الخميس، 18 ديسمبر 2008

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

كلما نظرتُ إلى مكان به مسلمون يصلون ويصومون ويتعبدون لله تعالى , فرحت وانشرح صدري .. وخاصة أن عدد الملتزمين من الشباب بدأ يزيد ولله الحمد والمنة , بعد أن كانت المساجد قاصرة على شيوخ قد أضناهم طول العمر ..وعندما أدخل منتدى من المنتديات وأجد فيه شبابا وفتيات في زهرة أعمارهم يريدون أن يخدموا هذا الدين , أقول الحمد لله .. ساعة الفرج والنصر قد اقتربت بهذه الأجيال.وسبحان الله .. كل منطقة يكون رواد المسجد فيها متحابين متصافين أجد أن إمام المسجد رجل عاقل .. يتناول أمور الإيمان والتربية والتزكية , أو همّا من هموم الأمة . فهذه الأمور توحّد القلوب وتضفي على الصفات مزيدا من التماسك والتراحم بين رواد المساجد .والمنتديات ومواقع الدعوة , تجد فيها أبوابا وأقساما لوصف الجنة والنار أو للتفكر في سنن الله في خلقه وأفعاله بعباده وكيف دأبه وعادته مع المحسنين أو مع الظالمين .. فتجد رواد المنتدى متصافين متوادين يريد أحدهم أن يكمل دور أخيه , ويحب أن يكون له سهم في الدعوة وكسب الأجر , هذا برغم اختلاف المناهج والمشارب في هذه المساجد أو تلك المنتديات.لكن بمجرد أن تطأ أقدام أول سلفي في مسجد من تلك المساجد أو تضغط أصابعه على زر الاشتراك في هذه المنتديات , تجد العجب العجاب.تنفتح مسائل لا ينبغي أن تطرح للمناقشة أصلا إلا في ساحات العلم .. وبين العلماء المتخصصين فقط.ويبدأ على الفور في التصيد والانتقاد .. وتوزيع أوسمة الانتماء إلى أهل السنة أو إطلاق قذائف اللعنات والطرد من جماعة السنة.وتبدأ المساجد والمنتديات تدخل مرحلة الصراع الحاد , وينقسم فيه الناس إلى معسكرين .. معسكر يرى نفسه شعب الله المختار , وحامل مفاتيح الجنة والنار .. ومعسكر يريد أن يفهم قبل أن ينقل , ويتكلم بعد أن يعقل ..لكن هيهات…فالسلفي يستدعي ألف سلفي غيره , وكأنه يرابط في سبيل الله ضد أعداء الدين ..!!والغريب أن أول دعاويهم هي الاهتمام بالعقيدة وتنقيتها , ويريدون حمل الناس على مفاهيم خاصة لهم حملوا عليها الآيات وادّعوا – كما ادعى غيرهم – أنهم على منهج السلف الصالح .ولو أنصفوا لعلموا أن المسائل التي يفتحونها , قد تَنَاقَشَ وتحاور فيها أكابر أهل العلم في أزمنةٍ كانت الحاجة فيها ملحّة إلى فتح تلك القضايا . ثم ألقوها وراء ظهورهم لأن الحاجة إليها قد انتهت , وتفرغوا بعد ذلك لتثبيت الإيمان في القلوب والعمل على تزكية النفوس وتوعية الناس بما يحاك لهم من مؤامرات على يد أعداء الأمة ..أتعجب حقا عندما يصر السلفيون على فتح النقاش في مسائل ماتت من مائتي سنة أو يزيد , ويزداد عجبي لأنهم يجرجرون معهم أياما سيئة من أيام التاريخ الإسلامي ليعيدوا فتح النقاش في القضايا التي سببت خمولا في قوى الأمة وطاقاتها , ويحصرون الدين في بضع مسائل لا يتكلمون في غيرها أبدا..والسبب في كل هذا هو الخطأ في أسلوب التعليم والتصنيف وطرح المسائل على طلاب العلم .. وأهم سبب من الأسباب التي تجعل السلفيين سببا في تفرق الأمة هو المصطلح القنبلة (الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة) .. فقد استغلوه أبشع استغلال واستخدموه أسوأ استخدام.وأنا الآن بصدد كتابة بحث في هذا المصطلح وخطورة استخدامه بين طوائف المسلمين , وأنه سلاح الإرهاب الفكري الجديد ..والله المستعان وإليه المشتَكَى وعليه التُّكْلان
هذا الموضوع كتب في الخميس, ديسمبر 27th, 2007 في الساعة 10:12 am في قسم
بــراحــــــــتك .., ديــــننا, روائع المقالات ..!!, قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
7 ردود على “السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!”
ابن حجر العسقلانى قال: 27 ديسمبر 2007 في الساعة 3:07 pm
أحييك شيخنا .. أحييك
أبو العلاء قال:
27 ديسمبر 2007 في الساعة 4:39 pm
السلام عليكم،
لا أود أن أكون بمثابة المعترض الدائم على ما تكتب و لكن ليس من ذلك بد و الله أعلم. و لكنى أحب أن تعلم أننى لا أحمل لك إلا الإكبار و الود الخالص.
هناك أمر أحب أن ألفت نظرك إليه و هو أن الإنسان أحيانا تنتهى به الخصومة إلى أن يقترب من خصمه من حيث لا يدرى. يعنى مثلا إن جئت أنت و كتبت “بحثا” بغرض تحذير الأمة من الخطر السلفي فما الفرق (فى نمط التفكير) بينك و بين السلفي الذى يكتب محذرا الأمة من …. كل شئ!
الأمر الآخر الذى يتوجب عليك أن تبقيه فى اعتبارك أن هناك آراء يشتهر بين الناس أنها آراء سلفية (نسبة للحركة السلفية و ليس للسلف) و هى فى الواقع آراء مستقرة عند الحنابلة و بعض محدثى الشافعية و المالكية منذ زمن بعيد. و لا يقف الأمر عند ذلك فلابد من التفريق بين سلفية الألباني التى لا تلتزم مذهبا فى الفقه و لا منهجا فى الأصول و بين سلفية أمثال الشيخ بن باز و الشيخ بن عثيمين و هما حنبليان يلتزمان فى الأغلب بآراء المذهب و دوما بمنهج الحنابلة فى الفقه و استنباط الأحكام.
الأمر الآخر الذى أود أن أنبهك له هو أن الخلاف بين الأشاعرة و الحنابلة قديم و الأفضل أن نتقبله لا أن نحاول رفع الخلاف فلا الإنتصار لأحد الرأيين يرفع الخلاف و لا محاولة التوفيق تصلح. و هذا النهج (أى تقبل الخلاف) هو نهج البنا رحمه الله فى رسالة العقائد (فى حدود فهمى المتواضع).
أود أن ألفت نظرك أيضا إلى أن العلاقات بين الطرفين لم تكن دائما سيئة خاصة فى مصر. مثلا الإمام السيوطي رحمه الله كان يستعين بقطعة ابن تيمية فى التفسير و فى نفس الوقت هو من كتب توبيخا لمن كفر المحيوى ابن عربي. و الملفت أننا نجد مواقفا مشابهة عند الحنابلة ففى بعض مسائل القضاء (على ما أذكر) لم يجد الشيخ البهوتى غضاضة فى أن ينقل عن السبكى لأن المسألة لم يكن فيها آراء سابقة فى المذهب، و كلنا يعلم كم كان السبكى عنيفا مع الحنابلة حتى إنه كان يقول المذاهب الثلاثة لا المذاهب الأربعة.
يبقى أن أذكرك بأن الكثير من الخلافات التى تبدو “سلفية” الطابع (هنا أيضا النسبة للحركة السلفية لا للسلف عليهم رضوان الله) حدثت حتى بين الأشاعرة من نفس المذهب. و ارجع إلى سير أعلام النبلاء و ما وقع بين العز بن عبد السلام و ابن الصلاح فى مسألة صلاة الرغائب. و العز ممن يقولون بالبدعة الحسنة!!!!
