الجمعة، 11 أبريل 2008

في المسألة السلفية .. !!

في المسألة السلفية .. !!

http://www.tadwen.com/sayd/?p=107
أرى أن أكبر معول يهدم به السلفيون ما بنوه لأنفسهم , هو “تعظيم وَتَوْثِين الشيوخ” .. فالحالة لم تَعُدْ مجرد سلوكياتٍ فردية من بعض الأتباع أو طلبة العلم الجدد .. بل اذهب وتكلم مع أي سلفي في المسجد أو على صفحة منتدى في الإنترنت أو انزل إلى الشارع , فستجد ابن باز وابن عثيمين والألباني وابن تيمية كلامهم قرآنا منزلا , لا يجوز نقده في تصورهم .. وأن من خالف فتاويهم فهو الضلال والابتداع بعينه ..كما أن المنهج العلمي الذي يعتمد عليه السلفيون ليس منهجا صحيحا , ولا يُخرج فقيها معتدلا , اللهم إلا لو كان الله قد غرس في فطرته الاعتدال .. لأن طريقة تدريس العلوم عندهم: أن ما يلقونه إلى طلابهم هو فَهْمُ السلف ومنهجهم , وهو الحق والسنة والعدل والوسطية , فيخرج الطالب من مراحل دراسته وهو يتصور أنه هو ومن على شاكلته فقط أهل السنة , وأن غيرهم مبتدعة ضالّون مضلون , وأخطر على الأمة من اليهود والنصارى ..!!!وارجع إلى كلامهم في حق الأشاعرة .. مع أن الأشاعرة هم شيوخ الإسلام , والواحد فيهم فقط , كابن حجر أو النووي أو العز بن عبد السلام أو الغزالي أو إمام الحرمين – الواحد من هؤلاء فقط - في نفعه للدين وخدمته للأمة , أعظم من سلفية زماننا مجتمعين .. ورغم ذلك تجد هجوما مسعورا على الأشاعرة , وتشويها لتاريخهم وصورتهم بالحق والباطل , رغم كل ما قدموه للدين والأمة من مراجع علمية في كل فنون العلم الشرعي , ولم يشفع لهم شيء من ذلك في تجنب تلك الحملات المسعورة .. !!حتى أن مؤلفا سلفيا كبيرا وهو سفر الحوالي يكتب في “نقد منهج الأشاعرة” ويستدل بأدلة غريبة على أن ابن حجر ليس أشعريا !! .. بل ويختم حكمه عليه وكلامه في حقه بأن يقول : (( ولو قيل أن الحافظ رحمه الله كان متذبذبَ العقيدة لكان هذا أصح )) !!إن السلفيين بإقصائهم غيرهم اصطنعوا لأنفسهم عداوات ما كان ينبغي لهم أن يصطنعوها .. وطريقة التعليم الإقصائية تلك تسبب خللا في الفهم , ينتج عنه التعصب والغلو بلا شك ..وينتج عنه كذلك تضخيم الصغائر ..ومن معاول هدم المنهج السلفي الذي نتحدث عنه:اهتمامهم بتلك الصغائر على حساب أمور عظيمة .. فلم نسمع لشيخ منهم فتوى عن توريث الحكم وأدلته من الشرع الحنيف , بل على العكس تماما , وجدنا منهم من يوجب ذلك أو يجيزه .. ولم نسمع منهم بيانا يدين آل سعود مثلا أو غيرهم من الحكام بسبب التعاون مع الأمريكان , برغم ما يفعلونه من حصار المسلمين وتجويعهم وقتلهم في مختلف بلاد الإسلام .. مع أن السلفيين ملأوا الدنيا ضجيجا في الحديث عن الولاء والبراء , وأن العاصي لا بد أن يهجره الناس حتى يعود إلى رشده ..فبهذا المنطق المعكوس أصبح المسلم العاصي مهجورا - وربما كان فقط على خلاف رأيهم وليس على معصية - , وأصبح العدو الكافر صديقا حميما ..!!هذا الخطاب السلفي لابد أن يتراجع عنه أصحاب العقول يوما ما ..ويشهد لهذا أن أغلب البيئات التي ينتشر فيها غير بيئات السعودية والخليج هي البيئات الخالية من المناهج العلمية الصحيحة أو الأوساط ضحلة الثقافة الشرعية .. سواء كان ذلك بسبب تقصير أصحاب المنهج الصحيح , أو التضييق عليهم وخنقهم ..لعلها كلمات تجد من يسمعها ويتدبر فيها ويبدأ حملة الإصلاح , فالنقد أول طرق التصحيح التي تكشف مواطن الخلل ..

ليست هناك تعليقات: