‏إظهار الرسائل ذات التسميات فكر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فكر. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 20 مارس 2009

الاغتيال الاقتصادى للأمم (اعترافات قرصان اقتصاد )


صدرت (أخيرا) فى أواخر العام الماضى الطبعة العربية للكتاب الرائج عالميا ( confession of an economic hitman ) لمؤلفه جون بيركنز ، ورغم أن النسخة الانجليزية صدرت فى عام 2004 وحققت ضجة عالمية ، الا أن يد الترجمة العربية الصادرة عن دار الطنانى لم تمتد له الا مؤخرا على وقع الأزمة المالية العالمية .

الكتاب لخبير اقتصادى أمريكى عمل فى عدة مؤسسات اقتصادية دولية ، وساهم بتقديم المشورة الاقتصادية لعشرات الدول والمؤسسات ، ويكشف فيه المؤلف عن أسرار خطيرة لحقيقة عمل هذه المؤسسات ودورها لخدمة أهداف ومصالح الدول الكبرى ، ورغم أن كثيرا مما فيه كثيرا ما صرح به بعض خبراء الاقتصاد الوطنيين والمناهضين للعولمة الا أن أهميته تنبع من كونه يأتى من رجل (Insider ) أى ( شهد شاهد من أهلها ) ، مع عرض الكتاب من الجزيرة نت .

( ملحوظة الكتاب متوافر بمكتبة مدبولى )

---------------------------------

الاغتيال الاقتصادي للأمم" .. كتاب هام لجون بيركنز

حين صدر الكتاب الذي بين أيدينا في نسخته الإنجليزية وصفته نيويورك تايمز بالكتاب الأكثر مبيعا، وتسابقت دور النشر العالمية على ترجمته إلى لغاتها، وكان من بين أهم هذه اللغات الفرنسية والألمانية والروسية. وصدرت مؤخرا ترجمة الكتاب إلى العربية في وقت يتناسب مع الرغبة في تفسير أسباب وآثار الأزمة المالية العالمية. مؤلف الكتاب جون بيركنز، وهو خبير اقتصادي دولي جاءت اعترافاته في كتابه (Confessions of an Economic Hit Man)، لتلقي الضوء على ممارسات نخبة رجال الأعمال والسياسة في الولايات المتحدة لبناء إمبراطورية عالمية تسيطر عليها "الكوربورقراطية Corporatocracy" أي سيطرة منظومة الشركات الكبرى على اقتصاد العالم. 

خيوط اللعبة

يقول المؤلف إنه مع الخبراء الاقتصاديين قاموا بتطويع اللغة لتغليف إستراتيجيتهم في النهب الاقتصادي، وذلك باستخدام مفاهيم مثل "الحكم الرشيد وتحرير التجارة وحقوق المستهلك" بحيث لا تصبح السياسات الاقتصادية جيدة إلا من خلال مخططات الشركات الكبرى. وعلى الدول التي تقبل هذه المفاهيم خصخصة الصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء أي أن تبيعها للشركات الكبرى وهي مضطرة بعد ذلك إلى إلغاء الدعم وجميع القيود التجارية التي تحمي الأعمال الوطنية، بينما عليها القبول باستمرار أميركا وشركائها من الدول الصناعية الكبرى في تقديم الدعم لقطاعات أعمالها وفرض القيود لحماية صناعاتها!.

ولا تريد النخبة الأميركية بالفعل قيام الدول بسداد ديونها، لأن ذلك هو السبيل إلى تحقيق أهدافها بعد ذلك من خلال مفاوضات سياسية واقتصادية وعسكرية، ويفترض بيركنز 
"أن حرية طبع النقد الأميركي دون أي غطاء هي التي تعطي لإستراتيجية النهب الاقتصادي قوتها، لأنها تعني الاستمرار في تقديم قروض بالدولار لن يتم سدادها.
يحدد المؤلف دوره في استخدام المنظمات المالية الدولية لخلق ظروف تؤدي إلى خضوع الدول النامية لهيمنة النخبة الأميركية التي تدير الحكومة والشركات والبنوك. فالخبير يقوم بإعداد الدراسات التي بناء عليها توافق المنظمات المالية على تقديم قروض للدول النامية المستهدفة بغرض تطوير البنية الأساسية وبناء محطات توليد الكهرباء والطرق والموانئ والمطارات والمدن الصناعية، بشرط قيام المكاتب الهندسية وشركات المقاولات الأميركية بتنفيذ هذه المشروعات. 

وفي حقيقة الأمر فإن الأموال بهذه الطريقة لا تغادر الولايات المتحدة حيث تتحول ببساطة من حسابات بنوك واشنطن إلى حسابات شركات في نيويورك أو هيوستن أو سان فرانسيسكو، ورغم أن هذه الأموال تعود بشكل فوري إلى أعضاء في "الكوربورقراطية" فإنه يبقى على الدولة المتلقية سداد أصل القرض والفوائد. أما المثير في اعترافات المؤلف فهو تأكيده بأن مقياس نجاح الخبير يتناسب طرديا مع حجم القرض بحيث يجبر المدين على التعثر بعد بضع سنوات! 
وعندئذ تفرض شروط الدائن التي تتنوع مثل الموافقة على تصويت ما في الأمم المتحدة أو السيطرة على موارد معينة في البلد المدين أو قبول إقامة قاعدة عسكرية على أراضيه. 
يحدد المؤلف نماذج التنبؤ التي يستعين بها الخبير لدراسة تأثير استثمار مليارات الدولارات في بلد ما على النمو الاقتصادي المتوقع لسنوات قادمة ولتقويم المشروعات المقترحة، كاشفا عن خداع الأرقام، فنمو الناتج الإجمالي القومي -على سبيل المثال- قد يكون نتيجة استفادة أقلية من المواطنين النخبة على حساب الأغلبية بحيث يزداد الثري ثراءً ويزداد الفقير فقراً. ورغم ذلك فإنه من الناحية الإحصائية البحتة يعتبر تقدماً اقتصادياً.

وفي هذا المقام يكشف المؤلف عن
 الجانب غير المرئي في خطة القروض والمشروعات، وهي تكوين مجموعة من العائلات الثرية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي داخل الدولة المدينة تشكل امتدادا للنخبة الأميركية ليس بصفة التآمر، ولكن من خلال اعتناق نفس أفكار ومبادئ وأهداف النخبة الأميركية، وبحيث ترتبط سعادة ورفاهية الأثرياء الجدد بالتبعية طويلة المدى للولايات المتحدة. 
ويدلل المؤلف على ذلك بأن مديونية العالم الثالث وصلت إلى 2.5 تريليون دولار، وأن خدمة هذه الديون بلغت 375 مليار دولار سنويا في عام 2004، وهو رقم يفوق ما تنفقه كل دول العالم الثالث على الصحة والتعليم، ويمثل عشرين ضعف ما تقدمه الدول المتقدمة سنوياً من مساعدات خارجية. 


أميركا اللاتينية مرة أخرى

يقتفي مؤلف الكتاب خطى المفكر اليساري الأميركي نعوم تشومسكي في البحث عن كل شرور النظام الاقتصادي الحالي في "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة التي تمثلها دول أميركا اللاتينية. 
يعترف المؤلف أنه وزملاءه توصلوا إلى دفع الإكوادور نحو الإفلاس، ففي ثلاثة عقود ارتفع حد الفقر من 50% إلى 70% من السكان، وازدادت نسبة البطالة من 15% إلى 70%، وارتفع الدين العام من 240 مليون دولار إلى 16 مليار دولار، وتخصص الإكوادور اليوم قرابة 50% من ميزانيتها لسداد الديون. 
لم يكن أمام الإكوادور لشراء ديونها سوى بيع غاباتها إلى شركات البترول الأميركية حيث يكشف المؤلف أن هذا الهدف كان السبب الرئيسي في التركيز على الإكوادور وإغراقها بالديون نظراً لكون مخزون غابات الأمازون من النفط يحتوي على احتياطي منافس لنفط الشرق الأوسط. 

لكن المؤامرات الاقتصادية في أميركا اللاتينية ليست كلها نفطا. فقد أنشئت شركة الفواكه المتحدة "يونايتد فروت" الأميركية في أواخر القرن التاسع عشر، ونمت لتصبح من القوى المسيطرة على أميركا الوسطى بما لها من مزارع كبرى في كولومبيا ونيكاراغوا وكوستاريكا وجامايكا والدومينيكان وغواتيمالا وبنما. وحين حاول بعض الزعماء الوطنيين المساس بهذه الشركة لقوا حتفهم في ظروف غامضة. يسرد بيركنز بالتفصيل كيف ارتبط عملهم في الاغتيال "الاقتصادي" بالتصفية الجسدية للرؤساء المعارضين، فعندما فشل هو وزملاؤه في استمالة الرؤساء الوطنيين في عدد من دول أميركا اللاتينية، تدخل فريق آخر من القراصنة، وهم ثعالب المخابرات المركزية الأميركية، لينفذوا مهامهم بالقتل والاغتيال وتدبير حوادث إسقاط الطائرات الرئاسية واغتيال المعارضين على نحو ما حدث في غواتيمالا وبنما وفنزويلا.

وعلى سبيل السخرية يشير المؤلف إلى أن رئيس فنزويلا هوغو شافيز الذي شق خطًا اقتصاديًا وطنيُا مدين بالفضل لصدام حسين في إنقاذه من الغزو والتدمير لأن الولايات المتحدة انشغلت في العراق في 2003 ولم تتمكن من إكمال انقلابها المدبر بإبعاد شافيز عن البلاد، فعاد بمساندة الجيش بعد أقل من 72 ساعة. 

المملكة العربية السعودية


تبدأ قصة المؤلف مع السعودية في عام 1974، حين عرض عليه أحد دبلوماسيي المملكة صورا فوتوغرافية لمدينة الرياض، ومن بينها صور لقطيع من الأغنام يرعى بين أكوام القمامة خارج مبنى حكومي. وحين سأل بيركنز ذلك الدبلوماسي عنها، صدمته إجابته حين قال "إنها وسيلة التخلص من القمامة إذ لا يمكن لمواطن سعودي كريم الأصل أن يجمع القمامة. نحن نتركها لقطعان الأغنام".
بهذه الطريقة يعرف المؤلف قراءه على أكبر منتج للنفط والحليف الأول للولايات المتحدة في العالم العربي، لكنه لا ينسى أن يستعير بعضا من طرق الاستشراق القديمة، فيعرج على ما يسميه مشاهد قطع الرؤوس والأيدي في ساحات القصاص ووضع المرأة في السعودية، والفكر السلفي -ملحًا على الحركة الوهابية- المؤسس للدولة والظروف التي نشأت فيها أفكار أسامة بن لادن، وحظر النفط السعودي إبان حرب 1973.

يعتقد المؤلف أن العائدات الإضافية التي حصلت عليها السعودية من ارتفاع أسعار البترول كانت نعمة أكثر شبها بالنقمة. فقد امتلأت خزائن الدولة بمليارات الدولارات، ما أدى إلى تقويض بعض المعتقدات السلفية الصارمة. فقد سافر أثرياء السعودية حول العالم والتحقوا بالمدارس والجامعات في أوروبا والولايات المتحدة، اشتروا سيارات فارهة وأثثوا منازلهم على الطرز الغربية. فحل شكل جديد من الانغماس الدنيوي بدلا من المعتقدات الدينية المحافظة. 

قدمت هذه النزعة الاستهلاكية الحل للمخاوف المتعلقة بتكرار أزمة حظر البترول مستقبلاً. فقد بدأت واشنطن -تقريبا بعد نهاية عملية الحظر مباشرة- بالتفاوض مع السعوديين، فعرضت عليهم مقايضة المساعدة التقنية والمعدات والتدريبات العسكرية مقابل دولارات البترول، وأهم من ذلك مقابل ضمان عدم تكرار حظر البترول مطلقا.
أسفرت المفاوضات عن إنشاء وكالة التنمية الأكثر غرابة في التاريخ، وهي اللجنة الأميركية السعودية للتعاون الاقتصادي التي اشتهرت اختصارا بـ(JECOR). أنفقت هذه اللجنة سنويا مليارات الدولارات، دون رقابة من الكونغرس. لأن الموضوع لم يكن به أموال حكومية أميركية، فلم يكن للكونغرس أية سلطة للتدخل في الأمر، رغم دور وزارة الخزانة كوسيط. وبدأت رحلة طويلة من تحويل عائدات النفط السعودية إلى الشركات الأميركية. 

غسيل الأدمغة والاحتواء

أدى تركيز سلطة اتخاذ القرار في أيدي القطاع الخاص في الحياة الأميركية إلى استخدام آليات السوق لتوجيه وضبط الأفكار والمشاعر العامة بحيث اقتصر دور رجل الشارع في كونه مستهلكاً ومتفرجاً وليس مشاركاً، وحيث إن صوت الشعب يجب أن يسمع في المجتمعات الديمقراطية فلقد تمكن أصحاب المصالح الأميركية من تجاوز هذه الإشكالية من خلال غسيل أدمغة مستمر. تؤدي عملية غسيل الأدمغة إلى أن يصبح حديث المواطن العادي متمشياً تماماً مع مفاهيم النخبة الاقتصادية والسياسة، ضمن ما عرف باسم "هندسة الموافقة" فعمليات السيطرة على العقل العام الأميركي تتم بشكل مستمر ومتكرر وتصل إلى ذروتها في فترات الأزمات بحيث يساق الشعب بشكل دائم إلى إدراك أن الحرب لم تنته وبأن بلاده تحارب (وهي بالأحرى ترتكب مجازر) من أجل قضية نبيلة. 

ويقابل غسيل الأدمغة في الداخل عملية "الاحتواء" في الخارج، وهما عمليتان متكاملتان ومتشابكتان حيث يلزم تعبئة المواطنين بالداخل لدفع فاتورة سياسة الاحتواء الخارجية. وإلى جانب الاحتواء تسعى الإدارة الأميركية إلى تقسيم العالم إلى مناطق اقتصادية نوعية تخدم كل منها أغراض الشركات الأميركية: فنزويلا والمكسيك والخليج العربي لشفط النفط، أميركا الوسطى والكاريبي لاستعباد العمالة الرخيصة وتجميع المنتجات، الصين للاستهلاك وترويج المنتجات الأميركية. 


وعلى هذا النحو فإن ما يريده النظام الأميركي في حقيقة الأمر ليس التجارة الحرة، بل احتكار المستقبل لصالح منظمة "الشركة الأميركية" في حرية دخول الأسواق واستغلال الموارد واحتكار التكنولوجيا والاستثمار والإنتاج العالمي، فهي تطالب لشركاتها بحقوق الملكية في مجال الدواء والزراعة (البذور، المبيدات ... الخ) والتي سيدفع ثمنها الفقراء في الدول النامية متجاهلة الأرباح التي تحققها شركاتها من خلال الحصول "مجاناً" على أسرار أدوية الأعشاب وطرق العلاج الطبيعية الأخرى التي تراكمت خبراتها لدى العالم النامي عبر مئات السنين.


متناسية أن الدول المتقدمة لم تطبق نظم براءة الاختراع في مجال الدواء إلا حديثاً (إيطاليا في عام 1982 واليابان في عام 1976 وألمانيا في عام 1966) بل إن الولايات المتحدة نفسها رفضت في القرن التاسع عشر دعاوى حقوق الملكية بحجة أنها ستعوق التطور الاقتصادي. وفي النهاية فإن حالة من الإحباط قد تتسرب إلى نفس القارئ من تلك الشبكة العالمية المهيمنة على مستقبله ومن التآمر الذي يحيق به من كل جانب، غير أن هذا لا يمنع من أهمية الكتاب وما به من معلومات تكشف عن كثير من التفاصيل، ربما تفيد لتجنب ما هو مقبل من أحداث. 

ملحوظة أرى أن هذا العرض مهم جدا فى ظل ما يحدث فى غزة حاليا ، للتأكيد على أن ماهو موجه للعالم الاسلامى هو جزء من مؤامرة (حقيقية ) أشمل وأكبر ضد العالم الفقير بعامة لانتهاكه واغتصاب ثرواته ، وأن مواجهاتها لا يكون بالشعارات والعواطف وحدها ، ولكن بعد الاستعانة بالله يكون بالتكاتف ووضع الخطط العملية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أيضا طويلة الأمد لتكون لنا كلمة مسموعة ونخرج من حالة الهوان التى نحن فيها حاليا ، ونحن لسنا بأقل من تركيا أو ايران ، والله المستعان . 

PART I : 1963—197 

1 An Economic Hit Man Is Born 3
2 "In for Life" 12
3/ Indonesia: Lessons for an EHM 2 0
4 Saving a Country from Communism 2 3
5 Selling My Soul 2 8

PART II : 1971—197 5
6 My Role as Inquisitor 3 7
7 Civilization on Trial 4 2
8 Jesus, Seen Differently 47
9 Opportunity of a Lifetime 5 2
10 Panama's President and Hero 5 8
11 Pirates in the Canal Zone 6 3
12 Soldiers and Prostitutes 6 7
13 Conversations with the General 7 1
14 Entering a New and Sinister Period in
Economic History 76
15 The Saudi Arabian Money-laundering Affair 8 1
16 Pimping, and Financing Osama bin Laden 9 3

PART III : 1975—198 1
17 Panama Canal Negotiations and Graham Greene 101
18 Iran's King of Kings 108
19 Confessions of a Tortured Man 113
20 The Fall of a King 117
21 Colombia: Keystone of Latin America 120
22 American Republic versus Global Empire 124
23 The Deceptive Resume 131
24 Ecuador's President Battles Big Oil 141
25 I Quit 146

PART IV : 1981—PRESEN T
26 Ecuador's Presidential Death 153
27 Panama: Another Presidential Death 158
28 My Energy Company, Enron, and George W. Bush 162
29 I Take a Bribe 167
30 The United States Invades Panama 173
31 An EHM Failure in Iraq 182
32 September 11 and its Aftermath for Me, Personally 189
33 Venezuela: Saved by Saddam 196
34 Ecuador Revisited 203
35 Piercing the Veneer 211

Epilogue 221
John Perkins Personal History 226
Notes 230
Index
240
About the Author 248

روابط مباشرة لتحميل الكتاب pdf


من هنا 

http://rapidshare.com/files/158859560/Confessions_of_An_Economic_Hitman.pdf

أو هنا

http://rapidshare.com/files/92660817/confessions_of_an_economic_hitman_-_john_perkins_www.softarchive.net.rar

أو هنا

http://mediafire.com/?buiu2v2bjo0


الثلاثاء، 3 فبراير 2009

الأزمة المالية 11 أيلول جديدة: قراءة في فقه المؤامرة!

قال بلوجاتي : هذه المقالة من أروع ما كتب الدكتور مصطفى الفقي

مصطفى  الفقي     الحياة     - 07/10/08//

سيطرت عليَّ في عطلة العيد مجموعة من الأوهام المتصلة بالشأن الدولي العام تركزت أساساً حول نظرية المؤامرة، ووجدتني أفسِّر كل ما يحيط بنا وفقاً لها وأعتمد التفسير التآمري للتاريخ منهجاً لفهم الأمور واستجلاء المواقف ولقد حدث ذلك نتيجة متابعتي اليومية لأحداث الأزمة المالية التي هزت الاقتصاد الأميركي فتأثرت بها البنوك والأسواق، البشر والمؤسسات، المداخيل والأرزاق، فنحن أمام أزمة تعيد الى الأذهان ما حدث عام 1929 لكنها أسوأ منها مئة مرة، بحكم التغيرات الدولية والتطورات العالمية والأرقام الفلكية في عالم المال والتجارة التي لا يستطيع الإنسان أحياناً مجرد قراءتها أو النطق بها، وفي ظنِّي أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي هزَّت الدنيا وغيَّرت العالم ليدفع العرب والمسلمون الفاتورة الكبرى فيها، تتكرر اليوم ولكن في ظل أطرٍ اقتصادية تنذر بوضع جديد وعالم مختلف.

وإذا كان لي أن أسجِّل عدداً من الملاحظات المرتبطة بالوضع الدولي الراهن من جوانبه الاقتصادية والسياسية والثقافية فإنني أوجز ذلك في ما يلي:

1- إذا كنَّا نرفض التفسير التآمري للتاريخ فإننا لا نرفض نظرية المؤامرة برُمتها بل نعتقد أنها موجودة منذ ظهور الإنسان على الأرض. فمنذ الجريمة الأولى عندما قتل «قابيل» «هابيل» وحاول أن يخفي فعلته فإننا كنا مع الميلاد المبكر لما يمكن أن نطلق عليه «فقه المؤامرة»، وأنا أعتقد أحياناً أن كثيراً من الأحداث التي مرت في القرن الأخير تندرج تحت المفهوم الواسع لنظرية المؤامرة، فسقوط الخلافة العثمانية قد يكون مؤامرة، كما أن سقوط الاتحاد السوفياتي قد يكون هو الآخر مؤامرة، كذلك فإن اغتيال الرئيس الاميركي جون كيندي والأميرة ديانا هما حدثان يرقيان إلى مستوى المؤامرة أيضاً، وأنا شخصياً لا يخالجني شك في اختفاء كثير من الظواهر والأحداث تحت مظلة مؤامرة كبرى في عالمٍ تقدمت فيه أجهزة التخابر ومراكز الأبحاث بشكل ملحوظ حيث لا توجد فوارق واضحة بين السياق الطبيعي والسياق المصطنع. ويكفي أن نتذكر هنا أن الأساليب الجديدة في الحكومات الخفية للنظم الكبرى أصبحت قادرة على خلق المصادفة وتركيب سياق أحداثٍ متعمد ليكون حصاده إيجابياً لمن صنعوه ووقفوا وراءه.

2- اختلفت الذكرى السابعة لهجمات 11 أيلول عن سابقاتها وسمعنا أصواتاً عالية تعيد قراءة ما جرى وتفسير ما حدث والخروج عن النظرية المكررة لتفسير ذلك الحادث المشؤوم، فسمعنا من يقول إن العرب والمسلمين لا يتحملون المسؤولية عن تلك الجريمة، بل إن أصابع الاتهام تشير إلى عناصر أميركية وتدبيرات يهودية، إلاَّ أننا يجب أن نفتش دائماً بعد كل جريمة عن أصحاب المصلحة فيها، وعلى رغم أن هذا المنطق يستفز الأميركيين بشدة إلا أن مجرد تكراره من خلال بعض الكتب التي صدرت والمقالات التي نشرت توحي بأن في الأمر مؤامرة كبرى هدفها المزيد من الاضعاف للعرب والمزيد من الفرقة بين المسلمين لأننا يجب أن نفكر في صاحب المصلحة فيما حدث وعن أولئك الذين شنوا حرباً على المسلمين في أفغانستان، وعلى العرب في العراق، وحاولوا تمزيق أواصر العالَمين العربي والإسلامي بصورةٍ غير مسبوقة.

3- إن دهاء التاريخ يعلمنا كل يومٍ جديداً بل يكرر الأحداث من منظورٍ مختلف لا يتوقف عند حدٍ معين، فالأزمة المالية الحالية والمرشحة للتصاعد هي في ظني - ووفقاً لأوهام عطلة العيد - مؤامرةٌ من نوعٍ جديد بدأت في شهر ايلول بعد سبع سنواتٍ فقط من المؤامرة الأولى، والهدف هذه المرة هو احتواء أموال العرب وابتلاع أرصدتهم وخلق مناخٍ جديد من الابتزاز الاقتصادي بعد الابتزاز السياسي، وتلك هي العقلية الغربية المتفوقة التي تحصد ما يزرعه غيرها وتستولي على ما ليس من حقها في ظل شعاراتٍ براقة وأفكارٍ مستحدثة ورؤى خادعة. لذلك فإن الارتباط يبدو واضحا بين أحداث أيلول 2001 وأحداث أيلول 2008.

4- إن ما نقوله الآن ليس فكراً تلفيقياً يحاول إرهاق الحجة والربط بين ما ليس بينه ارتباط، ذلك أننا نظن - وامتدادًا لأوهام نظرية المؤامرة - أن الإدارة الأميركية للرئيس جورج دبليو بوش قد جرى إعدادها والدفع بها من خلال اليمين الأميركي المحافظ والدوائر اليهودية لكي تؤدي هذه المهمة التي قامت بها في بداية فترة حكمها الأولى ونهاية فترة حكمها الثانية، ولكي تقوم بإنجازين كبيرين أحدهما سياسي دولي عام 2001 والثاني اقتصادي عالمي عام 2008، ولا شك أن الشعوب الصغيرة والدول الفقيرة والمناطق ذات الثروات الطبيعية وفي مقدمها النفط هي التي سوف تتحمل العبء الأكبر من نتائج ما حدث، بل إنني أزعم أن ما جرى في ظل هذه الإدارة - وهي في ظني واحدة من أسوأ الإدارات الأميركية في التاريخ - قد قامت بتنفيذ مخططٍ خفي ولكن نتائجه ظاهرة وواضحة أمام كل ذي بصيرة.

5- إن سندات الخزانة الأميركية التي يجري الترويج لتحصيلها سوف تتحول إلى عملية جباية دولية تستنزف بواسطتها الولايات المتحدة الأميركية أموال الدول الغنية وكأنها توظف خيرات هذه الدول لخدمة المواطن الأميركي وتعزيز أوضاع المستهلك داخل الولايات المتحدة وخدمة دولة الرفاهية التي تباهي بها أميركا غيرها من دول العالم. إننا بحق نعيش عصر الـ Pax- Americana بكل ما تحمله هذه التسمية من معانٍ تذكرنا بسطوة الإمبراطورية الرومانية منذ عشرات القرون. إننا نعيش عصراً يسحق فيه التفوق العقلي ما عداه وتتمكن فيه الأساليب العلمية المتطورة من اختراق العقول واستنزاف الجيوب وتحويل العالم إلى ضيعة يمرح فيها الأقوياء.

6- إننا نحن العرب نبدو أحيانًا «كالأيتام على مائدة اللئام» على رغم أن لدينا عقليات متفوقة ومستويات تعليمية رفيعة، وما زلت أذكر من عملي في وزارة الخارجية المصرية أنني رأيت ديبلوماسيين رفيعي المستوى من دول الثراء العربي واقتصاديين من الطراز الأول ممن حصلوا على درجاتهم العلمية العليا من الجامعات الأميركية والأوروبية فلا تنقصهم الخبرة ولا تعوزهم الرؤية، ولكنه عالم يتحكم فيه الأقوياء قبل الأغنياء ويسيطر فيه القادرون على ما عداهم ولا حساب فيه لأحد ما دامت تحميه قوة وتدعمه سلطة ويعتمد على عقلٍ عصري يدرك كل ما يدور ويفسر كل ما يحدث بل يصنع المستقبل بإرادته وحدها.

7- قد يتهمني البعض بالمغالاة في الوهم والاستغراق في تفسير المؤامرة، ولكن حركة التاريخ علمتنا الكثير وجعلتنا نقترب من مراحل متقدمة في فهم الآخر وعقليته وأسلوب تفكيره ومزاجه البشري وحسِّه الإنساني، و ولملقد استقر في ضميرنا بارتياح أن الحياة صراعٌ مستميت لا مكان فيه للضعفاء ونحن نقصد هنا بالضعفاء فقراء العقل وناقصي الخبرة ومحدودي الرؤية. يعد يخالجني شك الآن في أن الرئيس بوش جاء إلى السلطة بإدارته لكي يغيَّر شكل العالم سياسياً واقتصادياً لصالح قوى اليمين المحافظ والحلف غير المقدس بين بعض العناصر المسيحية المتطرفة والمراكز الصهيونية المتشنجة، ولقد حان الوقت لمراجعة ما حدث ودراسة ما جرى حتى ندرك بوضوح أين نحن من عالم اليوم.

8- إن خياراتنا نحن العرب لا تبدو واسعة بل إن جزءاً كبيراً منها يتآكل بفعل أساليب الآخر وضغوطه، كما أن الدنيا لا تعطينا أحياناً فرصة اللحاق بأسباب التقدم وعوامل الازدهار، لذلك كان طبيعياً أن تتوارى إمكانات دولٍ أكبر منَّّا وأضخم، وأشير هنا إلى الصين واليابان، وهما المطالبتان الآن بدفع جزءٍ لا بأس به من فاتورة الأزمة المالية العالمية التي بدأت في أيلول 2008.

9- إن المضاربات في أسواق العملات المختلفة تجعل الولايات المتحدة الأميركية قادرة على التحكم في غيرها لأنها مدينة بعُملتها الوطنية، لذلك فإنه لا يؤرقها كثيراً ارتفاع حجم المديونية أو هبوطه ما دامت تملك زمام المبادرة وسياسات البنوك ومفاتيح الخزائن.

10- إن الارتباط وثيق بين أيلول 2001 و أيلول 2008 فكل منهما مكملٌ للآخر لأنه لا توجد سطوة سياسية من دون سيطرة اقتصادية، لذلك فإن الإدارة الأميركية الحالية جمعت الأمرين في سلة واحدة وجعلت منهما ظاهرة جديدة تجتاح عالم اليوم وتشير إلى أن نهاية الحرب الباردة سياسياً لا تعني بالضرورة نهايتها اقتصادياً. إننا أمام عالمٍ تتجه فيه معدلات التقدم لصالح قوى على حساب قوى أخرى، ولا يستطيع فيه الضعفاء إلا أن يقبلوا الضغوط وأن يستجيبوا للمخططات وكأنما كتب عليهم أن يكونوا دائماً فريسة للتحالف بين الأقوياء في عصرنا.

هذه ملاحظاتٌ أردنا أن نبسط فيها بعض أوهامنا وأن نجترَّ عددًا من أفكارنا وأن نسمح للخيال بأن يضع يدنا على مفاتيح الحقيقة. بقي أن أقول إنني لا أرى العقل اليهودي بعيدًا عما جرى ولا بريئاً مما حدث، وأعود لأقول في النهاية إن الأزمة المالية العالمية جزءٌ مكمِّل للمؤامرة السياسية الدولية وأقول بارتياح موجهاً حديثي إلى الإدارة الأميركية الراحلة: لقد بدأتم بالسياسة وانتهيتم بالاقتصاد، لقد بدأتم بالسلطة ثم انتهيتم بالثروة، لقد بدأتم بالقوة ثم استكملتم بالمال.


السبت، 17 يناير 2009

نظرية المؤامرة























صاروخ للمقاومة ينطلق من أحد أحياء غزة








و القوات الأسرائيلية تضرب الموقع الذي انطلق منه الصاروخ !










اعتاد معظم العرب إن لم يكن جميعهم على استحضار نظرية المؤامرة في معظم قراءاتهم السياسية إن لم يكن كلها أيضاً. فإهمالنا ومصائبنا وبلاوينا مؤامرة ومن ورائها متآمرون، مطالبة حكوماتنا بالديمقراطيات والحريات وإيقاف النهب ومنع فواحشه مؤامرة ومن ورائها أناس بطّالون. جوعنا وفقرنا وأزمات الطعام والغذاء وطوابير الخبز والوقود عندنا مؤامرة أمريكية بامتياز القادم فيها أخطر مما مضى.
اختلاف العرب مؤامرة بالتأكيد ومن خلفها المشاريع الأمريكية والصهيونية ومن شدّ على أيديهم، وهو كلام قالته وتقوله لنا حكومتنا مذ كنا أطفالاً، وقاله الرفاق ومازالوا يقولونه في اجتماعات عروبية خصوصاً رغم أنه كلام فقد فاعليته وزال بريقه وقد أمسينا كهولاً.
نظرية المؤامرة من الناحية العملية فيما نعتقد تريح أصحابها من الأعباء والعمل وبذل الجهد والسعي نحو التنمية، كما أنها نظرية واسعة قادرة على استيعاب الكثير من قضايانا إن لم يكن كلها، وقابلة لأن نعلّق عليها تخلفنا وانحطاطنا، والأهم أنها ترمي بالمسؤولية على الآخر غرباً وشرقاً، عرباً وعجماً، أمريكا وأوروبا، خصومنا ومعارضينا، ونستبعد أنفسنا وذواتنا. باختصار، نحن فيها القادرون على اتهام الدنيا كلها إلا نحن، ونتناسى قل هو من عند أنفسكم. وهكذا فنحن الأطهر والأنظف والأنقى والأقدر في اختراع الأعذار على ما نحن فيه من مشاكل وتخلف وقمع واستبداد.
إننا ابتداءً وإن كنا نعتقد بشيء من نظرية المؤامرة لأسباب مختلفة، منها أنه كتب علينا أن نُخلق في عصر كثرت فيه مؤامراته وصفقاته في ظل أنظمةٍ استبدادية قامعة تستمد شرعيتها منها وتتطلع إلى الاستمرار بواسطتها، فإننا انتهاءً لسنا من أنصارها ولا من المروجين لها.
فإن مما لاشك فيه أن لأمريكا ولكل دول العالم أجنداتها واستراتجياتها التي تمضي بها إلى إمضاء مصالحها والحفاظ عليها ولايجادل أحد أحداً في شيء من هذا. ولكن ألاّيكون لنا أجندات واستراتيجيات وإن وجدت فهي مصالح ضيقة وشخصية وعائلية، وديكتاتوريات ظالمة باطشة، ونهب لمقدرات العباد وثروات البلاد، واعتبار الأوطان مزارع خاصة لأناس بعينهم، وتياسـة على الآخر، فهو الجهل بنفسه والعمى بعينه. وأن نكل أمورنا إلى اللصوص والسفهاء ولكل ماخلق ربي من عاهات، ثم نرمي بمصائبنا على الدول الكبرى ومجلس الأمن والأمم المتحدة، ونتوهم المؤامرات من الآخر، فهو من سـوء التدبير وضيق الأفق وتوهم الأعداء، وتعليق مصائبنا على الغير.
إن ماعندنا من المصائب والإعاقات والبلاوي والحماقات لوجاءت أمريكا بحالها أو فرنسا تخطط وترتب لتدمير وتخريب دولة ما من دولنا، لما استطاعت أن تحدث دماراً وخراباً في بنية المجتمع ومنظومة قيمه كما فعل ويفعل السفهاء والمعوَّقون ذهنياً من أبناء جلدتنا وبني قومنا ممن عميت عن مصالح أوطانهم بصائرهم، فالأحمق يفعل بنفسه كما يفعل العدو بعدوه.

الأربعاء، 14 يناير 2009

عمرو خالد لا يستجيب

* تبذل مجموعة الصدام داخل الحكم جهداً متواصلاً لدفع عمرو خالد إلى ما يريدون، ولكن الرجل لا يستجيب، منعته من التليفزيون المصرى، ومن النوادى، ومن مسجد الحصرى، ومن جميع اللقاءات العامة، بهدفٍ واحد، وهو إرغامه على سلوك سبيل العمل السرى، ولكنه لا يستجيب، ما رست عليه أبشع أنواع الضغوط بسبب تفكير زوجة رجل مهم فى إرتداء الحجاب حتى غادر البلاد وأقام فى الخارج سنين عددا، إذ كيف ستكون صورة الأسرة المالكة وبينها محجبة ؟ إعتقدوا أنه بعد أن يعود إلى مصر سوف يستجيب لهم، ولكنه لم يفعل .كانت آخر هذه الضغوط هو وقف ومنع مشروعه الجديد، الذى يتلخص فى محاربة الفقر والتسرب من التعليم ومواجهة البطالة، وذلك عن طريق مجموعات من الشباب المتطوع تنتشر وتجوب القرى والنجوع وتلتقى بالأسر الفقيرة وتبدأ معهم مشروعات متناهية فى الصغر كتربية جاموسة، أو نول خياطة، أو تسيير توك توك، فى مقابل أن تبذل تلك الأسر جهداً فى إعادة أطفالها المتسربين من التعليم، ويستمر العمل وتستمر المتابعة شهوراً لضمان حسن التنفيذ . * وبمجرد أن أعلن عمرو عن مشروعه، تجمع حوله الشباب من كل قرى مصر ومدنها، من مختلف الأعمار والأفكار، المسلم منهم والقبطى، حتى زاد عددهم على سبعين ألفاً، الكل مؤمن بالفكرة، ومستعد للعمل، العمل على محاربة الفقر والبطالة والتسرب من التعليم .. * وفجأة توقف المشروع، أو بالأصح تم منعه، وحال أدبُ عمرو عن ذكر أسباب منعه، وعلت الدهشة وجوه الجميع، وترددت على الألسنة آلاف الأسئلة، بغير إجابات، وليست جهينة وحدها من يملك الخبر اليقين .. * إن الخبر اليقين يكمن فى فكر وعقل وسلوك مجموعة الصدام، إذ لا يهم الصداميون الفقراء ولا العاطلين ولا المتسربين من التعليم، إنهم لا يهمهم إلا شعبية عمرو، وانتشار عمرو، ونجاح عمرو، الذى سبق وأن حققه ولازال فى علاج العشرات والمئات من المدمنين، إنهم لا يهمهم إلا دفع عمرو إلى العمل السرى، ليسهل حصاره، وضربه، وإبطال مفعوله .. * إنها تلك الخطة التقليدية القديمة الحديثة، وهى الدفع بالناجحين المجدين ذوى الأفكار والشخصيات الجاذبة، لأنها صادقة، الدفع بهم إلى سلوك سبيل العمل الحركى التنظيمى السرى، بعيداً عن الأضواء، وعن القانون، فأمثال عمرو يجب أن يتجهوا لتكوين أسرة أو خلية صغيرة، ثم شعبة، ثم مكتب إدارى، ثم .... وهكذا، وعليهم أن يدرسوا منهجاً تربوياً يقوم على السمع والطاعة، فى المنشط والمكره، يقسم المجتمع إلى قسمين، منا وعلينا، ثم يتقابلوا سراً، فى اجتماعاتهم، ومعسكراتهم، وبذلك يسهل اصطيادهم وضربهم والقبض عليهم، وإحالتهم لنيابة أمن الدولة العليا، وتوجيه تهمة قلب نظام الحكم والاشتراك فى تنظيم غير مشروع، ثم حبسهم، ثم إحالتهم إلى المحاكمات العسكرية، إحالة أولى، وثانية، وثالثة، والطريف فى الموضوع أنهم ربما سيكونون حينئذٍ سعداء بذلك، إذ سيعتقدون أنهم على الحق، ألم يأتهم الابتلاء الذى هو سنن الأنبياء والرسل ؟ إذاً هم على الحق إن شاء الله، وعليهم الصبر والثبات ! * وهكذا، وفقاً لتفكير مجموعة الصدام، يظل الفريقان المتصارعان يسيران على خطين متوازيين، فريق يزداد تحكماً وتسلطاً وفساداً وسيطرةً على البلاد يوماً بعد يوم، وفريق يعزف أناشيد الصبر والثبات ويعتقد أنه على الحق، وأن الابتلاء هو سنن الدعوات، ولذلك فعلى جميع أفراد الصف انتظار دورهم فى السجون، وهو آتٍ لا محالة، هكذا يسير الفريقان، والمصريون يدفعون الثمن ..! * بيد أن عمرو خالد بذكائه وألمعيته وتجربته، لم يستجب، ولم ولن يتجه إلى العمل السرى الحركى التنظيمى، فعلى الرغم من كم اليأس والإحباط المتولدين فى نفوس الشباب الملتف حوله، بسبب مجهودهم المتواصل فى إعداد المشروع والتهيئة له، ثم إلغائه فجأة، أو منعه، بدون سابق إنذار، على الرغم من ذلك، فإن عقولهم المتفتحة وأفكارهم المتجددة، وروحهم المتوثبة، سوف تخرجهم من تلك التجربة الأليمة حتماً بفائدة .. * إن مصر تحتاج إلى هذه النوعية من الشباب، شباب يرفض أن يساير المجموعة الصدامية، ويرفض أن يعمل تحت الأرض فى تنظيم سرى فيصبح رقماً لا إنساناً، ويقبل فقط أن يكون مشاركاً وفعالاً ونشطاً فى حل مشاكل بلاده ومجتمعه، المتمثلة فى الفقر والبطـالة والإدمان، شباب يصنع الحياة بحق، ويعرف كيف يحيا .. ويظل السؤال الأهم : أين الناقدون اللائمون لعمرو ؟ أين المتابعون له، فى حركاته وسكناته وهنَّاته ؟ ألم يؤرقهم منعه ؟ عصام سلطان

الأحد، 11 يناير 2009

دلالات قبول إسرائيل بحل الدولتين



حل الدولتين قفز من جديد على سطح الأحداث إبان مؤتمر أنابوليس فقد أجمع كل الفرقاء عليه الرئيس الأمريكي في خطابه وإن كان قد أكد من جديد على عبرية إسرائيل وأنها دولة لليهود ، وأكد أيضاً على أن تكون دولة فلسطين تلك مهمتها هي محاربة الإرهاب ! ! . وكذا فعل أولمرت وأيضاً طالب محمود أبو مازن بحل لدولتين والدول العربية سواء في خطاباتها التي ألقيت في المؤتمر ، أو في مبادرة السلام العربية المعروفة .

أكثر من هذا فإن كبار اليمنيين الإسرائيليين والمتشددين ما عادوا يعارضون هذا الأمر بشكل جدي ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أو لمرت عندما عاد من أنابوليس وأعلن ذلك ، لم يواجه باستقالات وزارية من ليبرمان أو غيره . وقد عبر أو لمرت صراحة عن موقفه هذا وبرره تبريراً مفهوماً ، يشكل بدوره السبب الحقيقي لقبول إسرائيل ومن ثم أمريكا لحل الدولتين ، يقول ليبرمان " إن من الضروري التوصل لحل الدولتين للشعبين لتفادي تكون واقع يشبه الوضع في جنوب إفريقيا خلال فترة سريان نظام التفرقة العنصرية في هذا البلد وأضاف " إننا قد نواجه نزاعاً حول منح الفلسطينيين حق التصويت في مناطق الضفة وغزة أيضاً ، الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على دولة إسرائيل نهائياً " .

وفي الحقيقة فإن الدكتور هنري كيسنجر كان قد نصح إسرائيل مؤخراً وبالمناسبة فهو يهودي ومتعاطف مع الصهيونية . كان قد نصح إسرائيل بقبول حل الدولتين بسرعة ، لأن هناك متغيرات دولية قد تضر إسرائيل كثيراً ، لأن استمرار الوضع الحالي غير ممكن لأنه يزيد رقعة العنف والإرهاب وهو يمكن أن يجعل أوروبا وأمريكا تشعران بأن إسرائيل سبب في هذا الأمر ومن ثم فهي عبء على الحضارة الغربية وكذلك فإن حل الدولة ثنائية القومية ينهي وجود دولة إسرائيل كدولة عبرية لأن العامل الديموجرافي يعمل لصالح الفلسطينيين . 

محذوف منه الأجزاء غير الصحيحة

د . محمد مورو

الخميس، 1 يناير 2009

دليل القبطي الحزين إلى مقتضى السلوك في القرن الحادي والعشرين

http://3alkahwa.blogspot.com/2007/09/blog-post.html

1- ما تبقاش أهبل وتتعامل على إن البلد بلدك، هتريح وترتاح.
2- ملكش دعوة بأي فتاوى جاهلة أو خطرة أو ظالمة حتى لو لها تأثير اجتماعي تظن إنه يشملك. إنت مالك؟ ضرب الغازية في حمارها. ما تعترضش على تبديل كل المفاهيم المدنية بأخرى دينية. إنت فاكر البلد بلدك ولا إيه؟
3- إذا كنتِ أنثى لا قدر الله ما تقعديش تزهقينا بإن المجتمع مش طايقك وبيعتبرك مستباحة عشان إنت مش بتغطي راسك. البسي زيهم وخلاص ولا هاجري عند خالو ولا عمو في أمريكا ولا كندا.
4- لو تعرضت/ي للظلم في العمل أو الجامعة اعمل/ي زي ما أبونا بيقول: افتكر قد إيه الشهداء اتعذبوا عشان إيمانهم، هتقارن ده بتعيين ولا علاوة؟
5- ما لكش دعوة بالسياسة إلا إذا الإخوان المسلمين كانوا هيكسبوا في الانتخابات وفي الحالة دي تعمل/ي بطاقة انتخابية وتروح/ي تستنخب/ي مرشح الحزب الوطني.
6- مالكش دعوة بأي
شئون داخلية أو خارجية. يا إما هتبقى متطرف يا إما متعصب يا إما بتسعى لإشعال الفتنة وفي كل الأحوال مش هتستفيد حاجة.
7-
ما لكش دعوة بقضية فلسطين. دول مسلمين ويهود واقعين في بعض وإحنا مالناش دعوة بالاتنين، يولعوا في بعض يا متعصب يا إل عايز تخش في النص تلزيق في المسلمين.
8- أي حاجة يقول عليها البابا شنودة تقول "آمين". محدش باقي لك غيره. إذا عينك عالحقوق المدنية تبقى أهبل.
ثم إنتوا كلكم كام واحد يعني؟ اتنين ثلاثة مليون؟
9- أي حد يسألك في التلفزيون تقول: "إحنا كلنا إخوات وطول عمرنا عايشين مع بعض وده حتى أنا لي واحد صاحبي مسلم من وأنا صغير وزي الفل" ومافيش مانع من إضافة "نسيج واحد، عنصري الأمة"
10- أي حد يسألك عن إيمانك ما تتدخلش في مناقشات، لا هو/هي مهتم/ة ولا هيصدق/ تصدق إنك
مش بتعبد 3 آلهة ولا إنكم مش بتبوسوا بعض في الكنيسة ولا إن الأديرة ما فيهاش مخازن أسلحة ولا إن الكنايس مافهاش أسود.
11- أي حد يقول قدامك إن المسلمين إل بيدخلوا المسيحية بيدخلوها عشان بيحبسوهم ويدوهم فلوس بالهبل طنش/ي خالص، ولا كإنك هنا.
محدش هيصدق برده أي حاجة تانية.
12- لو الدكتور عطلك نص ساعة بعد انتهاء المحاضرة عشان يلقي على الدفعة خطبة عن عظمة الإسلام مقارنة بالمشركين التانيين، اسرح/ي في أي حاجة أو ذاكر/ي وما تنرفزيش نفسك. لما تكتب آية قرآنية في الامتحان في التعبير تاخد نمر، لو استشهدت بآيات إنجيلية ترسب غير مأسوف عليك.
13- إياك تقول إن آذان الفجر بيصحيك كل يوم دون ذنب جنيته يا متعصب يا كافر يا إل بتكره الإسلام والمسلمين وكل هدفك إنه يتمحي من على وش الأرض.
14- إياك تشتكي إن الإمام بيشتم المسيحيين في الميكروفون، المسيحيين
أهل ذمة والإسلام اداهم حقوقهم كاملة في بلدهم التاني مصر.
15-
إياك تقرأ أو تبحث أو تعرف أي حاجة عن الإسلام. كفاية تعرف إل أبوك بيقولهولك من إن المسلمين بيتجوزوا أربعة وبيتحجبوا وبيروحوا يحجوا. عايز تعرف أكتر من كدة ليه يا مجرم يا ابن المجرمين؟ بتقرا القرآن ليه يا لئيم؟ عشان تخرج الناس عن دينهم مش كدة؟ اطلع من دول يا زناتي.
16- إياك تفتكر إنك والمسلمين راس براس. هما يشجعوا الدعوة الإسلامية ويجاهروا بها في كل حتة، ما تجيش إنت تقول طب ما أعمل زيهم. إنت كفاية تعمل مؤامرات تنصيرية في الخفاء زي ما بتعمل وإحنا فاهمين حركاتك كلها. آدي آخرة الحقوق المدنية إل ساوت الرؤوس.
17- إياك، بالرغم من إنك عملت بطاقة انتخابية بس عشان تنتخب الحزب الوطني تقول إنك ضد الدولة الدينية. إنت مش عارف يا تافه يا إمعة إنك من أهل الذمة وكافة حقوقك مكفولة؟
18-
بلاش الحركات دي بتاعة الشكوى من إن الكنايس زحمة وإن فيه قرى بحالها مافيهاش كنايس. إنت واخد حقوقك كلها ومتنعم والحكومة بتضطهد المسلمين. شوف لو واحد ربى دقنه بيتعمل فيه إيه.
19- إل دخل المسيحية اسمه مرتد كافر وإل دخل الإسلام إسمه مهتدي. ربنا يهديك. وإل
يرجع عن الإسلام بعد الهداية نقتله - من بدل دينه فاقتلوه، إنت مش مسلم ولا إيه؟ وإل يرجع للإسلام يحكي حكاية الخدعة إل تعرض لها في الإعلام.
20- إذا واجهتي أي صعوبة في الاقتناع بالبنود السابقة ارجعي للبند واحد.
* العنوان مسروق من عنوان كتاب حسين أحمد أمين الرائع:
دليل المسلم الحزين إلى مقتضى السلوك في القرن العشرين

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

The conspiracy behind Gaza



There's something fishy about what's going on in Gazza, I really don't know what it is. I'll just state facts in no particular order:

1) Some newspapers and TV programs reported that there is an idea evolving in the corridors ( some ) of the american secretary of state, suggesting that Palestenians could have a home-land in Sinai. ( if you watch the " el-tab3a al-ola" you'll know what I'm talking about ) It's all over the internet, but as an Israeli idea.

2) Israel is killing Gazza: no food, water, medicine........ nothing. A total siege.

3) When Egypt opened the borders , most of Gazza residents fled into Egypt and tried to hide, refusing to get back there.

4) The truce between Hamas and Israel is over & open war starts.

5) Israel is killing Gazza residents, while Hamas is shooting empty rockets. ( for God's sake, don't tell me that the best you can do is 5 injuries and 1 death, unless you are intentionally aiming for the desert )

6) Hamas refuses letting the wounded enter Egypt. They want un-conditioned opening of the gates.

7) Hassan Nasr-Allah, is asking the Egyptians to demonstrate by the millions even if thousands were martyred, to force the country to open the gates un-conditionally. He's also asking the Egyptian army to force the government to take action. Yet, he's not calling for a coup !!!!!!!!!!

( Why isn't he asking Syrians to free their Golan heights ?. Why isn't he using his borders to relieve the stress on Gazza ?. Why is he hiding underground ? ........... these are just exclamatory questions )

8) A part of the gate between Gazza and Egypt is broken & Palestinians started to leak into Egypt.

9) 2 Egyptian military members were shot today.



......................

What do you get out of all of that. I don't know, the only thing I can see right now is that it's a dirty game of politics that's aiming at pushing Egypt into some sort of a bloody swamp.
Who are the key players of the game right now ?, I have no idea.

الخميس، 18 ديسمبر 2008

هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”


هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”


((ردا على الدكتور محمد سليم العوا فيما يتعلق بفصل السياسي عن الدعوي عند جماعة الإخوان المسلمين))“هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”
لا شك أن حوار الدكتور العوا مع شبكة إسلام أون لاين , ودعوته جماعة الإخوان المسلمين أن تفصل الدعوي عن السياسي أحدث بلبلة واسعة في أوساط المثقفين في مصر والعالم العربي والإسلامي , ذلك لأن دعوته تلك تمس واحدا من أهم أسس الفكرة الإسلامية وركنا ركينا لها , هذا الركن الذي قامت عليه الصحوة الإسلامية بأسرها منذ الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا والبنا إلى آخر صف المصلحين , الذين أعلنوا أن الإسلام دين ودولة وعقيدة ونظام , ومنهج متكامل ينتظم جميع شؤون الحياة البشرية على وجه الأرض بما فيها الشأن السياسي.ورد عليه الدكتور عصام العريان في جريدة الدستور من خلال مقال بعنوان “العمل السياسيّ سبيلنا إلى الإصلاح”ثم كتب الأستاذ علاء سعد حسن مقالا في جريدة الأمان الأسبوعية بعنوان “دعوة وسط .. بين وجهتي نظر العوّا والعريان”.فحاول الجمع بين دعوة العوا ورد العريان , ولكنه لم يوفق إلى ما أراد , وانحاز لرأي الدكتور العوا وحاول تبرير دعوته .. وقال أن الفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي ينتج عنه تقوية الجناحين .. ويخلص الجماعة من كلفة العمل السريّ!!ولا نريد أن نطيل كثيرا في استطرادات وتعليقات تثبت فكرة الشمولية , وهي ثابتة في الأصل ولا ينكرها إلا من ابتعد بفكره عن هذا المنهج الواضح , ولكن نعرّج على أهم ما جاء في دعوة الدكتور العوا ومقال الأخ علاء سعد حتى تتضح الصورة في ذهن من يقرأ في هذه القضية التي نراها مهمة وتنذر بخطورة عندما تصدر من رجل بوزن الدكتور العوا , ما كان له أن يَغْفَلَ أبدا عن قضية تعتبر من المسلّمات الفكرية في المناهج التنظيرية والعملية للصحوة , وعليها ترتكز فلسفة الحركة – بل وفلسفة الإسلام نفسه – في الإصلاح الشامل.وسيكون ردنا على النقاط التالية:* المنطلق الذي يتحرك منه كلُّ دعاة الإصلاح على اختلاف مناهجهم هو قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 129].ففيها يؤكد الله تعالى أن السعي على كافة المحاور هو تكليف رباني شامل متكامل , وأنّ انتقاص محور من المحاور المذكورة في الآية هو انتقاص من تطبيق الإسلام نفسه , فبهذا يكون اشتراك السياسي والدعوي في كيان واحد هو أمر رباني قبل أن يكون اجتهادا سياسيا لهذه الجماعة أو تلك, وقد رأينا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تاريخ خلفائه ما يثبت ذلك.فالمحكومون من الصحابة ما كانوا يفرقون بين السياسي والدعوي , وإذا رأوا تجاوزا من حاكمهم لم يترددوا لحظة في دعوته إلى الرجوع للحق , وهذه الدعوة في هذا الموقف هي نصحٌ ديني وبيانٌ سياسي استنكاري لحدوث ما يرونه مخالفا من الحاكم.بل إن الجماهير العريضة التي كانت تخرج للتطوع في صفوف المجاهدين في فترة الفتوحات , والتي كانت بدورها توجها سياسيا يوسِّع من رقعة الأرض الإسلامية ويمكّن لوجود الدور الدعوي فيها , وهكذا على مر تاريخ المسلمين.وفي مصر تحديدا كان رجلُ الدين الذي يمثل الثقلَ والتخصصَ الدعويَ هو المرجعَ السياسي ومحركَ الثورات الشعبية العاتية في وجه أي طغيان سياسي , ويقوم بهذين الدورين دون فصل بينهما.* قد يكون الحال مختلفا الآن بعد إقصاء الشريعة عن الانفراد بحق التشريع القانوني والدستوري في بلاد المسلمين .. لكن هذا يجعل ضرورةَ ترابط الدعوي بالسياسي أشدَّ وأقوى لكي يعود الإسلام مرة أخرى إلى مكانه الطبيعي , وتَرَتَّبَ على ذلك أن أجالت الجماعةُ المسلمةُ المتشكلة حديثا نَظَرَهَا في السبيل الذي تسلكه لكي تؤدي هذا الواجب الشرعي عليها , فكان من المستحيل أن تكتفي بتعريف الناس بالصلاة والصيام ومكارم الأخلاق فقط , في ظل وجود احتلال عسكري غربي , وحركات فكرية هدامة تريد اقتلاع الإسلام من جذوره في نفوس أبناء الأمة , لذلك لم يكن هناك طريقٌ إلا التربية المتكاملة الشاملة , التي تراعي جَمْعَ هذه الجوانب الحياتية الإسلامية في كيان واحد , حتى تكون صورةُ الواقع مكتملةً في أذهان أبناء الصحوة خصوصا وهم الذين حملوا الهَمّ على أكتافهم , وأبناء الأمة عموما.وهذه التربية لابد أن تكون الآن كما أريد لها أن تكون في الماضي , شاملة لجميع جوانب الإسلام .. فلا يمكن أبدا أن تتجه تيارات الصحوة الإسلامية إلى العمل الدعوي , ثم تعزل مجموعة من السياسيين المنتمين إليها ليكونوا أحراراً في تصرفهم بعيدا عن إطار جماعتهم وفكرتهم الأم , والتي دخلوا معترك السياسة من أجل وضعها على الخريطة الفاعلة في بالبلاد , لأن هذا الفصل سيُحدِث نوعا من الانفصام عند الشباب الدعويين ويجعل فهمهم لقضايا السياسة مشوها سقيما , وبهذا ينقطع الإمداد للتيار الذي تفرغ للسياسة ولا شيء غير السياسة , مما سينتج عنه أن يكمل التيار السياسي طريقه بعيدا عن طريق التيار الدعوي , ويحدث الانفصال في المناهج والمواقف والأولويات , وبذلك تتفكك وتتمزق صفوف الصحوة بأسرع مما تشكلت , وليست تجربة حزب العدالة والتنمية التركي منا ببعيد , ففي كل يوم تقدم تلك التجربة تنازلا على حساب المبدأ والثوابت بحجة الضرورة السياسية !!فماذا يتبقى للإخوان أو غيرهم – هذا إن كان هناك غيرهم يعمل بمنهج شمولي متكامل فيما أرى – ماذا يتبقى إذا تفككت صفوفهم , وتشوّشت أفكارهم , وانقسم معسكرهم بين دعوة روحانية تعتزل العمل السياسي , وبين حزب سياسي خاوٍ من البناء الروحي , يضع مصلحته الحزبية قبل كل شيء؟!!ومهما حاولنا أن نجد صيغة لفصل السياسي عن الدعوي دون أن تتأثر الصحوة و- بالتالي – كل جهود الإصلاح من بعدها فلن نستطيع أبدا , لأن الدعوة تتشابك مع السياسية في كل المنحنيات الموجودة على صفحة بلاد المسلمين .. ولذلك فلابد أولاً من تحديد المقصود بكلمة “دعويّ” , حتى نستطيع أن نحدد بدقة مدى القدرة على الفصل بينه وبين السياسي .* الدعوي هو المنسوب إلى الدعوة .. وأجمعُ التعاريف لمصطلح الدعوة هو: “أنها نشر وتبليغ الدين الإسلامي لكل الناس , بما يحقق مصلحتهم العاجلة في الدنيا ونجاتهم من النار في الآخرة “.وعندما نُفَكِّكُ مفردات هذا التعريف ونوجِّه فِكْرَنا حول مصطلح “الدين” سنتأكد تماما أنه الإسلام , والذي يعتمد بدوره في الانتشار على: القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم منهج الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والمفكرين المسلمين من بعدهم , وكل هؤلاء أكدوا ترابط الاتجاهين وحملوا الرايتين معا ولم يهتموا بإحداهما على حساب الأخرى إلا في عصور الانحطاط التي انعزل فيها الدعوي عن السياسي , وأصبح التيار الغالب والموصوف بالنقاء ويحظى بمحبة العامة والخاصة هو الذي يعتزل الناس بالكلية , في سياستهم ومعايشهم ومشاكلهم , وهذا التيار عندما استولى على تفكير الأمة في مرحلة من المراحل , نتج عنه تخدير الوعي تماما , ولم يستيقظ المسلمون إلا على طلقات مدافع نابليون تدك الإسكندرية ومن بعدها سائر أقاليم مصر .ولم يكن هناك من سبيل لطرده إلا عندما عاد التوحّد مرة أخرى بين الدعوي والسياسي , وخرج علماء الأزهر في مقدمة صفوف الثّوّار , وبذلوا أكبر الجهود في التوعية والتعبئة الشعبية لصد هذا العدوان الغاشم.وبذلك يتأكد أن الطريق الدعوي هو المرحلة الأولى للطريق السياسي , والتي لا تفارقه طيلة مسيرته , لكي يحافظ على توجهه الإسلامي , ولا يجد نفسه بعيدا عن هذا التوجه فكريا وميدانيا في ساحة الخلاف الحزبي وثقافة الصفقات السياسية , التي تعلي من المصلحة الحزبية بشكل كبير.هذا بالنسبة لدعوة الدكتور العوا للفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي.* أما الكلام عن أن الفصل يرفع عن كاهل الجماعة عبء السرية!! فلا أظنه صحيحا أيضا .. لأن السرية في التنظيم لم تلجأ إليها الجماعة كخيار أبدي يطغى على تفكيرها ومنهجها , بل هو وضع فرضته عليهم السلطات الحاكمة , التي تحجر على الإخوان وغير الإخوان , وإذا دققنا النظر سنجد أن الحكومات المتعاقبة لم تمنح الفرصة لأي نشاط سياسي حقيقي ليتحرك , سواء كان إسلاميا أو ليبراليا أو يساريا , وعندما تحركوا تحت سمع وبصر السلطات كانت تتحكم في كل شيء يتعلق بهم , بدايةً من تعيينهم في الوظائف وانتهاءً إلى عَدّ الأنفاس.ولا يمكن أبدا أن يتَسَنَّى لحزب من الأحزاب السياسية مهما كانت شعبيته في الشارع أن يحقق نجاحا أو يدرك إصلاحا وهو مكبل الأيدي منزوع الإمكانات , ولذلك تشكلت المجموعات السرية التي تتبني السياسة بعيدا عن الدين , و المجموعات السياسية المنطلقة من خلفية دينية في كل أحقاب التاريخ الإنساني.والسبب في وجود تلك التيارات المتناقضة تحت ستار الظلام , هو عدم رغبة السلطات الحاكمة في منحها حقوقها في المشاركة السياسية الهادفة إلى الإصلاح , ولا علاقة لهذا الوضع بارتباط الجانب الدعوي بالجانب السياسي أبدا , فمن الضروري إذن أن تحتفظ الحركة التي تريد أن يكون لها وجود وحضور قوي على الساحة السياسية بمثل هذه التجمعات السرية , بسبب تَعَنُّتِ السلطات معها , وعدم إفساح المجال لها لتشارك في نهضة البلاد وتقدمها.كما أن هذا التبرير للفصل بين الدعوي والسياسي لا يصلح أبدا , بسبب أن الأطراف التي تتحرك بشكل علني في الإخوان تتعرض للملاحقة والمضايقة من حين لآخر , مع أن كل شؤون تلك الأطراف مكشوفة ومعروفة للسلطات , فلم يبق لهذا الزعم أساس واقعي يقوم عليه أو سند منطقي يرتكن إليه.كما أن هناك نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها , وهي أن الدكتور العوا والأستاذ علاء سعد كلاهما بعيد عن نظامٍ مثل الإخوان , فحكمهما عليه حكم سطحي ينظر من الخارج ولم يتغلغل ويدقق النظر حتى يخرج بنتيجة منطقية واقعية مبنية على رؤية واضحة متكاملة , وهذا أراه من أهم أسباب اختلال نظرة الدكتور العوا لهذا الأمر , وكذلك الأستاذ علاء سعد الذي وصل إلى نفس النتيجة بخصوص الدكتور العوا ولم ينتبه لوقوعه في نفس الأزمة.!!والخلاصة:أن التجربة السياسية الإسلامية عامة , والتجربة الإخوانية خاصة , لا يمكن أن تفصل بين جناحيها بحال من الأحوال.فالجناح السياسي هو صوت الإسلام – من وجهة نظرنا- في معمعة الأحداث التي تمر بها الأمة كل لحظة , ويحتاج الإسلام إلى لسان يفصح عنه وعن توجهاته ورغباته وطريقته – وطبعا من غير أن نحتكر لأنفسنا التحدث باسم الإسلام- , وهو [أي العمل السياسي] الشهادة العملية على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان بوصفه رسالة ربانية هادية , تناولت كل شؤون الناس من أول لحظة في معاشهم إلى وجودهم في لحظة معادهم.والجناح الدعوي : هو صمام الأمان للجناح السياسي , حتى لا ينجرف وتبتلعه خدع السياسة وأساليبها , فيحدد له الأهداف التي يسعى من أجلها ويرسم له الأطر التي يصل من خلالها إلى هدفه , ويعصم التجربة الإسلامية المعاصرة ككلّ من الانفصام الفكري في صفوف أبنائها , فتكون صورة الحياة منقوشة في أذهانهم كاملة متكاملة , لا تنقصها المعرفة بأحد الجوانب الضرورية لاستكمال مسيرتها التي تهدف إلى الإصلاح.
هذا الموضوع كتب في السبت, يونيو 30th, 2007 في الساعة 1:51 pm في قسم
بــراحــــــــتك .., قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
6 ردود على ““هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!””
عصفور المدينة قال: 30 يونيو 2007 في الساعة 7:37 pm
السلام عليكمجزاك الله خيرا على هذه المناقشة المثمرة والتي ارى محورها الرئيسي في العبارة
فلم يبق لهذا الزعم أساس واقعي يقوم عليه أو سند منطقي يرتكن إليه
حقيقة أنا لست من الإخوان (المحظورة) ولكن هذا الشأن يهم المسلمين جميعا بل وكما ذكرت فضيلتكم فيه ضرر تربوي كبير أرى أن بعض آثارها ناشئة وموجودة بالفعل
ثم إنه وكما اثمرت الأيام الماضية إن ولاء الناس(الجماهير) للحزب السياسي هو نابع أصلا من عمله الدعوي وإذا حصل وضيقت السبل على الحزب السياسي الذي لا يعلم عن الدعوة أو لم يعش الدعوة فأين سيذهب هؤلاء السياسيون ربما يذهبون إلى الأحزاب الأخرى التي يمارسون من خلالها ما يتقنون وربما لا يعودون إلى صفوف الدعوة
أما إذا كان المقصود هو فصل تكتيكي ظاهري أعتقد أن هذا ربما يكون جائزا وإن كان كما أشرت حضرتك لا يوجد المناخ الواقعي لتنفيذه حيث أن الحيطان لها ودان
علاء سعد حسن قال: 02 يوليو 2007 في الساعة 9:56 pm
السلام عليكم أستاذ محمد
أشعر أن اسمي قد زج به في النقاش الخطأ
مما يشعرني بوجوب الرد
المشكلة أن النت متوقف عندي حاليا
أسأل الله أن أتواصل معكم قريبا لتوضيح ردي
وشكرا
علاء سعد حسن قال: 03 يوليو 2007 في الساعة 10:50 pm
صيد الخاطر رغم المخاطر
لقد فوجئت وأنا أجري عملية بحث عن آخر الموضوعات التي نشرت باسمي في النت ، حيث انقطع عندي النت منذ فترة ، ومازال مقطوعا ، بأن أخي وصديقي الشيخ محمود ، قد نشر مقالا على مدونته ( صيد الخاطر رغم المخاطر ) ، وقد ضمن مقاله هذا اسمي .. زرت المدونة الكريمة ، وقرأت المقال القيم للشيخ محمود ، فإذا به تعليقا وتعقيبا ورفضا لمقالي الأخير في موقع إسلام أون لاين وجريدة المصريين والذي بعنوان : أيها الإخوان لا تتركوها ولكن افصلوها فقط ..والحقيقة أن الشيخ محمود ربط بين مقالي ذاك ، وبين تصريحات الدكتور سليم العوا لإسلام أون لاين بالاقتراح على الإخوان بترك السياسة مدة من الزمن والتفرغ للعمل التربوي والاجتماعي إشفاقا عليهم من التضحيات التي يقدمونها ، والتحديات الجسيمة التي تقابلهم في ممارسة العمل السياسي ..وضمن رده أو تعليقه أو رفضه تضامنا بين المقالين ، بعد أن أعلن فشل فكرتي وانحيازي من خلال المقال المذكور إلى طرح الدكتور العوا .. ولذا فإنني أحب أن أوضح بعض الحقائق على هامش هذا الحوار :
أولا : أنه مما يشرفني ويسعدني أن يزج باسمي مع مفكر عظيم بوزن الدكتور العوا ، ولو كان الدفع باسمي عن طريق الخطأ ، لأن التلاميذ من أمثالي يشرفهم أن يتواجدوا إلى جوار هؤلاء العمالقة ..
ثانيا : كيف يكون مقالي يصب في النهاية في نفس طرح الدكتور العوا ؟ رغم أن مقالي كان عبارة عن رد على الدكتور العوا ، رافضا طرحه رغم الاحترام والتقدير الشديد له .. وأن منطلقات الاختلاف كانت كثيرة ومتعددة في مقالي المذكور ..
ثالثا : ذكر صديقي الدكتور محمود أن مصدر مقالي هو جريدة ( الأمان الأسبوعية ) ، والحقيقة أنني لا أعرف جريدة بهذا الاسم ، وعندما بحثت على الانترنت ، وجدت إشارات إليها ولكن لم أجد لها موقعا يمكن الاطلاع عليه ، وبالتالي البحث عن مقالي المنشور فيها ، ولذا فربما تكون الجريدة المذكورة التي نشرت مقالي دون علمي ، ربما تكون قد غيرت فيه أو عدلت أو بدلت أو حذفت أو أضافت ، مما جعل الأمر يستشكل على صديقي الشيخ محمود .. لكنني أهيب به أن يرجع إلى أصل المقال منشورا على موقع إسلام أون لاين ، وعلى جريدة المصريون الإلكترونية ، وعلى مدونتي ، للاطلاع على الأصل كاملا دون زيادة أو نقصان ..
رابعا : مما ذكره صديقي الشيخ محمود في حيثيات دفعه أو رفضه لطرح الدكتور العوا ، وكذا طرحي ، هو أن كلانا بعيد عن الإخوان وبالتالي فإننا لا نلم بالظروف والمعطيات التي تتحكم في العمل الاخواني ..أما الدكتور العوا ، فلست مخولا بأي شكل من الأشكال بالحديث عنه وعن علاقته بالإخوان ، فهذا شأن يخصه وحده ، وعلاقته الوطيدة مع الإخوان التي اهتزت على خلفية إصراره على الدفاع عن تأسيس حزب الوسط في أواسط التسعينات شأن لا علاقة لي به .. ولكن ما يهمني في هذا الصدد هو علاقتي أنا بالإخوان فأشير إلى الآتي :1- هل يعرف الشيخ محمود كل المنتمين والمنتظمين داخل تنظيم الإخوان ليستطيع إصدار أحكاما على من هو من الإخوان ومن ليس منهم ؟2- والسؤال الأهم على فرض أنني كنت على علاقة تنظيمية بالإخوان لمدة تزيد على عشرين عاما ، ثم انفصلت عنهم منذ ثلاثة أعوام أو أربعة ، فهل حدث خلال هذه المدة تغييرا جوهريا في فكر الجماعة ومناهجها ، والظروف المحيطة بهم ، بحيث لا يمكنني الحكم عليهم من الخارج ؟3- الإخوان الذين يصرون على وصف أنفسهم بالعلانية والانفتاح ، وينشرون مناهجهم على الملأ في الفضائيات والمنتديات والمواقع ، والكتب ، هل لهم ملف سري يجعل أي مفكر أو دارس أو باحث لا يستطيع الحكم عليهم من خلال أدبياتهم .. السؤال بصيغة أخرى هل يظن الشيخ محمود أن لدى الإخوان ما يخفونه ، ولا يعرفه من هو خارجهم ؟4- ليس بالضرورة يا شيخ محمود أن أناقش الإخوان بأدبياتهم هم ، ولكن ألا يكفي أن نناقش الإخوان بالمفاهيم الإسلامية العامة التي يجب أن تنطبق على الجميع ، وأعتقد أنني في مقالي كنت أتحدث حديثا إسلاميا ينطبق على الإخوان وعلى غيرهم .. ومع ذلك أقول أنني أستطيع أن أحاجج صديقي بأدبيات ومواقف الاخوان أنفسهم ، وليس سواهم5- إن المطالبة بفصل الدعوي عن السياسي من الناحية التنظيمية ، أمر أقرته وشرعت في تنفيذه الحركة الإسلامية – المحسوبة – على الإخوان في المملكة المغربية ، وهو أيضا ما طالب به كثير من أعضاء الجماعة ، الأمر الذي اعترف به الدكتور العريان في أكثر من مقالة له في مجلة المجتمع الكويتية ، وكان يناقش مستقبل العمل الاخواني في مصر بين عدة اقتراحات ، من بينها تطبيق نموذج الأردن ، حزب سياسي ، وجماعة شاملة ، وعمل منفصل ، وبين تحويل الجماعة كليا إلى حزب سياسي ..
6 - هل ما تمارسه الاخوان في دول الخليج من الاقتصار على العمل الاجتماعي وجمعيات الاصلاح الاجتماعي ، تعتبر تجزئة لمفهوم الشمولية ، فهل في الخليج اخوان ولكنهم لا يشتغلون بالسياسة إلا نادرا جدا ، أم أنهم جماعات أخرى غير الاخوان7 -كلها يا صديقي اطروحات تدرس وتناقش داخل الاخوان ، وليست خارجها ، بل إن الدكتور العريان نفسه أعلن في مقاله في إسلام اون لاين عقب الانتخابات البرلمانية ، أن الاخوان مستعدون لفصل السياسي عن الدعوي ولكن في ظروف وأوضاع معينة يرى أنها هي فقط التي ستكون مناسبة لذلك .. يعني طرح الكاتب لم يكن غريبا جدا ، ولا بعيدا جدا عن الأطروحات الاخوانية الصميمة
خامسا : دارت مقالة الشيخ محمود ورده ودندنت طويلا حول مبدأ شمولية الإسلام ، التي كنت حريصا جدا على التأكيد عليها في مقالي ، ولم يمسها أحد بسوء .. ولكني أستشهد بقول الدكتور القرضاوي ، والذي استشهدت به مرارا في مثل هذه الظروف ( إن شمولية الدين لا تعني بالضرورة شمولية التنظيم ) شمولية الدين ، لا تنافي أبدا مبدأ التخصص وتقسيم الأدوارسادسا : أحب أن أعود إلى الإمام البنا رحمه الله الذي أسس لا لجماعة الاخوان فحسب ، ولكن للعمل الإسلامي المعاصر ، فنجد أنه رتب أولوياته على هذا النحوالفرد المسلمالأسرة المسلمةالمجتمع المسلمومنه تنبثق الحكومة الإسلاميةالإمام البنا صرف الجزء الأكبر من الاهتمام بالمجتمع ، ومنه لا من غيره تنبثق الحكومة التي هي سياسة محضة ، وأزعم يا صديقي ، وأرجو أن ترجع لتاريخ الجماعة التي أنا بعيد عنها وعن ظروفها وملابستها ، بينما أنت قريب كل القرب منها ..أقول أنني أزعم أن البنا لولا حرب فلسطين ، ووجود الاحتلال على أرض مصر ، ما كان قد تورط بالانشغال بالسياسة ، ويكفيني في ذلك لتأكيد مزاعمي شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق – أطال الله عمره ورزقه الصحة وحسن الخاتمة – وقد كان أحد الملتصقين بالبنا : أن البنا قال في أواخر أيامه : لو استدبرت من أمري ما استقبلت ، لجعلتها كما في البداية تربية ودعوة ..هكذا كان البنا رحمه الله يراجع نفسه .. البنا الذي أصدر بيانا قال فيه عن خروج أعضاء التنظيم الخاص عن مرجعيته في الجماعة : ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين ..إن الجماعة نفسها قد مارست هذا الفصل أيام التنظيم الخاص ، كان فصلا بين الجماعة العلنية وبين جهازها العسكري ، فهل كان هذا اجتزاء للشمولية ، أم كان تخطيطا لحماية الجماعة ؟والجماعة يوم تجاوز التنظيم العسكري دوره ، فتم إلغاءه علي يد الأستاذ الهضيبي ، فهل كان ذلك إلغاء لفرض الجهاد في الإسلام ؟أم كان استجابة لمبدأ أن شمولية الدين لا تعني ضرورة شمولية التنظيم ؟
أخيرا صديقي الدكتور محمود ، أرى أن من حقك تماما أن تختلف مع طرح مفكر بحجم الدكتور العوا ، وأن ترفض تصورا يضعه ( نكرة ) مثلي ، فأنا أرحب بطرحك ورفضك ، ولكن الذي لا أراه من حقك أن تحدد من هو القريب من الجماعة ممن هو خارجها أو بعيدين عنها ، وأن ترمي كل من تجرأ على طرح رأيته منافيا لما تعودت عليه بأنه بعيد لا يؤبه له وبه ..إن الجماعة ذاتها فيها من الاختلافات الفكرية ، واستقلالية الفكر ، وحرية التعبير ، ما جعل روادها يختلفون ، هل كان تنظيم 65 الذي قاده الأستاذ سيد قطب ، مستأذنا به من قبل المرشد أم لا ، وهذا خلاف مشهود ، حتى بين الحاجة زينب الغزالي رحمها الله ، وبين الأستاذ فريد عبد الخالق ..فإذا جاز هذا في شأن مواقف تاريخية ووقائع حدثت ، فما بالك بالاختلافات الفكرية في الرؤى والأطروحات ..إن أخشى ما أخشاه يا صديقي ، أن تضطر للدفاع عن رأيي الذي رفضته رفضا قاطعا اليوم ، في حالة أن قررت قيادات الجماعة العمل به في لحظة ما ، وظرف ما ..لا أحب أن أقول إن بعض المدافعين عن أوضاع وقرارات داخل جماعة الإخوان ، لا يدافعون عن مبادئ ولا أفكار يؤمنون بها ، بقدر ما يبررون ما تقرره القيادة من قرارات ، وهذا هو عين المشكلة ..أما مقالي الذي لمتني فيه ، فلقد قبله الدكتور العريان ، سواء اختلف معه أو وافقه ، دون أن يلمح من قريب أو بعيد لمسألة قربي وبعدي عن تنظيم الإخوان المسلمين ..
صديقي الشيخ محمود شكرا لك .. وجزاك الله خيرا ، أن قرنت اسمي مع عمالقة الفكر ( العوا – العريان )وأرجو أن أستطيع لصق هذا الرد تعقيبا على مقالكم الكريم ، فإن لم أستطع فسأضطر لنشره على مدونتي ، فأرجو زيارتها .. وتقبل تحياتيأخوكعلاء سعد حسن
الشيخ محمود الأزهري قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 6:36 am
السلام عليكمالأستاذ الكريم عصفور المدينةبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراوانا متفق تماما معك أنه إذا كان المقصود هو فصل تكتيكي ظاهري أعتقد أن هذا ربما يكون جائزا وإن كان كما أشرت حضرتك لا يوجد المناخ الواقعي لتنفيذه حيث أن الحيطان لها ودانفالمشكلة كلها في عدم رغبة النظام في الإصلاح وإفساح المجال
الشيخ محمود الأزهري قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 6:39 am
الأستاذ الكريم علاء سعد حسنأشكرك بحرارة لدخولك إلى مدونتي .. ولا تقلق انا لا احجب الردود مهما كانت مخالفة لييسعدني وجودك هنا , وردك وتعقيبك أيضا ..فقط أريد منك إمهالى بعض الوقت حتى أستطيع إكمال المناقشة معكأخوك محمود الأزهري
eldoctor قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 7:08 pm
السلام عليكم كيف حالك يا شيخ محمود ..انا باكتب سلسلة اليومين دول عن التاصيل الشرعى للعمل السياسى من دراسة الدكتور على بطيخ ..دراسة رائعة تستحق الوقوف عندها..




من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

كلما نظرتُ إلى مكان به مسلمون يصلون ويصومون ويتعبدون لله تعالى , فرحت وانشرح صدري .. وخاصة أن عدد الملتزمين من الشباب بدأ يزيد ولله الحمد والمنة , بعد أن كانت المساجد قاصرة على شيوخ قد أضناهم طول العمر ..وعندما أدخل منتدى من المنتديات وأجد فيه شبابا وفتيات في زهرة أعمارهم يريدون أن يخدموا هذا الدين , أقول الحمد لله .. ساعة الفرج والنصر قد اقتربت بهذه الأجيال.وسبحان الله .. كل منطقة يكون رواد المسجد فيها متحابين متصافين أجد أن إمام المسجد رجل عاقل .. يتناول أمور الإيمان والتربية والتزكية , أو همّا من هموم الأمة . فهذه الأمور توحّد القلوب وتضفي على الصفات مزيدا من التماسك والتراحم بين رواد المساجد .والمنتديات ومواقع الدعوة , تجد فيها أبوابا وأقساما لوصف الجنة والنار أو للتفكر في سنن الله في خلقه وأفعاله بعباده وكيف دأبه وعادته مع المحسنين أو مع الظالمين .. فتجد رواد المنتدى متصافين متوادين يريد أحدهم أن يكمل دور أخيه , ويحب أن يكون له سهم في الدعوة وكسب الأجر , هذا برغم اختلاف المناهج والمشارب في هذه المساجد أو تلك المنتديات.لكن بمجرد أن تطأ أقدام أول سلفي في مسجد من تلك المساجد أو تضغط أصابعه على زر الاشتراك في هذه المنتديات , تجد العجب العجاب.تنفتح مسائل لا ينبغي أن تطرح للمناقشة أصلا إلا في ساحات العلم .. وبين العلماء المتخصصين فقط.ويبدأ على الفور في التصيد والانتقاد .. وتوزيع أوسمة الانتماء إلى أهل السنة أو إطلاق قذائف اللعنات والطرد من جماعة السنة.وتبدأ المساجد والمنتديات تدخل مرحلة الصراع الحاد , وينقسم فيه الناس إلى معسكرين .. معسكر يرى نفسه شعب الله المختار , وحامل مفاتيح الجنة والنار .. ومعسكر يريد أن يفهم قبل أن ينقل , ويتكلم بعد أن يعقل ..لكن هيهات…فالسلفي يستدعي ألف سلفي غيره , وكأنه يرابط في سبيل الله ضد أعداء الدين ..!!والغريب أن أول دعاويهم هي الاهتمام بالعقيدة وتنقيتها , ويريدون حمل الناس على مفاهيم خاصة لهم حملوا عليها الآيات وادّعوا – كما ادعى غيرهم – أنهم على منهج السلف الصالح .ولو أنصفوا لعلموا أن المسائل التي يفتحونها , قد تَنَاقَشَ وتحاور فيها أكابر أهل العلم في أزمنةٍ كانت الحاجة فيها ملحّة إلى فتح تلك القضايا . ثم ألقوها وراء ظهورهم لأن الحاجة إليها قد انتهت , وتفرغوا بعد ذلك لتثبيت الإيمان في القلوب والعمل على تزكية النفوس وتوعية الناس بما يحاك لهم من مؤامرات على يد أعداء الأمة ..أتعجب حقا عندما يصر السلفيون على فتح النقاش في مسائل ماتت من مائتي سنة أو يزيد , ويزداد عجبي لأنهم يجرجرون معهم أياما سيئة من أيام التاريخ الإسلامي ليعيدوا فتح النقاش في القضايا التي سببت خمولا في قوى الأمة وطاقاتها , ويحصرون الدين في بضع مسائل لا يتكلمون في غيرها أبدا..والسبب في كل هذا هو الخطأ في أسلوب التعليم والتصنيف وطرح المسائل على طلاب العلم .. وأهم سبب من الأسباب التي تجعل السلفيين سببا في تفرق الأمة هو المصطلح القنبلة (الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة) .. فقد استغلوه أبشع استغلال واستخدموه أسوأ استخدام.وأنا الآن بصدد كتابة بحث في هذا المصطلح وخطورة استخدامه بين طوائف المسلمين , وأنه سلاح الإرهاب الفكري الجديد ..والله المستعان وإليه المشتَكَى وعليه التُّكْلان
هذا الموضوع كتب في الخميس, ديسمبر 27th, 2007 في الساعة 10:12 am في قسم
بــراحــــــــتك .., ديــــننا, روائع المقالات ..!!, قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
7 ردود على “السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!”
ابن حجر العسقلانى قال: 27 ديسمبر 2007 في الساعة 3:07 pm
أحييك شيخنا .. أحييك
أبو العلاء قال:
27 ديسمبر 2007 في الساعة 4:39 pm
السلام عليكم،
لا أود أن أكون بمثابة المعترض الدائم على ما تكتب و لكن ليس من ذلك بد و الله أعلم. و لكنى أحب أن تعلم أننى لا أحمل لك إلا الإكبار و الود الخالص.
هناك أمر أحب أن ألفت نظرك إليه و هو أن الإنسان أحيانا تنتهى به الخصومة إلى أن يقترب من خصمه من حيث لا يدرى. يعنى مثلا إن جئت أنت و كتبت “بحثا” بغرض تحذير الأمة من الخطر السلفي فما الفرق (فى نمط التفكير) بينك و بين السلفي الذى يكتب محذرا الأمة من …. كل شئ!
الأمر الآخر الذى يتوجب عليك أن تبقيه فى اعتبارك أن هناك آراء يشتهر بين الناس أنها آراء سلفية (نسبة للحركة السلفية و ليس للسلف) و هى فى الواقع آراء مستقرة عند الحنابلة و بعض محدثى الشافعية و المالكية منذ زمن بعيد. و لا يقف الأمر عند ذلك فلابد من التفريق بين سلفية الألباني التى لا تلتزم مذهبا فى الفقه و لا منهجا فى الأصول و بين سلفية أمثال الشيخ بن باز و الشيخ بن عثيمين و هما حنبليان يلتزمان فى الأغلب بآراء المذهب و دوما بمنهج الحنابلة فى الفقه و استنباط الأحكام.
الأمر الآخر الذى أود أن أنبهك له هو أن الخلاف بين الأشاعرة و الحنابلة قديم و الأفضل أن نتقبله لا أن نحاول رفع الخلاف فلا الإنتصار لأحد الرأيين يرفع الخلاف و لا محاولة التوفيق تصلح. و هذا النهج (أى تقبل الخلاف) هو نهج البنا رحمه الله فى رسالة العقائد (فى حدود فهمى المتواضع).
أود أن ألفت نظرك أيضا إلى أن العلاقات بين الطرفين لم تكن دائما سيئة خاصة فى مصر. مثلا الإمام السيوطي رحمه الله كان يستعين بقطعة ابن تيمية فى التفسير و فى نفس الوقت هو من كتب توبيخا لمن كفر المحيوى ابن عربي. و الملفت أننا نجد مواقفا مشابهة عند الحنابلة ففى بعض مسائل القضاء (على ما أذكر) لم يجد الشيخ البهوتى غضاضة فى أن ينقل عن السبكى لأن المسألة لم يكن فيها آراء سابقة فى المذهب، و كلنا يعلم كم كان السبكى عنيفا مع الحنابلة حتى إنه كان يقول المذاهب الثلاثة لا المذاهب الأربعة.
يبقى أن أذكرك بأن الكثير من الخلافات التى تبدو “سلفية” الطابع (هنا أيضا النسبة للحركة السلفية لا للسلف عليهم رضوان الله) حدثت حتى بين الأشاعرة من نفس المذهب. و ارجع إلى سير أعلام النبلاء و ما وقع بين العز بن عبد السلام و ابن الصلاح فى مسألة صلاة الرغائب. و العز ممن يقولون بالبدعة الحسنة!!!!
أخيرا (أخيرا أخيرا) أود أن أذكرك بما قلته أنت نفسك (لاحظ توكيد التوكيد) عن المنتديات و الأصابع الخفية التى تعبث فيها.
و لعلك تتروى و لا تتعجل،
و السلام
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:06 am
الأخ الكريم ابن حجر العسقلانيبارك الله بك وحياك وجزاك كل خير
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:11 am
الأخ الفاضل والأستا الكريم أبو العلاءتقبل الله منك ما قلته ليوانا والله يا أخي لا احمل في قلبي غلا لمسلم .. مهما كنتُ حادا في نقدي وكلاميوأنا في كل كلامي أقصد السلفية الحديثة (سلفية الألباني أو ابن باز وابن العثيمين على حد سواء) وتستطيع وصفها بالسلفية الوهابية او التيمية إن شئت ..فإن كنتُ احتد في حواري ونقاشي وانتقاداتي لهذا الاتجاه .. فإنما هو رد فعل لما يحدث على الأرض من تبديع أو تفسيق أو تكفير لكل من يخالف هذه الطائفة.. إن لم يكن تصريحا فعلى سبيل التضمين في الكتب والفتاوى والأشرطة..لكننا في النعهاية مسلمون جميعا .. وكل منا يريد ان يرضي الله تعالى ..أسأل الله ان يتقبل من الجميع وان يهدينا إلى الحق على اجمل الوجوه وأرشدهالك مني اعطر التحايا واطيب الأمانيجزاكم الله خيرا على زيارتكم الكريمة وتعليقكم المهذب الواعي
سلفي قال:
30 ديسمبر 2007 في الساعة 8:04 am
السلام عليكم يا شيخ محمود،اسمح لي شيخي الكريم أن أقول لك مباشرة ودون مقدمات: ما هكذا تورد الإبل.لماذا هذه النقمة على السلفية.سبحان الله! لو كانت جماعة أو “حركة”، لقلنا ماشي حقك أن تنتقد الجماعات كيفما شئت، ولكنك أعرف العارفين بأن السلفية منهج: قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.لا أدري ما الذي يعيب هذا المنهج: أن يكون لك سلف في فهمك، أو في فقهك، مع الدعوة إلى الاجتهاد في النوازل الفقهية وفقاً للأصول التي استقرت في القرون الثلاثة الأولى؛ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.واسمح أن أسجل إعجابي بتعبير “السلفية الحديثة”، جديدة دي.سمعنا السلفية العلمية، والسلفية الجهادية، أما السلفية الحديثية فهي جديدة، فعادة ما ترمى السلفية زوراً وبهتاناً أو جهلاً بالجمود والتخلف والرجعية، أما الحداثة…عموماً لدى رجاءان أولاً، أن تبين لنا الحد الفاصل بين السلفية الحديثة والسلفية “القديمة”.ثانياً، أستحلفك بالله أن تعطي لنا مثالاً واحداً، أو أكثر إن تكرمت وسمح بذلك وقتك، يبين ما خالفت فيه السلفية “الحديثة” ممثلة في “الألباني” و”ابن باز” و”العثيمين” السلفية “القديمة”، مسترشداً بالصحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وفقاً لتعريف السلفية. فما ثبت من أقوالهم ينبغي أن يكون هو مرجعيتنا عند الحكم على أن قول أو صاحب قول.هذا مع اتفاقنا، حسب ظني على أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم، وما من أحد معصوم من الخطأ.هداني الله وإياكم إلى الحق وجمع بيننا بفضله ورحمته في جنات النعيم، إخوناً على سرر متقابلين.آمين
الشيخ محمود الأزهري قال: 31 ديسمبر 2007 في الساعة 6:46 am
الأخ الكريم سلفيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأشكر لك حوارك المهذب وأسلوبك الراقي..أنا لا انتقد المنهج السلفي أبدا حبيبي واخي الفاضل.. بل أزعم أنني سلفي إن شاء اللهفكلنا يجب علينا اتباع منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم..المشكلة اخي الكريم هي فيما تقوله .. من اني لماذا انتقد السلفية وهى اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..ولم يحدث اني انتقدت الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..بل انتقد الظن بأن طائفة معينة تحتكر لنفسها فهم السلف الصالح .. وتدعي ان غيرها تنكبوا الطريق وفارقوا المنهج !!أي أنهم حصروا كل منهج السلف في فهمهم الشخصي لأقوال السلف وأعمالهم ..وتمحوروا حول شخصيات بعينها لا يخرجون عن فتاواها ومنهجها .. ويوالون ويتبرأون تبعا لما يقوله فلان وفلان المعاصر لنا والذي يفتي على منهج يظنه المنهج الوحيد على طريق السلف..وهنا تبدا الكارثة..أن تحتكر طائفة واحدة كل الحق لنفسها ..مع ان غيرها من الطوائف تعتمد على ادلة شرعية مقبولة عند جمهور الأمة .. وهؤلاء -الغير- لم يدعوا لأنفسهم الانفراد على طريق الحق كما تدعي السلفية الحديثة .. التي تبدأ من عصر الإمام ابن تيمية رحمه الله وغفر الله وتلامذته وانتهاء بالوهابيين الان .والتي هي امتداد لمدرسة غلاة الحنابلة .. الذين تأذّت بهم بغداد وكاد عدد من رؤوس العلم أن يموتوا تحت وطأة شدتهم ..وليس ابن الجوزي وابن عقيل الحنبليان بخفيَّي الذكر ..فكما أشعل غلاة الحنابلة فتنة في القديم حول الصفات وأرادوا إلزام الناس بما يقولون فيها وادعوا أنها منهج السلف , ثم رد عليهم علماء حنابلة أكابر مثل المذكورين ومن بقية المذاهب أكثر بكثير .. فالسلفيون الآن يشعلون نفس الفتنة في نفس القضايا ..إلا انهم زادوا قضايا كالتوسل والتبرك وغيرها ..فإن كان غلاة الحنابلة القدامى لهم عذر في خوض هذه المعارك لوجود المعتزلة والجهمية في عصورهم , فليس هناك مبرر واحد لسلفية زماننا أن يشتدوا على الناس في تعليم مباحث الصفات وبيان مذاهب الجهمية والمعتزلة , وهؤلاء ليس لهم وجود بمسمياتهم الآن.
وكما قلتفالمشكلة مشكلة منهجعندما تقرأ في فتح المجيد أن غالبية الأمة كانت على الشرك القبوري حتى ألهم الله ابن عبد الوهاب بدعوته يقشعر بدنك .وإن قرات فيه أن الجهمية والمعتزلة كفار , وان الأشاعرة تابعوهم على منهجهم وحكم عليهم الجمهور بالكفر يقشعر بدنك , فالأشاعرة وهم جمهور علماء المسلمين وأهل الحديث والفقه والأصول والتفسير بكلمة بسيطة يقرأها آلاف طلبة العلم السلفيين في العالم تحولوا من انصار لسنة النبي صلى الله عليه وسلمك إلى طائفة ضالة كافرة على قول سلفيي العصر!! (مع أني لم أر ولم أسمع عن عالم واحد حكم عليهم بالكفر , فضلا عن إجماع أهل العلم على تكفيرهم كما يقول صاحب فتح المجيد ) …
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الجميل في تلك التدوينة ..ولا تحرمنا من زيارتك الكاريمة دائما .. فأنت اخحنشرف به هنا ..جمعنا الله تحت ظل عرشة يوم لا ظل إلا ظله .. آمين



من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

تعدد الجماعات والأحزاب العاملة للإسلام .. هل هو مشكلة.. ؟!!


تعدد الجماعات والأحزاب العاملة للإسلام .. هل هو مشكلة.. ؟!!


المسلمون جسد واحد (أو هكذا ينبغي أن يكونوا) لا تفرّق بينهم المسميات ..فالرب واحد , والنبي واحد , والكتاب واحد , والقبلة واحدة , والمناسك واحدة .. ولا مبرر أبدا لخلافٍ يفرّق ولا يجمع أو يضع من شأننا ولا يرفع .. !!وتعدد الأحزاب والجماعات العاملة للإسلام ليس مظهرا سيئا ..بل هو أمر مشروع تماما.. !!فكلما تعددت وجهات النظر .. أنتج ذلك ثراءً فكريّاً , وحلولاً متعددةً لكل مشاكل المسلمين ..والمهم أن يكون الهدف من إنشاء حزب أو جماعة هو رفع راية هذا الدين .. وأن يكون البرنامج العملي للحزب أو الجماعة متوافقا مع الأهداف العليا للإسلام ولا يستخدم وسائل تحطم العمل الإسلامي وتزيل رونـقه وتنفّر الناس منه ..والدليل على كلامي في أن تعدد الأحزاب أو المسميات أو الجماعات ظاهرة صحية 100% أن المسميات وجدت منذ العصور الأولى للإسلام..فبعض الناس رأوا أن خدمة الدين في جمع الحديث وتدوين السنة .. وهؤلاء هم المحدثون ..وبعضهم رأى أن خدمته تكون بالاستنباط من هذه النصوص المجموعة واستخراج الحكام الفقهية منها حتى يتيسر للناس عبادة ربهم بشكل صحيح .. ومن لا يستطيع البحث في الأدلة يقرأ تلك الكتب .. وهؤلاء هم الفقهاء ..وبعضهم رأى أن خدمة الدين تكون بالذّبّ عن حياض العقيدة والرّدّ على الملحدين والزنادقة بنفس أساليبهم ونحرهم بسكاكينهم حتى لا يستطيعوا فكاكا من حُجج الإسلام وبراهينه , ولكي يحفظوا على العوام وطلبة العلم سلامة عقائدهم .. وهؤلاء هم المتكلمون ..ورأينا مسميات غير هذه ظهرت في نفس العصور .. كلها تريد خدمة الإسلام , ولم تتنافر ولم تتخذ مواقف عدائية من بعضها البعض ..رأينا أصحاب الرأي .. وأصحاب الأثر .. والقُرّاء .. والزهاد .. والعُبَّاد …ورأينا المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة والأشاعرة والماتريدية والظاهرية والأصوليين والنحويين .. وغيرها كثير من المسميات التي تَوَزَّع تحتها أهل السنة ..وللحق .. هذه المسميات لم تكن إلا نوعا من التصنيف على أساس المنهج والأسلوب في خدمة الإسلام .. فكان اختلافهم اختلاف تكامل ولم يكن اختلاف تضاد..فالأَثَرِيُّ يحتاج إلى الفقيه في الاستنباط .. والفقيه يحتاج إليه في الاستدلال .. وكلاهما يحتاج إلى المتكلم في الرد على الملاحدة من أصحاب الشبهات .. وهو يحتاجهما في السير الصحيح وضبط كلامه..وكذلك الحال الآن .. الجماعات الإسلامية والأحزاب المسلمة على الساحة تستطيع أن تتكامل لو أرادت ..لكن المشكلة أن قطاعا كبيرا منها ابتلاه الله بقصور الفكر والنظر ..!!فيريد أن يجتمع كل الناس تحت رايته ومظلته ومنهجه الفكري .. ومن يرفض يصبح الاتهام جاهزا له بأنه ليس من أهل السنة والجماعة أو انه مبتدع وضال ومضلّ .. أو انه ليس على هدي السلف الصالح ..والأستاذ سعيد حوى له كتاب رائع في هذه المسألة .. اسمه “جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما”لم أقرأ مثله في إقامة الأدلة على تكامل الجماعات الموجودة اليوم بمنهاجها .. ووجوب إعادة النظر في العلاقة بين النص والعقل والعرف والعادة ..فالجماعة ذات الأسلوب الحركي تحتاج إلى الجماعة ذات الأسلوب العلمي حتى تسير على وعي وعلم متفق مع شرع الله تعالى.. والجماعة ذات العلم تحتاج إلى ذات التحرك العملي حتى تترجِم سطور الكتب إلى رجال تراهم العيون , ومواقف يحترمها العالم ويرتفع بها الإسلام..بصدق .. لو أردنا أن نجتمع سنجتمع .. ولن تفرقنا المسميات ..فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلق له ..السياسي والفقيه والمحدث والطبيب ووووو ..كلنا مسلمون


من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ


التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟

التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟
في أحد الحوارات عن تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم ، لفت انتباهي تخوّف البعض من سوء تطبيق النظام الإسلامي ، وخضوع السياسة الإسلامية لفهم القائمين على تطبيقها ..والحقيقة أنه تخوف في غير محله بالمرة ..فجميع المناهج الأرضية يقوم على تنفيذها من يقتنع بها البشر ، وهي في نفس الوقت خاضعة لفهم وقناعة من يطبقها ..وكذلك المنهج الإسلامي يخضع لفهم رجاله الذين يطبقونه ..من ناحية الأطر العامة والثوابت الشرعية ، فلا يمكن لكائن من كان أن يسيء فهمها ، وإلا فإنه يتكلم عن نظام غير الإسلام ..فعلى سبيل المثال: لا يمكن أن تتنازل الدولة في دستورها عن مبدأ الشورى ، وحق تداول السلطة بشكل سلمي يقبله كل الناس ، ووجود رقابة على السلطة ، وحق المواطنين في خلع الحاكم المستبد المسيء للتصرف .. كما أن للمواطن حقوقا مادية وأدبية واجتماعية وصحية ينبغي مراعاتها ، وتكون الدولة متكفلة بها ..وكذلك المواطنون المغايرين للمسلمين في الديانة لهم الحق في التمتع بشعائر أديانهم دون مضايقات من أحد ، والدولة ترعاهم كما ترعى مواطنيها المسلمين ..أما من ناحية المسائل الفرعية والتفصيلات الصغيرة ، فهي قابلة لتنوع وجهات النظر والاجتهاد ، ولا يمكن لأحد من القائمين على تطبيق المنهج الإسلامي أن يدعي صحة رأيه فقط في تفصيلة من تفصيلات المسائل السياسية ..كَتَولي المرأة لبعض مناصب الدولة ، أو تولي غير المسلمين وظائف حساسة في المجتمع قد يطوّعها لخدمة أهل دينه ويضيِّق بها على المسلمين .. فهذا من المسائل الفرعية التي يسوّغ الاجتهاد الفقهي ان يختلف فيها المجتهدون ..وبناء على ذلك .. وطالما ن هناك خطوطا رئيسة لا يمكن تجاوزها أبدا .. وهناك خطوطا فرعية يمكن الاختلاف فيها بحسب اجتهاد القائمين على النظام في تلك الفترة ، فلن ينتج عن النظام الإسلامي واختلاف القائمين عليه فكريا ، إلا نوع من التدافع الفكري والحضاري ..وفي حالة إساءة التطبيق ، أو التعسف في التطبيق بشكل واضح ، وتعدّي الخطوط الحمراء يمكن للشعب إسقاط الحاكم نفسه كما ينص على ذلك الدستور ..بل والأكثر من ذلك - وقد سمعتها من الكثيرين ـ أن هناك من يتخوف انقلاب الإسلاميين على الشورى ، واستبدادهم بالحكم على غرار طالبان ..وهؤلاء نقول لهم كليمة صغيرة: هل نعيش في ظل أنظمة نندم على تركه لو تحققت مخاوفكم؟نحن تحت رحمة (أقصد عدم رحمة) أنظمة متوحشة ، لا تعرف إلا الحلول الأمنية الفاجرة ، التي لا تعرف شيئا عن الأمن إلا انتهاك حرمات الناس وترويعهم ، وقذفهم في المعتقلات ، وتزيين جدران الزنازين بدمائهم ..فإن فشل تطبيق القائمين على النظام الإسلامي ، فقد سبق لما الفشل ، ولن نخسر كثيرا ..ولربما يقول احدهم: إن خطورة الفشل في تطبيق النظام الإسلامي ، أنه القائمين عليه يدعون أتنهم الناطقين عن الله ، وان كلامهم وحي منزل من السماء !!فأقول ربما كان من يدعون أنهم المتكلمون بلسان الله أرحم وأفضل ممن يسخرون من دين الله ، ولا يردعهم رادع عن الوصول إلى أغراضهم على أشلاء جثث الشعوب ..فمن يخطئ في تطبيق النظام ، ربما يجد نصا يمعنه من قتل إنسان بدون بينة , والدماء عندهم مصونة إلا إذا أصاب صاحب الدم حدا من حدود الله ..أما الآخرون ، فلا يعترفون بنصوص ولا بدين يردعهم ، ولين هناك نص يوقف وحشيتهم وساديتهم .. بل إنهم يخترعون الدساتير ، وفيها نصوص تجعل امتصاص دم العباد شيئا مباحا ، يحصل من يمصه على أرفع الأوسمة ..فتطبيق النظام الإسلامي أفضل بكثير من تطبيق أنظمة أخرى غيره .. ومقارنته بغيره عندما يطبق بشكل صحيح ترجح كفته ، وحتى في ورود الخطأ في التجربة ، فأخطاؤه خير من أخطاء غيره ..
هذا الموضوع كتب في الأثنين, نوفمبر 10th, 2008 في الساعة 12:41 pm في قسم
بــراحــــــــتك ... يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
تعليقان على “التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟”
(أم البنين) قال: 11 نوفمبر 2008 في الساعة 2:31 pm
العيب ليس في الشريعةولكن في من يطبقونهاوكما رأينا الحكم العجيب بجلد الطبيب المصري! والذي لم يسبق أن حكم به من قبلنسأل الله أن يضع الشريعة بين يدي من يحسن تطبيقها حتى لا تهرب معانيهاجزاك الله الفردوس الأعلى أخي الكريم
ألف قال: 12 نوفمبر 2008 في الساعة 1:05 pm
السلام عليك يا محمود،
سأبدأ بقول أن شكل الحكم الذي تصفه بالإسلامي هو رؤيتك أنت لنظام الحكم الإسلامي.
فكما أظنك تعلم فإنه يوجد إسلاميون سياسيون لا يقبلون بديلا عن ما يرونه مقومات لهذا النظام، مثل ولاية الفقيه، أو الولاء المطلق للحاكم، أو العداء غير المحدود لمن لا ينتمون للجماعة الإسلامية، أو يرون شورى هي بلفظها غير ملزمة للحاكم؛ أو لديهم وجهات نظر أخرى بشأن نقاط قد تراها أنت لا خلاف عليها، أو تراها واجبة في أي نظام حكم رشيد بينما قد يراها غيرك من الإسلاميين السياسيين غير ضرورية، أو مرفوضة أو تختلف أولويتها لديهم.
هذه الاختلافات طبيعية لا تعيب نظام الحكم و لا النقاشات التي لا يمكن و لا ينبغي أن تنتهي حوله، كما سأبين لاحقا. لكن دعني أستطرد أولا.
ما أراه هو أن نقطة الالتقاء الوحيدة بين أطروحات الحكم الإسلامي - و المميزة لها عن طروحات الحكم الأخرى التي لا تتصف بأنها “إسلامية” - هي مصطلح لا يصمد كثيرا في وجه التشريح - الفكري - و سرعان ما يبين أنه هو كذلك مثل غيره من المصطلحات السياسة\الاجتماعية له من التطبيقات و التفسيرات و التخريجات و الاعتبارات العملية و الأصول المرجعية بقدر ما يوجد فقهاء و مفكرون بقدر ما يوجد إسلاميون سياسيون: و بهذا أعني “الشريعة”. فغير أنها في شكلها المتوارث لا تكفي لوصف نظام حكم عصري بكل التفاصيل التي أقررت في مقالتك بأنها حتما مجال للخلاف، هذا و إن كان لا يوجد خلاف على مقاصدها المجردة.
يمكن حتى للمتابع غير المتخصص أن يلحظ تطورا - أي تغيرا في الأطوار و الأحوال - لمجموعة الأفكار التي كانت تنضوي في فترات مختلفة تحت لافتة “نظام حكم إسلامي”، كما يمكن أن نضيف إلى محدد الزمن\التاريخ محددات أخرى، مذهبية و جغرافية. طرحك هذا الذي عددت فيه من أوجه الخلاف القابلة للبحث مسائل “النساء” و “غير المسلمين” و الاحتكام إلى “دستور” و “تداول السلطة”، هو دليل على ذلك.
الفكرة يا سيدي هي أنه توجد نظم حكم “إسلامية” بقدر ما يوجد إسلاميون. و هذا يجعلها غير متمايزة عن النظم التي تصفها بالوضعية، و هي التي لا تستبرئ من هذا. عدم التمايز هذا أرجعه إلى المتغير البشري الذي أشرت إليه أعلاه: رؤيتك (و معك من يتفق معك).
الحق أني كما قلت لا أرى عيبا جوهريا في النظم “الإسلامية” غير أنها تصر على وصف ذاتها بأنها “إسلامية”. لأن هذا الوصف لا مبرر فكري له و لا مبرر عملي غير كونه سعيا إلى إنماء إحساس غير معقول، بل مشعور مبني على الإيمان، عند المتلقي\المطلوب ولاؤه بأن هذا النظام - و لا لسبب غير كونه هو ذاته، و لاتصافه بصفة “إسلامي” - سيحقق المنشود من العدل الذي يربطه المؤمن المتدين بالوحي الإلهي المنزل من السماء؛ و فيه كذلك وأد لمعارضة محتملة مستقبلية لمثل هذا النظام بطريق الدفع بفكرة “التنزيه” و الأفضلية المطلقة؛ و ضربة وقائية ضد أي نقد للأسس الفكرية التي يقوم عليها تجسد ما لمثل هذا النظام تتجاوز ما يسمح به ذاك النظام الذي كنا قد اتفقنا مسبقا على عدم سموه فوق الخلاف!
ما دامت أطروحة الحكم الإسلامية التي تعرضها تقبل الخلاف في مسائل كانت سابقا - و لا زال غيرك يعدها - غبر خلافية، و ما دام العنصر البشري لا مناص من تدخله بالتفكير و بالتنفيذ و الاجتهاد في شكل القيادة و المؤسسات بما يستتبعه ذلك من اختلافات في الرؤى و التفسير و التقدير و البرامج العملية، فبعد هذا كله لا أجد بدا من أن تتخلى تلك الأطروحات عن الدرع الإلهي و أن تقبل بالنزول إلى مستوى النقد البشري المدرك قصوره لكن المؤمن بعدم عجزه. أما الأساسيات المتجلية في المقاصد هي أصلا من المشترك البشري العام الذي لا خلاف عليه، بل إن العنصريين و الفاسدين و إرهابيي الدولة و المحتكرين كلهم بتذرعون بتلك المقاصد مثلهم مثل غيرهم
أظن أنه يجب علي التنويه إلى أني لا اعتراض لدي على الإيمان، فالاعتقاد بأي فكرة فيه جانب إيماني، بل لا اعتراض لدي على الإيمان الديني الذي يرجع ذاته إلى ما يراه تنزيلا سماويا؛ لكن في إطار دولة لا تمايز في معاملتها بين التجليات المختلفة للإيمان و لا تعد ذلك الاختلاف محددا في صيرورات الإدارة و التنظيم.





من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!
الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