أخيرا (أخيرا أخيرا) أود أن أذكرك بما قلته أنت نفسك (لاحظ توكيد التوكيد) عن المنتديات و الأصابع الخفية التى تعبث فيها.
و لعلك تتروى و لا تتعجل،
و السلام
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:06 am
الأخ الكريم ابن حجر العسقلانيبارك الله بك وحياك وجزاك كل خير
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:11 am
الأخ الفاضل والأستا الكريم أبو العلاءتقبل الله منك ما قلته ليوانا والله يا أخي لا احمل في قلبي غلا لمسلم .. مهما كنتُ حادا في نقدي وكلاميوأنا في كل كلامي أقصد السلفية الحديثة (سلفية الألباني أو ابن باز وابن العثيمين على حد سواء) وتستطيع وصفها بالسلفية الوهابية او التيمية إن شئت ..فإن كنتُ احتد في حواري ونقاشي وانتقاداتي لهذا الاتجاه .. فإنما هو رد فعل لما يحدث على الأرض من تبديع أو تفسيق أو تكفير لكل من يخالف هذه الطائفة.. إن لم يكن تصريحا فعلى سبيل التضمين في الكتب والفتاوى والأشرطة..لكننا في النعهاية مسلمون جميعا .. وكل منا يريد ان يرضي الله تعالى ..أسأل الله ان يتقبل من الجميع وان يهدينا إلى الحق على اجمل الوجوه وأرشدهالك مني اعطر التحايا واطيب الأمانيجزاكم الله خيرا على زيارتكم الكريمة وتعليقكم المهذب الواعي
سلفي قال:
30 ديسمبر 2007 في الساعة 8:04 am
السلام عليكم يا شيخ محمود،اسمح لي شيخي الكريم أن أقول لك مباشرة ودون مقدمات: ما هكذا تورد الإبل.لماذا هذه النقمة على السلفية.سبحان الله! لو كانت جماعة أو “حركة”، لقلنا ماشي حقك أن تنتقد الجماعات كيفما شئت، ولكنك أعرف العارفين بأن السلفية منهج: قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.لا أدري ما الذي يعيب هذا المنهج: أن يكون لك سلف في فهمك، أو في فقهك، مع الدعوة إلى الاجتهاد في النوازل الفقهية وفقاً للأصول التي استقرت في القرون الثلاثة الأولى؛ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.واسمح أن أسجل إعجابي بتعبير “السلفية الحديثة”، جديدة دي.سمعنا السلفية العلمية، والسلفية الجهادية، أما السلفية الحديثية فهي جديدة، فعادة ما ترمى السلفية زوراً وبهتاناً أو جهلاً بالجمود والتخلف والرجعية، أما الحداثة…عموماً لدى رجاءان أولاً، أن تبين لنا الحد الفاصل بين السلفية الحديثة والسلفية “القديمة”.ثانياً، أستحلفك بالله أن تعطي لنا مثالاً واحداً، أو أكثر إن تكرمت وسمح بذلك وقتك، يبين ما خالفت فيه السلفية “الحديثة” ممثلة في “الألباني” و”ابن باز” و”العثيمين” السلفية “القديمة”، مسترشداً بالصحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وفقاً لتعريف السلفية. فما ثبت من أقوالهم ينبغي أن يكون هو مرجعيتنا عند الحكم على أن قول أو صاحب قول.هذا مع اتفاقنا، حسب ظني على أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم، وما من أحد معصوم من الخطأ.هداني الله وإياكم إلى الحق وجمع بيننا بفضله ورحمته في جنات النعيم، إخوناً على سرر متقابلين.آمين
الشيخ محمود الأزهري قال: 31 ديسمبر 2007 في الساعة 6:46 am
