‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

عظماء تجاهلهم التاريخ : الشيخ سعيد بيران

ثورة الشيخ سعيد بيران



هدمت الخلافة الإسلامية على يد اليهودي كمال أتاتورك، وبقي أغلب المسلمين يتفرّجون، ولم يَدُرْ بخلدهم أن هدم الخلافة يعني هدم الإسلام وغيابه كلّية عن الحياة. لقد كانت مشكلة المسلمين في ذلك الزمن أنّهم لم يميّزا بين القضايا المصيرية التي يجب أن يتخذ في مواجهتها إجراء الحياة أو الموت وبين القضايا الفرعية، لذلك انشغل الخطابي في المغرب عن إعادة الخلافة واتّخذ منها موقفاً سلبياً، ولذلك أيضاً رفض سعيد النورسي مساعدة الشيخ سعيد بيران في ثورته مع أنّه صاحب نفوذ وقوة بتعلّة الاقتتال بين الإخوة.
ولكن الرجل الذي أدرك حقيقة القضية وبعدها المصيري هو الشيخ سعيد بيران رحمه الله، فقد اتّخذ إجراء الحياة أو الموت إزاءها، وطبّق الحكم الشرعي فنابذ الحاكم الذي أدخل الكفر على دار الإسلام، ولم ينشغل بالمؤتمرات والخطابات بل قاتل ودفع حياته وحياة رفاقه ثمناً للحكم الشرعي. فرحم الله الشيخ سعيد بيران ورفاقه.

تمهيد
في سنة 1340هـ - 1921م انسحب اليونان بعد حرب ضروس من أزمير التركية ودخلها العثمانيون. لم يكن هذا الحدث حدثاً عادياً في تاريخ الدولة الإسلامية، إذ أظهر شخصية سيكون لها الدور الأكبر في هدم الخلافة الإسلامية، ألا وهي شخصية مصطفى كمال أتاتورك (1880م – 1938م). فقد ضخّمت الدعاية الغربية بعامة، والإنجليزية بخاصة، الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به ملايين المسلمين، وتعلّقت به أمالهم لإصلاح أمر الخلافة وإعادة مهابتها، حتى إن الشاعر أحمد شوقي وصفه في قصيدة من قصائده بأنّه "خالد الترك" فجعله شبيهاً "بخالد العرب"، وهو سيف الله المسلول خالد بن الوليد (رضي الله عنه)، فقال:
الله أكبرُ كم في الفتحِ من عجبِِ يا خالدَ التُّركِ جَدِّدْ خـالدَ العربِِ
عاد أتاتورك بعد هذا النصر إلى أنقرة حيث كرّمه "المجلس الوطني الكبير" وخلع عليه رتبة "غازي"، واشتهر عند الناس، وغمرته برقيات الإكبار والتشريف من شتى البلاد الإسلامية، من أفغانستان والهند ومصر وغير ذلك. ثمّ بعد هذا التكريم، انتخبه "المجلس الوطني الكبير" رئيساً شرعياً للحكومة.
وفي سنة 1922م أرسل أتاتورك عصمت إينونو باشا إلى إنجلترا لمفاوضة الإنجليز على الاستقلال. فقال السفير البريطاني (كرزون) لعصمت إينونو باشا عند عقد مؤتمر الصلح في نوفمبر 1922م لما طالبه بمنح الاستقلال لتركيا: "إننا لا نستطيع أن ندعكم مستقلين؛ لأنكم ستكونون حينئذ نواة يتجمع حولها المسلمون مرة أخرى، فتعود المسألة الشرقية التي عانينا منها طويلا". فما كان من أتاتورك إلا أن تعهد للإنجليز بأن يزيل مخاوفهم، وأبلغهم بالموافقة على أي شروط يضعونها كضمانات تزيل تلك المخاوف، فاشترطوا عليه في اجتماع عقد في إبريل 1923م أربعة شروط على لسان السفير البريطاني كرزون، عرفت بعد ذلك بشروط كرزون، وهي:
1 - أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.
2 - أن تقوم بإلغاء الخلافة.
3 - أن تتعهد بالقضاء على كل حركة يمكن أن تقوم لإحياء الخلافة.
4 - أن تحل القوانين الوضعية محل الشريعة الإسلامية، وتضع لنفسها دستوراً علمانياً مدنياً بدلاً من الدستور العثماني المستمد من قواعد الإسلام.
وبموافقة أتاتورك على تلك الشروط عقدت اتفاقية (لوزان) وتركت له إنجلترا كل الأراضي التي كانت قد سلبت من العثمانيين ليظهروه بمظهر البطل صاحب الإنجازات والاستقلال.
نفذ أتاتورك ما أملته عليه إنجلترا من شروط، فاختار لتركيا الجديدة دستور سويسرا المدني، ونجح في إلغاء السلطنة وفصلها عن الخلافة، وبذلك لم يعد للخليفة أي سلطة أو نفوذ، ثمّ استغل أزمة وزارية ونصّب نفسه ضمن أجواء إرهابية قمعية أول رئيس للجمهورية التركية في (18ربيع أول 1342هـ/29 أكتوبر 1923م) وأصبح الحاكم في البلاد.
وفي (28 رجب 1342هـ/3 مارس 1924م) ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة رسمياً، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن قيام الجمهورية التركية وإنشاء دولة علمانية، وشنّ حملة واسعة للقضاء على مظاهر الإسلام في البلاد باعتقال العلماء وإغلاق المساجد وغير ذلك.
الحكم الشرعي
خدع كمال أتاتورك العالم الإسلامي كلّه، وأعلن هدم الخلافة الإسلامية وإنشاء جمهورية تركية علمانية، أي ألغى الحكم بالإسلام وأعلن الحكم بالكفر، فما الذي يجب على المسلمين فعله في مثل هذه الحالة؟
الحكم الشرعي في هذه المسألة واضح صريح:
عن أُمّ سَلَمَةَ أنّ رسول اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَ: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا». (مسلم) وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللّهِ قَالَ: «خِيَارُ أَئِمّتِكُمُ الّذِينَ تُحِبّونَهُمْ وَيُحِبّونَكُمْ، وَيُصَلّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمّتِكُمُ الّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسّيْفِ؟ فَقَالَ: «لاَ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصّلاَةَ..». (مسلم) وعن عُبَادَةَ بْنِ الصّامِتِ قال: دَعَانَا رَسُولُ اللّهِ فَبَايَعْنَاهُ. فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا، أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السّمْعِ وَالطّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا. وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ. قال: «إلاّ أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ مِنَ اللّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ». (رواه مسلم والبخاري)
إنّ النظر الدقيق في الأحاديث المذكورة يكشف لنا عن مناطها أي عن الواقع الذي تتنزل عليه الأحاديث لمعالجته. فمناط الأحاديث هو الحاكم بدار الإسلام، أي أن هذه النصوص منصبّة على معالجة مشكلة بدار الإسلام التي يحكم فيها بالإسلام وأمانها بأمان المسلمين.
فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا» أي في المستقبل من أمركم سيأتي من الأمراء من يرتكب الحرام، فلا تقاتلوهم ما داموا على الحكم بالإسلام وإن فسقوا وأدخلوا من البدع ما يعرف منها وينكر، ولكن قاتلوهم إذا تركوا الحكم بالإسلام؛ لأن قوله «مَا صَلّوْا» وفي رواية «مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصّلاَةَ» كناية عن الحكم بالإسلام.
وفي حديث عبادة (صلى الله عليه وآله وسلم): «وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ» أي لا نخاصم أولي الأمر ونختلف معهم حول ولايتهم ووجوب طاعتهم، ولا ننابذهم أي نقاتلهم إلاّ إذا حكموا بكفر صراح لا شبهة فيه.
بناء عليه، فإنّ الحاكم في دار الإسلام إذا حكم بالكفر الواضح الصريح يجب الخروج عليه ومقاتلته حتى يزال منكره أو يتنحىّ. وهذا واضح من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين سأله أصحابه: «أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسّيْفِ؟ فَقَالَ: «لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصّلاَةَ..». وروي عن ثوبان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم, فإذا لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم, فإن لم تفعلوا فكونوا حينئذ زارعين أشقياء تأكلوا من كد أيديكم1».
فالمسألة إذن واضحة صريحة، فقد كان على المسلمين وقتها أن يقاتلوا كمال أتاتورك ومن معه لأنّهم ألغوا الخلافة، وألغوا الحكم بالإسلام، وأدخلوا حكم الكفر في دار الإسلام.
تخبّط العالم الإسلامي
إنّه لمن المؤسف حقّا أن نقول: إن ردّة فعل العالم الإسلامي لم تكن في مستوى ذاك الحدث العظيم والخطب الجسيم. فبين أيدينا اليوم حقائق تاريخية تكشف لنا عن واقع مرير هو تخاذل أغلب المسلمين في القيام بواجبهم المناط بهم، ألا وهو منابذة من ألغى الخلافة وحكم بالكفر الصراح.
وهذه بعض الأمور التي توضّح حالة العالم الإسلامي قبيل إلغاء الخلافة وبعدها بقليل، وهي تكشف عن مدى التخبّط الذي كان فيه العالم الإسلامي، ومدى عدم وعي المسلمين بحقيقة المشكلة2:
 سبق إلغاء السلطنة وفصلها عن الخلافة دراسة أعدّها جمع من الفقهاء الأتراك تحت عنوان "الخلافة وسلطة الأمة" تضمّنت القول بأن الخلافة مسألة سياسية ولا علاقة لها بالدين، ونصحت الدراسة بتأجيل البحث فيها أو تحويلها إلى مجرد سلطة روحية. وهو ما اعتمد عليه كمال أتاتورك في تبرير موقفه من الخلافة.
 أيّد زعيم الحركة السنوسية (الشيخ أحمد الشريف السنوسي) كمال أتاتورك، وأقرّ الفصل بين السلطنة والخلافة بحجة أن الفصل في مصلحة الإسلام. وفي 28/9/1923م نشر في جريدة الأهرام المصرية بياناً ذهب فيه إلى أن نزع السلطة المدنية من يد الخليفة سيعزز نفوذه الإسلامي؛ لأنه سيصبح زعيماً عاماً وروحياً للأمة كلها!
 كتب الشاعر أحمد شوقي، أشعر الشعراء في تلك الفترة، قصيدة في تبجيل أتاتورك سماها (تكليل أنقرة وعزل الآستانة)، مدح فيها أتاتورك وأقرّ عزل السلطنة عن الخلافة.
 اغتر شيخ الإسلام ومفتي الدولة العثمانية مصطفى صبري بدعوى الإصلاح التي نادى بها الكماليون، فأقرّ عزل الخليفة عبد الحميد في مجلس "المبعوثان"، ثمّ لما تبيّن حقيقة الأمر بعد فوات الأوان قال: «أيدت خلع السلطان عبد الحميد، وبعد ستة أشهر تبين لي أن ثقله السياسي كان يساوي ثقل أعضاء مجلس المبعوثان جميعاً ويزيد».
 عارض عبد الكريم الخطابي (1881 - 1962م) قائد الجهاد ضد الإسبان والفرنسيين في المغرب الدعوة لإعادة الخلافة بعد إلغائها، وكانت تعليمات الخطابي لمندوبه في مؤتمر إعادة الخلافة ألا يؤيد أي مرشح لها.
 كتب عبد الحميد بن باديس (1889م-1940م) زعيم الحركة الإسلامية في الجزائر مقالاً بعنوان: «الفاجعة الكبرى أو جنايات الكماليين على الإسلام والمسلمين ومروقهم من الدين» نشرته جريدة النجاح عدد 152 بتاريخ 28 مارس 1924م، بيّن فيه حسرته على ما آلت إليه الأوضاع، وأن الأمل منصب على مؤتمر الخلافة في مصر. إلا أنّ موقف الشيخ باديس من الخلافة وأتاتورك يتّضح أكثر فأكثر في مقال له نشر في غرة رمضان 1357 هـ، نوفمبر 1938م، تحت عنوان: "مصطفى كمال رحمه الله "، ومما جاء فيه: «في السابع عشر من رمضان المعظم ختمت أنفاس أعظم رجل عرفته البشرية في التاريخ الحديث، عبقري من أعظم عباقرة الشرق، الذين يطلعون على العالم في مختلف الأحقاب فيحولون مجرى التاريخ ويخلقونه خلقاً جديداً، ذلك هو مصطفى كمال بطل غاليبولي في الدردنيل، وبطل سقاريا في الأناضول، وباعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى والعز والسمو... لقد ثار مصطفى كمال حقيقة ثورة جامحة، ولكنه لم يثر على الإسلام وإنما على هؤلاء الذين يسمون بالمسلمين، فألغى الخلافة الزائفة، وقطع يد أولئك العلماء عن الحكم، فرفض مجلة الأحكام واقتلع شجرة زقوم الطرقية من جذورها، وقال للأمم الإسلامية عليكم أنفسكم، وعلي نفسي، لا خير لي في الاتصال بكم مادمتم على ما أنتم عليه... نعم إن مصطفى أتاتورك نزع عن الأتراك الأحكام الشرعية وليس مسؤولاً في ذلك وحده، وفي إمكانهم أن يسترجعوها متى شاءوا وكيفما شاءوا، ولكنه أرجع لهم حريتهم واستقلالهم وسيادتهم وعظمتهم بين أمم الأرض، وذلك ما لا يسهل استرجاعه لو ضاع، وهو وحده كان مبعثه ومصدره، ثم إخوانه المخلصون، فأما الذين رفضوا الأحكام الشرعية إلى (كود) نابليون فماذا أعطوا أمتهم ؟ و ماذا قال علماؤهم؟...»3.
 وفي سنة 1926م أصدر علي عبد الرازق في مصر كتاب "الإسلام وأصول الحكم" يبرّر فيه العلمانية ويقول بفصل الدين عن الدولة، وإن الإسلام لا يشمل نظم الحكم.
 وفي مصر ظهرت دعوة من خلال الأزهر لعقد مؤتمر إسلامي عام لمناقشة مسألة الخلافة الإسلامية، وكان وراء هذه الدعوة الملك فؤاد الذي أبدى رغبته في أن يصبح خليفة. وعقد المؤتمر في التاسع عشر من شعبان سنة 1343هـ الموافق 25/3/1924م أي بعد أيام من إعلان هدم الخلافة المشؤوم. وكانت أهم مقرّراته هي: أولاً: "بيَّن أن ذلك الفعل من المجلس الوطني التركي (بدعة) ما كان المسلمون يعرفونها من قبل، لكن التقرير نبه على أن خلافة عبد المجيد على هذا الشكل ليست شرعية، وأن البيعة له بشرط أن يكون معزولاً عن السياسة لم تكن صحيحة أصلاً، وحتى لو كانت صحيحة فإن عبد المجيد لم يكن يملك النفوذ والقوة المشترطة فيمن يتولى الخلافة، لهذا فإنه ليست له بيعة في أعناق المسلمين لزوال المقصود من تنصيبه شرعاً، واعتبر التقرير أنه (ليس من الحكمة ولا مما يلائم شرف الإسلام والمسلمين أن ينادوا ببقاء بيعة في أعناقهم لشخص لا يملك الإقامة في بلده، ولا يملكون هم تمكينه منها)". ثانياً: خلص المؤتمر الذي شارك فيه علماء الأمة إلى "أنّ العالم الإسلامي أصبح في أزمة بسبب الضجة التي أحدثها الكماليون في تركيا بإلغائهم منصب الخلافة، وجعلوا هذا الاضطراب سبباً في أن (لا يتمكن المسلمون معه من البت في تكوين رأي ناضج في مسألة الخلافة، ولا في من يصح أن يكون خليفة لهم). ومن أجل هذا دعا مؤتمر الأزهر إلى عقد مؤتمر أوسع: (لهذه الأسباب نرى أنه لا بد من عقد مؤتمر ديني إسلامي يُدعى إليه ممثلو جميع الأمم الإسلامية للبت فيما يجب أن تسند إليه الخلافة الإسلامية، وتكون بمدينة القاهرة، تحت رئاسة شيخ الإسلام بالديار المصرية، على أن يعقد في شهر شعبان من 1343هـ ـ مارس 1925م) أي بعد مرور عام كامل من المؤتمر الأول!".
"ولم ينسَ المؤتمرون قبل أن يطووا أوراقهم أن يوجهوا الشكر للأمم غير الإسلامية (الكافرة) التي "راعت" ظروف المسلمين في هذا الظرف العصيب، فلم تتدخل في شؤونهم: (نعلن شكرنا للأمم التي تدين بأديان أخرى غير الدين الإسلامي، ولدول تلك الأمم على ما أظهروه إلى الآن من ابتعادهم عن التدخل في شؤون الخلافة الإسلامية، ونرجو منهم أن يلاحظوا أن مسألة الخلافة مسألة إسلامية محضة لا يجوز أن تتعدى دائرتها، ولا يهتم بها أحد من غير أهلها)".
وعندما حان وقت انعقاد المؤتمر الثاني (1925م) المتمخَّض عن المؤتمر الأوّل (1924م) طفت الخلافات على السطح وادّعى كلّ من الحضور لنفسه الخلافة، فطالب بها الملك فؤاد، وطالب بها الشريف حسين، وطالب بها الملك عبد العزيز بن سعود، بل دبّ الخلاف حول شكل الخلافة ومضمونها وهل تحتاج إلى تعديل أم لا. وتمخّض الجبل فولد فأراً، وتمّ تأجيل المؤتمر إلى السنة القادمة (1926م) الذي فشل بدوره في معالجة المشكلة.
 رفض بديع الزمان سعيد النورسي (1876م-1960م) تقديم المساعدة للشيخ سعيد بيران في حربه لإعادة الخلافة سنة 1925م. وعندما جاءه حسين باشا مندوب الشيخ سعيد بيران يدعوه إلى المشاركة في الثورة ضد سياسة مصطفى كمال أتاتورك العلمانية ولإعادة الخلافة وتطبيق الشريعة قال له النورسي في حواره: ومن ستحارب؟
قال حسين باشا: سنحارب مصطفى كمال.
قال سعيد النورسي: ومن هم جنود مصطفى كمال؟
قال حسين باشا: إنهم جنود!
قال سعيد النورسي: إن جنوده أبناء هذا الوطن، هم أقرباؤك وأقربائي، فمن نقتل؟ ومن سيقتلون؟ فكر .. وافهم. إنك تريد أن يقتل الأخ أخاه4.
ثم أرسل النورسي رسالة إلي الشيخ بيران جاء فيها: «إن ما تقومون به من ثورة تدفع الأخ لقتل أخيه ولا تحقق أية نتيجة، فالأمة التركية قد رفعت راية الإسلام، وضحت في سبيل دينها مئات الألوف بل الملايين من الشهداء، فضلاً عن تربيتها ملايين الأولياء، لذا لا يُستل السيف على أحفاد الأمة البطلة المضحية للإسلام، الأمة التركية، وأنا أيضًا لا أستلُه عليهم».
هذه بعض الأمور التي تثبت مدى تخبّط الأمة في تلك الفترة، وفشلها في معالجة الأزمة بل المصيبة العظمى والطامة الكبرى التي حلّت بها.
مواقف مشرفة
رغم حالة التّخبط التي شهدتها الأمة الإسلامية قبيل هدم الخلافة وبعدها، فقد كان فيها من الرجال من انبرى للدفاع عن الخلافة والانتصار لها بالقلم والسيف.
فمن الرجال الذين ساندوا الخلافة الشيخ محمد الخضر حسين (1876م-1958م) حيث وقف قلمه ولسانه إلى جانب الدولة العثمانية، وظلّ وفيا لها إلى أخر لحظة. ولما أصدر علي عبد الرازق (1926م) كتاب "الإسلام وأصول الحكم" نهض الشيخ لتفنيد دعاوى هذا الكتاب فأصدر كتابه: "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم".
ومن الرجال أيضا الشيخ مصطفى صبري (1869 ـ 1954م) آخر شيوخ الإسلام المفتين في الدولة العثمانية الذي أصدر كتاباً بعنوان: (الرد على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة) فكان صوت صدق وحقّ في وجه أعداء الخلافة، كشف أتاتورك بعد أن خدعه وبيّن خبثه، كما كشف المؤامرات التي كانت تحاك ضدّ الدولة.
إلا أنّ الرجل الذي يستحقّ كلّ التبجيل والتكريم، هو الرجل الذي حمل سيفه في وجه أتاتورك ومن لفّ لفّه، وقاتل من أجل إعادة الخلافة، ألا وهو الشيخ سعيد بيران رحمه الله تعالى.
الشيخ سعيد بيران
ولد الشيخ سعيد بن الشيخ محمود بن الشيخ علي في قضاء (بالو) بولاية "آلازغ" الكردية سنة1865م، و كان جده الشيخ علي قد استقر في (بالو) ونسب إليها. تلقى الشيخ سعيد تعليمه الأولي على يد والده وبعض مريديه، حيث تعلم أصول القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والشريعة الإسلامية والتاريخ، وبعد أن أنهى دراسته منح شهادات الإجازة والتدريس لطلاب العلم. وبعد وفاة والده انتقلت إليه الزعامة، وأصبح مرشداً للطريقة النقشبندية في (بالو)، وقد بلغ عدد مريديه وأتباعه أكثر من عشرة ألاف، كان من بينهم العديد من الترك، أما البقية فكانوا من الكرد.
لم يكن الشيخ شيخاً تقليدياً كما عهد عن المشايخ في ذلك الزمن، بل كان عالماً مجدداً بليغاً غير مؤمن بالخرافات التي كان الناس يرددونها عن المشايخ وقدراتهم وكراماتهم، فلم يقبل تقبيل يديه أو الانحناء له وتواضع للناس. وقد كان مجلسه العلمي يعج بالمثقفين والعلماء والرجال الشجعان، وبذل جهوداً جبارة في سبيل نشر العلم والمعرفة بين الناس. وقد مارس الشيخ سعيد النشاط السياسي منذ تأسيس الجمعيات والمنظمات الكردية بين أعوام 1908-1923م، وكانت له صلات وثيقة مع العائلات الكبيرة كعائلة بدرخان بك وعائلة الشيخ عبيد الله النهري، بالإضافة إلى الزعماء السياسيين المعاصرين له.
وقد اشتهر الشيخ باسم سعيد بيران نسبة إلى (بيران)، وهي قرية صغيرة تقع قريباً من (بالو) وفيها حدثت أوّل مواجهة بينه وبين جنود أتاتورك.
أحداث ثورة الشيخ سعيد
فيما يلي نذكر أهمّ الأحداث التي شهدتها ثورة الشيخ سعيد بيران5:
نوفمبر 1924م: سافر علي رضا، نجل الشيخ سعيد بيران، إلى حلب، عبر ديار بكر، للتنسيق، بصورة نهائية، مع القادة الأكراد الآخرين عن تنظيم انتفاضة، وانعقد هناك مؤتمر، شارك فيه عدد كبير من الشخصيات الكردية، في تركيا والعراق وسورية.
ديسمبر 1924: ألقت الحكومة التركية القبض على خالد جبرانلي، كما تم اعتقال حاجي موسى ويوسف ضيا، من جمعية آزادي (الاستقلال)، فرد الأكراد على ذلك، باختيار الشيخ سعيد بيران رئيساً لجمعية (استقلال كردستان)، كما تم تحديد موعد بدء انتفاضة للأكراد، تحت قيادة الشيخ سعيد، يوم العيد القومي للأكراد "النيروز" الموافق 21 مارس 1925.
8 فبراير 1925: بدأ الشيخ سعيد بالتحرك الميداني، فقام بزيارة للولايات الشرقية، وأثناء جولته التفقدية في بيران وزيارته لأخيه عبد الرحيم، وصلت قوة عسكرية تركية بقيادة الملازم أول حسني أفندي؛ للقبض على عدد من الأكراد، إلا أن أكراد بيران رفضوا تسليمهم، فوقع صدام مسلح، كان نتيجته قتل عدد من الجنود الأتراك، وأسر بعض الضباط، ومنهم حسني أفندي.
11 فبراير 1925: قام طاهر بيران، الشقيق الثاني للشيخ سعيد، بالاستيلاء على البريد، من ليجه إلى قرية سيردي، ووصل على رأس وحدة تضم 200 مقاتل إلى كينجو، وسلم الشيخ سعيد الوثائق والأموال، التي استولى عليها. وأصبحت هذه الأحداث هي البداية الحقيقية لحركة الشيخ سعيد بيران وبهذا بدأت الانتفاضة، قبل الموعد، الذي كان محدداً لها بحوالي 41 يوماً.
14 فبراير 1925: سيطر الثوار، على محافظة كينجو سيطرة تامة، ووقع المحافظ والموظفون الأتراك في الأسر، كما تولى فقه حسن، رئيس عشيرة مودان، محافظاً جديداً في كينجو، وتم إصدار قانون استثنائي، يحمل توقيع الشيخ سعيد، يقضي بأن تكون كينجو عاصمة مؤقتة لكردستان، وانتقلت السلطة الدينية والمدنية إلى الشيخ سعيد، وأرسلت جميع الضرائب والأسرى إلى كينجو، كما أصدر الثوار نداء أعلنوا فيه إلغاء ضريبة العُشر الصعبة، ودعوا السكان، بدلاً من ذلك، إلى تقديم المؤن للثوار، مما لاقى استحساناً واسع النطاق، بين صفوف الجماهير الواسعة.
22 فبراير 1925: عقد مجلس الوزراء التركي جلسة طارئة، في وقت متأخر من ليلة 22 فبراير وحتى صباح اليوم التالي، وشارك في الاجتماع رئيس الأركان فوزي باشا، وأفضى الاجتماع إلى إعلان حالة الطوارئ، في منطقة الانتفاضة، ووضعها تحت الأحكام العرفية، لمدة شهر كامل، حتى يستطيع الجيش التركي مقاومة انتصارات الانتفاضة.
25 فبراير 1925: قام مجلس العموم في البرلمان التركي، بتعديل المادة (1) من قانون العقوبات عن خيانة الوطن، والذي سن في 15 أبريل 1923، (القانون 556) إلى النص التالي: "منع تكوين المنظمات السياسية على أُسس دينية، وكذلك استخدام الدين في سبيل تحقيق الأهداف السياسية، واعتبار الأشخاص القائمين بمثل هذه الأعمال أو المنتسبين إلى مثل هذه التنظيمات خونة".
28 فبراير 1925: تقدمت الانتفاضة بشكل سريع على الأرض، والتف حولها آلاف من كل جانب، فاستولت على ليجة وخاني، وانضم إليها قوات صالح بك، وفصائل حاجي حسن وعمر فارو، وعشائر مستيان وبوتاني في جنوبي (جابكجور)، وكذلك انضم للانتفاضة فصيلة كبيرة تابعة للشيخ شمس الدين في ضواحي ديار بكر، وبلغ عدد الفصائل الكردية زهاء 20 ألف مقاتل، مما أربك الحكومة التركية، وأثار الذعر بين قياداتها.
2 مارس 1925: استقالت حكومة فتحي بك في أنقرة، وفي اليوم التالي مباشرة ترأس عصمت باشا الحكومة الجديدة، وشدد في برنامجه، الذي ألقاه بمجلس الأمة التركي الكبير، على ضرورة القضاء على مثيري الاحتجاجات، واستتباب الأمن في البلاد، وبمقتضى هذا البرنامج، أعدت الحكومة تدابير عسكرية، لقمع انتفاضة الشيخ سعيد.
4 مارس 1925: سن مجلس الأمة القانون الرقم (578)، الخاص بالحفاظ على النظام، والذي يمنح السلطات صلاحيات واسعة لمحاربة الحركات الشعبية، وأي نشاط معارض، ويسمح باستخدام جميع التدابير المقرونة بحالة الطوارئ، كما اتخذ مجلس الأمة قراراً بتشكيل محكمتين للاستقلال: واحدة منهما لعموم تركيا، مقرها الدائم أنقرة، وتتمتع بصلاحيات محدودة (كان لا بدّ من مصادقة مجلس الأمة التركي في حالة إصدار أحكام الإعدام)، والثانية في الولايات الشرقية، وتتمتع بصلاحيات مطلقة.
11 مارس 1925: أمر الشيخ سعيد بشن هجوم على ديار بكر من جميع الجهات، لكن القوات التركية المتفوقة عدداً وعتاداً، سيطرت على الموقف، فأصدر الشيخ سعيد أوامره بالانسحاب والتراجع نحو (درخاني).
أواخر مارس - أول أبريل 1925: استطاعت القوات الحكومية شن هجوم على منطقة الانتفاضة، من الشمال والجنوب والجنوب الشرقي، في آن واحد، وقاد القوات التركية الجنرال كمال الدين سامي باشا، ولم يجد الثوار مفراً سوى التراجع، في أول أبريل، باتجاه بالو. وفي نفس الوقت كانت القوات التركية قد أصدرت بياناً، وعدت فيه بمنح مكافأة، قدرها ألف ليرة ذهبية، لمن يلقي القبض على الشيخ سعيد، و700 ليرة ذهبية، لمن يأتي بجثته حتى بعد وفاته. وكان ذلك بداية تحول في المعارك لمصلحة القوات التركية وبداية انهيار الانتفاضة.
6 أبريل 1925: اضطر الشيخ سعيد، يرافقه 300 فارس، إلى التراجع نحو سالهان.
أواسط أبريل 1925: تمت محاصرة القوات الرئيسية للانتفاضة، وتحطيمها في وادي كينجو، وتم إلقاء القبض على قادتها، وعلى رأسهم الشيخ سعيد، والشيخ علي، والشيخ غالب، ورشيد آغا، ومحمد آغا، وتيمور آغا، وبذلك تم القضاء عملياً على انتفاضة الشيخ سعيد.
13 أبريل 1925: تم اعتقال سيد عبد القادر، ونجله سيد محمد، وكور عبد الله سعدي، وزعماء عشائر هوشينان.
14 مايو 1925: بدأت محاكمة عدد كبير من الثوار، الذين شاركوا في انتفاضة الشيخ سعيد، وقد حكم على عدد منهم بالإعدام في 27 مايو، وأودع الآخرون بالسجون.
29 مايو 1925: بدأت محاكمة الشيخ سعيد، التي استمرت شهراً كاملاً، وكان معه في قفص الاتهام، الشيخ عبد الله، والشيخ إسماعيل، والشيخ عبد اللطيف، والرائد قاسم إسماعيل، وحاجي خالد عبد الحميد، والشركسي رشيد، وعدد آخر من قادة الانتفاضة.
29 يونيه 1925: صدر الحكم بالإعدام شنقاً على الشيخ سعيد ورفاقه.
30 يونيه 1925: نفّذ حكم الإعدام على الشيخ سعيد ورفاقه في ساحة المسجد الكبير بمدينة ديار بكر. وأمام حبل المشنقة قال الشيخ: "إن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها ولم آسف قط عندما أضحي بنفسي في سبيل الله، إننا مسرورون لأن أحفادنا سوف لن يخجلوا منا أمام الأعداء".
أسباب الثورة الحقيقية
تكاد تجمع مصادر التاريخ على واقعة هي: «عندما تم اعتقال بعض قادة جمعية آزادي الوطنية الكردية في خريف عام 1924م، تم اختيار الشيخ سعيد رئيساً للجمعية التي عقدت مؤتمراً في تشرين الثاني 1924م في حلب حضره علي رضا ابن الشيخ سعيد ممثلاً عن والده إلى جانب معظم القادة الكرد في تركيا وسوريا، وقرر المشاركون القيام بانتفاضة شاملة لنيل الحقوق القومية الكردية ومقاومة سياسة أتاتورك العنصرية، على أن تندلع في يوم 21 آذار1925م (العيد القومي الكردي- نوروز)».
هذه الواقعة أوجدت بعض اللبس حول أسباب ثورة الشيخ سعيد بيران، إذ ظن بعض الناس أن الشيخ قاد الثورة من أجل حقوق الأكراد القومية، وهو ما ادّعته الحكومة الكمالية وأعلنته أثناء محاربتها للشيخ، وهو ما تدّعيه بعض الحركات الكردية القومية إلى يومنا هذا إذ نسبوها إلى حركة (آزادي) و(جمعية تعالي وترقي كردستان) وهو أيضاً ما ركّز عليه بعض المستشرقين في كتاباتهم التاريخية عن الثورة6.
فالشائع عنها إذن بأنها ثورة قومية للحركة الكردية، إلا أن الوثائق التي ظهرت في السنين الأخيرة أثبتت إسلاميتها وقيامها لأجل إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، علماً أن الحكومة التركية منذ قيام الثورة إلى سنة (1977م) كانت تعتبر وثائق حركة الشيخ سعيد بيران وثائق سرية، ولكن ظهرت في الثمانينات والتسعينات دراسات ووثائق جديدة تبيّن حقيقة الثورة وأهدافها7.
وقد كشفت الوثائق أن لا علاقة تنظيمية بين الشيخ سعيد بيران وحركة آزادي الكردية، ذلك أن قائد حركة آزادي (خالد بيك جبرانلي) كان أحد قادة الألوية الحميدية، وكان من دعاة الجامعة الإسلامية ومن أقرب المقربين إلى السلطان عبد الحميد، وكان عديلاً للشيخ سعيد بيران، وعندما طلب من الشيخ سعيد المثول أمام المحكمة أثناء محاكمة خالد جبرانلي ورفاقه ظهر أن النظام الكمالي يريد اتهامه ومحاكمته وأن مسألة اعتقاله أصبحت وشيكة، لذلك قرر المواجهة وإعلان الثورة بعد أن عبأ لها شيوخ القبائل الكردية وأرسل برسائله ورسله إلى الشخصيات المسلمة الكردية المعروفة وطاف بينهم لفضّ النزاعات وتوحيد الصفوف.
وقد اضطر الشيخ للمواجهة المبكرة قبل الإعداد المطلوب، وانتخب رئيساً (لآزادي) بعد اعتقال قادتها لما توسم فيه الناس من حكمة ودراية وأمانة.
وهكذا خاض الثوار بقيادة الشيخ سعيد بيران الثورة ضد الحكم الكمالي، وكان خطاب الثورة خطاباً إسلامياً صرفاً، وأعلن الشيخ «حركته باسم الله واتخذ له راية خضراء هي راية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما حمل شعاراً: لتحيا الخلافة ولتسقط الجمهورية، وكان يتلقّب بخادم المجاهدين8».
وقد نشرت وثيقة لجلسة سرية لمجلس أركان الحرب التركي تبيّن فيها من خلال الوثائق وشهادات الشهود بأن ثورة الشيخ سعيد كانت ثورة إسلامية بحتة تهدف إلى إعادة الخلافة و تطبيق الشريعة وعُمّم ذلك القرار المرقم (1845) على جميع الإدارات الحكومية المعنية.
ولكن حاولت الحكومة الكمالية تشويه الحركة ووصمها بأنها قومية، فعمدت إلى محاكمة قادة الحركة القومية مع الشيخ سعيد ورفاقه، وذلك لإثارة النعرة الطورانية عند القوميين الأتراك، ولعزل الثورة عن المسلمين في تركيا وبقية العالم. إضافة إلى هذا فقد اتهمت الحكومة الكمالية الثورة بالعلاقة بالجهات الأجنبية مع أن الثابت أن الإنجليز والفرنسيين ساعدوا الحكومة الكمالية على قمع الثورة؛ فقد استعملت الحكومة الكمالية المدفعيات الإنجليزية في قصف مواقع الثوار، كما طلبت السلطات التركية في بداية شهر آذار1925م من الحكومة الفرنسية السماح لها بمرور أربعة قطارات يومياً على الخط الحديدي بغداد من أجل نقل من20.000 حتى 25.000 رجل مع عتادهم إلى ساحة العمليات وفي نهاية أيار 1925م طلبت الحكومة التركية مرة أخرى من الحكومة الفرنسية السماح لها بمرور تعزيزات عبر سورية على الخط الحديدي بغداد، ورحبت بذلك فرنسا.
وممّا يؤكد أن الثورة كانت إسلامية من أجل الخلافة أن مجلس العموم في البرلمان التركي، قام في 25 فبراير 1925 بتعديل المادة الأولى (1) من قانون العقوبات عن خيانة الوطن الذي سن في 15 أبريل 1923، (القانون 556) إلى النص التالي: "منع تكوين المنظمات السياسية على أُسس دينية، وكذلك استخدام الدين في سبيل تحقيق الأهداف السياسية، واعتبار الأشخاص القائمين بمثل هذه الأعمال أو المنتسبين إلى مثل هذه التنظيمات خونة". فهذا يدلّ على أنّ الحكومة الكمالية نفسها تعترف بإسلامية الثورة لذلك عدّلت القانون بما يتناسب والظرف.
ومما يقطع أيضا بأن الثورة كانت ثورة من أجل إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة ما جاء في وثائق محاكمة الشيخ سعيد. فقد اتّهمه القاضي بأنّ دوافع تحركه قومية، فقال: "يشهد اللَّه أن الثورة لم تكن من صنع السياسيين الكرد - يعني القوميين- ولا من تدخل الأجانب".
وعندما سئل: هل تريد أن تصبح خليفة؟
أجاب: إن وجود الخليفة ضمانة أساسية لتطبيق قواعد الدين وإن المسألة مطلوبة شرعاً.
وسئل: هل كان إعلانكم للعصيان يعني أنكم وصلتم إلى قناعة تامة بأن الشريعة غير مطبقة في البلد؟
أجاب: إن الكتاب يؤكد على الخروج على الحاكم في الظروف التي أشرنا إليها أعلاه، وتطبيق الشريعة يعني منع القتل والزنا والمسكرات ... الخ وبحمد اللَّه كلنا مسلمون ولا يجب التمييز بين الكرد والترك وحسب اعتقادنا أن هذه الأمور حالياً متروكة، إننا انطلقنا من هذه القناعة وعلى أساس القرآن الكريم.
ـــــــــــــــ
(1) رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورواه الروياني في مسنده، وأبو بكر بن الخلال في السنة. وقال ابن حجر في فتح الباري (ج15 ص10): "ورجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعا لأن رواية سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان. وله شاهد في الطبراني من حديث النعمان بن بشير بمعناه".
(2) ينظر مقال عبد العزيز كامل (نظرات في منازلة النوازل (2) العلمانية.. «إمبراطورية النفاق» من مهد الطريق؟!)، مجلة البيان، السنة الثامنة عشرة، العدد 195ذو القعدة 1424هـ/يناير 2004م.
(3) ينظر مقال: (عبد الحميد بن باديس وأزمة التخلف الحضاري في الجزائر)، للدكتور محمد الأمين بلغيث، على موقع الإمام عبد الحميد بن باديس.
(4) ينظر كتاب (الإمام النورسي والتعامل الدعوي مع القوميات)، الدكتور ليث سعود جاسم، ص70
(5) ينظر (الأكراد والمشكلة الكردية) ضمن (موسوعة مقاتل من الصحراء)، الإصدار السابع، 2006م.
(6) ينظر مثلا:
The Emergence of Kurdish Nationalism and the Sheikh Said Rebellion, 1880-1925
By Robert Olson, University of Texas Press, Austin
(7) ينظر دكتور عثمان علي، (حركة الشيخ سعيد)، مجلة آلاي إسلام، العدد 3، السنة 11: 10 – 13 و (إشكالية في انتفاضة الشيخ سعيد بيران)، مجلة آلاي إسلام، العدد 4، السنة 11: 23 – 27 وآزاد كرمياني، (محاكمة الشيخ سعيد بيران أمام محكمة الاستقلال)، مجلة آلاي إسلام، العدد 3، السنة 11، 1418هـ – 1997م.
(8) ينظر (الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا)، لمصطفى محمد، ألمانيا الغربية (1404هـ – 1984م)

http://www.al-waie.org/issues/234-235/article.php?id=388_0_31_0_C


الأربعاء، 21 يناير 2009

اشمعنى الامريكان في تنصيب رئيسهم بيصلوا

اشمعنى الامريكان في تنصيب رئيسهم بيصلوا اهو وماحدش قال عليهم دولة دينية متخلفة؟ اشمعنى احنا اللي دينا بس هو اللي متخلف؟
اشمعنى بيصلوا صلاة مسيحية وعندهم بوذيين ويهود ومسلمين ولا دينيين وشهود يهوا ومن كل الاديان وما حدش قال لهم انتوا بتتجاهلوا الاقليات ليه؟ امريكا للامريكيين. وللا لازم الصلاة تبقى بالانجليزي؟
طب ترجموا الفاتحة بقى يا شباب

http://www.tahyyes.org/2009/01/blog-post_1067.html

الأربعاء، 14 يناير 2009

عمرو خالد لا يستجيب

* تبذل مجموعة الصدام داخل الحكم جهداً متواصلاً لدفع عمرو خالد إلى ما يريدون، ولكن الرجل لا يستجيب، منعته من التليفزيون المصرى، ومن النوادى، ومن مسجد الحصرى، ومن جميع اللقاءات العامة، بهدفٍ واحد، وهو إرغامه على سلوك سبيل العمل السرى، ولكنه لا يستجيب، ما رست عليه أبشع أنواع الضغوط بسبب تفكير زوجة رجل مهم فى إرتداء الحجاب حتى غادر البلاد وأقام فى الخارج سنين عددا، إذ كيف ستكون صورة الأسرة المالكة وبينها محجبة ؟ إعتقدوا أنه بعد أن يعود إلى مصر سوف يستجيب لهم، ولكنه لم يفعل .كانت آخر هذه الضغوط هو وقف ومنع مشروعه الجديد، الذى يتلخص فى محاربة الفقر والتسرب من التعليم ومواجهة البطالة، وذلك عن طريق مجموعات من الشباب المتطوع تنتشر وتجوب القرى والنجوع وتلتقى بالأسر الفقيرة وتبدأ معهم مشروعات متناهية فى الصغر كتربية جاموسة، أو نول خياطة، أو تسيير توك توك، فى مقابل أن تبذل تلك الأسر جهداً فى إعادة أطفالها المتسربين من التعليم، ويستمر العمل وتستمر المتابعة شهوراً لضمان حسن التنفيذ . * وبمجرد أن أعلن عمرو عن مشروعه، تجمع حوله الشباب من كل قرى مصر ومدنها، من مختلف الأعمار والأفكار، المسلم منهم والقبطى، حتى زاد عددهم على سبعين ألفاً، الكل مؤمن بالفكرة، ومستعد للعمل، العمل على محاربة الفقر والبطالة والتسرب من التعليم .. * وفجأة توقف المشروع، أو بالأصح تم منعه، وحال أدبُ عمرو عن ذكر أسباب منعه، وعلت الدهشة وجوه الجميع، وترددت على الألسنة آلاف الأسئلة، بغير إجابات، وليست جهينة وحدها من يملك الخبر اليقين .. * إن الخبر اليقين يكمن فى فكر وعقل وسلوك مجموعة الصدام، إذ لا يهم الصداميون الفقراء ولا العاطلين ولا المتسربين من التعليم، إنهم لا يهمهم إلا شعبية عمرو، وانتشار عمرو، ونجاح عمرو، الذى سبق وأن حققه ولازال فى علاج العشرات والمئات من المدمنين، إنهم لا يهمهم إلا دفع عمرو إلى العمل السرى، ليسهل حصاره، وضربه، وإبطال مفعوله .. * إنها تلك الخطة التقليدية القديمة الحديثة، وهى الدفع بالناجحين المجدين ذوى الأفكار والشخصيات الجاذبة، لأنها صادقة، الدفع بهم إلى سلوك سبيل العمل الحركى التنظيمى السرى، بعيداً عن الأضواء، وعن القانون، فأمثال عمرو يجب أن يتجهوا لتكوين أسرة أو خلية صغيرة، ثم شعبة، ثم مكتب إدارى، ثم .... وهكذا، وعليهم أن يدرسوا منهجاً تربوياً يقوم على السمع والطاعة، فى المنشط والمكره، يقسم المجتمع إلى قسمين، منا وعلينا، ثم يتقابلوا سراً، فى اجتماعاتهم، ومعسكراتهم، وبذلك يسهل اصطيادهم وضربهم والقبض عليهم، وإحالتهم لنيابة أمن الدولة العليا، وتوجيه تهمة قلب نظام الحكم والاشتراك فى تنظيم غير مشروع، ثم حبسهم، ثم إحالتهم إلى المحاكمات العسكرية، إحالة أولى، وثانية، وثالثة، والطريف فى الموضوع أنهم ربما سيكونون حينئذٍ سعداء بذلك، إذ سيعتقدون أنهم على الحق، ألم يأتهم الابتلاء الذى هو سنن الأنبياء والرسل ؟ إذاً هم على الحق إن شاء الله، وعليهم الصبر والثبات ! * وهكذا، وفقاً لتفكير مجموعة الصدام، يظل الفريقان المتصارعان يسيران على خطين متوازيين، فريق يزداد تحكماً وتسلطاً وفساداً وسيطرةً على البلاد يوماً بعد يوم، وفريق يعزف أناشيد الصبر والثبات ويعتقد أنه على الحق، وأن الابتلاء هو سنن الدعوات، ولذلك فعلى جميع أفراد الصف انتظار دورهم فى السجون، وهو آتٍ لا محالة، هكذا يسير الفريقان، والمصريون يدفعون الثمن ..! * بيد أن عمرو خالد بذكائه وألمعيته وتجربته، لم يستجب، ولم ولن يتجه إلى العمل السرى الحركى التنظيمى، فعلى الرغم من كم اليأس والإحباط المتولدين فى نفوس الشباب الملتف حوله، بسبب مجهودهم المتواصل فى إعداد المشروع والتهيئة له، ثم إلغائه فجأة، أو منعه، بدون سابق إنذار، على الرغم من ذلك، فإن عقولهم المتفتحة وأفكارهم المتجددة، وروحهم المتوثبة، سوف تخرجهم من تلك التجربة الأليمة حتماً بفائدة .. * إن مصر تحتاج إلى هذه النوعية من الشباب، شباب يرفض أن يساير المجموعة الصدامية، ويرفض أن يعمل تحت الأرض فى تنظيم سرى فيصبح رقماً لا إنساناً، ويقبل فقط أن يكون مشاركاً وفعالاً ونشطاً فى حل مشاكل بلاده ومجتمعه، المتمثلة فى الفقر والبطـالة والإدمان، شباب يصنع الحياة بحق، ويعرف كيف يحيا .. ويظل السؤال الأهم : أين الناقدون اللائمون لعمرو ؟ أين المتابعون له، فى حركاته وسكناته وهنَّاته ؟ ألم يؤرقهم منعه ؟ عصام سلطان

الخميس، 1 يناير 2009

إسمى محمد ولن يكون جورج.... على هامش هل ندعم حزب الله أم ندعوا عليه

أنا إسمى محمد ربما تكون شاهدتنى قبل ذلك أو ربما لم تفعل...
.أسمى محمد أصلى وأصوم حين كنت فى الثانوية تعرفت على شخص متدين قال لى : انه يجب على كل مسلم ان يعمل من أجل الإسلام ففعلت وذهبت معه وانضممت لأصدقائه وبدأت العمل من أجل الإسلام لكن بعد أسابيع
أوقفنى أحد المتدينين الأخريين وقال لى أن المتدينين الاولنيين مبتدعين ولا يسيرون على نهج الرسول الكريم
لأنهم لا يطلقون اللحى ولا ينقبون نسائهم
إسمى محمد وذهبت لصديقى الأول وقلت له ما حدث فقال لى : إن اللحية سنة وليست فرض ويجوز تركه
ا فعاد الرجل الثانى ليقول : بل هى فرض مؤكد ودارت الدوامة التى لم تنتهى إلى الأن مع كل شاب اسمه محمد يتدين
إسمى محمد أحب أن أخبركم أننى فكرت أن أطلق نصفى لحيتى وأحلق النصف الأخر
لكننى قررت أن أذهب لصديق ثالث وتعاطيت لأول مرة حبوب مخدرةلا أتذكر أسمى الأن .
انا إسمى مازال محمد وضعت قدمى فى الجامعة... وتعاطيت ما يسمى الحب وتمشيت مع الفتيات وداعبت منهن ما داعبت
قام بيريز ( وهو يهودى حقير ) بمذبحة قانا فى جنوب لبنان كنت وقتها فى حديقة الكلية مع فتاة نلعب عروسة وعريس وقف لجوارنا شاب يبدو عليه أنه من المتدينين الأولنين وقد شعرت انه يعرفنى او أننى اعرفه ربما رأيته فى رحلات المساجد أو الدورات الرياضية المسجدية
إسمى محمد ويدى الأن بين يدى الفتاة لكنه أخذ يخطب فينا قائلا : أطفالنا على المذابح يتمزقون ونسائنا بين الأعادى يتبادلون وشبابنا تحت الدبابات يقتلون وأنتم هنا تلعبون... ماذا تبقى من من فلسطين الأبية ماذا تبقى من غزة؟ ماذا تبقى من لبنان ؟
هيا لنعلنها غضبة باسم الاسلام
اسمى محمد نزعت يدى من يد الفتاة وخرجت خلف الصديق هاتفا
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود
الى الامام الى الامام يا كتائب القسام
ونظرت خلفى فوجدت الفتاة تلملم حجابها وتبكى وانضمت الى أخريات يرتدين الخمار والنقاب لكنهن لا يهتفن
وكبرت المظاهرة وحطمنا الأبواب واصيبت راسى برصاص مطاطى
لكننى مازلت محمد ومازلت اهتف
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود
إسمى محمد انتهت المظاهرة وقررت ان أترك الفتاة واعود للتدين من جديد لكن أحدهم قابلنى
وقال لى : المظاهرات بدعة لم يفعلها النبى الكريم هؤلاء مبتعدين هؤلاء يخرجون على الحاكم وهذة كبيرة من كبائر الإسلام
عدت مسرعا ورأسى به عدة غرز من أثر الرصاص المطاطى
وقلت لصديقى الذى اهاج ثورتى : أنتم مبتدعون النبى لم يفعلها
فقال لى : لقد فعلها إلا تذكر يوم أن أسلم الفاروق فخرج المسلمون فى صفين على راس أحدهم عمر والأخر حمزة وصلوا فى الحرم , أليست هذه مظاهرة
قال الأخر : هذاإدعاء على النبى الكريم , أنهم جهلاء لا يعون ماذا يتكلمون
قلت له : لكن القرضاوى قالها
قال لى : القرضاوى هذا جاهل
إسمى محمد أنا الأن فى حديقة الكلية أسحب نفسا أخيرا من سيجارة بانجو قبل أن أضع يدى فى يدى عروستى أقصد زميلتى
أنا إسمى محمد قارب موعد زفافى , خطبت فتاة محجبة من المتدينين , ليس من المعقول أن تكون زوجتى هى تلك الفتاة التى والتى والتى .....
مش معقول طبعا المهم اننى فعلتها وتزوجت..
فرحى سيكون فى المسجد فإسمى محمد حسنا ساتفق مع فريق ينشد الأناشيد ويتقاضى مالا تلقاء ذلك
إسمى محمد وذهبت واتفقت ودفعت.. ليس المال بالقليل وليس بالكثيرشجعنى صديقى الأولانى ( هل تذكرونه .. أه اللى خلانى ألتزم من الأول ) شجعنى على إقامة فرحى هكذا
لكن صديقى التانى ( أيوه بتاع اللحية ) قال لى : ان هذه بدعة اناشيدهم بدعة ما أنشد أحد فى حفل زفاف على عهد الرسول
ودارت الدوامة من جديد
إسمى محمد افكر فى طلاق خطيبتى التى عقدت عليها فهى مصممه على فريق ينشد وأنا أخشى أن أقوم بعمل هذه البدعة
صديقى يناقشنى ويقول كذا وكذ
اوالثانى يقول كذا وكذا
إسمى محمد طلقت خطيبتى المتدينة وها انى فى كازينو أزف إلى زميلتى فى الجامعة
أنا إسمى محمد أجلس الأن لجوار زوجتى ولا أضع يديى فى يديها ( بلا قرف ) أتابع الأحدث فجأة.. خبر عاجل
إستشهاد المهندس يحيى عياش
ابكى كم كنت أحبك يا فتى ؟
بكيت كانه أخى خاصة حين عرفت ان القنبلة أنفجرت فى رأسه وهشمته و فتته وجاء رجال القسام ودفنوه سرا
لكن القيادة أبت أن يدفن المهندس سرا فأخرجوه من القبر فى اليوم نفسه وأعدوا له جنازة مهيبة
وخرجت أنا فى مظاهرة فى نادى الأطباءهتفت بالدموع
عياش حى لا تقل عياش مات وهل يجف النيل او نبع الفرات
وأخذت أحلم بحزام ناسف أنفجر فى وسط اليهود ليكون جهادا نصر أو استشهاد
وهتف لسانى
سيرى سيرى يا حماس إنتى المدفع وأحنا رصاص
يا رابين حضر الاكياس بكره جايلك جند حماس
وتبرعت بما معى من مال بل تبرعت زميلتى فى الجامعه أقصد زوجتى بخاتمها الوحيد للجهاد
وحين عدت قابلنى صديقى ( أه لسه بيقابلنى تخيلوا ) وقال : أن من تبكيه هذا مبتدع يجعل الشباب ينتحرون ويقتلون انفسهم
لقد قال الشيخ فلان ان العمليات الاستشهادية حرام حرام حرام
خشيت أن أقول له ان القرضاوى قال كذا فانا أعلم أن القرضاوى جاهل ( فى نظره بالطبع )لا فى نظرى
أنا إسمى محمد أجلس الأن امام شاشة التليفزيون أشاهد قناة الموف تشانل.. أه مفيهاش رقابة ... وزميلتى فى الجامعة دخلت لتنام
من منكم محمد ؟
ومن منكم الصديق الأول ؟
ومن منكم الصديق الثانى ؟
ومن منكم المشاهدين ؟
وإلى متى سيظل محمد هكذا ؟
وإلى متى سيظل التفكير هكذا ؟
تخيلوا أفكر ان أكون جورج .....
ملحوظة : كل ما جاء فى القصة حدث بالفعل .. بالنص بالتفاصيل إلا ما يخص الحبكة الدرامية (إن وجدت ) وأخر سطر بالطبع غير صحيح
سأبقى محمد والخوف أن يظل أصدقائى كما هم
.. هذه التدوينة على هامش هل ندعم حزب الله أو ندعوا عليه

الخميس، 18 ديسمبر 2008

هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”


هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”


((ردا على الدكتور محمد سليم العوا فيما يتعلق بفصل السياسي عن الدعوي عند جماعة الإخوان المسلمين))“هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”
لا شك أن حوار الدكتور العوا مع شبكة إسلام أون لاين , ودعوته جماعة الإخوان المسلمين أن تفصل الدعوي عن السياسي أحدث بلبلة واسعة في أوساط المثقفين في مصر والعالم العربي والإسلامي , ذلك لأن دعوته تلك تمس واحدا من أهم أسس الفكرة الإسلامية وركنا ركينا لها , هذا الركن الذي قامت عليه الصحوة الإسلامية بأسرها منذ الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا والبنا إلى آخر صف المصلحين , الذين أعلنوا أن الإسلام دين ودولة وعقيدة ونظام , ومنهج متكامل ينتظم جميع شؤون الحياة البشرية على وجه الأرض بما فيها الشأن السياسي.ورد عليه الدكتور عصام العريان في جريدة الدستور من خلال مقال بعنوان “العمل السياسيّ سبيلنا إلى الإصلاح”ثم كتب الأستاذ علاء سعد حسن مقالا في جريدة الأمان الأسبوعية بعنوان “دعوة وسط .. بين وجهتي نظر العوّا والعريان”.فحاول الجمع بين دعوة العوا ورد العريان , ولكنه لم يوفق إلى ما أراد , وانحاز لرأي الدكتور العوا وحاول تبرير دعوته .. وقال أن الفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي ينتج عنه تقوية الجناحين .. ويخلص الجماعة من كلفة العمل السريّ!!ولا نريد أن نطيل كثيرا في استطرادات وتعليقات تثبت فكرة الشمولية , وهي ثابتة في الأصل ولا ينكرها إلا من ابتعد بفكره عن هذا المنهج الواضح , ولكن نعرّج على أهم ما جاء في دعوة الدكتور العوا ومقال الأخ علاء سعد حتى تتضح الصورة في ذهن من يقرأ في هذه القضية التي نراها مهمة وتنذر بخطورة عندما تصدر من رجل بوزن الدكتور العوا , ما كان له أن يَغْفَلَ أبدا عن قضية تعتبر من المسلّمات الفكرية في المناهج التنظيرية والعملية للصحوة , وعليها ترتكز فلسفة الحركة – بل وفلسفة الإسلام نفسه – في الإصلاح الشامل.وسيكون ردنا على النقاط التالية:* المنطلق الذي يتحرك منه كلُّ دعاة الإصلاح على اختلاف مناهجهم هو قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 129].ففيها يؤكد الله تعالى أن السعي على كافة المحاور هو تكليف رباني شامل متكامل , وأنّ انتقاص محور من المحاور المذكورة في الآية هو انتقاص من تطبيق الإسلام نفسه , فبهذا يكون اشتراك السياسي والدعوي في كيان واحد هو أمر رباني قبل أن يكون اجتهادا سياسيا لهذه الجماعة أو تلك, وقد رأينا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تاريخ خلفائه ما يثبت ذلك.فالمحكومون من الصحابة ما كانوا يفرقون بين السياسي والدعوي , وإذا رأوا تجاوزا من حاكمهم لم يترددوا لحظة في دعوته إلى الرجوع للحق , وهذه الدعوة في هذا الموقف هي نصحٌ ديني وبيانٌ سياسي استنكاري لحدوث ما يرونه مخالفا من الحاكم.بل إن الجماهير العريضة التي كانت تخرج للتطوع في صفوف المجاهدين في فترة الفتوحات , والتي كانت بدورها توجها سياسيا يوسِّع من رقعة الأرض الإسلامية ويمكّن لوجود الدور الدعوي فيها , وهكذا على مر تاريخ المسلمين.وفي مصر تحديدا كان رجلُ الدين الذي يمثل الثقلَ والتخصصَ الدعويَ هو المرجعَ السياسي ومحركَ الثورات الشعبية العاتية في وجه أي طغيان سياسي , ويقوم بهذين الدورين دون فصل بينهما.* قد يكون الحال مختلفا الآن بعد إقصاء الشريعة عن الانفراد بحق التشريع القانوني والدستوري في بلاد المسلمين .. لكن هذا يجعل ضرورةَ ترابط الدعوي بالسياسي أشدَّ وأقوى لكي يعود الإسلام مرة أخرى إلى مكانه الطبيعي , وتَرَتَّبَ على ذلك أن أجالت الجماعةُ المسلمةُ المتشكلة حديثا نَظَرَهَا في السبيل الذي تسلكه لكي تؤدي هذا الواجب الشرعي عليها , فكان من المستحيل أن تكتفي بتعريف الناس بالصلاة والصيام ومكارم الأخلاق فقط , في ظل وجود احتلال عسكري غربي , وحركات فكرية هدامة تريد اقتلاع الإسلام من جذوره في نفوس أبناء الأمة , لذلك لم يكن هناك طريقٌ إلا التربية المتكاملة الشاملة , التي تراعي جَمْعَ هذه الجوانب الحياتية الإسلامية في كيان واحد , حتى تكون صورةُ الواقع مكتملةً في أذهان أبناء الصحوة خصوصا وهم الذين حملوا الهَمّ على أكتافهم , وأبناء الأمة عموما.وهذه التربية لابد أن تكون الآن كما أريد لها أن تكون في الماضي , شاملة لجميع جوانب الإسلام .. فلا يمكن أبدا أن تتجه تيارات الصحوة الإسلامية إلى العمل الدعوي , ثم تعزل مجموعة من السياسيين المنتمين إليها ليكونوا أحراراً في تصرفهم بعيدا عن إطار جماعتهم وفكرتهم الأم , والتي دخلوا معترك السياسة من أجل وضعها على الخريطة الفاعلة في بالبلاد , لأن هذا الفصل سيُحدِث نوعا من الانفصام عند الشباب الدعويين ويجعل فهمهم لقضايا السياسة مشوها سقيما , وبهذا ينقطع الإمداد للتيار الذي تفرغ للسياسة ولا شيء غير السياسة , مما سينتج عنه أن يكمل التيار السياسي طريقه بعيدا عن طريق التيار الدعوي , ويحدث الانفصال في المناهج والمواقف والأولويات , وبذلك تتفكك وتتمزق صفوف الصحوة بأسرع مما تشكلت , وليست تجربة حزب العدالة والتنمية التركي منا ببعيد , ففي كل يوم تقدم تلك التجربة تنازلا على حساب المبدأ والثوابت بحجة الضرورة السياسية !!فماذا يتبقى للإخوان أو غيرهم – هذا إن كان هناك غيرهم يعمل بمنهج شمولي متكامل فيما أرى – ماذا يتبقى إذا تفككت صفوفهم , وتشوّشت أفكارهم , وانقسم معسكرهم بين دعوة روحانية تعتزل العمل السياسي , وبين حزب سياسي خاوٍ من البناء الروحي , يضع مصلحته الحزبية قبل كل شيء؟!!ومهما حاولنا أن نجد صيغة لفصل السياسي عن الدعوي دون أن تتأثر الصحوة و- بالتالي – كل جهود الإصلاح من بعدها فلن نستطيع أبدا , لأن الدعوة تتشابك مع السياسية في كل المنحنيات الموجودة على صفحة بلاد المسلمين .. ولذلك فلابد أولاً من تحديد المقصود بكلمة “دعويّ” , حتى نستطيع أن نحدد بدقة مدى القدرة على الفصل بينه وبين السياسي .* الدعوي هو المنسوب إلى الدعوة .. وأجمعُ التعاريف لمصطلح الدعوة هو: “أنها نشر وتبليغ الدين الإسلامي لكل الناس , بما يحقق مصلحتهم العاجلة في الدنيا ونجاتهم من النار في الآخرة “.وعندما نُفَكِّكُ مفردات هذا التعريف ونوجِّه فِكْرَنا حول مصطلح “الدين” سنتأكد تماما أنه الإسلام , والذي يعتمد بدوره في الانتشار على: القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم منهج الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والمفكرين المسلمين من بعدهم , وكل هؤلاء أكدوا ترابط الاتجاهين وحملوا الرايتين معا ولم يهتموا بإحداهما على حساب الأخرى إلا في عصور الانحطاط التي انعزل فيها الدعوي عن السياسي , وأصبح التيار الغالب والموصوف بالنقاء ويحظى بمحبة العامة والخاصة هو الذي يعتزل الناس بالكلية , في سياستهم ومعايشهم ومشاكلهم , وهذا التيار عندما استولى على تفكير الأمة في مرحلة من المراحل , نتج عنه تخدير الوعي تماما , ولم يستيقظ المسلمون إلا على طلقات مدافع نابليون تدك الإسكندرية ومن بعدها سائر أقاليم مصر .ولم يكن هناك من سبيل لطرده إلا عندما عاد التوحّد مرة أخرى بين الدعوي والسياسي , وخرج علماء الأزهر في مقدمة صفوف الثّوّار , وبذلوا أكبر الجهود في التوعية والتعبئة الشعبية لصد هذا العدوان الغاشم.وبذلك يتأكد أن الطريق الدعوي هو المرحلة الأولى للطريق السياسي , والتي لا تفارقه طيلة مسيرته , لكي يحافظ على توجهه الإسلامي , ولا يجد نفسه بعيدا عن هذا التوجه فكريا وميدانيا في ساحة الخلاف الحزبي وثقافة الصفقات السياسية , التي تعلي من المصلحة الحزبية بشكل كبير.هذا بالنسبة لدعوة الدكتور العوا للفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي.* أما الكلام عن أن الفصل يرفع عن كاهل الجماعة عبء السرية!! فلا أظنه صحيحا أيضا .. لأن السرية في التنظيم لم تلجأ إليها الجماعة كخيار أبدي يطغى على تفكيرها ومنهجها , بل هو وضع فرضته عليهم السلطات الحاكمة , التي تحجر على الإخوان وغير الإخوان , وإذا دققنا النظر سنجد أن الحكومات المتعاقبة لم تمنح الفرصة لأي نشاط سياسي حقيقي ليتحرك , سواء كان إسلاميا أو ليبراليا أو يساريا , وعندما تحركوا تحت سمع وبصر السلطات كانت تتحكم في كل شيء يتعلق بهم , بدايةً من تعيينهم في الوظائف وانتهاءً إلى عَدّ الأنفاس.ولا يمكن أبدا أن يتَسَنَّى لحزب من الأحزاب السياسية مهما كانت شعبيته في الشارع أن يحقق نجاحا أو يدرك إصلاحا وهو مكبل الأيدي منزوع الإمكانات , ولذلك تشكلت المجموعات السرية التي تتبني السياسة بعيدا عن الدين , و المجموعات السياسية المنطلقة من خلفية دينية في كل أحقاب التاريخ الإنساني.والسبب في وجود تلك التيارات المتناقضة تحت ستار الظلام , هو عدم رغبة السلطات الحاكمة في منحها حقوقها في المشاركة السياسية الهادفة إلى الإصلاح , ولا علاقة لهذا الوضع بارتباط الجانب الدعوي بالجانب السياسي أبدا , فمن الضروري إذن أن تحتفظ الحركة التي تريد أن يكون لها وجود وحضور قوي على الساحة السياسية بمثل هذه التجمعات السرية , بسبب تَعَنُّتِ السلطات معها , وعدم إفساح المجال لها لتشارك في نهضة البلاد وتقدمها.كما أن هذا التبرير للفصل بين الدعوي والسياسي لا يصلح أبدا , بسبب أن الأطراف التي تتحرك بشكل علني في الإخوان تتعرض للملاحقة والمضايقة من حين لآخر , مع أن كل شؤون تلك الأطراف مكشوفة ومعروفة للسلطات , فلم يبق لهذا الزعم أساس واقعي يقوم عليه أو سند منطقي يرتكن إليه.كما أن هناك نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها , وهي أن الدكتور العوا والأستاذ علاء سعد كلاهما بعيد عن نظامٍ مثل الإخوان , فحكمهما عليه حكم سطحي ينظر من الخارج ولم يتغلغل ويدقق النظر حتى يخرج بنتيجة منطقية واقعية مبنية على رؤية واضحة متكاملة , وهذا أراه من أهم أسباب اختلال نظرة الدكتور العوا لهذا الأمر , وكذلك الأستاذ علاء سعد الذي وصل إلى نفس النتيجة بخصوص الدكتور العوا ولم ينتبه لوقوعه في نفس الأزمة.!!والخلاصة:أن التجربة السياسية الإسلامية عامة , والتجربة الإخوانية خاصة , لا يمكن أن تفصل بين جناحيها بحال من الأحوال.فالجناح السياسي هو صوت الإسلام – من وجهة نظرنا- في معمعة الأحداث التي تمر بها الأمة كل لحظة , ويحتاج الإسلام إلى لسان يفصح عنه وعن توجهاته ورغباته وطريقته – وطبعا من غير أن نحتكر لأنفسنا التحدث باسم الإسلام- , وهو [أي العمل السياسي] الشهادة العملية على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان بوصفه رسالة ربانية هادية , تناولت كل شؤون الناس من أول لحظة في معاشهم إلى وجودهم في لحظة معادهم.والجناح الدعوي : هو صمام الأمان للجناح السياسي , حتى لا ينجرف وتبتلعه خدع السياسة وأساليبها , فيحدد له الأهداف التي يسعى من أجلها ويرسم له الأطر التي يصل من خلالها إلى هدفه , ويعصم التجربة الإسلامية المعاصرة ككلّ من الانفصام الفكري في صفوف أبنائها , فتكون صورة الحياة منقوشة في أذهانهم كاملة متكاملة , لا تنقصها المعرفة بأحد الجوانب الضرورية لاستكمال مسيرتها التي تهدف إلى الإصلاح.
هذا الموضوع كتب في السبت, يونيو 30th, 2007 في الساعة 1:51 pm في قسم
بــراحــــــــتك .., قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
6 ردود على ““هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!””
عصفور المدينة قال: 30 يونيو 2007 في الساعة 7:37 pm
السلام عليكمجزاك الله خيرا على هذه المناقشة المثمرة والتي ارى محورها الرئيسي في العبارة
فلم يبق لهذا الزعم أساس واقعي يقوم عليه أو سند منطقي يرتكن إليه
حقيقة أنا لست من الإخوان (المحظورة) ولكن هذا الشأن يهم المسلمين جميعا بل وكما ذكرت فضيلتكم فيه ضرر تربوي كبير أرى أن بعض آثارها ناشئة وموجودة بالفعل
ثم إنه وكما اثمرت الأيام الماضية إن ولاء الناس(الجماهير) للحزب السياسي هو نابع أصلا من عمله الدعوي وإذا حصل وضيقت السبل على الحزب السياسي الذي لا يعلم عن الدعوة أو لم يعش الدعوة فأين سيذهب هؤلاء السياسيون ربما يذهبون إلى الأحزاب الأخرى التي يمارسون من خلالها ما يتقنون وربما لا يعودون إلى صفوف الدعوة
أما إذا كان المقصود هو فصل تكتيكي ظاهري أعتقد أن هذا ربما يكون جائزا وإن كان كما أشرت حضرتك لا يوجد المناخ الواقعي لتنفيذه حيث أن الحيطان لها ودان
علاء سعد حسن قال: 02 يوليو 2007 في الساعة 9:56 pm
السلام عليكم أستاذ محمد
أشعر أن اسمي قد زج به في النقاش الخطأ
مما يشعرني بوجوب الرد
المشكلة أن النت متوقف عندي حاليا
أسأل الله أن أتواصل معكم قريبا لتوضيح ردي
وشكرا
علاء سعد حسن قال: 03 يوليو 2007 في الساعة 10:50 pm
صيد الخاطر رغم المخاطر
لقد فوجئت وأنا أجري عملية بحث عن آخر الموضوعات التي نشرت باسمي في النت ، حيث انقطع عندي النت منذ فترة ، ومازال مقطوعا ، بأن أخي وصديقي الشيخ محمود ، قد نشر مقالا على مدونته ( صيد الخاطر رغم المخاطر ) ، وقد ضمن مقاله هذا اسمي .. زرت المدونة الكريمة ، وقرأت المقال القيم للشيخ محمود ، فإذا به تعليقا وتعقيبا ورفضا لمقالي الأخير في موقع إسلام أون لاين وجريدة المصريين والذي بعنوان : أيها الإخوان لا تتركوها ولكن افصلوها فقط ..والحقيقة أن الشيخ محمود ربط بين مقالي ذاك ، وبين تصريحات الدكتور سليم العوا لإسلام أون لاين بالاقتراح على الإخوان بترك السياسة مدة من الزمن والتفرغ للعمل التربوي والاجتماعي إشفاقا عليهم من التضحيات التي يقدمونها ، والتحديات الجسيمة التي تقابلهم في ممارسة العمل السياسي ..وضمن رده أو تعليقه أو رفضه تضامنا بين المقالين ، بعد أن أعلن فشل فكرتي وانحيازي من خلال المقال المذكور إلى طرح الدكتور العوا .. ولذا فإنني أحب أن أوضح بعض الحقائق على هامش هذا الحوار :
أولا : أنه مما يشرفني ويسعدني أن يزج باسمي مع مفكر عظيم بوزن الدكتور العوا ، ولو كان الدفع باسمي عن طريق الخطأ ، لأن التلاميذ من أمثالي يشرفهم أن يتواجدوا إلى جوار هؤلاء العمالقة ..
ثانيا : كيف يكون مقالي يصب في النهاية في نفس طرح الدكتور العوا ؟ رغم أن مقالي كان عبارة عن رد على الدكتور العوا ، رافضا طرحه رغم الاحترام والتقدير الشديد له .. وأن منطلقات الاختلاف كانت كثيرة ومتعددة في مقالي المذكور ..
ثالثا : ذكر صديقي الدكتور محمود أن مصدر مقالي هو جريدة ( الأمان الأسبوعية ) ، والحقيقة أنني لا أعرف جريدة بهذا الاسم ، وعندما بحثت على الانترنت ، وجدت إشارات إليها ولكن لم أجد لها موقعا يمكن الاطلاع عليه ، وبالتالي البحث عن مقالي المنشور فيها ، ولذا فربما تكون الجريدة المذكورة التي نشرت مقالي دون علمي ، ربما تكون قد غيرت فيه أو عدلت أو بدلت أو حذفت أو أضافت ، مما جعل الأمر يستشكل على صديقي الشيخ محمود .. لكنني أهيب به أن يرجع إلى أصل المقال منشورا على موقع إسلام أون لاين ، وعلى جريدة المصريون الإلكترونية ، وعلى مدونتي ، للاطلاع على الأصل كاملا دون زيادة أو نقصان ..
رابعا : مما ذكره صديقي الشيخ محمود في حيثيات دفعه أو رفضه لطرح الدكتور العوا ، وكذا طرحي ، هو أن كلانا بعيد عن الإخوان وبالتالي فإننا لا نلم بالظروف والمعطيات التي تتحكم في العمل الاخواني ..أما الدكتور العوا ، فلست مخولا بأي شكل من الأشكال بالحديث عنه وعن علاقته بالإخوان ، فهذا شأن يخصه وحده ، وعلاقته الوطيدة مع الإخوان التي اهتزت على خلفية إصراره على الدفاع عن تأسيس حزب الوسط في أواسط التسعينات شأن لا علاقة لي به .. ولكن ما يهمني في هذا الصدد هو علاقتي أنا بالإخوان فأشير إلى الآتي :1- هل يعرف الشيخ محمود كل المنتمين والمنتظمين داخل تنظيم الإخوان ليستطيع إصدار أحكاما على من هو من الإخوان ومن ليس منهم ؟2- والسؤال الأهم على فرض أنني كنت على علاقة تنظيمية بالإخوان لمدة تزيد على عشرين عاما ، ثم انفصلت عنهم منذ ثلاثة أعوام أو أربعة ، فهل حدث خلال هذه المدة تغييرا جوهريا في فكر الجماعة ومناهجها ، والظروف المحيطة بهم ، بحيث لا يمكنني الحكم عليهم من الخارج ؟3- الإخوان الذين يصرون على وصف أنفسهم بالعلانية والانفتاح ، وينشرون مناهجهم على الملأ في الفضائيات والمنتديات والمواقع ، والكتب ، هل لهم ملف سري يجعل أي مفكر أو دارس أو باحث لا يستطيع الحكم عليهم من خلال أدبياتهم .. السؤال بصيغة أخرى هل يظن الشيخ محمود أن لدى الإخوان ما يخفونه ، ولا يعرفه من هو خارجهم ؟4- ليس بالضرورة يا شيخ محمود أن أناقش الإخوان بأدبياتهم هم ، ولكن ألا يكفي أن نناقش الإخوان بالمفاهيم الإسلامية العامة التي يجب أن تنطبق على الجميع ، وأعتقد أنني في مقالي كنت أتحدث حديثا إسلاميا ينطبق على الإخوان وعلى غيرهم .. ومع ذلك أقول أنني أستطيع أن أحاجج صديقي بأدبيات ومواقف الاخوان أنفسهم ، وليس سواهم5- إن المطالبة بفصل الدعوي عن السياسي من الناحية التنظيمية ، أمر أقرته وشرعت في تنفيذه الحركة الإسلامية – المحسوبة – على الإخوان في المملكة المغربية ، وهو أيضا ما طالب به كثير من أعضاء الجماعة ، الأمر الذي اعترف به الدكتور العريان في أكثر من مقالة له في مجلة المجتمع الكويتية ، وكان يناقش مستقبل العمل الاخواني في مصر بين عدة اقتراحات ، من بينها تطبيق نموذج الأردن ، حزب سياسي ، وجماعة شاملة ، وعمل منفصل ، وبين تحويل الجماعة كليا إلى حزب سياسي ..
6 - هل ما تمارسه الاخوان في دول الخليج من الاقتصار على العمل الاجتماعي وجمعيات الاصلاح الاجتماعي ، تعتبر تجزئة لمفهوم الشمولية ، فهل في الخليج اخوان ولكنهم لا يشتغلون بالسياسة إلا نادرا جدا ، أم أنهم جماعات أخرى غير الاخوان7 -كلها يا صديقي اطروحات تدرس وتناقش داخل الاخوان ، وليست خارجها ، بل إن الدكتور العريان نفسه أعلن في مقاله في إسلام اون لاين عقب الانتخابات البرلمانية ، أن الاخوان مستعدون لفصل السياسي عن الدعوي ولكن في ظروف وأوضاع معينة يرى أنها هي فقط التي ستكون مناسبة لذلك .. يعني طرح الكاتب لم يكن غريبا جدا ، ولا بعيدا جدا عن الأطروحات الاخوانية الصميمة
خامسا : دارت مقالة الشيخ محمود ورده ودندنت طويلا حول مبدأ شمولية الإسلام ، التي كنت حريصا جدا على التأكيد عليها في مقالي ، ولم يمسها أحد بسوء .. ولكني أستشهد بقول الدكتور القرضاوي ، والذي استشهدت به مرارا في مثل هذه الظروف ( إن شمولية الدين لا تعني بالضرورة شمولية التنظيم ) شمولية الدين ، لا تنافي أبدا مبدأ التخصص وتقسيم الأدوارسادسا : أحب أن أعود إلى الإمام البنا رحمه الله الذي أسس لا لجماعة الاخوان فحسب ، ولكن للعمل الإسلامي المعاصر ، فنجد أنه رتب أولوياته على هذا النحوالفرد المسلمالأسرة المسلمةالمجتمع المسلمومنه تنبثق الحكومة الإسلاميةالإمام البنا صرف الجزء الأكبر من الاهتمام بالمجتمع ، ومنه لا من غيره تنبثق الحكومة التي هي سياسة محضة ، وأزعم يا صديقي ، وأرجو أن ترجع لتاريخ الجماعة التي أنا بعيد عنها وعن ظروفها وملابستها ، بينما أنت قريب كل القرب منها ..أقول أنني أزعم أن البنا لولا حرب فلسطين ، ووجود الاحتلال على أرض مصر ، ما كان قد تورط بالانشغال بالسياسة ، ويكفيني في ذلك لتأكيد مزاعمي شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق – أطال الله عمره ورزقه الصحة وحسن الخاتمة – وقد كان أحد الملتصقين بالبنا : أن البنا قال في أواخر أيامه : لو استدبرت من أمري ما استقبلت ، لجعلتها كما في البداية تربية ودعوة ..هكذا كان البنا رحمه الله يراجع نفسه .. البنا الذي أصدر بيانا قال فيه عن خروج أعضاء التنظيم الخاص عن مرجعيته في الجماعة : ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين ..إن الجماعة نفسها قد مارست هذا الفصل أيام التنظيم الخاص ، كان فصلا بين الجماعة العلنية وبين جهازها العسكري ، فهل كان هذا اجتزاء للشمولية ، أم كان تخطيطا لحماية الجماعة ؟والجماعة يوم تجاوز التنظيم العسكري دوره ، فتم إلغاءه علي يد الأستاذ الهضيبي ، فهل كان ذلك إلغاء لفرض الجهاد في الإسلام ؟أم كان استجابة لمبدأ أن شمولية الدين لا تعني ضرورة شمولية التنظيم ؟
أخيرا صديقي الدكتور محمود ، أرى أن من حقك تماما أن تختلف مع طرح مفكر بحجم الدكتور العوا ، وأن ترفض تصورا يضعه ( نكرة ) مثلي ، فأنا أرحب بطرحك ورفضك ، ولكن الذي لا أراه من حقك أن تحدد من هو القريب من الجماعة ممن هو خارجها أو بعيدين عنها ، وأن ترمي كل من تجرأ على طرح رأيته منافيا لما تعودت عليه بأنه بعيد لا يؤبه له وبه ..إن الجماعة ذاتها فيها من الاختلافات الفكرية ، واستقلالية الفكر ، وحرية التعبير ، ما جعل روادها يختلفون ، هل كان تنظيم 65 الذي قاده الأستاذ سيد قطب ، مستأذنا به من قبل المرشد أم لا ، وهذا خلاف مشهود ، حتى بين الحاجة زينب الغزالي رحمها الله ، وبين الأستاذ فريد عبد الخالق ..فإذا جاز هذا في شأن مواقف تاريخية ووقائع حدثت ، فما بالك بالاختلافات الفكرية في الرؤى والأطروحات ..إن أخشى ما أخشاه يا صديقي ، أن تضطر للدفاع عن رأيي الذي رفضته رفضا قاطعا اليوم ، في حالة أن قررت قيادات الجماعة العمل به في لحظة ما ، وظرف ما ..لا أحب أن أقول إن بعض المدافعين عن أوضاع وقرارات داخل جماعة الإخوان ، لا يدافعون عن مبادئ ولا أفكار يؤمنون بها ، بقدر ما يبررون ما تقرره القيادة من قرارات ، وهذا هو عين المشكلة ..أما مقالي الذي لمتني فيه ، فلقد قبله الدكتور العريان ، سواء اختلف معه أو وافقه ، دون أن يلمح من قريب أو بعيد لمسألة قربي وبعدي عن تنظيم الإخوان المسلمين ..
صديقي الشيخ محمود شكرا لك .. وجزاك الله خيرا ، أن قرنت اسمي مع عمالقة الفكر ( العوا – العريان )وأرجو أن أستطيع لصق هذا الرد تعقيبا على مقالكم الكريم ، فإن لم أستطع فسأضطر لنشره على مدونتي ، فأرجو زيارتها .. وتقبل تحياتيأخوكعلاء سعد حسن
الشيخ محمود الأزهري قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 6:36 am
السلام عليكمالأستاذ الكريم عصفور المدينةبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراوانا متفق تماما معك أنه إذا كان المقصود هو فصل تكتيكي ظاهري أعتقد أن هذا ربما يكون جائزا وإن كان كما أشرت حضرتك لا يوجد المناخ الواقعي لتنفيذه حيث أن الحيطان لها ودانفالمشكلة كلها في عدم رغبة النظام في الإصلاح وإفساح المجال
الشيخ محمود الأزهري قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 6:39 am
الأستاذ الكريم علاء سعد حسنأشكرك بحرارة لدخولك إلى مدونتي .. ولا تقلق انا لا احجب الردود مهما كانت مخالفة لييسعدني وجودك هنا , وردك وتعقيبك أيضا ..فقط أريد منك إمهالى بعض الوقت حتى أستطيع إكمال المناقشة معكأخوك محمود الأزهري
eldoctor قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 7:08 pm
السلام عليكم كيف حالك يا شيخ محمود ..انا باكتب سلسلة اليومين دول عن التاصيل الشرعى للعمل السياسى من دراسة الدكتور على بطيخ ..دراسة رائعة تستحق الوقوف عندها..




من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

كلما نظرتُ إلى مكان به مسلمون يصلون ويصومون ويتعبدون لله تعالى , فرحت وانشرح صدري .. وخاصة أن عدد الملتزمين من الشباب بدأ يزيد ولله الحمد والمنة , بعد أن كانت المساجد قاصرة على شيوخ قد أضناهم طول العمر ..وعندما أدخل منتدى من المنتديات وأجد فيه شبابا وفتيات في زهرة أعمارهم يريدون أن يخدموا هذا الدين , أقول الحمد لله .. ساعة الفرج والنصر قد اقتربت بهذه الأجيال.وسبحان الله .. كل منطقة يكون رواد المسجد فيها متحابين متصافين أجد أن إمام المسجد رجل عاقل .. يتناول أمور الإيمان والتربية والتزكية , أو همّا من هموم الأمة . فهذه الأمور توحّد القلوب وتضفي على الصفات مزيدا من التماسك والتراحم بين رواد المساجد .والمنتديات ومواقع الدعوة , تجد فيها أبوابا وأقساما لوصف الجنة والنار أو للتفكر في سنن الله في خلقه وأفعاله بعباده وكيف دأبه وعادته مع المحسنين أو مع الظالمين .. فتجد رواد المنتدى متصافين متوادين يريد أحدهم أن يكمل دور أخيه , ويحب أن يكون له سهم في الدعوة وكسب الأجر , هذا برغم اختلاف المناهج والمشارب في هذه المساجد أو تلك المنتديات.لكن بمجرد أن تطأ أقدام أول سلفي في مسجد من تلك المساجد أو تضغط أصابعه على زر الاشتراك في هذه المنتديات , تجد العجب العجاب.تنفتح مسائل لا ينبغي أن تطرح للمناقشة أصلا إلا في ساحات العلم .. وبين العلماء المتخصصين فقط.ويبدأ على الفور في التصيد والانتقاد .. وتوزيع أوسمة الانتماء إلى أهل السنة أو إطلاق قذائف اللعنات والطرد من جماعة السنة.وتبدأ المساجد والمنتديات تدخل مرحلة الصراع الحاد , وينقسم فيه الناس إلى معسكرين .. معسكر يرى نفسه شعب الله المختار , وحامل مفاتيح الجنة والنار .. ومعسكر يريد أن يفهم قبل أن ينقل , ويتكلم بعد أن يعقل ..لكن هيهات…فالسلفي يستدعي ألف سلفي غيره , وكأنه يرابط في سبيل الله ضد أعداء الدين ..!!والغريب أن أول دعاويهم هي الاهتمام بالعقيدة وتنقيتها , ويريدون حمل الناس على مفاهيم خاصة لهم حملوا عليها الآيات وادّعوا – كما ادعى غيرهم – أنهم على منهج السلف الصالح .ولو أنصفوا لعلموا أن المسائل التي يفتحونها , قد تَنَاقَشَ وتحاور فيها أكابر أهل العلم في أزمنةٍ كانت الحاجة فيها ملحّة إلى فتح تلك القضايا . ثم ألقوها وراء ظهورهم لأن الحاجة إليها قد انتهت , وتفرغوا بعد ذلك لتثبيت الإيمان في القلوب والعمل على تزكية النفوس وتوعية الناس بما يحاك لهم من مؤامرات على يد أعداء الأمة ..أتعجب حقا عندما يصر السلفيون على فتح النقاش في مسائل ماتت من مائتي سنة أو يزيد , ويزداد عجبي لأنهم يجرجرون معهم أياما سيئة من أيام التاريخ الإسلامي ليعيدوا فتح النقاش في القضايا التي سببت خمولا في قوى الأمة وطاقاتها , ويحصرون الدين في بضع مسائل لا يتكلمون في غيرها أبدا..والسبب في كل هذا هو الخطأ في أسلوب التعليم والتصنيف وطرح المسائل على طلاب العلم .. وأهم سبب من الأسباب التي تجعل السلفيين سببا في تفرق الأمة هو المصطلح القنبلة (الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة) .. فقد استغلوه أبشع استغلال واستخدموه أسوأ استخدام.وأنا الآن بصدد كتابة بحث في هذا المصطلح وخطورة استخدامه بين طوائف المسلمين , وأنه سلاح الإرهاب الفكري الجديد ..والله المستعان وإليه المشتَكَى وعليه التُّكْلان
هذا الموضوع كتب في الخميس, ديسمبر 27th, 2007 في الساعة 10:12 am في قسم
بــراحــــــــتك .., ديــــننا, روائع المقالات ..!!, قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
7 ردود على “السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!”
ابن حجر العسقلانى قال: 27 ديسمبر 2007 في الساعة 3:07 pm
أحييك شيخنا .. أحييك
أبو العلاء قال:
27 ديسمبر 2007 في الساعة 4:39 pm
السلام عليكم،
لا أود أن أكون بمثابة المعترض الدائم على ما تكتب و لكن ليس من ذلك بد و الله أعلم. و لكنى أحب أن تعلم أننى لا أحمل لك إلا الإكبار و الود الخالص.
هناك أمر أحب أن ألفت نظرك إليه و هو أن الإنسان أحيانا تنتهى به الخصومة إلى أن يقترب من خصمه من حيث لا يدرى. يعنى مثلا إن جئت أنت و كتبت “بحثا” بغرض تحذير الأمة من الخطر السلفي فما الفرق (فى نمط التفكير) بينك و بين السلفي الذى يكتب محذرا الأمة من …. كل شئ!
الأمر الآخر الذى يتوجب عليك أن تبقيه فى اعتبارك أن هناك آراء يشتهر بين الناس أنها آراء سلفية (نسبة للحركة السلفية و ليس للسلف) و هى فى الواقع آراء مستقرة عند الحنابلة و بعض محدثى الشافعية و المالكية منذ زمن بعيد. و لا يقف الأمر عند ذلك فلابد من التفريق بين سلفية الألباني التى لا تلتزم مذهبا فى الفقه و لا منهجا فى الأصول و بين سلفية أمثال الشيخ بن باز و الشيخ بن عثيمين و هما حنبليان يلتزمان فى الأغلب بآراء المذهب و دوما بمنهج الحنابلة فى الفقه و استنباط الأحكام.
الأمر الآخر الذى أود أن أنبهك له هو أن الخلاف بين الأشاعرة و الحنابلة قديم و الأفضل أن نتقبله لا أن نحاول رفع الخلاف فلا الإنتصار لأحد الرأيين يرفع الخلاف و لا محاولة التوفيق تصلح. و هذا النهج (أى تقبل الخلاف) هو نهج البنا رحمه الله فى رسالة العقائد (فى حدود فهمى المتواضع).
أود أن ألفت نظرك أيضا إلى أن العلاقات بين الطرفين لم تكن دائما سيئة خاصة فى مصر. مثلا الإمام السيوطي رحمه الله كان يستعين بقطعة ابن تيمية فى التفسير و فى نفس الوقت هو من كتب توبيخا لمن كفر المحيوى ابن عربي. و الملفت أننا نجد مواقفا مشابهة عند الحنابلة ففى بعض مسائل القضاء (على ما أذكر) لم يجد الشيخ البهوتى غضاضة فى أن ينقل عن السبكى لأن المسألة لم يكن فيها آراء سابقة فى المذهب، و كلنا يعلم كم كان السبكى عنيفا مع الحنابلة حتى إنه كان يقول المذاهب الثلاثة لا المذاهب الأربعة.
يبقى أن أذكرك بأن الكثير من الخلافات التى تبدو “سلفية” الطابع (هنا أيضا النسبة للحركة السلفية لا للسلف عليهم رضوان الله) حدثت حتى بين الأشاعرة من نفس المذهب. و ارجع إلى سير أعلام النبلاء و ما وقع بين العز بن عبد السلام و ابن الصلاح فى مسألة صلاة الرغائب. و العز ممن يقولون بالبدعة الحسنة!!!!
أخيرا (أخيرا أخيرا) أود أن أذكرك بما قلته أنت نفسك (لاحظ توكيد التوكيد) عن المنتديات و الأصابع الخفية التى تعبث فيها.
و لعلك تتروى و لا تتعجل،
و السلام
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:06 am
الأخ الكريم ابن حجر العسقلانيبارك الله بك وحياك وجزاك كل خير
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:11 am
الأخ الفاضل والأستا الكريم أبو العلاءتقبل الله منك ما قلته ليوانا والله يا أخي لا احمل في قلبي غلا لمسلم .. مهما كنتُ حادا في نقدي وكلاميوأنا في كل كلامي أقصد السلفية الحديثة (سلفية الألباني أو ابن باز وابن العثيمين على حد سواء) وتستطيع وصفها بالسلفية الوهابية او التيمية إن شئت ..فإن كنتُ احتد في حواري ونقاشي وانتقاداتي لهذا الاتجاه .. فإنما هو رد فعل لما يحدث على الأرض من تبديع أو تفسيق أو تكفير لكل من يخالف هذه الطائفة.. إن لم يكن تصريحا فعلى سبيل التضمين في الكتب والفتاوى والأشرطة..لكننا في النعهاية مسلمون جميعا .. وكل منا يريد ان يرضي الله تعالى ..أسأل الله ان يتقبل من الجميع وان يهدينا إلى الحق على اجمل الوجوه وأرشدهالك مني اعطر التحايا واطيب الأمانيجزاكم الله خيرا على زيارتكم الكريمة وتعليقكم المهذب الواعي
سلفي قال:
30 ديسمبر 2007 في الساعة 8:04 am
السلام عليكم يا شيخ محمود،اسمح لي شيخي الكريم أن أقول لك مباشرة ودون مقدمات: ما هكذا تورد الإبل.لماذا هذه النقمة على السلفية.سبحان الله! لو كانت جماعة أو “حركة”، لقلنا ماشي حقك أن تنتقد الجماعات كيفما شئت، ولكنك أعرف العارفين بأن السلفية منهج: قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.لا أدري ما الذي يعيب هذا المنهج: أن يكون لك سلف في فهمك، أو في فقهك، مع الدعوة إلى الاجتهاد في النوازل الفقهية وفقاً للأصول التي استقرت في القرون الثلاثة الأولى؛ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.واسمح أن أسجل إعجابي بتعبير “السلفية الحديثة”، جديدة دي.سمعنا السلفية العلمية، والسلفية الجهادية، أما السلفية الحديثية فهي جديدة، فعادة ما ترمى السلفية زوراً وبهتاناً أو جهلاً بالجمود والتخلف والرجعية، أما الحداثة…عموماً لدى رجاءان أولاً، أن تبين لنا الحد الفاصل بين السلفية الحديثة والسلفية “القديمة”.ثانياً، أستحلفك بالله أن تعطي لنا مثالاً واحداً، أو أكثر إن تكرمت وسمح بذلك وقتك، يبين ما خالفت فيه السلفية “الحديثة” ممثلة في “الألباني” و”ابن باز” و”العثيمين” السلفية “القديمة”، مسترشداً بالصحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وفقاً لتعريف السلفية. فما ثبت من أقوالهم ينبغي أن يكون هو مرجعيتنا عند الحكم على أن قول أو صاحب قول.هذا مع اتفاقنا، حسب ظني على أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم، وما من أحد معصوم من الخطأ.هداني الله وإياكم إلى الحق وجمع بيننا بفضله ورحمته في جنات النعيم، إخوناً على سرر متقابلين.آمين
الشيخ محمود الأزهري قال: 31 ديسمبر 2007 في الساعة 6:46 am
الأخ الكريم سلفيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأشكر لك حوارك المهذب وأسلوبك الراقي..أنا لا انتقد المنهج السلفي أبدا حبيبي واخي الفاضل.. بل أزعم أنني سلفي إن شاء اللهفكلنا يجب علينا اتباع منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم..المشكلة اخي الكريم هي فيما تقوله .. من اني لماذا انتقد السلفية وهى اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..ولم يحدث اني انتقدت الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..بل انتقد الظن بأن طائفة معينة تحتكر لنفسها فهم السلف الصالح .. وتدعي ان غيرها تنكبوا الطريق وفارقوا المنهج !!أي أنهم حصروا كل منهج السلف في فهمهم الشخصي لأقوال السلف وأعمالهم ..وتمحوروا حول شخصيات بعينها لا يخرجون عن فتاواها ومنهجها .. ويوالون ويتبرأون تبعا لما يقوله فلان وفلان المعاصر لنا والذي يفتي على منهج يظنه المنهج الوحيد على طريق السلف..وهنا تبدا الكارثة..أن تحتكر طائفة واحدة كل الحق لنفسها ..مع ان غيرها من الطوائف تعتمد على ادلة شرعية مقبولة عند جمهور الأمة .. وهؤلاء -الغير- لم يدعوا لأنفسهم الانفراد على طريق الحق كما تدعي السلفية الحديثة .. التي تبدأ من عصر الإمام ابن تيمية رحمه الله وغفر الله وتلامذته وانتهاء بالوهابيين الان .والتي هي امتداد لمدرسة غلاة الحنابلة .. الذين تأذّت بهم بغداد وكاد عدد من رؤوس العلم أن يموتوا تحت وطأة شدتهم ..وليس ابن الجوزي وابن عقيل الحنبليان بخفيَّي الذكر ..فكما أشعل غلاة الحنابلة فتنة في القديم حول الصفات وأرادوا إلزام الناس بما يقولون فيها وادعوا أنها منهج السلف , ثم رد عليهم علماء حنابلة أكابر مثل المذكورين ومن بقية المذاهب أكثر بكثير .. فالسلفيون الآن يشعلون نفس الفتنة في نفس القضايا ..إلا انهم زادوا قضايا كالتوسل والتبرك وغيرها ..فإن كان غلاة الحنابلة القدامى لهم عذر في خوض هذه المعارك لوجود المعتزلة والجهمية في عصورهم , فليس هناك مبرر واحد لسلفية زماننا أن يشتدوا على الناس في تعليم مباحث الصفات وبيان مذاهب الجهمية والمعتزلة , وهؤلاء ليس لهم وجود بمسمياتهم الآن.
وكما قلتفالمشكلة مشكلة منهجعندما تقرأ في فتح المجيد أن غالبية الأمة كانت على الشرك القبوري حتى ألهم الله ابن عبد الوهاب بدعوته يقشعر بدنك .وإن قرات فيه أن الجهمية والمعتزلة كفار , وان الأشاعرة تابعوهم على منهجهم وحكم عليهم الجمهور بالكفر يقشعر بدنك , فالأشاعرة وهم جمهور علماء المسلمين وأهل الحديث والفقه والأصول والتفسير بكلمة بسيطة يقرأها آلاف طلبة العلم السلفيين في العالم تحولوا من انصار لسنة النبي صلى الله عليه وسلمك إلى طائفة ضالة كافرة على قول سلفيي العصر!! (مع أني لم أر ولم أسمع عن عالم واحد حكم عليهم بالكفر , فضلا عن إجماع أهل العلم على تكفيرهم كما يقول صاحب فتح المجيد ) …
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الجميل في تلك التدوينة ..ولا تحرمنا من زيارتك الكاريمة دائما .. فأنت اخحنشرف به هنا ..جمعنا الله تحت ظل عرشة يوم لا ظل إلا ظله .. آمين



من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

تعدد الجماعات والأحزاب العاملة للإسلام .. هل هو مشكلة.. ؟!!


تعدد الجماعات والأحزاب العاملة للإسلام .. هل هو مشكلة.. ؟!!


المسلمون جسد واحد (أو هكذا ينبغي أن يكونوا) لا تفرّق بينهم المسميات ..فالرب واحد , والنبي واحد , والكتاب واحد , والقبلة واحدة , والمناسك واحدة .. ولا مبرر أبدا لخلافٍ يفرّق ولا يجمع أو يضع من شأننا ولا يرفع .. !!وتعدد الأحزاب والجماعات العاملة للإسلام ليس مظهرا سيئا ..بل هو أمر مشروع تماما.. !!فكلما تعددت وجهات النظر .. أنتج ذلك ثراءً فكريّاً , وحلولاً متعددةً لكل مشاكل المسلمين ..والمهم أن يكون الهدف من إنشاء حزب أو جماعة هو رفع راية هذا الدين .. وأن يكون البرنامج العملي للحزب أو الجماعة متوافقا مع الأهداف العليا للإسلام ولا يستخدم وسائل تحطم العمل الإسلامي وتزيل رونـقه وتنفّر الناس منه ..والدليل على كلامي في أن تعدد الأحزاب أو المسميات أو الجماعات ظاهرة صحية 100% أن المسميات وجدت منذ العصور الأولى للإسلام..فبعض الناس رأوا أن خدمة الدين في جمع الحديث وتدوين السنة .. وهؤلاء هم المحدثون ..وبعضهم رأى أن خدمته تكون بالاستنباط من هذه النصوص المجموعة واستخراج الحكام الفقهية منها حتى يتيسر للناس عبادة ربهم بشكل صحيح .. ومن لا يستطيع البحث في الأدلة يقرأ تلك الكتب .. وهؤلاء هم الفقهاء ..وبعضهم رأى أن خدمة الدين تكون بالذّبّ عن حياض العقيدة والرّدّ على الملحدين والزنادقة بنفس أساليبهم ونحرهم بسكاكينهم حتى لا يستطيعوا فكاكا من حُجج الإسلام وبراهينه , ولكي يحفظوا على العوام وطلبة العلم سلامة عقائدهم .. وهؤلاء هم المتكلمون ..ورأينا مسميات غير هذه ظهرت في نفس العصور .. كلها تريد خدمة الإسلام , ولم تتنافر ولم تتخذ مواقف عدائية من بعضها البعض ..رأينا أصحاب الرأي .. وأصحاب الأثر .. والقُرّاء .. والزهاد .. والعُبَّاد …ورأينا المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة والأشاعرة والماتريدية والظاهرية والأصوليين والنحويين .. وغيرها كثير من المسميات التي تَوَزَّع تحتها أهل السنة ..وللحق .. هذه المسميات لم تكن إلا نوعا من التصنيف على أساس المنهج والأسلوب في خدمة الإسلام .. فكان اختلافهم اختلاف تكامل ولم يكن اختلاف تضاد..فالأَثَرِيُّ يحتاج إلى الفقيه في الاستنباط .. والفقيه يحتاج إليه في الاستدلال .. وكلاهما يحتاج إلى المتكلم في الرد على الملاحدة من أصحاب الشبهات .. وهو يحتاجهما في السير الصحيح وضبط كلامه..وكذلك الحال الآن .. الجماعات الإسلامية والأحزاب المسلمة على الساحة تستطيع أن تتكامل لو أرادت ..لكن المشكلة أن قطاعا كبيرا منها ابتلاه الله بقصور الفكر والنظر ..!!فيريد أن يجتمع كل الناس تحت رايته ومظلته ومنهجه الفكري .. ومن يرفض يصبح الاتهام جاهزا له بأنه ليس من أهل السنة والجماعة أو انه مبتدع وضال ومضلّ .. أو انه ليس على هدي السلف الصالح ..والأستاذ سعيد حوى له كتاب رائع في هذه المسألة .. اسمه “جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما”لم أقرأ مثله في إقامة الأدلة على تكامل الجماعات الموجودة اليوم بمنهاجها .. ووجوب إعادة النظر في العلاقة بين النص والعقل والعرف والعادة ..فالجماعة ذات الأسلوب الحركي تحتاج إلى الجماعة ذات الأسلوب العلمي حتى تسير على وعي وعلم متفق مع شرع الله تعالى.. والجماعة ذات العلم تحتاج إلى ذات التحرك العملي حتى تترجِم سطور الكتب إلى رجال تراهم العيون , ومواقف يحترمها العالم ويرتفع بها الإسلام..بصدق .. لو أردنا أن نجتمع سنجتمع .. ولن تفرقنا المسميات ..فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلق له ..السياسي والفقيه والمحدث والطبيب ووووو ..كلنا مسلمون


من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ


التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟

التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟
في أحد الحوارات عن تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم ، لفت انتباهي تخوّف البعض من سوء تطبيق النظام الإسلامي ، وخضوع السياسة الإسلامية لفهم القائمين على تطبيقها ..والحقيقة أنه تخوف في غير محله بالمرة ..فجميع المناهج الأرضية يقوم على تنفيذها من يقتنع بها البشر ، وهي في نفس الوقت خاضعة لفهم وقناعة من يطبقها ..وكذلك المنهج الإسلامي يخضع لفهم رجاله الذين يطبقونه ..من ناحية الأطر العامة والثوابت الشرعية ، فلا يمكن لكائن من كان أن يسيء فهمها ، وإلا فإنه يتكلم عن نظام غير الإسلام ..فعلى سبيل المثال: لا يمكن أن تتنازل الدولة في دستورها عن مبدأ الشورى ، وحق تداول السلطة بشكل سلمي يقبله كل الناس ، ووجود رقابة على السلطة ، وحق المواطنين في خلع الحاكم المستبد المسيء للتصرف .. كما أن للمواطن حقوقا مادية وأدبية واجتماعية وصحية ينبغي مراعاتها ، وتكون الدولة متكفلة بها ..وكذلك المواطنون المغايرين للمسلمين في الديانة لهم الحق في التمتع بشعائر أديانهم دون مضايقات من أحد ، والدولة ترعاهم كما ترعى مواطنيها المسلمين ..أما من ناحية المسائل الفرعية والتفصيلات الصغيرة ، فهي قابلة لتنوع وجهات النظر والاجتهاد ، ولا يمكن لأحد من القائمين على تطبيق المنهج الإسلامي أن يدعي صحة رأيه فقط في تفصيلة من تفصيلات المسائل السياسية ..كَتَولي المرأة لبعض مناصب الدولة ، أو تولي غير المسلمين وظائف حساسة في المجتمع قد يطوّعها لخدمة أهل دينه ويضيِّق بها على المسلمين .. فهذا من المسائل الفرعية التي يسوّغ الاجتهاد الفقهي ان يختلف فيها المجتهدون ..وبناء على ذلك .. وطالما ن هناك خطوطا رئيسة لا يمكن تجاوزها أبدا .. وهناك خطوطا فرعية يمكن الاختلاف فيها بحسب اجتهاد القائمين على النظام في تلك الفترة ، فلن ينتج عن النظام الإسلامي واختلاف القائمين عليه فكريا ، إلا نوع من التدافع الفكري والحضاري ..وفي حالة إساءة التطبيق ، أو التعسف في التطبيق بشكل واضح ، وتعدّي الخطوط الحمراء يمكن للشعب إسقاط الحاكم نفسه كما ينص على ذلك الدستور ..بل والأكثر من ذلك - وقد سمعتها من الكثيرين ـ أن هناك من يتخوف انقلاب الإسلاميين على الشورى ، واستبدادهم بالحكم على غرار طالبان ..وهؤلاء نقول لهم كليمة صغيرة: هل نعيش في ظل أنظمة نندم على تركه لو تحققت مخاوفكم؟نحن تحت رحمة (أقصد عدم رحمة) أنظمة متوحشة ، لا تعرف إلا الحلول الأمنية الفاجرة ، التي لا تعرف شيئا عن الأمن إلا انتهاك حرمات الناس وترويعهم ، وقذفهم في المعتقلات ، وتزيين جدران الزنازين بدمائهم ..فإن فشل تطبيق القائمين على النظام الإسلامي ، فقد سبق لما الفشل ، ولن نخسر كثيرا ..ولربما يقول احدهم: إن خطورة الفشل في تطبيق النظام الإسلامي ، أنه القائمين عليه يدعون أتنهم الناطقين عن الله ، وان كلامهم وحي منزل من السماء !!فأقول ربما كان من يدعون أنهم المتكلمون بلسان الله أرحم وأفضل ممن يسخرون من دين الله ، ولا يردعهم رادع عن الوصول إلى أغراضهم على أشلاء جثث الشعوب ..فمن يخطئ في تطبيق النظام ، ربما يجد نصا يمعنه من قتل إنسان بدون بينة , والدماء عندهم مصونة إلا إذا أصاب صاحب الدم حدا من حدود الله ..أما الآخرون ، فلا يعترفون بنصوص ولا بدين يردعهم ، ولين هناك نص يوقف وحشيتهم وساديتهم .. بل إنهم يخترعون الدساتير ، وفيها نصوص تجعل امتصاص دم العباد شيئا مباحا ، يحصل من يمصه على أرفع الأوسمة ..فتطبيق النظام الإسلامي أفضل بكثير من تطبيق أنظمة أخرى غيره .. ومقارنته بغيره عندما يطبق بشكل صحيح ترجح كفته ، وحتى في ورود الخطأ في التجربة ، فأخطاؤه خير من أخطاء غيره ..
هذا الموضوع كتب في الأثنين, نوفمبر 10th, 2008 في الساعة 12:41 pm في قسم
بــراحــــــــتك ... يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
تعليقان على “التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟”
(أم البنين) قال: 11 نوفمبر 2008 في الساعة 2:31 pm
العيب ليس في الشريعةولكن في من يطبقونهاوكما رأينا الحكم العجيب بجلد الطبيب المصري! والذي لم يسبق أن حكم به من قبلنسأل الله أن يضع الشريعة بين يدي من يحسن تطبيقها حتى لا تهرب معانيهاجزاك الله الفردوس الأعلى أخي الكريم
ألف قال: 12 نوفمبر 2008 في الساعة 1:05 pm
السلام عليك يا محمود،
سأبدأ بقول أن شكل الحكم الذي تصفه بالإسلامي هو رؤيتك أنت لنظام الحكم الإسلامي.
فكما أظنك تعلم فإنه يوجد إسلاميون سياسيون لا يقبلون بديلا عن ما يرونه مقومات لهذا النظام، مثل ولاية الفقيه، أو الولاء المطلق للحاكم، أو العداء غير المحدود لمن لا ينتمون للجماعة الإسلامية، أو يرون شورى هي بلفظها غير ملزمة للحاكم؛ أو لديهم وجهات نظر أخرى بشأن نقاط قد تراها أنت لا خلاف عليها، أو تراها واجبة في أي نظام حكم رشيد بينما قد يراها غيرك من الإسلاميين السياسيين غير ضرورية، أو مرفوضة أو تختلف أولويتها لديهم.
هذه الاختلافات طبيعية لا تعيب نظام الحكم و لا النقاشات التي لا يمكن و لا ينبغي أن تنتهي حوله، كما سأبين لاحقا. لكن دعني أستطرد أولا.
ما أراه هو أن نقطة الالتقاء الوحيدة بين أطروحات الحكم الإسلامي - و المميزة لها عن طروحات الحكم الأخرى التي لا تتصف بأنها “إسلامية” - هي مصطلح لا يصمد كثيرا في وجه التشريح - الفكري - و سرعان ما يبين أنه هو كذلك مثل غيره من المصطلحات السياسة\الاجتماعية له من التطبيقات و التفسيرات و التخريجات و الاعتبارات العملية و الأصول المرجعية بقدر ما يوجد فقهاء و مفكرون بقدر ما يوجد إسلاميون سياسيون: و بهذا أعني “الشريعة”. فغير أنها في شكلها المتوارث لا تكفي لوصف نظام حكم عصري بكل التفاصيل التي أقررت في مقالتك بأنها حتما مجال للخلاف، هذا و إن كان لا يوجد خلاف على مقاصدها المجردة.
يمكن حتى للمتابع غير المتخصص أن يلحظ تطورا - أي تغيرا في الأطوار و الأحوال - لمجموعة الأفكار التي كانت تنضوي في فترات مختلفة تحت لافتة “نظام حكم إسلامي”، كما يمكن أن نضيف إلى محدد الزمن\التاريخ محددات أخرى، مذهبية و جغرافية. طرحك هذا الذي عددت فيه من أوجه الخلاف القابلة للبحث مسائل “النساء” و “غير المسلمين” و الاحتكام إلى “دستور” و “تداول السلطة”، هو دليل على ذلك.
الفكرة يا سيدي هي أنه توجد نظم حكم “إسلامية” بقدر ما يوجد إسلاميون. و هذا يجعلها غير متمايزة عن النظم التي تصفها بالوضعية، و هي التي لا تستبرئ من هذا. عدم التمايز هذا أرجعه إلى المتغير البشري الذي أشرت إليه أعلاه: رؤيتك (و معك من يتفق معك).
الحق أني كما قلت لا أرى عيبا جوهريا في النظم “الإسلامية” غير أنها تصر على وصف ذاتها بأنها “إسلامية”. لأن هذا الوصف لا مبرر فكري له و لا مبرر عملي غير كونه سعيا إلى إنماء إحساس غير معقول، بل مشعور مبني على الإيمان، عند المتلقي\المطلوب ولاؤه بأن هذا النظام - و لا لسبب غير كونه هو ذاته، و لاتصافه بصفة “إسلامي” - سيحقق المنشود من العدل الذي يربطه المؤمن المتدين بالوحي الإلهي المنزل من السماء؛ و فيه كذلك وأد لمعارضة محتملة مستقبلية لمثل هذا النظام بطريق الدفع بفكرة “التنزيه” و الأفضلية المطلقة؛ و ضربة وقائية ضد أي نقد للأسس الفكرية التي يقوم عليها تجسد ما لمثل هذا النظام تتجاوز ما يسمح به ذاك النظام الذي كنا قد اتفقنا مسبقا على عدم سموه فوق الخلاف!
ما دامت أطروحة الحكم الإسلامية التي تعرضها تقبل الخلاف في مسائل كانت سابقا - و لا زال غيرك يعدها - غبر خلافية، و ما دام العنصر البشري لا مناص من تدخله بالتفكير و بالتنفيذ و الاجتهاد في شكل القيادة و المؤسسات بما يستتبعه ذلك من اختلافات في الرؤى و التفسير و التقدير و البرامج العملية، فبعد هذا كله لا أجد بدا من أن تتخلى تلك الأطروحات عن الدرع الإلهي و أن تقبل بالنزول إلى مستوى النقد البشري المدرك قصوره لكن المؤمن بعدم عجزه. أما الأساسيات المتجلية في المقاصد هي أصلا من المشترك البشري العام الذي لا خلاف عليه، بل إن العنصريين و الفاسدين و إرهابيي الدولة و المحتكرين كلهم بتذرعون بتلك المقاصد مثلهم مثل غيرهم
أظن أنه يجب علي التنويه إلى أني لا اعتراض لدي على الإيمان، فالاعتقاد بأي فكرة فيه جانب إيماني، بل لا اعتراض لدي على الإيمان الديني الذي يرجع ذاته إلى ما يراه تنزيلا سماويا؛ لكن في إطار دولة لا تمايز في معاملتها بين التجليات المختلفة للإيمان و لا تعد ذلك الاختلاف محددا في صيرورات الإدارة و التنظيم.





من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!
الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

الأربعاء، 23 يوليو 2008

ضحايا الوهم

د. عائض القرني
ضحايا الوهم

لا شك أن الحسدَ حقيقةٌ لا مناصَ منها، وقد أثبت ذلك القرآن والسنة وتدخل فيه العين، والعين حق، لكن المشكلة أن بعضهم تلبّس به الوهم فأصبح يظن أنه مصاب بالعين في كل شيء فكلما أخفق حوّل هذا الإخفاق مع التحية للعين والحسد. وإذا فشل في عمله فلأنه مصاب بالعين من حسّاده. وإذا رسب في دراسته، فالسبب شياطين الإنس، فهو عند نفسه عبقري لكن أعداءه منعوه من النجاح. وهذا الصنف من الناس ضحك عليهم الشيطان، وهم يعيشون وهماً لا حقيقة له، فأذكياء العالم من المسلمين وغيرهم بلغوا النجومية ولم يعيشوا هذا الوهم. فالشافعي وابن تيمية وابن خلدون وابن رشد وسقراط واينشتاين ونيوتن أجبروا التاريخ على أن يخلد أسماءهم، ولم يشتكوا من الحسد والعين. ولكن المرضى بوهم الحسد هم أشبه بما قال غوته: «إن الدجاجة حينما تقول قيط.. قيط وتريد أن تبيض تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً». ورأيتُ الناجحين في مجتمعنا واثقين من أنفسهم قد شقوا طريقهم إلى المجد بثبات في كافة التخصصات، ولكن الأغبياء والحمقى بقوا في آخر الصف بحجة أن الحسد والعين أصاباهم ولم يصيبا غيرهم من اللامعين. قابلتُ طالباً رسب في الجامعة عدة مرات فسألته ما السبب؟ قال: محسود أصابتني العين، فقلت له: إخوانك الأربعة نجحوا بتقدير ممتاز وكانوا الأوائل وأنت الوحيد المحسود الراسب لكن السرَّ أنك تركت المذاكرة وتغيّبت عن الجامعة ونمت في الفصل وضيّعت الكتب. وبعض النساء رزقهن الله 3% من الجمال ويغطين وجوههن عند أمهاتهن وأخواتهن خوفاً من العين، الله أكبر يا فتاة الغلاف، وبعضهن حامل في الشهر العاشر. وقد أخفين ذلك عن الجدة خوفاً من العين، وكأنها ستلد خالد بن الوليد أو صلاح الدين، والحقيقة أن الشيطان لعب على الكثير منا، خاصة الأغبياء والحمقى. أما الأذكياء والعباقرة فقد لعبوا هم على الشيطان وانتصروا عليه ونجحوا؛ لأنهم لم يصدقوا الأوهام، ورجائي أن يخرج هؤلاء الموسوسون والموسوسات من زنزانة الوهم ويمارسوا أعمالهم على سجيّتهم ويريحوا الأمة من نشر أمراضهم النفسية المعتمدة على الوهم. وكلما رأيتُ بليداً فاشلاً وسألته ما سبب هذا الإحباط؟ أجابني بأنه مصاب بالعين! فأقول له: مَنْ هذا الغبي الأحمق الذي أصابك بالعين؟! وما الذي أعجبه فيك؟! كيف ترك الموهوبين واللامعين يشقون طريقهم إلى الجوزاء وقصدك أنت؟! وإذا تساقط شعر امرأة بمرض حمّى الوادي المتصدع ادعت أن العين ألمّت بها والحسد دمّرها وقد سلّم الله شعر رأس بوران بنت الحسن بن سهل أجمل امرأة في الدولة العباسية.
وبعض الطالبات انزوين عن زميلاتهن بحجة الخوف من العين. وإذا لم يستطع طالب حفظ القرآن لإصابته بمرض جنون البقر!! زعم أن حارس المدرسة أصابه بالعين.. فكيف انفردت بنا العين ونحن أهل الإيمان والقرآن، ولم تصب العينُ أعضاءَ وكالةِ «ناسا» الذين أنزلوا مركبة الفضاء هندرد (66) على سطح المريخ؟ إننا باختصار (ضحايا الوهم).
فأريحونا من هذا الوهم وتوبوا من هذه الوسوسة واهجروا هذه الظنون (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)

الجمعة، 11 أبريل 2008

في المسألة السلفية .. !!

في المسألة السلفية .. !!

http://www.tadwen.com/sayd/?p=107
أرى أن أكبر معول يهدم به السلفيون ما بنوه لأنفسهم , هو “تعظيم وَتَوْثِين الشيوخ” .. فالحالة لم تَعُدْ مجرد سلوكياتٍ فردية من بعض الأتباع أو طلبة العلم الجدد .. بل اذهب وتكلم مع أي سلفي في المسجد أو على صفحة منتدى في الإنترنت أو انزل إلى الشارع , فستجد ابن باز وابن عثيمين والألباني وابن تيمية كلامهم قرآنا منزلا , لا يجوز نقده في تصورهم .. وأن من خالف فتاويهم فهو الضلال والابتداع بعينه ..كما أن المنهج العلمي الذي يعتمد عليه السلفيون ليس منهجا صحيحا , ولا يُخرج فقيها معتدلا , اللهم إلا لو كان الله قد غرس في فطرته الاعتدال .. لأن طريقة تدريس العلوم عندهم: أن ما يلقونه إلى طلابهم هو فَهْمُ السلف ومنهجهم , وهو الحق والسنة والعدل والوسطية , فيخرج الطالب من مراحل دراسته وهو يتصور أنه هو ومن على شاكلته فقط أهل السنة , وأن غيرهم مبتدعة ضالّون مضلون , وأخطر على الأمة من اليهود والنصارى ..!!!وارجع إلى كلامهم في حق الأشاعرة .. مع أن الأشاعرة هم شيوخ الإسلام , والواحد فيهم فقط , كابن حجر أو النووي أو العز بن عبد السلام أو الغزالي أو إمام الحرمين – الواحد من هؤلاء فقط - في نفعه للدين وخدمته للأمة , أعظم من سلفية زماننا مجتمعين .. ورغم ذلك تجد هجوما مسعورا على الأشاعرة , وتشويها لتاريخهم وصورتهم بالحق والباطل , رغم كل ما قدموه للدين والأمة من مراجع علمية في كل فنون العلم الشرعي , ولم يشفع لهم شيء من ذلك في تجنب تلك الحملات المسعورة .. !!حتى أن مؤلفا سلفيا كبيرا وهو سفر الحوالي يكتب في “نقد منهج الأشاعرة” ويستدل بأدلة غريبة على أن ابن حجر ليس أشعريا !! .. بل ويختم حكمه عليه وكلامه في حقه بأن يقول : (( ولو قيل أن الحافظ رحمه الله كان متذبذبَ العقيدة لكان هذا أصح )) !!إن السلفيين بإقصائهم غيرهم اصطنعوا لأنفسهم عداوات ما كان ينبغي لهم أن يصطنعوها .. وطريقة التعليم الإقصائية تلك تسبب خللا في الفهم , ينتج عنه التعصب والغلو بلا شك ..وينتج عنه كذلك تضخيم الصغائر ..ومن معاول هدم المنهج السلفي الذي نتحدث عنه:اهتمامهم بتلك الصغائر على حساب أمور عظيمة .. فلم نسمع لشيخ منهم فتوى عن توريث الحكم وأدلته من الشرع الحنيف , بل على العكس تماما , وجدنا منهم من يوجب ذلك أو يجيزه .. ولم نسمع منهم بيانا يدين آل سعود مثلا أو غيرهم من الحكام بسبب التعاون مع الأمريكان , برغم ما يفعلونه من حصار المسلمين وتجويعهم وقتلهم في مختلف بلاد الإسلام .. مع أن السلفيين ملأوا الدنيا ضجيجا في الحديث عن الولاء والبراء , وأن العاصي لا بد أن يهجره الناس حتى يعود إلى رشده ..فبهذا المنطق المعكوس أصبح المسلم العاصي مهجورا - وربما كان فقط على خلاف رأيهم وليس على معصية - , وأصبح العدو الكافر صديقا حميما ..!!هذا الخطاب السلفي لابد أن يتراجع عنه أصحاب العقول يوما ما ..ويشهد لهذا أن أغلب البيئات التي ينتشر فيها غير بيئات السعودية والخليج هي البيئات الخالية من المناهج العلمية الصحيحة أو الأوساط ضحلة الثقافة الشرعية .. سواء كان ذلك بسبب تقصير أصحاب المنهج الصحيح , أو التضييق عليهم وخنقهم ..لعلها كلمات تجد من يسمعها ويتدبر فيها ويبدأ حملة الإصلاح , فالنقد أول طرق التصحيح التي تكشف مواطن الخلل ..

دعوة للفهم



دعوة للفهم
19 يونيو, 2007, 12:40:33 ص
أخف دم


بقالى فترة يا جماعة عايز اتكلم فى موضوع مهم جدا..ربما يكون أهم موضوع فى البلوج ده من يوم ما اتعملمن فترة يا جماعة والبلد بقت على نار ..وياريت تكون نار الأسعار أو نار التعليم أو نار البطالة أو نار أى مشكلة من مشاكلنا .. إنما للأسف النار بقت عبارة عن مجموعة من الآراء الغريبة والفتاوى والنقد الغير بناء بالمرة من المجتمع لبعضه.. طبعا بعضكم هيظن انى هاتكلم عن إرضاع الكبير وبول الرسول صلى الله عليه وسلم وفتوى تحويل الأموال من شبكات المحمول والفتاوى الأخرى الجديدة .. لا ياجماعة ..اللى أثر فيا مش الفتاوى دى .. اللى أثر فيا جدا رد فعلنا إحنا .. هنتكلم بس أولا بالراحة وبهدوء زى أى حوار ناس مثقفة فاهمة مش بتتكلم وخلاصهنتكلم على الصعيد الدينى أولاالمدونات اتعملت عشان حرية الرأى تقول اللى انت عايزه بس خللى بالك ان حتى الحرية دى ليها ضوابط ..وخاصة إذا كنت هتتكلم عن حاجة انت ملكش فيها أو مش عارف جوانبها .. من فترة بادخل كتير على مواقع ومدونات ألاقى الناس واخدين الأمر بهزااااار شديد .. وكله قاعد يتريق على الدين وأولهم المسلمين نفسهم .. كل واحد وواحدة يمسك فى فتوى إرضاع الكبير مثلا ويقول رأى حضرته بدون حتى ما يكلف خاطره أنه يفتح كتاب ويتأكد قبل ما يتكلم أو حتى يعرف جوانب الموضوع قبل ما يقول رايه .. أنا عموما لا أعترف بحكاية صغر السن .. بس برضه لما يبقى واحد لسه عمره عشرين سنة وقاعد يحلل فى الأمر لمجرد انه قرا كام مانشيت من جرايدنا الموقرة على كام إفيه من برامجنا التافهة يبقى الأمر خطير فعلا يا جماعة .. فيه ناس مؤمنة بقدرة العقل جدا وأنا أول الناس دى وعارف ان ربنا وهبنا العقل ده عشان نحلل ونفكر وده بدليل ان ربنا سبحانه وتعالى قال إنما يخشى الله من عباده العلماء لأن هما الناس اللى بيفكروا وبيكتشفوا بعقلهم دلائل قدرة ربنا .. بس المشكلة إن الإنسان تزيد المسألة معاه قوى ويبدأ يفكر ويعترض ويحلل فى ثوابت الدين نفسه .. بمعنى انى ماينفعش أفكر وأعترض على ان الضهر أربع ركعات .. واقول أنا عايز اعبد ربنا اكتر أنا هاصليها خمسة .. ماينفعش طبعا .. لأن ده من ثوابت الدين ... يبقى الأول قبل ما نتريق ونتكلم لازم نعرف إن الفتاوى الى بتحصل اليومين دول كلها من أحاديث صحيحة لا جدال فيها بتاااااااااتا .. إنما المشكلة فى كيفية تحليل الحديث وبيان كونه حديث عام لكل البشر ام خاص بموقف .. هوه ده الاختلاف .. واللى هيحكم فى الاختلاف ده مش انت ولا انا .. اللى هيحكم فيه أهل الرأى والعلم ..يعنى من الآخر اى اعتراض حتى من باب السخرية فهو اعتراض على حديث صحيييييييييح للرسول .. حتى كلمة ازاى الكلام ده ؟؟؟ اللى بقينا بنقولها ف كل حاجة وكاننا بقينا أعلم العصر ده اعتراض صريح على ربنا والرسول .. ممكن بكل بساطة قبل ما تفتى وتبدأ تعترض وترفض وتقول ازاى وليه تقول لى قريت كام كتاب ؟؟؟ طبعا ممكن حد يقول لى أنا قريت تاريخ جيفارا وكتاب الرأسمالية والأمير لميكافيللى وقصص مترجمة وكلام كبير كده .. لا يا استاذ أنا باسأل حضرتك قريت كام كتاب فى دينك .. تعرف ايه عن علم الرجال؟؟ علم الفقه؟؟علم الحديث؟؟ والأخت اللى قادرة انها تتكلم ولا أجدع شيخ فى البلد ممكن تقول لى ايه الفروق بين اركان الصلاة وواجبات الصلاة وسنن الصلاة؟؟ إيه الفروق بين الماء الطاهر والمطهر والنجس ؟؟ ولو اتكلمنا عن أمورها أو أموره الشخصية تعرفوا ايه عن كيفية الغسل مثلا بعد الجنابة؟؟ مش دى أمور ثوابت .. قبل ما نصل لمرحلة اننا ناخد الأمور بالعقل لازم نملى العقل ده الأول .. حقك تعترض وتقول رايك بس اوعى تدخل فى مناطق انت مش قدها ويغرك عقلك ودماغك فى التفكير .. لأن مش كل الأمور بالعقل وزى ما قالوا لو كان الدين بالعقل لكان المسح على الخفين من أسفل .. مش هوه بيتوسخ من تحت برضه؟؟ .. مش العقل بيقول كده ؟؟.. يا جماعة احنا اللى اتسببنا فى البلبلة دى مش الفتاوى.. يا جماعة دى فتنة خلق القرآن اللى اتعذب فيها الإمام أحمد بن حنبل وغيره .. كانت الناس مستنية برة السجن عشان تشوف الإمام هيقول إيه عشان يسجلوه للتاريخ .. افتحوا بقى الجرايد والمجلات والمدونات وشوفوا كام واحد أحمد بن حنبل بيكتب لمجرد انه بيكتب وان ليه راى رغم ان مصادره غير موثوق بيها أساسا ..ارجع فى كل مجال لأهل العلم بتاعه .. الناس فاهمة غلط .. الواحد فاكر انه لو شتم وكسر التابو الثلاثى المقدس (الدين والجنس والسياسة) وقال كام مصطلح جامد وعرف آراء الناس الشيوعين والماركسين والاشتراكيين وغيرهم يبقى هوه كده المثقف اللى مافيش غيره .. لا يا جماعة بعد إذنكم .. الثقافة عنوانها البساطة .. اتكلم واشرح بس بسط الأمور واتكلم بحب وود ومنطقية لأننا فى الآخر جيل واحد ولازم على الأقل نفهم بعض.. حتى مشايخنا معدش ليهم احترام فى قلوبنا .. أنا عارف ان اختلاف الآراء عامل بلبلة اليومين دول بس ايه يعنى .. من قديم الأزل وفيه اختلافات ومذاهب واحنا اللى استفدنا منها .. يبقى لازم أهل العلم يتم التعامل معهم باحترام وتوقير وخصوصا لو كنت عارف بينك وبين نفسك انك ملكش فى الموضوع من اساسه .. شوف الفتوى واستغرب عادى وابحث بنفسك واسأل غيره وغيره وغيره .. مش ربنا خلقك للعبادة برضه ؟؟؟ مش دينك وأموره عبادة ؟؟؟ ابحث يا عموالمشكلة أسلوب الحوار نفسه بقى مستفز .. كله بيشتم فى بعضه ومش عاجبه حد .. حد يصدق ان واحدة مفكرة عصرية قالت لو الرسول بنفسه جه وقال لى البسى الحجاب أنا مش هالبسه .. قد ايه ممكن الأسلوب يصل للدرجة دى .. وكمان حد يتريق على أسلوب كلام الشيوخ ونبرة صوتهم كمان .. طب ياستى ما انتى بتسمعى عماد بعرور وسعد الصغير وعادى يعنى مع الاختلاف الشاسع وودانك زى الفل مفيش حاجةأنا أولا يا جماعة مش تبع أى جماعة عشان المسألة توضح بس أنا مسلم مصرى .. شاغلنى انهيار المسألة معانا للحد ده .. طب شوف القصص دى واحكم على أسلوب الحوارقالوا للإمام ابن القيم :لقد اختلفت فى بعض الأمور مع ابن تيمية وهو شيخك .. رد وقال ايه؟؟؟؟ قال إن هدهدا جاء وقال لسليمان أحطت بما لم تحط به .. والهدهد هو الهدهد .. وسليمان هو سليمان ..ياااااااااااااااااااه .. إيه الاحترام ده والعظمة دى .. وشوف دول مين كمانشوف كمان .. أحد العلماء جاء إلى أمير وفضل ينصحه بعنف وشراسة وكان الأمير حليما فقال له .. يا هذا . إن الله بعث من هو أفضل منك إلى من هو أسوأ منى وقال فقولا له قولا لينا .. يقصد طبعا ربنا لما بعث سيدنا موسى وسيدنا هارون لفرعونشوفوا الردود يا جماعة والحلم والأدب مع الاختلافطب شوف بقى الرجوع للحق والأدب والذوق فى التعاملكان سليمان بن عبد الملك ماشى فى الموكب فنادى عليه واحد من الرعية عشان مصلحة فلم يلتفت .. وقال للجنود قولوله ييجى فى يوم المصالح فى القصر .. بس الراجل فضل ينادى ينادى .. فتوقف سليمان غاضبا وقال له ماذا تريد ؟؟؟ قال له يا أمير .. إن نملة تكلمت فى موكب سليمان فتوقف وتبسم ضاحكا من قولها .. وأنا لست بنملة وانت لست نبى الله سليمان...ياااااااااااااه .. يا جماعة والله روعة المواقف دى .. وطبعا نزل الأمبر عن موكبه وأجاب طلبه فورا .. رجوع للحق مش لمجرد الكلام وان كل واحد عايز يبقى هوه الصحنيجى للصعيد السياسىنفس الأزمة .. عشان نتكلم وخلاص ونعارض بقينا بنقول أى كلام بلا أى فكر .. وبنمشى تبع الهوجة .. سايبين كل مشاكل بلدنا اللى مأثرة على كل واحد فينا وعاملين بانرات وبوستات عن جواز جمال مبارك مع شتيمة وسب شديد مش عارف ليه .. وكاتبين على البانر .. خديجة آه .. مصر لأ ... يعنى ايه ؟؟؟؟ يعنى مصر من غير جمال هتموت خلاص .. السد هيقع والاقتصاد هيبوظ عشان شهر العسل .. وايه يعنى لما اى حد يتجوز ؟؟؟ إيه المعارضة فى كده ؟؟؟ ولو ما تجوزش برضه هتنزل الصحف .. هوه ما اتجوزش ليه وتطلع كام إشاعة وكلام فارغ وجرايد وصحف فيها 40 ورقة كلام فارغ تتباع وخلاص عشان معارضة زائفة واهية .. وبرضه حتى صورة الريس .. هيه المعارضة انى أجيب الريس بقرنين وللا أتريق عليه ؟؟؟ عايز تنتقد قول ليه ..ومش عايز ده ليه وعايز ده ليه ؟؟؟ بلاش شعارات جوفاء فاضية بتغذيها عقول أفضى ... أظن الحمد لله قصايدى زى باخاف م الحكومة وكله قابض وغيرها تفهم الجميع انا اتجاهى ايه عشان محدش يقول انى بادافع عن حكومة وللا حاجة لا سمح الله .. بس أنا برضه عايز كل واحد يتكلم يقول هوه بيقول ايه وليه .. مش مجرد صور يا جماعة .. خلونا ننزل على أرض الواقع ونشوف البلد باظت قد ايه والسبب ايه بجد .. البلد مش هتنصلح بصور بقرنين يا جماعة ولا بعدم جواز جمالأنا عارف ان البوست طويل جدا بس والله يا جماعة أنا تعبت من الصحافة اللى بيقولوا عليها حرة واللى بتخصص خمس ست صفحات يوميا أو اسبوعيا شتيمة فى شخص واحد لا غير بدون حتى ما تفيدنى ولا تتكلم عنى .. وفى الآخر تكتشف ان دى كلها أقنعة وسبوبة عشان تكملة الشكل الديمقراطى الهزيل فى البلد ..وأنا ليا أصحاب فى جرايد معارضة كتير بيحكولى على كمية المهازل اللى بتحصل فى دهاليز الصحافة وأخلاق الصحفيين الشرفاء اللى بنعتبرهم قدوة ووطنيينعايزين نفكر ونعبر ونحلل بجد .. نقرا ونفهم قبل مانتكلم عشان ما نبقاش قشة فى مهب الريح ..
اقول لكم حاجة اقروا البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون وشوف المخطط بتاع اليهود ماشى صح وللا لأ معانا .. وخللوا بالكم الأممين اللى فى البروتوكول هما اى شعب غير اليهود . إحنا يعنى
البروتوكول الثالث عشر:
ان الحاجة يومياً إلى الخبر ستكره الأممين على الدوام اكراهاً أن يقبضوا ألسنتهم، ويظلوا خدمنا الأذلاء. وان اولئك الذين قد نستخدمه في صحافتنا من الأممين سيناقشون بايعازات منا حقائق لن يكون من المرغوب فيه أن نشير إليها بخاصة في جريدتنا Gazette الرسمية. وبينما تتخذ كل أساليب المناقشات والمناظرات هكذا سنمضي القوانين التي سنحتاج اليها، وسنضعها أمام الجمهور على أنها حقائق ناجزة.ولن يجرؤ أحد على طلب استئناف النظر فيما تقر امضاؤه، فضلاً عن طلب استئناف النظر فيما يظهر حرصنا على مساعدة التقدم. وحينئذ ستحول الصحافة نظر الجمهور بعيداً بمشكلات جديدة (وأنتم تعرفون بأنفسكم أننا دائماً نعلم الشعب أن يبحث عن طوائف جديدة). وسيسرع المغامرون السياسيون الأغبياء إلى مناقشة المشكلات الجديدة. ومثلهم الرعاع الذين لا يفهمون في أيامنا هذه حتى ما يتشدقون به.وان المشكلات السياسية لا يعني بها أن تكون مفهومة عند الناس العاديين،ولا يستطيع ادراكها ـ كما قلت من قبل ـ الا الحكام الذين قد مارسوا تصريف الأمور قروناً كثيرة ولكم ان تستخلصوا من كل هذا اننا ـ حين نلجأ إلى الرأي العام ـ سنعمل على هذا النحو، كي نسهل عمل جهازنا كما يمكن أن تلاحظوا أننا نطلب الموافقة على شتى المسائل لا بالافعال، بل بالأقوال. ونحن دائماً نؤكد في كل اجراءاتنا اننا مقودون بالأمل واليقين لخدمة المصلحة العامة. ولكي نذهل الناس المضعضعين عن مناقشة المسائل السياسية ـ نمدهم بمشكلات جديدة. أي بمشكلات الصناعة والتجارة. ولنتركهم يثوروا على هذه المسائل كما يشتهون.انما نوافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطاً سياسياً إذا اعطيناها ملاهي جديدة، أي التجارة التي نحاول فنجعلها تعتقد أنها أيضاً مسألة سياسية. ونحن انفسنا اغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الاممية.ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أي خط عمل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات للفراغ والمجامع العامة وهلم جرا.وسرعان ما سنبدأ الاعلان في الصحف داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى في كل انواع المشروعات: كالفن والرياضة وما اليهما . هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحالما يفقد الشعب تدريجاً نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد: هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة.وهذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا، أن دور المثاليين المتحررين سينتهي حالما يعترف بحكومتنا. وسيؤدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت.ولهذا السبب سنحاول ان وجه العقل العام نحو كل نوع من النظريات المبهرجة التي يمكن أن تبدو تقدمية أو تحررية. لقد نجحنا نجاحاً كاملاً بنظرياتنا على التقدم في تحويل رؤوس الأمميين الفارغة من العقل نحو الاشتراكية. ولا يوجد عقل واحد بين الأمميين يستطيع ان يلاحظ انه في كل حالة وراء كلمة "التقدم" يختفي ضلال وزيغ عن الحق، ما عدا الحالات التي تشير فيها هذه الكلمة إلى كشوف مادية أو علمية. إذ ليس هناك الا تعليم حق واحد، ولا مجال فيه من أجل "التقدم" ان التقدم ـ كفكرة زائفة ـ يعمل على تغطية الحق، حتى لا يعرف الحق أحد غيرنا نحن شعب الله المختار الذي اصطفاه ليكون قواماً على الحق.وحين نستحوذ على السلطة سيناقش خطباؤنا المشكلات الكبرى التي كانت تحير الإنسانية، لكي ينطوي النوع البشري في النهاية تحت حكمنا المبارك ومن الذي سيرتاب حينئذ في اننا الذين كنا نثير هذه المشكلات وفق خطة سياسية لم يفهمها إنسان طوال قرون كثرةيا جماعة يا ريت نفوق .. قرب من دينك وابحث .. فكر فى بلدك واتكلم بكل ادب وحرية على قد ما تقدر
الشتيمة والبذاءة مش هتفيد
عشان كلنا هنموت وهيفضل الدين
وكلهم هيموتوا وهتفضل مصر
::تحديثالشيخ ابو إسحق الحوينى قال إن حديث البول غير صحيح .. وأكد صحة الأحاديث الأخرى .. حديث الرضاعة وحديث النخامة كمان... وشرح سبب الأحاديث كلها ورأيه فى بلبلة الرأى والفتاوى ورأيه أعجبنى جدا حيث استنكر مناقشة الأحاديث دى فى هذا الوقت ولم يستنكر صحتها .. ياريت يا جماعة ندخل على يوتيوب ونعمل سيرش على ابو إسحق الحوينى ونسمع رأيه .. ربنا يهدى الجميع