحيين، لكنهم كانوا أكثر ارتباطاً بالمجتمع اليهودي وأفكاره أكثر من أي فكر أو معتقد آخر.
* كما تنبع أهمية مخطوطات نجع حمادي، أيضاً، مما نعرفه عن أن كنيسة روما منذ أن تحققت لها السيادة السياسية -بعد ما أُثير عن اعتناق الإمبراطور ’قسطنطين الكبير‘ (285 م ؟ ؛ وحُكمه المنفرد: 323-337 م) للمسيحية- قامت بحرق بعض الوثائق والكتابات الهامة عن المسيحية الأولى التي رأت أنها متعارضة مع تعاليمها وسيادتها، ومنذ ذاك الوقت فُقِدت الكثير من المعلومات عن تاريخ المجموعات المسيحية الأولى. وعلى الرغم من اضطهاد الرومان لمسيحيي مصر، إلا أن بعض الرهبان المصريين نجحوا في إخفاء العديد من المخطوطات المسيحية القبطية في كهوف صعيد مصر.
* إن طبيعة مخطوطات نجع حمادي، وإشكالية ترجماتها، وما تحتويه من فكرٍ مُخالف للفكر المسيحي التقليدي الذي اعتنقته الكنسية القبطية الأرثوذكسية في مصر منذ القرن الرابع الميلادي وحتى الآن، وجذبها لكل المتخصصين والمهتمين بها؛ يستحضر للذهن المخطوطات Scrolls ’العبرية والآرامية‘ التي اكتشفت بكهوف ’خربة قمران‘ على البحر الميت في الفترة (1947-1954 م)، أي بعد سنتين من اكتشاف مخطوطات نجع حمادي بمصر.
* وبعد دراسة متفحّصة، تم التأكد من أن نصوص تلك المخطوطات هي كتابات مسيحية لإحدى المجموعات الدينية التي ظهرت في القرن الأول الميلادي، وعُرِفَ تابعيها باسم ’العارفون (بالله)‘ ‘The Knowers’ والتي يُمكن مقارنتهم بالصوفيين Sufi (أو: mystic ) حالياً.
== ويُمكن تصنيف مكتبة نجع حمادي الغنوسية إلى ثلاثة أنواع ==
'''- [1] بعضها يُقدّم كتابات [[مسيحية]] [[أبوكريفا]] (منحولة):'''
- ’كتاب [[توما]] المُجاهد،
- كلمات سرية قالها المُخلّص لـ [[يهوذا]] وصلت ’توما‘ عن طريق ’متياس‘ ([[متى]])،
- ’رؤيا [[بطرس]]‘،
- ’رؤيا [[بولس]]‘ التي يُمكن أن تكون صعود بولس. وكان يستعملها القائينون والغنوسيون حسب شهادة ’أبيفانيوس‘.
- وكذلك ثلاث رؤى لـ [[يعقوب]]،
- و’أعمال بطرس،
- ومُؤلّف بدون عنوان ضد الكتبة والفريسيين حول عماد [[يوحنا]]،
- وكذلك ’[[إنجيل توما]]‘.
'''- [2] البعض الآخر عبارة عن مؤلفات غنوسية ما زالت تحمل اسماً مسيحياً:'''
- ’حكمة [[يسوع]]‘،
- ’كتاب [[يوحنا]] السري،
- العظة التي عَرِفَ بعض العلماء بواسطة مقدمتها اسم ’[[إنجيل الحق]]‘ (Pistis Sophia)،
- ’إنجيل المصريين‘ الذي يُسمَّى ’[[الكتاب المقدس]] للروح العظيم الغير المنظور‘ وكان يستخدمه ’الفالنتيون‘.
'''- [3] والبعض الآخر على هيئة إيحاءات وتفسيرات بدون أي أثر مسيحي ظاهر:'''
- ’رسالة أغنسط الطوباوي،
- ’تفسير حول النفس،
- ’رؤيا شيث (ست)‘،
- ’وحي آدم ابنه شيث،
- ’حديث لـ [[زرادشت]]‘، ...الخ.
----
و ’[[إنجيل فيلبس]]‘ الذي عُثِرَ عليه في نجع حمادي، يجب أن يُنسب إلى مدرسة فالنتينوس الغنوسية، ويجب ألا نخلط بينه وبين الإنجيل المعروف باسم هذا الرسول نفسه والذي يذكره القديس أبيفانيوس، وذلك لأنه كُتِبَ بنفس أسلوب المدرسة الفالنتينية. ويُلاحظ أنه لم ترد به عبارة "قال الرب" سوى مرتين في الإنجيلي كله، كما أنه "فيلـﭙس" ذاته لا يُذكر فيه سوى مرة واحدة بمناسبة كلمة قالها عن [[يوسف النجار]] .
وثمة تشابه بين إنجيل فيلـﭙس و’إنجيل توما‘ في كلمتين قالهما [[يسوع]]، وبالإنجيل أيضاً شرح للطقوس التي كان يُمارسها المرقسيون (وهم مجموعة من تلاميذ تلك المدرسة)، ومن بين هذه الطقوس نجد العماد والمسحة المقدسة بالزيت (زيت الميرون) والـ [[افخارستيا]].
إن مريم المجدلية، التي تحتل دوراً رئيسياً في ’إنجيل [[مريم المجدلية]]‘ و’إنجيل [[توما]]‘ و’[[إنجيل الحق]]‘ (Pistis Sophia)، هنا في ’[[إنجيل فيلبس]]‘ هي ’رفيقة يسوع‘ .
----
هذه الوثائق (مخطوطات نجع حمادي) في غاية الأهمية لدراسة [[الكتاب المقدس]]، إنما نشرها يسير ببطء شديد، وإذا استمر على هذه الحال، فعلينا أن ننتظر ثلاثة قرون إلى أن تُنشر كلها. ويرجع الفضل إلى الدكتور ’باهور لبيب‘ في نشر 158 ورقة منها، وذلك في سنة 1976 م تحت عنوان:
Coptic Gnostic Papyri in the Coptic Museum at Old Cairo
----
ولقد قامت لجنة علمية تحت رعاية هيئة الآثار المصرية (Department of Antiquities of the Arab Republic of Egypt) بالتعاون مع منظمة اليونسكو (UNESCO)، بنشر جميع مخطوطات نجع حمادي الثلاثة عشر، كتب "ﭽيمس م. روبنسون" (محرر مخطوطات تجع حمادي) مقدمة لكل جزء باللغتين الإنجليزية والعربية، روى فيها قصة اكتشاف كل مخطوط وتاريخه وما يحتويه.
وجدير بالذكر أنه في الفترة (1945-1984 م)، أي منذ اكتشاف المخطوطات وحتى عام آخر صدور نشر علمي لها، بلغ عدد المراجع المتخصصة التي تناولتها بالنشر والدراسة (52 مرجعاً) باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، ويُمكن عرض تلك المخطوطات وما تحتويه كالتالي:
== * المخطوطة الأولى (Nag-Hammadi Codex I) ==
الشهيرة باسم (Codex Jung)، تحمل رقم (Ms 1804/1) وترجع إلى النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، وتحتوي على الكُتب التالية:
1- حول رُتب الطبقات.
2- حول الخلـق.
3- حول الطبائع الثلاث.
4- إعلان بولس الرَسولي المحفوظ بالصفحتين 143؟-144؟ من المخطوط.
(*) إنجيل ’الفريتاتيس‘.
== * المخطوطة الثانية (Nag-Hammadi Codex II) ==
تُمثّل كتابات صعيدية تطغى عليها وبقوة اللهجة Sub-Akhmimic ’الأخميمية الثانوية‘ (= الأسيوطية)، وتحتوي المخطوطة الثانية على الكُتب والنصوص التالية:
1- أسـفار/كتابـات يوحنـا المنحولـة (المشكوك في صحتها)، وتشغل الصفحات من (1 إلى 32/ سطر 9).
2- إنجيـل تومـا : يُمثل الرسالة/ المقالة الثانية (Tractate 2) من المخطوط الثاني، ويشغل من (صفحة 32/ 10 - 51/ 28).
ويحوي ’إنجيل توما‘ -حسبما يذكر "عطية"- أخبار عن طفولة المسيح في أرض مصر وعن معجزة السمكة الميتة التي دبّت فيها الحياة من جديد بيد ذلك الطفل الذي كان عمره ثلاث سنوات – كما هو وارد في هذا الإنجيل. في حين يذكر "الطانر" أن البعض قد طابق ’كلمـات يسـوع‘ الموجودة في نُسخة "إنجيـل تومـا" من مكتبة نجع حمادي (المكتوبة باللهجة القبطية الصعيدية) بكتاب: ’كلمـات يسـوع بالبسـتان‘ Logia Jesu d’Oxyrhnchos (من البهنسا)، وهو –أيضاً- من الأناجيل المرفوضة (الأبوكريفية).
3- إنجيـل فيلُـﭙـُّس أو فيليـﭖ ، ويتكون من ثلاثة أقسام أو رسائل (tractates) ، ويشغل من (الصفحة 51/ سطر 29 إلى الصفحة 86/ سطر 19). ويجب أن تُنسب نسخة إنجيل فيلُـﭙس -التي عُثِرَ عليها في مخطوط نجع حمادي الثاني- إلى مدرسة "فالنتينوس" الغنوصية، كما يجب ألا نخلط بينه وبين الإنجيل المعروف باسم هذا الرسول نفسه والذي يذكره القديس "أﭙيفانيوس"، وذلك لأنه كُتِبَ بنفس أسلوب "المدرسة الفالنتينية". ويُلاحظ أنه لم ترد به عبارة ’قـال الـرب‘ سوى مرتين في الإنجيل كله، كما أنه "فيلُـﭙس" ذاته لا يُذكر فيه سوى مرة واحدة بمناسبة كلمة قالها عن "يوسف النجار" (والد يسوع الأرضي). وثمة تشابه بين ’إنجيل فيلُـﭙس‘ و’إنجيل تومـا‘ في كلمتين قالهما يسوع، وبإنجيل فيلـﭙس أيضاً شرح للطقوس التي كان يُمارسها المُرقسيون (وهم مجموعة من تلاميذ تلك المدرسة)، ومن بين هذه الطقوس نجد: العماد، المسحة المقدسة بالزيت (زيت الميرون)، والإفخارستيا. كما أن ’مريم المجدلية‘، التي احتلت دوراً رئيسياً في ’إنجيل مريم المجدلية‘ و’إنجيل توما‘ و’إنجيل الحق‘ (Pistis Sophia)، هنا في ’إنجيل فيلـﭙس‘ هي ’رفيقـة يسـوع‘.
4- طبيعـة الأرخـون/السيد (= المسيح [وتلاميذه])، وهو يُمثّل القسم/المقالة/ الرسالة الرابعة من المخطوط الثاني، ويشغل الصفحات من (الصفحة 86/ سطر 20 إلى الصفحة 97/ سطر 23).
5- ’كتابات غنوصية بدون عنوان‘، يشغل الصفحات من (الصفحة 97/ سطر 24 إلى الصفحة 127/ سطر 17 ؛ ومن الصفحة 127/ سطر 18 إلى الصفحة 137/ سطر 27).
(*) تفسـير حـول الـروح.
6- كتـاب تومـا الرِّياضـي ’المجاهـد (؟)‘، ويشغل الصفحات من (الصفحة 138/ سطر 1 إلى الصفحة 145/ سطر 19).
7- دعوة من المؤلف لذكره في الصلوات مع الإنهاء بالبركة ، وتشغل (ص 145/ س 20-23).
منذ اكتشاف مكتبة نجع حمادي القبطية الغنوصية، عُرِفت أربع نُسخ من ’كتابات يوحنا المنحولة‘(أو: ’أبوكريفا يوحنا‘)، تم نشرها (عام 1963 م) بواسطة "سورن جيفرسون". وبالإضافة لنُسخ مخطوطات نجع حمادي الثانية والثالثة والرابعة (التي تتضمن نص أبوكريفا يوحنا)، هناك نُسخة محفوظة في (Papyrus Berolinensis 8502) ’بردية برولينسيس رقم 8502‘ كان قد نشرها "والتر س. تيل" (عام 1955 م). وفي عام 1970 م، قدم "يفون يانسنس" دراسة تحليلية للعديد من المُشكلات المتُعلّقة بنسخة ’برولينسيس‘.
وفي عام 1973 م، قامت ’جامعة باريس الرابعة‘ بنشر مُلخّص حول رسالة "ميشيل تارديو"، وذلك في مقالة بعنوان: ’آدم، الجنس والعنقاء في علم الكون بالمقالة/الرسالة الخامسة في المخطوط الثاني، المكتشف قرب نجع حمادي‘. ثم نَشَرَ في العام التالي (1974 م) رسالته كاملةً تحت عنوان ’مُثلث الأساطير الغنوصية: آدم، الجنس، وحيوانات مصر في مخطوط نجع حمادي الثاني، المقالة الخامسة‘؛ حيث قام "تارديو" بدراسة "الرسالة الخامسة"، بمخطوط نجع حمادي الثاني، والتي تُدعى’كتابات بدون عنوان‘.
وفي عام 1974 م، قارن "ﭙيتر ناجل" عدداً من استشهادات العهد القديم تضمّنها نص ’تفسير حول الروح‘ في المخطوط نجع حمادي الثاني، مع نُسخ أخرى مُدونة باللهجة’الصعيدية‘ وترجمات ’أخميمية‘ لنص ’الترجمة اليونانية السبعينية للعهد القديم‘. وقد توصّل "ناجل" لنتيجة مفادها أن الاستشهادات تم ترجمتها مُباشرةً من النص اليوناني "للتفسير"، وبشكل مستقل عن النُسخ القبطية السبعين. لقد زوّد ذلك النص، باستشهاداته، الباحثين بمادة قيّمة لدراسة ممارسات تجربة الترجمة القبطية المُبكّرة.
== * المخطوطتان الثالثة والرابعة (Nag-Hammadi Codex III and IV) ==
تحتويان على الكتابين التاليين:
1- إنجيـل المصرييـن (الكتاب المقدس للروح العظيمة الخفية)، وقد تم نشره عام 1975 م.
2- حـوار المُخلِّـص (مع تلاميذه).
وقد تم نشر المخطوط الثالث عام 1976 م، أي بعد عام من نشر المخطوط الرابع عام 1975 م الذي يُعد المخطوط الرابع تتمة للمخطوط الثاني.
== * المخطوطة الخامسة (Nag-Hammadi Codex V) ==
تحتوي على الكتب الأربعة التالية:
1- رؤيـا آدم.
2- رؤيـا يعقـوب.
3- اسـتشـهاد يعقـوب.
4- رؤيـا ﭙولـس.
== * المخطوط السـادس (Nag-Hammadi Codex VI) ==
ويحوي رؤيـا إسـكليـﭙيوس والنصوص الهرمسـية.
== * المخطوط السـابع (Nag-Hammadi Codex VII) ==
ويحوي أجزاء من [[سفر التكوين]] (Parts of Genesis)
تم نشر المخطوط في عام 1972 م وبلغت صفحاته عدد (127 صفحة) من سفر التكوين (Genesis)، وفي نفس العام  تم أيضاً نشر ثلاثة قطع قبطية كانت قد اكتُشِفت من "كارتوناﭺ" مخطوط نجع حمادي السابع، تحتوي من سفر التكوين على (الإصحاح 32/ الآيات 5-21) و (الإصحاح 42/ الآيات 27-38)، والتي تنتمي بوضوح إلى مخطوط يرجع إلى عصر استثنائي وفريد، يعود تأريخه إلى منتصف القرن الرابع (ربما إلى العام 345 ميلادية)، ويبدو أن ذلك المخطوط كان يتضمَّن النصف الثاني من كتاب ’سفر التكوين‘.
وفي عام 1973 م، قام كل من "فرانز ألتهايم" و "روث شتيل" بنشر كتاب بالألمانية عنوانه: ’المسيحية على البحر الأحمر‘، وذلك مع إسهامات ومقالات كل من: "يوحنا إرمشر"، "مارتن كراوزه"، "رودولف ماكوِش"، "هاينز ﭙول"، و "زوهير شونّار". القسم الأوّل من هذا الكتاب يُدعى ’نصـوص جديـدة‘، ويحتوي على نسخ وترجمة -بدون أية تعليقات- للفصول (أرقام: 1 إلى 3 و 5) من مخطوط نجع حمادي السابع، كالتالي: الفصل الأول بعنوان ’إعادة صياغة لنص السـيم‘؛ بينما الفصل الثاني بعنوان ’الكلمة-الخلاّقة الثانية للعظيم "سـيث" ‘؛ والفصل الثالث بعنوان ’رؤيـا "بطـرس" ‘ ؛ والفصل الخامس بعنوان ’أوضـاع "سـيث" الثلاثـة‘. بينما الفصل الرابع من مخطوط نجع حمادي السابع وعنوانه: ’تعاليـم "سـيلفانوس" الثلاثـة‘، فلم تتم ترجمته في ذلك العمل الذي أشرف كل من "فرانز ألتهايم" و "روث شتيل" على تحريره.
== * المخطوطـات من الحاديـة عشـر إلى الثالثـة عشـر ==
صدر في عام 1973م نشر للنص الأصلي للمخطوطات الحادية عشر والثانية عشر والثالثة عشر، تحت رعاية هيئة الآثار المصرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو (UNESCO).