الأخ الكريم سلفيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأشكر لك حوارك المهذب وأسلوبك الراقي..أنا لا انتقد المنهج السلفي أبدا حبيبي واخي الفاضل.. بل أزعم أنني سلفي إن شاء اللهفكلنا يجب علينا اتباع منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم..المشكلة اخي الكريم هي فيما تقوله .. من اني لماذا انتقد السلفية وهى اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..ولم يحدث اني انتقدت الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..بل انتقد الظن بأن طائفة معينة تحتكر لنفسها فهم السلف الصالح .. وتدعي ان غيرها تنكبوا الطريق وفارقوا المنهج !!أي أنهم حصروا كل منهج السلف في فهمهم الشخصي لأقوال السلف وأعمالهم ..وتمحوروا حول شخصيات بعينها لا يخرجون عن فتاواها ومنهجها .. ويوالون ويتبرأون تبعا لما يقوله فلان وفلان المعاصر لنا والذي يفتي على منهج يظنه المنهج الوحيد على طريق السلف..وهنا تبدا الكارثة..أن تحتكر طائفة واحدة كل الحق لنفسها ..مع ان غيرها من الطوائف تعتمد على ادلة شرعية مقبولة عند جمهور الأمة .. وهؤلاء -الغير- لم يدعوا لأنفسهم الانفراد على طريق الحق كما تدعي السلفية الحديثة .. التي تبدأ من عصر الإمام ابن تيمية رحمه الله وغفر الله وتلامذته وانتهاء بالوهابيين الان .والتي هي امتداد لمدرسة غلاة الحنابلة .. الذين تأذّت بهم بغداد وكاد عدد من رؤوس العلم أن يموتوا تحت وطأة شدتهم ..وليس ابن الجوزي وابن عقيل الحنبليان بخفيَّي الذكر ..فكما أشعل غلاة الحنابلة فتنة في القديم حول الصفات وأرادوا إلزام الناس بما يقولون فيها وادعوا أنها منهج السلف , ثم رد عليهم علماء حنابلة أكابر مثل المذكورين ومن بقية المذاهب أكثر بكثير .. فالسلفيون الآن يشعلون نفس الفتنة في نفس القضايا ..إلا انهم زادوا قضايا كالتوسل والتبرك وغيرها ..فإن كان غلاة الحنابلة القدامى لهم عذر في خوض هذه المعارك لوجود المعتزلة والجهمية في عصورهم , فليس هناك مبرر واحد لسلفية زماننا أن يشتدوا على الناس في تعليم مباحث الصفات وبيان مذاهب الجهمية والمعتزلة , وهؤلاء ليس لهم وجود بمسمياتهم الآن.
وكما قلتفالمشكلة مشكلة منهجعندما تقرأ في فتح المجيد أن غالبية الأمة كانت على الشرك القبوري حتى ألهم الله ابن عبد الوهاب بدعوته يقشعر بدنك .وإن قرات فيه أن الجهمية والمعتزلة كفار , وان الأشاعرة تابعوهم على منهجهم وحكم عليهم الجمهور بالكفر يقشعر بدنك , فالأشاعرة وهم جمهور علماء المسلمين وأهل الحديث والفقه والأصول والتفسير بكلمة بسيطة يقرأها آلاف طلبة العلم السلفيين في العالم تحولوا من انصار لسنة النبي صلى الله عليه وسلمك إلى طائفة ضالة كافرة على قول سلفيي العصر!! (مع أني لم أر ولم أسمع عن عالم واحد حكم عليهم بالكفر , فضلا عن إجماع أهل العلم على تكفيرهم كما يقول صاحب فتح المجيد ) …
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الجميل في تلك التدوينة ..ولا تحرمنا من زيارتك الكاريمة دائما .. فأنت اخحنشرف به هنا ..جمعنا الله تحت ظل عرشة يوم لا ظل إلا ظله .. آمين



من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

ليست هناك تعليقات: