الخميس، 1 يناير 2009

مساء الخير يا مولاتي

http://3alkahwa.blogspot.com/2008/04/blog-post_26.html


مساء الخير يا مولاتي
شكرا
لعمرو عزت لتحريره التدوينةالمحتوى قاسي وصادم. برجاء توخي الحذر. التدوينة قد تنفجر في وجهك. غير مصرح بها للحبالى والمرضعات.
إذا أراد أحدهم أن يدعي إن المرأة أخذت كافة حقوقها، أو تشجيع تسمية أنيقة ما مثل: "الحقوق الإنجابية"، فلينزل أولا ليشاهد كيف تمارس النساء بمنتهى الحقوقية مهمات الإنجاب، وهو ما لن يكون مناسبا للأسف لتعطيل اجتماعات المجلس القومي للحريم.
يقولون إن أحدا لا يصل لأي حق قبل أن يُعطى له هذا الحق في الغرف المغلقة. أتريدين أن تطلعي - يا من تظنين الأمومة منتهى الأمل - على حقيقة احترامنا للوالدة والأم التي نقيم لها مولد عيد الأم كل عام ، وجائزة الأم المثالية و"ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من مش عارف إيه وبالروح بالدم هنعمل مش عارف إيه برضه؟"انزل للوالدة وشاهد احترام الأطباء والممرضين – والمارة أحيانا – لجسدها الذي يقوم "بالدور المقدس" الذي والتي هو الوظيفة الأساسية للمرأة " والأم مدرسة " ومثل هذا الكلام المخصص للاستهلاك المجتمعي للتحشيش الثقافي. قد يتأثر حجم التعبير عن هذا "الاحترام" بحجم الرزمة التي تضعها في كف طبيب التوليد، ولا يتأثر الاحترام نفسه، مثلما يتأثر حجم "الحشو" من المعلم في أدمغة الطلبة، دون أن يتأثر التعليم نفسه.
" ست الحبايب " – التي غالبا لم يرها زوجها بهذا الوضوح من قبل – تسجى عارية أمام من لم تختر من الناس. كم صورت السينما من مشاهد تسخر من الولادة؟ يحضرني نصف مليون مشهد في هذه اللحظة بالذات!" الأغلى من روحي ودمي" يسخر القائمون عليها من جسدها المجروح أمامهم.
" صباح الخير يا مولاتي " : اخرسي بقى مش عايز أسمع صوت، لما أقولك احزقي تحزقي.
"الأم مدرسة إذا أعددتها" : يفحص الطبيب الوالدة شرجيا ليتأكد من سلامة الغرز الجراحية: "كده بنفحص عشان سلامة الغرز، أنا أدخل إيدي مرة ولمعي مرة" (ضحك في الخلفية).
" يا رب يخليكي يا أمي " : لمعي يجذب ساقي الوالدة يريد أن يبعدهما عن بعضهما بشكل مجنون. يتهمه الطبيب إن المشكلة في عدم ابتعاد ساقيها بشكل ملائم.
"قال من؟ قال أمك، ثم من؟ ثم أمك؟ ثم من؟ ثم أمك": لمعي يسخر من الطبيب: مش إنت قلتلي رجليها هي المشكلة أديني فتحتهالك أهه عالآخر".
" الجنة بين سيقان الأمهات " : ترقد الوالدة مفتوحة الساقين أمام البوابة التي يفتحها أي عابر من الخارج. لا يصرخ أحد فيهم إلا حين تحاول أمها الدخول.
"عشب تعمد من طهر كعبك يا أمي" : أكتشف إنني الأنثى الوحيدة المتواجدة معها بالصدفة. " كل سنة وإنت طيبة يا مامتى وبعودة الأيام " : شوفولنا مقص بس يكون حامي شوية.
" تفرحي وتتهني " : تتشبث الوالدة بذراعي: يا دكتورة، تعالي افحصيها مهبليا (أشد يدي بصعوبة شديدة من الوالدة المتشبثة بها والتي ترجوني أن أظل بجانبها. لامكان للطبيب بجانب الوالدة، مكانه الوحيد بين ساقيها).
" وفي عيدك نغني " : معاكي قسيمة جواز يا ماما؟ ما ينفعش تولدي من غيرها.
" ونضربلك سلاااااام " : يهوى الطبيب صافعا فخذ الوالدة المتعرى أمامه: بس يا مرة مش عايزين دلع ومسخرة هنا.
" بأغني للأمومة": تصرخ الوالدة بألم واضح، يتحدث زوجها عن رغبته في الزواج بأخرى على مسمع منها.
" وأقول الله يا أمي عالدفء والنعومة" : أسمع صوت الجلد ينشق تحت المقص.
لا تختار الوالدة في مصر الطريقة التي تلد بها: وكلما كانت أفقر كلما انعدمت خياراتها أكثر. تتعرض مائة بالمائة من حالات الولادة في مستشفيات مصر العامة للقطع الجراحي للعجان.
" ما أنساش الابتسامة" : الحمد لله. ربنا يعينكوا. ربنا يقويكو – تدعو الوالدة للأطباء.
" ومش هأنسى يا ماما الشخطة إل تعلم وما تهنش الكرامة" : ليه مش بتدوني بنج؟ - مافيش بنج، إحنا كدة هنا، مش إنسانيين (والكلمة الأخيرة سخرية مني شخصيا من قبل الطبيب، ولهذا موضع آخر).
" يا ست يا فدائية": يتحدث لمعي عن زواجه قبل شهرين. أتساءل من يا ترى من الناس سيشاهد زوجة سعادته وقد تموضعت أفضل مما تتموضع ليمتطيها سعادته، أو ربما يؤمن لمعي نفسه ويولدها بنفسه.
كان أحدهم يقول إن هناك صراع ما في نفس الرجل موضوعه الأم المقدسة التي تكاد تكون عذراء حقيقة – ولدته صحيح ولكنه حبل بلا "دنس"، وإن رغتبه في تلك الصورة يمتد أحيانا إلى زوجته. أظن إن أحدا لو عرف الحد الذي يستباح إليه جسد المرأة، وخاصة ما بين الساقين التي تتدرب منذ الطفولة على غلقهما جيدا بمنتهى الأدب سيغير رأيه تماما فيما يظنه عن إمكانية احتفاظ المرأة بحياء ما أو احترام ما لذلك الجسد نفسه. ما لا أفهمه أيضا هو إن تلك المرأة نفسها والتي تستبيح أيد غريبة مهبلها بمنتهى البجاحة، تعجز عن أن تقول لزوجها: امسسني هنا.
لن يعدم المرء طبعا واحد من حكماء الزمن ليقول إن المرأة لا يجب أن تنكشف إلا على المرأة وإن وظيفة التوليد وظيفة الطبيبات وإن هذا هي نتيجة التهاون في كشف العورات على الأطباء من الذكور. نقول للمذكور إنه من كثافة غمامة الحشيش الثقافي على دماغه لا يفهم إن انتهاك الجسد دون إذن لا علاقة له بكون المنتهك رجل أو امرأة، فما هو انتهاك أقل أن تصدر نفس التصرفات من طبيبة – وهو ما يحدث حقيقة، بل وما هو أفظع – وهذا المنطق في حد ذاته دليل على الهوس الجنسي، فمن كل ما سبق أحيانا لا يستنتج أحدهم من القصة سوى إن الفسق الذي أدى بالأطباء الذكور لكشف عورات النساء المغلظة هو المشكلة.المعنى: ليس عند هؤلاء مانع أن "تتمرمط" الوالدة أي مرمطة طالمة كان مُمَرمِطة وليست مُمَرمِط! كأولئك الراكبات في عربة المترو المخصصة للسيدات اللاتي يعتقدن لإنهن سيدات أن من حقهن أن يستلقين بمنتهى البراح فوق العبدة لله !
اقتراحي هو أن نحتفل العام القادم بمولد عيد الأم بشكل مختلف وأكثر واقعية بأن تحكي الأمهات خبراتهن في الولادة بمنتهى الصراحة والموضوعية في مستشفيات مصر. لا نذيع أغاني ولا أمهات مثاليات ولا كلام مقفى، فلنسأل الأمهات وأنفسنا بمنتهى الصراحة: هل نكن أدنى احترام للوالدة كإنسانة ؟ هل لدينا أي احترام حقيقي للأم؟ هي نفس الأم على أي حال التي عورة اسمها وعورة نسبها وعورة تربيتها التي هي "تربية ستات".
آه يا منافقين يا أفاقين يا كذابين
أيها السادة من أطباء وطبيبات النساء: أنتم بحق سخام الأرض.
" مسااااااااااااااء الخيييييييير يا مولاتي " .
كلمات الأغاني: "صباح الخير يا مولاتي"، صلاح جاهين - "أمي"، محمود درويش - "ست الحبايب"، لا أعرف كاتبها.
posted by ***** at السبت, أبريل 26, 2008

24 Comments:
Lasto-adri *Blue* said...
بغض النظر عن المعاناة اللى عايشتيها.. ربنا يعينك عليها إن شاء اللهالا إنى أحب لفت الإنتباه لتصليح بسيط.. بعد إذنكهى ليست "الجنة بين سيقان الأمهات".. ولكن "الجنة تحت أقدام الأمهات".. وهناك فرق:)وكل سنة وإنتى طيبة يا سقراطة
الأحد, أبريل 27, 2008 2:21:00 ص
new one said...
تمت إزالة هذه الرسالة بواسطة المؤلف.
الاثنين, أبريل 28, 2008 12:33:00 ص
new one said...
معلش أنا آسفة اكمنى جديدة في موضوع التعليقات ده التدوينة صعبة قوي .. و صادمة قوي ...بس على فكرة أنا من فترة ابتديت اشك ان الناس ابتدوا يفقدوا حتى الاحساس بخصوصية اجسادهم .. مع زحمة المواصلات ماعادش فيه مشكلة ان واحد يزق واحد علشان يعدي بصرف النظر عن جنس الاتنين ... على المسرح بيعلمونا ان فيه حاجة اسمها المجال الحميمي ... أقرب الدواير المحيطة بالانسان ... و المجال ده ما يخترقش ( على المسرح برضه ) الا من شخص له علاقة قوية بالممثل .. أو من شخص له سلطة على الممثل ... ده على المسرح ... لكن مسرح الحياة لغى الاعتراف بالمجالات
الاثنين, أبريل 28, 2008 12:40:00 ص
مينا زكري said...
تدوينة صادمة جدا وقاسية جدا... وأشعرتني بتبكيت ضمير غير عادي!مش عارف أقول لك إيه ولا إيه.بصي يا ستي أنا "سخامي" سابق و"وَلِّدت" بنفسي ما لا يقل عن 200 "حالة"... وللحق أقول أنني كنت أكثر "إنسانية" من الوصف الرهيب الذي وصفتيه ولكن بالطبع كنت لا أزال تحت الصفر بمقاييس "الإنسانية" الحقيقية... ليس لأنني "سخامي" بالفطرة ولا لأنني "مهووس بالجنس"... بل ببساطة لأن هذا هو ما تعلمته وكنت أتصرف وفق ما تيسر لدي من "إمكانيات" والطب بيقول لك "اتصرف"!ربما من الجيد أن أكتب تدوينات عديدة عن الكثير من "حالات" الولادة التي "ارتكبتها" على مدى أربع سنوات من عمري "السخامي" القصير ليس تكفيرا عن ذنوب حقيقية لم أرتكبها، ولكن فضحا لمنظومة سخامية نشترك فيها جميعا بشكل آلي ربما لنقص الإمكانيات أحيانا ونقص الآدمية في أحيان أكثر.أتذكر إحدى "الحالات" التي كنت أباشرها في مستشفى "تعليمي" منذ 8 سنوات والتي - على الرغم من التخدير الموضعي - وقفت فوق السرير بعد ولادة الطفل وقبل خروج المشيمة بينما جرح شقها العجاني لا يزال ينزف وكانت في حالة "هستيرية" ترفض فيها أن يتم "تخييط" جرحها النازف أو حتى إتمام عملية "التوليد" وإخراج المشيمة.ركضت السيدة خارج "كشك الولادة" في محاولة منها "للهرب"، بينما لا تزال تنزف ومشيمتها بداخلها، إلى أن أوثقها الحراس والتومرجية... ليأتي بعد دقائق طبيب التخدير ليعطيها حقنة المنوم لكي أتم أنا "تخييط" جرح الشق العجاني في سلام وطمأنينة.كان تفسيرنا جميعا - من أول الدكتورة الاستشارية اللي معايا لحد طبيب التخدير اللي كان قرفان من عيشته عشان صحيناه في الفجر - إن "الولية" دي بتعاني من "جنون ما بعد الولادة"post-partum psychosisوهو ما لست متأكدا أنه مصطلح موجود في كتب الطب المحترمة أساسا.يعوزني الوقت لأحكي لكِ عن تلك المرأة الأخرى التي "ولِّدتها" على عربية نقل في منتصف الليل في إحدى قرى صعيد مصر... والكثيرات جدا اللاتي "ولَّدتهن" على ضوء "الكلوب" بين سيقانهن على أرضية الغرفة الباردة لأن أهاليهن يرفضوا أن يتلوث السرير بالدم وإفرازات الولادة!هناك مشكلة في الطريقة التي تعلمنا بها، ومشكلات أخرى واقعية في الإمكانيات المتاحة بوحداتنا الصحية ومستشفياتنا العامة، ولكن هناك مشكلات أعقد لها علاقة باحترام خصوصية وحرمة جسد الإنسان عموما وجسد المرأة خصوصا.
الثلاثاء, أبريل 29, 2008 11:52:00 ص
Ma3t said...
التدوينة دى ضرب على الدماغو منك لله يا قادرةو كاتها نيلة اللى عايزة الخلفةقال و كنت لسة بافكر فى اسامى العيالابقي قوليله يجيب الست عيال من حتة تانية
الخميس, مايو 01, 2008 2:58:00 ص
Dina El Hawary (dido's) said...
سقراطة، المدونة دي صعبة قوي ومتعبة قوي .. لا أعتقد أن هناك أي شئ قرأته وجعني أكثر من ذلك ... ربما لأن من السهل أن تتخيل أي انثى فينا أنها في مثل هذا الموقف طالما نتوي - تتمنى - الانجاب في يوم من الأيام ! ربنا بجازيهم على اللي هم بيعملوه، وينجي الأمهات وخاصة الغلابة من إيديهم!آه يا وجع القلب ...
الاثنين, مايو 05, 2008 5:48:00 م
DEW said...
وما بعد؟؟ ، فستظل هذه البلد تعيش تلك الحياة ولا مصير ------------مدونة جميلة جداً
الجمعة, مايو 09, 2008 10:06:00 ص
AMRMAX said...
الموضوع احقر من انة يترد علية حتقولى امال بترد لية حقولك عشان اعرفك تجردك من الواقع العملى موضوعك لا يمت للموضوعية بصلة كان لازم تكتب فى البداية نحن نسخر من كل شى لاننا نعشق المسخرة بس كدة انت خبط فى الحلل فاحترسلقد اهدرت دمك ايها الوغد الحق احذف التعليقهههههههههههههههههههههعععععععععععععع
الأحد, مايو 11, 2008 8:11:00 م
سؤراطة said...
مينا ذكري:لفت نظري في تعليقك استسهال زملاءك من الأطباء تشخيص اسمه: Postpartum psychosis على هروب الوالدة من حجرة الولادة ليس لإنه غير موجود في الكتب المحترمة - هو بالفعل موجود- وإنما لإن الوالدة لم تكن بعد في مرحلةالـpostpartumفقد كانت المشيمة بداخلها كما قلت، كما إن ذهان ما بعد الولادة لا يمكن أن يظهر بهذه السرعة على أي حال حتى لو كانت الوالدة قد دخلت في مرحلة ما بعد الولادة فعليا. على أي حال الموضوع طويل جدا ويصعب اختصاره في تعليق أو اتنين، إنما لا أظن إن الإمكانات لها علاقة بمعاملة الوالدة على إنها انسان، خاصة وإن الطبيبة أو الداية أو أي كان من يحضر الولادة لا "يصنعها" هو فقد "يحضرها" أو "يشهدها" أو "يساعد فيها" أما الفاعل الحقيقي فهو الوالدة بكل تلك القوة التي تجعل لالوالدة إلها للحظة. لم أصدق يوم خرج على يدي طفل من رحم والدة. لقد خرج منها إنسان! بأصابع وأنف وأذنين وذراعين، كله كله! بقيت في ذهولي حتى أدارتني طبيبة النساء بهدوء كإنني إنسان آلي ليستقر الإنسان الذي صنعته تلك الإلهة الراقدة تنزف في فوطة ممرضة الأطفال. الأطباء تعلموا حقيقة أن يعتبروا أنفسهم الفاعلين في الولادة "والآلهة" في ذلك الموقف، وهم حمقى كعادتهم. أما الأهم فهو إن الولادة تدرس في أماكن كثيرة في العالم بشكل طبيعي ودون الحاجة لإمكانات أكثر من المتوفر لدى مستشفياتنا بدون داعي أن تتحول لخبرة صادمة أو كارثة إنسانية أو حجة ليقوم الطبيب بتفريغ عقده في إنسانة تدفع راتبه وتعطيه تلك المكانة البلهاء التي يغتر بهافي نهاية الأمر.
الثلاثاء, مايو 13, 2008 12:46:00 ص
مينا زكري said...
أتفق معكِ من جديد إن الموضوع - في حقيقته - مش إمكانات بقدر ما هو بالأساس غطرستنا كأطباء وهي الغطرسة التي نتربى عليها حتى نكون أشباه "آلهة" وهو ما يرسخه ثقافة العامة التي تقول عن "الدكتور" إنه "دكتور وعارف كل حاجة!"... آه لو يعلموا كم نحن جهال!!في الآخر القيمة المفقودة هي احترام خصوصية جسد الإنسان وخصوصية جسد المرأةشفت بعينيا زملاء بيضربوا - حرفيا - الأمهات أثناء "توليدهن" على الأفخاذ ليجعلوهن يفتحن أرجلهن أكثر وكيف يتهم الطبيب المرأة التي تضع طفلها بأنها "بتتدلع"!!أفضل قرار أخدته فعلا كان الخروج من قلب المنظومة دي كلها... ربما كان غيري أفضل مني ولا يزال لديهم الرغبة والفرصة في أن يغيروا المنظومة دون الخروج منها... أو خلق منظومة محترمة موازية... بس تتعمل إزاي دي؟ هو دا السؤالتحياتي
الثلاثاء, مايو 13, 2008 12:31:00 م
ميشيل حنا said...
تدوينة قوية جدا.أهنئك.
السبت, مايو 17, 2008 5:46:00 م
ليلى said...
من زماااااااااان أيام مكنت لسه عايشة مع أمى وبتفضل تحكيلي عن ولادتى السهلة جدا اللى محدش ولدها فيها وانى نزلت وجايبة معايا سبع أيام مطرة بفرح ان محدش خرجنى من جواها وانى خرجت بإرادتي على أرض طينية في بيت جدتى اللى كان بالني من بعد متخلص الحكاية دى تبدأ في حكايتها عن ولادة اخواتى اللى كلها قيسري وهى زعلانه كنت ببرر فرحى ساعتها ان محدش شاف منها حاجة فاهماكى ولأول مرة حد يوصلني لسبب كرهي لدكتور الولاده اللى كنت اعرفه زمان في بلدنا
الثلاثاء, مايو 20, 2008 5:01:00 م
الست نعامة said...
ماعتقدش ان في كل حتة كده..يعني أكيد فيه مستشفيات محترمة حتى لو حكومية.عامة الحمد لله، السيس طلع من بطني هاهاهاها.
الأربعاء, مايو 28, 2008 12:25:00 م
سؤراطة said...
يا سلام، هو ده الأمل والإشراق المنتظر ددائما من الست نعامة لما بتفوت علينا. محترمة وحكومية في نفس الجملة يا نعومتي؟ طيب إنتي تعرفي أي حاجة حكومية محترمة عشان تبقى فيه مستشفى حكومية محترمة؟ أهم حاجة زي ما أنت بتقولي إن السيس طلع من بطنك هاهاها :). يا بنتي فيه أسباب فسيولوجية حقيقية إن التايب بي برسونالتي بيعيشوا كتير :)))
السبت, مايو 31, 2008 6:42:00 ص
الست نعامة said...
برضو بتقولي تايب بي يا سيتي انا ايه وانت مش واخدة بالك، بس لو بي بيعيشوا اطول خلينا بي أحسن :-)
الأحد, يونيو 01, 2008 2:51:00 م
neda said...
إنتي وين؟؟؟؟
الثلاثاء, يونيو 24, 2008 12:11:00 ص
mohamed hesham said...
تتعمل ازاي يا دكتور مين ... هو ده السؤال فعلا ... وإن كان فيه حاجات كتير أول مرة أعرفها في هذا البوست ... والسـ ختام ــلام
الثلاثاء, يوليو 15, 2008 4:04:00 ص
BoBo said...
الحقيقة ان الحكاية مش ولادة طبيعية ولا ولادة قيصرية ، ولا حكاية دكتور عنده قلب وانسانية ودكتور لا ، لكن الحكاية ان مفيش حكومة محترمة تجبر الدكاترة يعاملوا الانسان الفقير على انه انسان ، يعني الدكتور المتجرد من كل معاني الانسانية لو عارف ان عليه رقابة وعقاب في حالة انه اخطا او اتصرف مع جسد المريض / المريضة بهمجية ، اكيد كان هيداري لاانسانيته دي لحد ما يخلص شغله ، لكن الحكومة طبعا مش فارق معاها المواطنين اصلا ، واللي معاه فلوس بس هو اللي بيتعامل كويس وبانسانية وباحترام ، وممكن يكون نفس الدكتور هو اللي بيعامله كويس وبيعامل المريض الفقير باستهانةانا ولدت ابني من سبع شهور بعملية قيصرية لكن في مستشفى كبير وبفلوس كتير ، وعشان كدة محدش كان يجرؤ يكشر حتى ف وشي ، لكن الحق يتقال ان الدكتورة بتاعتي انسانة فعلا حتى مع المريضات الفقيرات او غير الواعيات اصلا بحقوقهن ، وانا كنت بفسر دا بانها اشتغلت اكتر من عشر سنين بين امريكا وكندا واتعلمت ازاي تعامل البشر ، لكن مع الوقت اتاكدت انها بطبيعتها انسانة راقيةانا اسفة للاطالة لكن الموضوع موجع فعلا
الجمعة, يوليو 18, 2008 1:14:00 م
ربيع said...
طيب هو ليه كده؟ يعني التناحة في معاملة المريض و عدم الابتسام و التنفيض المستمر لازمته ايه؟ابويا عمل عملية في عينه ، هي بسيطه و ماخدتش وقت ، و طلع من الأوضه قعد في اوضه تانيه عشان الأفندي يرجع يبص على عينه ، و لما رجع ماقلش لا سلامو عليكو و لا مساء الخير و لا أي نيلة ، دخل قعد على الكرسي و بص و قام ، المهم ان أبويا بيحاول يتناقش معاه ، اهلا يا دكتور ، ازيك حضرتك ، و التاني و لا هو هنا و لا رد ، أظن من الطبيعي انك تطمن العيان على الأقلو غيرها كتير ، منها مثلا برجلة الدكاتره قدام المريض أو أهله ، أو نقاشهم و اختلافهم على حاجه قدامهم ، و تعبيرات الوشوش اللي بتتنوع بين الصدمة و الحيرة و الاحباط ، و اللي بتخلي المريض أو أهله يترعبوا ، و يتوقعوا انهم قاعدين مع بهايم مش دكاتره
السبت, يوليو 26, 2008 9:24:00 ص
Blank-Socrate said...
اخى المتنيح(اى المنتقل عن هذا العالم)كان طبيب و لكنه كان انسانفى احد مرات التدريب فى المستشفى التعليم كان و عدد من زملائه و الدكتور عن سرير مريضهلم يكونوا يتعاملوا معها بادميه مطلقا و كانت هى تنسكب منها دموع المهانه على خديها فى صمتبعد ان انتهوا من استعراض حالتها و انتهى كل شخص من وضع يديه على الجسد العارى الباكى و تركوهاعاردى اخى ليهدهد على كتفها بيديه فى حنان و يقول لها "دول زى اولادك و بيتعلموا سامحيهم و متزعليش"عزيزتى الطبيبهاعطى ابتسامه و حنان لكل مريض حتى لو كان على حافه الموتفقط اجعليه ينتقل بسلامتحياتى لرقه انسانيتك
الخميس, يوليو 31, 2008 3:09:00 م
cheetos said...
بجد ده بيحصل
الجمعة, أكتوبر 10, 2008 12:05:00 ص
الخميس, نوفمبر 20, 2008 6:49:00 م
محمود محمد حسن said...
انا فعلا ما قدرتش اكمل قرايةصادمة فعلا وقاسية
الجمعة, ديسمبر 12, 2008 8:47:00 م

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

لا تنظر خلفك

http://hysteriat.blogspot.com/2008/12/blog-post_3624.html

لا تنظر خلفك ... لا تنظر الآن ....ارحل فى الطريق الذى اخترته ولا تخش شئ ..
انا ... ؟!

لا .. لن ابكى ..
لن اتشبث بملابسك وارجوك ألا ترحل ،
لن ترى منى سوى ابتسامتى ،
ولن تسمع غير امنياتى لك بالسعادة ...
فقط لا تنظر خلفك الآن
لاتقلق لن اترك ورودك الصغيرة لتذبل بعد رحيلك،
ستظل فى مكانها فوق شرفتها لينقل الهواء عطرها
ويذكرنى بيوم كنت فيه هنا ..
وصورتنا التى التقطناها ... اتذكرها ..؟!ّ
نعم ...
ستبقى الى جوارى دائما لتذكرنى بيوم كنا فيه معا ..
فقط لا تنظر خلفك الآن ..
سأجيب عن كل اسئلتك كما تحب ،
سأنسى تلك الوعود ،
واحذف تلك الكلمات من شريط الذكريات ،
ستسألنى وأجيب أن نعم ،
من البداية كنا اصدقاء لكنه الوهم الذى عبث بعقلى
وادخلنى الى عوالم بنيتها بلا اساس ،
لا بل سأقول لك من الأصل اننى لم افكر فيك من الأصل
.. حسنا ..
هل هذا يريح تلك الوخزات التى تدعى انها من ضميرك،
وتضع كلمات الختام لفصل اخير
من مسرحية اردت ان تنهيها ببراعة ...
ماذا ..؟!
نعم بالطبع .. سنظل اصدقاء ،
ستجدنى دائما حين تحتاج إليّ ،
سأكون دوما الى جوارك ،
يالك من (( ... ))) حتى ونت تهجرنى لا تريد ان تخسر شيئا
.. حسنا ..
افعل ما تشاء ، خذ ما تشاء
.. فقط
.. ارجوك ..
لا تنظر خلفك الآن ..
لا أريد ان يكون آخر ما آراه منك هو عيناك ،
لا أريد نظرة الإهتمام المصطنع وكأنك مرغم على ان تتركنى
أو انها تصاريف القدر التي تحرمك منى ..
اريد ان اراك فقط وانت تمسك بيديها وهى تستند الى كتفك ،
دعنى اراك وانت تدير ظهرك وكأنك تتخلص من شئ لم يعد له همية عندك
.. لذا
.. ارجوك ..
لاتنظر خلفك الآن ..

لعلى اكرهك

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

The conspiracy behind Gaza



There's something fishy about what's going on in Gazza, I really don't know what it is. I'll just state facts in no particular order:

1) Some newspapers and TV programs reported that there is an idea evolving in the corridors ( some ) of the american secretary of state, suggesting that Palestenians could have a home-land in Sinai. ( if you watch the " el-tab3a al-ola" you'll know what I'm talking about ) It's all over the internet, but as an Israeli idea.

2) Israel is killing Gazza: no food, water, medicine........ nothing. A total siege.

3) When Egypt opened the borders , most of Gazza residents fled into Egypt and tried to hide, refusing to get back there.

4) The truce between Hamas and Israel is over & open war starts.

5) Israel is killing Gazza residents, while Hamas is shooting empty rockets. ( for God's sake, don't tell me that the best you can do is 5 injuries and 1 death, unless you are intentionally aiming for the desert )

6) Hamas refuses letting the wounded enter Egypt. They want un-conditioned opening of the gates.

7) Hassan Nasr-Allah, is asking the Egyptians to demonstrate by the millions even if thousands were martyred, to force the country to open the gates un-conditionally. He's also asking the Egyptian army to force the government to take action. Yet, he's not calling for a coup !!!!!!!!!!

( Why isn't he asking Syrians to free their Golan heights ?. Why isn't he using his borders to relieve the stress on Gazza ?. Why is he hiding underground ? ........... these are just exclamatory questions )

8) A part of the gate between Gazza and Egypt is broken & Palestinians started to leak into Egypt.

9) 2 Egyptian military members were shot today.



......................

What do you get out of all of that. I don't know, the only thing I can see right now is that it's a dirty game of politics that's aiming at pushing Egypt into some sort of a bloody swamp.
Who are the key players of the game right now ?, I have no idea.

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

كنت...عايزة أتجوز: حاجة غريبة


http://wanna-b-a-bride.blogspot.com/2008/12/blog-post_21.html

صحيت النهاردة الصبح من النوم على سلسلة من الحوادث الغريبة
أولا بابص لوشي في المراية مالقتش أثر لأي تجاعيد
فتشت في شعري كويس ..مافيش ولا شعرايا بيضا
سناني جامدة (ماشاء الله يعني) ال35 سنة كاملين مش ناقصين ولا واحدة (آه هم 35) و مايتهيأليش هحتاج أركب طقم النهاردة
إبتديت أستعد عشان أنزل الشغل ..و سبحان الله..لا جه في دماغي ألبس قميص كاروهات أحمر في أخضر تحت فستان موف في أصفر في زمردي له رفارف من ع الجنبين ..و لا جالي هاتف إني أفرق شعري من النص و لا هفة إني أنزل أشتري 6 كتاكيت من عند أم إيمان بتاعة الفراخ و أحطهم جوه برنيطة و أشيلهم فوق دماغي
نزلت الشارع و أنا متوجسة خيفة (معلش عندي دي المرة دي) ..كل أما يمر جنبي عيل صغير أتشنج و أستعد عشان أطلق ساقي للرياح (آخر مرة و الله)
الغريبة لا لقيت العيال بيحدفوني بالطوب و لا إتلموا حواليا و إستوحوا لحن من ألحان سلطان الطرب مصطفى كامل و ألفولي أغنية بتقول "الع...أهي أهي"
ركبت الميكروباص..ماحدش واخد باله
روحت الشغل ..برده ما فيش أي حد واخد باله من أي حاجة
لا زمايلي و لا العيانين ولا حتى المدير أصدر قرار بفصلي عشان ما أثرش على الصورة العامة للمستشفى
رجعت البيت و عكس كل توقعاتي ..ماحدش من الجيران رمى عليا جردل ماية مش نضيفة و لا لقيت أهلي محضرنلي شنطة هدومي و بيقولولي إحنا إستحملناكي كتير ..كفاية علينا كده بأه
تخيلوا..مافيش أي حاجة حصلت
ما فيش أي فرق بين النهاردة و إمبارح
أنا ما أتغيرتش و الناس كمان شايفاني ما أتغيرتش
لكن بكره والا بعده هيعرفوا و ساعتها هيعملوا إيه؟..مش عارفة ..بس أنا الأكيد أكيد ..مش هاعمل حاجة..عشان أنا لغاية دلوقتي مش حاسة إن حدث جلل حصل يعني ولا حاجة
باختصار
(بعد الرغي اللي فوق ده كله يعني)
أنا
النهاردة
بـــــــأه
عنــــــــدي
----30---
ســـــــــــــــنــــــة
أنعي إليكم بمزيج من الأسى و الحزن..عامي التاسع و العشرين اللي إنتهى إمبارح .. و نفتكره طبعا بكل خير..
(كان عزيز عليا قوي و الله..إهيء إهيء)
و أخطو اليوم أول خطواتي في عالم الثلاثينيات المرعب ..أو الممتع
(أنا و نصيبي بأه)
و لأن العام الفائت ..كان عمري 29 سنة و برضه ما سلمتش من اللقب اللي انتوا عارفينه على يد أغلبية الصحفيين و المعدين و مقدمين البرامج اللي عملوا مواضيع حوالين الكتاب
فأتوقع إن السنة الجاية هتكون سنة لطشيفة جدا جدا جدا
و لأن بلوغي سن التلاتين ده من أهم أحداث عام 2008 و قبل جواز نانسي عجرم و بعد جزمة بوش على طول
فعشان كده هتلاقوا صور التلاتين الكتيرة دي في البوست..إشمعنى يعني موبينيل دول حياللا كملوا 20 سنة؟
و أوعدكم إن اللي هيبعت 30 تعليق ..هافتحله تعليقين من غير موديريشان مجانا
يااااالا
و دلوقتي قبل ما أطفي الشمع و أفرقع البلالين
خلوني أقولكم أمنياتي للعام الجديد
1- يا رب تبعد عن طريقي كل الطنطات الحشريات اللي لما هيسألوني عن سني و أقولهم 30 أكيد هيضربوا أقفاصهم الصدرية بإيديهم و يشهقوا شهقة إستحضار جني الملوخية و هم بيقولولي ..يا لهوي..و لسه خالية لحد دلوقت على أساس إني كان المفروض أبقى دلوقتي زوجة إيجار جديد
2- يا رب تبعد عن طريقي كل البنات و الشباب اللي لما بيقابلوني في أي حتة يدققوا قوي في وشي و يقولولي غريبة ..و لا باين عليكي السن..على أساس إني لازم أبقى شبه صباح أو نادية الجندي أو فتحي سرورعشان يبقى عندي 30 سنة
3- يا رب تبعد عن طريقي أي صحفي أو معد أو مقدم برامج ما قراش ولا حرف من المدونة و لا الكتاب و نام و صحي و قالهم ماتجيبولنا البنت دي بتاعة "العنوسة"
(اللهم إكفني شر الإعلاميين ..أما أعدائي فأنا كفيل بهم)
4- يا رب تهدي كل صحباتي اللي طول النهار بيتكلموا عن عيالهم (و الإسهال و الإمساك و الترجيع) ..يا رب نفسي أفطر مرة بنفس من غير ما يقلبوا معدتي..ولا يعني لازم أستحمل عشان كل واحدة فيهم عندها 3 عيال و أنا الوحيدة اللي عندها 4 بلوجات و كتاب؟
5- يا رب مافيش أي تباع ميكروباص يقوللي يا مدام..يا رب مافيش أي تباع ميكروباص يقوللي يا مدام..يا رب مافيش أي تباع ميكروباص يقوللي يا مدام
6- يا رب ما أسمعش التعليق عن أي نجاح أو أي حاجة كويسة باعملها بالقول المأثور.." طب كويس إنك لاقية حاجة تشغلك"..يا رب اللي يقولهالي يقعد يتفرج ع البيت بيتك لمدة 6 ساعات و يكون يوميها "تامر أمين " هو اللي بيقدمه ..بس خلاص..ياللا بأه ..هم اللي جابوه لنفسهم
7- يا رب البيه اللي مغلبني ده و مش راضي ييجي و لا حتى يعرفني أول حرف في إسمه و لا حتى يطلعلي في الحلم زي حسين فهمي في خللي بالك من بوزو ..يا رب يكون متشحطط زي ما نا متشحططة و متغلب زي ما أنا متغلبة ....زهقني ..زهقني..إيه الملل و اللكاعة دي ..يا رب يتكعبل دلوقتي في حرف السجادة و يتخبط في سن الحيطة و ياخد غرزتين في دماغه عشان أعرف إني بادور على واحد كان بيتخانق مع ماكنة خياطة و ما يدخلش صالون بيتنا أي عريس ما يعديش إختبار الغرز..و أخلص بأه من موضوع الصالونات ده خالص
هه..هه..هه
معلش إنفعلت شوية
عموما كل سنة و أنا طيبة ..النهاردة بأه عندي 30 سنة ..و السنة الجاية إن شاء الله ..بافكر أرجع و أبقى 29

الخميس، 18 ديسمبر 2008

هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”


هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”


((ردا على الدكتور محمد سليم العوا فيما يتعلق بفصل السياسي عن الدعوي عند جماعة الإخوان المسلمين))“هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!”
لا شك أن حوار الدكتور العوا مع شبكة إسلام أون لاين , ودعوته جماعة الإخوان المسلمين أن تفصل الدعوي عن السياسي أحدث بلبلة واسعة في أوساط المثقفين في مصر والعالم العربي والإسلامي , ذلك لأن دعوته تلك تمس واحدا من أهم أسس الفكرة الإسلامية وركنا ركينا لها , هذا الركن الذي قامت عليه الصحوة الإسلامية بأسرها منذ الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا والبنا إلى آخر صف المصلحين , الذين أعلنوا أن الإسلام دين ودولة وعقيدة ونظام , ومنهج متكامل ينتظم جميع شؤون الحياة البشرية على وجه الأرض بما فيها الشأن السياسي.ورد عليه الدكتور عصام العريان في جريدة الدستور من خلال مقال بعنوان “العمل السياسيّ سبيلنا إلى الإصلاح”ثم كتب الأستاذ علاء سعد حسن مقالا في جريدة الأمان الأسبوعية بعنوان “دعوة وسط .. بين وجهتي نظر العوّا والعريان”.فحاول الجمع بين دعوة العوا ورد العريان , ولكنه لم يوفق إلى ما أراد , وانحاز لرأي الدكتور العوا وحاول تبرير دعوته .. وقال أن الفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي ينتج عنه تقوية الجناحين .. ويخلص الجماعة من كلفة العمل السريّ!!ولا نريد أن نطيل كثيرا في استطرادات وتعليقات تثبت فكرة الشمولية , وهي ثابتة في الأصل ولا ينكرها إلا من ابتعد بفكره عن هذا المنهج الواضح , ولكن نعرّج على أهم ما جاء في دعوة الدكتور العوا ومقال الأخ علاء سعد حتى تتضح الصورة في ذهن من يقرأ في هذه القضية التي نراها مهمة وتنذر بخطورة عندما تصدر من رجل بوزن الدكتور العوا , ما كان له أن يَغْفَلَ أبدا عن قضية تعتبر من المسلّمات الفكرية في المناهج التنظيرية والعملية للصحوة , وعليها ترتكز فلسفة الحركة – بل وفلسفة الإسلام نفسه – في الإصلاح الشامل.وسيكون ردنا على النقاط التالية:* المنطلق الذي يتحرك منه كلُّ دعاة الإصلاح على اختلاف مناهجهم هو قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 129].ففيها يؤكد الله تعالى أن السعي على كافة المحاور هو تكليف رباني شامل متكامل , وأنّ انتقاص محور من المحاور المذكورة في الآية هو انتقاص من تطبيق الإسلام نفسه , فبهذا يكون اشتراك السياسي والدعوي في كيان واحد هو أمر رباني قبل أن يكون اجتهادا سياسيا لهذه الجماعة أو تلك, وقد رأينا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تاريخ خلفائه ما يثبت ذلك.فالمحكومون من الصحابة ما كانوا يفرقون بين السياسي والدعوي , وإذا رأوا تجاوزا من حاكمهم لم يترددوا لحظة في دعوته إلى الرجوع للحق , وهذه الدعوة في هذا الموقف هي نصحٌ ديني وبيانٌ سياسي استنكاري لحدوث ما يرونه مخالفا من الحاكم.بل إن الجماهير العريضة التي كانت تخرج للتطوع في صفوف المجاهدين في فترة الفتوحات , والتي كانت بدورها توجها سياسيا يوسِّع من رقعة الأرض الإسلامية ويمكّن لوجود الدور الدعوي فيها , وهكذا على مر تاريخ المسلمين.وفي مصر تحديدا كان رجلُ الدين الذي يمثل الثقلَ والتخصصَ الدعويَ هو المرجعَ السياسي ومحركَ الثورات الشعبية العاتية في وجه أي طغيان سياسي , ويقوم بهذين الدورين دون فصل بينهما.* قد يكون الحال مختلفا الآن بعد إقصاء الشريعة عن الانفراد بحق التشريع القانوني والدستوري في بلاد المسلمين .. لكن هذا يجعل ضرورةَ ترابط الدعوي بالسياسي أشدَّ وأقوى لكي يعود الإسلام مرة أخرى إلى مكانه الطبيعي , وتَرَتَّبَ على ذلك أن أجالت الجماعةُ المسلمةُ المتشكلة حديثا نَظَرَهَا في السبيل الذي تسلكه لكي تؤدي هذا الواجب الشرعي عليها , فكان من المستحيل أن تكتفي بتعريف الناس بالصلاة والصيام ومكارم الأخلاق فقط , في ظل وجود احتلال عسكري غربي , وحركات فكرية هدامة تريد اقتلاع الإسلام من جذوره في نفوس أبناء الأمة , لذلك لم يكن هناك طريقٌ إلا التربية المتكاملة الشاملة , التي تراعي جَمْعَ هذه الجوانب الحياتية الإسلامية في كيان واحد , حتى تكون صورةُ الواقع مكتملةً في أذهان أبناء الصحوة خصوصا وهم الذين حملوا الهَمّ على أكتافهم , وأبناء الأمة عموما.وهذه التربية لابد أن تكون الآن كما أريد لها أن تكون في الماضي , شاملة لجميع جوانب الإسلام .. فلا يمكن أبدا أن تتجه تيارات الصحوة الإسلامية إلى العمل الدعوي , ثم تعزل مجموعة من السياسيين المنتمين إليها ليكونوا أحراراً في تصرفهم بعيدا عن إطار جماعتهم وفكرتهم الأم , والتي دخلوا معترك السياسة من أجل وضعها على الخريطة الفاعلة في بالبلاد , لأن هذا الفصل سيُحدِث نوعا من الانفصام عند الشباب الدعويين ويجعل فهمهم لقضايا السياسة مشوها سقيما , وبهذا ينقطع الإمداد للتيار الذي تفرغ للسياسة ولا شيء غير السياسة , مما سينتج عنه أن يكمل التيار السياسي طريقه بعيدا عن طريق التيار الدعوي , ويحدث الانفصال في المناهج والمواقف والأولويات , وبذلك تتفكك وتتمزق صفوف الصحوة بأسرع مما تشكلت , وليست تجربة حزب العدالة والتنمية التركي منا ببعيد , ففي كل يوم تقدم تلك التجربة تنازلا على حساب المبدأ والثوابت بحجة الضرورة السياسية !!فماذا يتبقى للإخوان أو غيرهم – هذا إن كان هناك غيرهم يعمل بمنهج شمولي متكامل فيما أرى – ماذا يتبقى إذا تفككت صفوفهم , وتشوّشت أفكارهم , وانقسم معسكرهم بين دعوة روحانية تعتزل العمل السياسي , وبين حزب سياسي خاوٍ من البناء الروحي , يضع مصلحته الحزبية قبل كل شيء؟!!ومهما حاولنا أن نجد صيغة لفصل السياسي عن الدعوي دون أن تتأثر الصحوة و- بالتالي – كل جهود الإصلاح من بعدها فلن نستطيع أبدا , لأن الدعوة تتشابك مع السياسية في كل المنحنيات الموجودة على صفحة بلاد المسلمين .. ولذلك فلابد أولاً من تحديد المقصود بكلمة “دعويّ” , حتى نستطيع أن نحدد بدقة مدى القدرة على الفصل بينه وبين السياسي .* الدعوي هو المنسوب إلى الدعوة .. وأجمعُ التعاريف لمصطلح الدعوة هو: “أنها نشر وتبليغ الدين الإسلامي لكل الناس , بما يحقق مصلحتهم العاجلة في الدنيا ونجاتهم من النار في الآخرة “.وعندما نُفَكِّكُ مفردات هذا التعريف ونوجِّه فِكْرَنا حول مصطلح “الدين” سنتأكد تماما أنه الإسلام , والذي يعتمد بدوره في الانتشار على: القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم منهج الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والمفكرين المسلمين من بعدهم , وكل هؤلاء أكدوا ترابط الاتجاهين وحملوا الرايتين معا ولم يهتموا بإحداهما على حساب الأخرى إلا في عصور الانحطاط التي انعزل فيها الدعوي عن السياسي , وأصبح التيار الغالب والموصوف بالنقاء ويحظى بمحبة العامة والخاصة هو الذي يعتزل الناس بالكلية , في سياستهم ومعايشهم ومشاكلهم , وهذا التيار عندما استولى على تفكير الأمة في مرحلة من المراحل , نتج عنه تخدير الوعي تماما , ولم يستيقظ المسلمون إلا على طلقات مدافع نابليون تدك الإسكندرية ومن بعدها سائر أقاليم مصر .ولم يكن هناك من سبيل لطرده إلا عندما عاد التوحّد مرة أخرى بين الدعوي والسياسي , وخرج علماء الأزهر في مقدمة صفوف الثّوّار , وبذلوا أكبر الجهود في التوعية والتعبئة الشعبية لصد هذا العدوان الغاشم.وبذلك يتأكد أن الطريق الدعوي هو المرحلة الأولى للطريق السياسي , والتي لا تفارقه طيلة مسيرته , لكي يحافظ على توجهه الإسلامي , ولا يجد نفسه بعيدا عن هذا التوجه فكريا وميدانيا في ساحة الخلاف الحزبي وثقافة الصفقات السياسية , التي تعلي من المصلحة الحزبية بشكل كبير.هذا بالنسبة لدعوة الدكتور العوا للفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي.* أما الكلام عن أن الفصل يرفع عن كاهل الجماعة عبء السرية!! فلا أظنه صحيحا أيضا .. لأن السرية في التنظيم لم تلجأ إليها الجماعة كخيار أبدي يطغى على تفكيرها ومنهجها , بل هو وضع فرضته عليهم السلطات الحاكمة , التي تحجر على الإخوان وغير الإخوان , وإذا دققنا النظر سنجد أن الحكومات المتعاقبة لم تمنح الفرصة لأي نشاط سياسي حقيقي ليتحرك , سواء كان إسلاميا أو ليبراليا أو يساريا , وعندما تحركوا تحت سمع وبصر السلطات كانت تتحكم في كل شيء يتعلق بهم , بدايةً من تعيينهم في الوظائف وانتهاءً إلى عَدّ الأنفاس.ولا يمكن أبدا أن يتَسَنَّى لحزب من الأحزاب السياسية مهما كانت شعبيته في الشارع أن يحقق نجاحا أو يدرك إصلاحا وهو مكبل الأيدي منزوع الإمكانات , ولذلك تشكلت المجموعات السرية التي تتبني السياسة بعيدا عن الدين , و المجموعات السياسية المنطلقة من خلفية دينية في كل أحقاب التاريخ الإنساني.والسبب في وجود تلك التيارات المتناقضة تحت ستار الظلام , هو عدم رغبة السلطات الحاكمة في منحها حقوقها في المشاركة السياسية الهادفة إلى الإصلاح , ولا علاقة لهذا الوضع بارتباط الجانب الدعوي بالجانب السياسي أبدا , فمن الضروري إذن أن تحتفظ الحركة التي تريد أن يكون لها وجود وحضور قوي على الساحة السياسية بمثل هذه التجمعات السرية , بسبب تَعَنُّتِ السلطات معها , وعدم إفساح المجال لها لتشارك في نهضة البلاد وتقدمها.كما أن هذا التبرير للفصل بين الدعوي والسياسي لا يصلح أبدا , بسبب أن الأطراف التي تتحرك بشكل علني في الإخوان تتعرض للملاحقة والمضايقة من حين لآخر , مع أن كل شؤون تلك الأطراف مكشوفة ومعروفة للسلطات , فلم يبق لهذا الزعم أساس واقعي يقوم عليه أو سند منطقي يرتكن إليه.كما أن هناك نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها , وهي أن الدكتور العوا والأستاذ علاء سعد كلاهما بعيد عن نظامٍ مثل الإخوان , فحكمهما عليه حكم سطحي ينظر من الخارج ولم يتغلغل ويدقق النظر حتى يخرج بنتيجة منطقية واقعية مبنية على رؤية واضحة متكاملة , وهذا أراه من أهم أسباب اختلال نظرة الدكتور العوا لهذا الأمر , وكذلك الأستاذ علاء سعد الذي وصل إلى نفس النتيجة بخصوص الدكتور العوا ولم ينتبه لوقوعه في نفس الأزمة.!!والخلاصة:أن التجربة السياسية الإسلامية عامة , والتجربة الإخوانية خاصة , لا يمكن أن تفصل بين جناحيها بحال من الأحوال.فالجناح السياسي هو صوت الإسلام – من وجهة نظرنا- في معمعة الأحداث التي تمر بها الأمة كل لحظة , ويحتاج الإسلام إلى لسان يفصح عنه وعن توجهاته ورغباته وطريقته – وطبعا من غير أن نحتكر لأنفسنا التحدث باسم الإسلام- , وهو [أي العمل السياسي] الشهادة العملية على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان بوصفه رسالة ربانية هادية , تناولت كل شؤون الناس من أول لحظة في معاشهم إلى وجودهم في لحظة معادهم.والجناح الدعوي : هو صمام الأمان للجناح السياسي , حتى لا ينجرف وتبتلعه خدع السياسة وأساليبها , فيحدد له الأهداف التي يسعى من أجلها ويرسم له الأطر التي يصل من خلالها إلى هدفه , ويعصم التجربة الإسلامية المعاصرة ككلّ من الانفصام الفكري في صفوف أبنائها , فتكون صورة الحياة منقوشة في أذهانهم كاملة متكاملة , لا تنقصها المعرفة بأحد الجوانب الضرورية لاستكمال مسيرتها التي تهدف إلى الإصلاح.
هذا الموضوع كتب في السبت, يونيو 30th, 2007 في الساعة 1:51 pm في قسم
بــراحــــــــتك .., قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
6 ردود على ““هل يمكن فصل السياسي عن الدعوي في النظام الإسلامي عموما ؟ !!””
عصفور المدينة قال: 30 يونيو 2007 في الساعة 7:37 pm
السلام عليكمجزاك الله خيرا على هذه المناقشة المثمرة والتي ارى محورها الرئيسي في العبارة
فلم يبق لهذا الزعم أساس واقعي يقوم عليه أو سند منطقي يرتكن إليه
حقيقة أنا لست من الإخوان (المحظورة) ولكن هذا الشأن يهم المسلمين جميعا بل وكما ذكرت فضيلتكم فيه ضرر تربوي كبير أرى أن بعض آثارها ناشئة وموجودة بالفعل
ثم إنه وكما اثمرت الأيام الماضية إن ولاء الناس(الجماهير) للحزب السياسي هو نابع أصلا من عمله الدعوي وإذا حصل وضيقت السبل على الحزب السياسي الذي لا يعلم عن الدعوة أو لم يعش الدعوة فأين سيذهب هؤلاء السياسيون ربما يذهبون إلى الأحزاب الأخرى التي يمارسون من خلالها ما يتقنون وربما لا يعودون إلى صفوف الدعوة
أما إذا كان المقصود هو فصل تكتيكي ظاهري أعتقد أن هذا ربما يكون جائزا وإن كان كما أشرت حضرتك لا يوجد المناخ الواقعي لتنفيذه حيث أن الحيطان لها ودان
علاء سعد حسن قال: 02 يوليو 2007 في الساعة 9:56 pm
السلام عليكم أستاذ محمد
أشعر أن اسمي قد زج به في النقاش الخطأ
مما يشعرني بوجوب الرد
المشكلة أن النت متوقف عندي حاليا
أسأل الله أن أتواصل معكم قريبا لتوضيح ردي
وشكرا
علاء سعد حسن قال: 03 يوليو 2007 في الساعة 10:50 pm
صيد الخاطر رغم المخاطر
لقد فوجئت وأنا أجري عملية بحث عن آخر الموضوعات التي نشرت باسمي في النت ، حيث انقطع عندي النت منذ فترة ، ومازال مقطوعا ، بأن أخي وصديقي الشيخ محمود ، قد نشر مقالا على مدونته ( صيد الخاطر رغم المخاطر ) ، وقد ضمن مقاله هذا اسمي .. زرت المدونة الكريمة ، وقرأت المقال القيم للشيخ محمود ، فإذا به تعليقا وتعقيبا ورفضا لمقالي الأخير في موقع إسلام أون لاين وجريدة المصريين والذي بعنوان : أيها الإخوان لا تتركوها ولكن افصلوها فقط ..والحقيقة أن الشيخ محمود ربط بين مقالي ذاك ، وبين تصريحات الدكتور سليم العوا لإسلام أون لاين بالاقتراح على الإخوان بترك السياسة مدة من الزمن والتفرغ للعمل التربوي والاجتماعي إشفاقا عليهم من التضحيات التي يقدمونها ، والتحديات الجسيمة التي تقابلهم في ممارسة العمل السياسي ..وضمن رده أو تعليقه أو رفضه تضامنا بين المقالين ، بعد أن أعلن فشل فكرتي وانحيازي من خلال المقال المذكور إلى طرح الدكتور العوا .. ولذا فإنني أحب أن أوضح بعض الحقائق على هامش هذا الحوار :
أولا : أنه مما يشرفني ويسعدني أن يزج باسمي مع مفكر عظيم بوزن الدكتور العوا ، ولو كان الدفع باسمي عن طريق الخطأ ، لأن التلاميذ من أمثالي يشرفهم أن يتواجدوا إلى جوار هؤلاء العمالقة ..
ثانيا : كيف يكون مقالي يصب في النهاية في نفس طرح الدكتور العوا ؟ رغم أن مقالي كان عبارة عن رد على الدكتور العوا ، رافضا طرحه رغم الاحترام والتقدير الشديد له .. وأن منطلقات الاختلاف كانت كثيرة ومتعددة في مقالي المذكور ..
ثالثا : ذكر صديقي الدكتور محمود أن مصدر مقالي هو جريدة ( الأمان الأسبوعية ) ، والحقيقة أنني لا أعرف جريدة بهذا الاسم ، وعندما بحثت على الانترنت ، وجدت إشارات إليها ولكن لم أجد لها موقعا يمكن الاطلاع عليه ، وبالتالي البحث عن مقالي المنشور فيها ، ولذا فربما تكون الجريدة المذكورة التي نشرت مقالي دون علمي ، ربما تكون قد غيرت فيه أو عدلت أو بدلت أو حذفت أو أضافت ، مما جعل الأمر يستشكل على صديقي الشيخ محمود .. لكنني أهيب به أن يرجع إلى أصل المقال منشورا على موقع إسلام أون لاين ، وعلى جريدة المصريون الإلكترونية ، وعلى مدونتي ، للاطلاع على الأصل كاملا دون زيادة أو نقصان ..
رابعا : مما ذكره صديقي الشيخ محمود في حيثيات دفعه أو رفضه لطرح الدكتور العوا ، وكذا طرحي ، هو أن كلانا بعيد عن الإخوان وبالتالي فإننا لا نلم بالظروف والمعطيات التي تتحكم في العمل الاخواني ..أما الدكتور العوا ، فلست مخولا بأي شكل من الأشكال بالحديث عنه وعن علاقته بالإخوان ، فهذا شأن يخصه وحده ، وعلاقته الوطيدة مع الإخوان التي اهتزت على خلفية إصراره على الدفاع عن تأسيس حزب الوسط في أواسط التسعينات شأن لا علاقة لي به .. ولكن ما يهمني في هذا الصدد هو علاقتي أنا بالإخوان فأشير إلى الآتي :1- هل يعرف الشيخ محمود كل المنتمين والمنتظمين داخل تنظيم الإخوان ليستطيع إصدار أحكاما على من هو من الإخوان ومن ليس منهم ؟2- والسؤال الأهم على فرض أنني كنت على علاقة تنظيمية بالإخوان لمدة تزيد على عشرين عاما ، ثم انفصلت عنهم منذ ثلاثة أعوام أو أربعة ، فهل حدث خلال هذه المدة تغييرا جوهريا في فكر الجماعة ومناهجها ، والظروف المحيطة بهم ، بحيث لا يمكنني الحكم عليهم من الخارج ؟3- الإخوان الذين يصرون على وصف أنفسهم بالعلانية والانفتاح ، وينشرون مناهجهم على الملأ في الفضائيات والمنتديات والمواقع ، والكتب ، هل لهم ملف سري يجعل أي مفكر أو دارس أو باحث لا يستطيع الحكم عليهم من خلال أدبياتهم .. السؤال بصيغة أخرى هل يظن الشيخ محمود أن لدى الإخوان ما يخفونه ، ولا يعرفه من هو خارجهم ؟4- ليس بالضرورة يا شيخ محمود أن أناقش الإخوان بأدبياتهم هم ، ولكن ألا يكفي أن نناقش الإخوان بالمفاهيم الإسلامية العامة التي يجب أن تنطبق على الجميع ، وأعتقد أنني في مقالي كنت أتحدث حديثا إسلاميا ينطبق على الإخوان وعلى غيرهم .. ومع ذلك أقول أنني أستطيع أن أحاجج صديقي بأدبيات ومواقف الاخوان أنفسهم ، وليس سواهم5- إن المطالبة بفصل الدعوي عن السياسي من الناحية التنظيمية ، أمر أقرته وشرعت في تنفيذه الحركة الإسلامية – المحسوبة – على الإخوان في المملكة المغربية ، وهو أيضا ما طالب به كثير من أعضاء الجماعة ، الأمر الذي اعترف به الدكتور العريان في أكثر من مقالة له في مجلة المجتمع الكويتية ، وكان يناقش مستقبل العمل الاخواني في مصر بين عدة اقتراحات ، من بينها تطبيق نموذج الأردن ، حزب سياسي ، وجماعة شاملة ، وعمل منفصل ، وبين تحويل الجماعة كليا إلى حزب سياسي ..
6 - هل ما تمارسه الاخوان في دول الخليج من الاقتصار على العمل الاجتماعي وجمعيات الاصلاح الاجتماعي ، تعتبر تجزئة لمفهوم الشمولية ، فهل في الخليج اخوان ولكنهم لا يشتغلون بالسياسة إلا نادرا جدا ، أم أنهم جماعات أخرى غير الاخوان7 -كلها يا صديقي اطروحات تدرس وتناقش داخل الاخوان ، وليست خارجها ، بل إن الدكتور العريان نفسه أعلن في مقاله في إسلام اون لاين عقب الانتخابات البرلمانية ، أن الاخوان مستعدون لفصل السياسي عن الدعوي ولكن في ظروف وأوضاع معينة يرى أنها هي فقط التي ستكون مناسبة لذلك .. يعني طرح الكاتب لم يكن غريبا جدا ، ولا بعيدا جدا عن الأطروحات الاخوانية الصميمة
خامسا : دارت مقالة الشيخ محمود ورده ودندنت طويلا حول مبدأ شمولية الإسلام ، التي كنت حريصا جدا على التأكيد عليها في مقالي ، ولم يمسها أحد بسوء .. ولكني أستشهد بقول الدكتور القرضاوي ، والذي استشهدت به مرارا في مثل هذه الظروف ( إن شمولية الدين لا تعني بالضرورة شمولية التنظيم ) شمولية الدين ، لا تنافي أبدا مبدأ التخصص وتقسيم الأدوارسادسا : أحب أن أعود إلى الإمام البنا رحمه الله الذي أسس لا لجماعة الاخوان فحسب ، ولكن للعمل الإسلامي المعاصر ، فنجد أنه رتب أولوياته على هذا النحوالفرد المسلمالأسرة المسلمةالمجتمع المسلمومنه تنبثق الحكومة الإسلاميةالإمام البنا صرف الجزء الأكبر من الاهتمام بالمجتمع ، ومنه لا من غيره تنبثق الحكومة التي هي سياسة محضة ، وأزعم يا صديقي ، وأرجو أن ترجع لتاريخ الجماعة التي أنا بعيد عنها وعن ظروفها وملابستها ، بينما أنت قريب كل القرب منها ..أقول أنني أزعم أن البنا لولا حرب فلسطين ، ووجود الاحتلال على أرض مصر ، ما كان قد تورط بالانشغال بالسياسة ، ويكفيني في ذلك لتأكيد مزاعمي شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق – أطال الله عمره ورزقه الصحة وحسن الخاتمة – وقد كان أحد الملتصقين بالبنا : أن البنا قال في أواخر أيامه : لو استدبرت من أمري ما استقبلت ، لجعلتها كما في البداية تربية ودعوة ..هكذا كان البنا رحمه الله يراجع نفسه .. البنا الذي أصدر بيانا قال فيه عن خروج أعضاء التنظيم الخاص عن مرجعيته في الجماعة : ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين ..إن الجماعة نفسها قد مارست هذا الفصل أيام التنظيم الخاص ، كان فصلا بين الجماعة العلنية وبين جهازها العسكري ، فهل كان هذا اجتزاء للشمولية ، أم كان تخطيطا لحماية الجماعة ؟والجماعة يوم تجاوز التنظيم العسكري دوره ، فتم إلغاءه علي يد الأستاذ الهضيبي ، فهل كان ذلك إلغاء لفرض الجهاد في الإسلام ؟أم كان استجابة لمبدأ أن شمولية الدين لا تعني ضرورة شمولية التنظيم ؟
أخيرا صديقي الدكتور محمود ، أرى أن من حقك تماما أن تختلف مع طرح مفكر بحجم الدكتور العوا ، وأن ترفض تصورا يضعه ( نكرة ) مثلي ، فأنا أرحب بطرحك ورفضك ، ولكن الذي لا أراه من حقك أن تحدد من هو القريب من الجماعة ممن هو خارجها أو بعيدين عنها ، وأن ترمي كل من تجرأ على طرح رأيته منافيا لما تعودت عليه بأنه بعيد لا يؤبه له وبه ..إن الجماعة ذاتها فيها من الاختلافات الفكرية ، واستقلالية الفكر ، وحرية التعبير ، ما جعل روادها يختلفون ، هل كان تنظيم 65 الذي قاده الأستاذ سيد قطب ، مستأذنا به من قبل المرشد أم لا ، وهذا خلاف مشهود ، حتى بين الحاجة زينب الغزالي رحمها الله ، وبين الأستاذ فريد عبد الخالق ..فإذا جاز هذا في شأن مواقف تاريخية ووقائع حدثت ، فما بالك بالاختلافات الفكرية في الرؤى والأطروحات ..إن أخشى ما أخشاه يا صديقي ، أن تضطر للدفاع عن رأيي الذي رفضته رفضا قاطعا اليوم ، في حالة أن قررت قيادات الجماعة العمل به في لحظة ما ، وظرف ما ..لا أحب أن أقول إن بعض المدافعين عن أوضاع وقرارات داخل جماعة الإخوان ، لا يدافعون عن مبادئ ولا أفكار يؤمنون بها ، بقدر ما يبررون ما تقرره القيادة من قرارات ، وهذا هو عين المشكلة ..أما مقالي الذي لمتني فيه ، فلقد قبله الدكتور العريان ، سواء اختلف معه أو وافقه ، دون أن يلمح من قريب أو بعيد لمسألة قربي وبعدي عن تنظيم الإخوان المسلمين ..
صديقي الشيخ محمود شكرا لك .. وجزاك الله خيرا ، أن قرنت اسمي مع عمالقة الفكر ( العوا – العريان )وأرجو أن أستطيع لصق هذا الرد تعقيبا على مقالكم الكريم ، فإن لم أستطع فسأضطر لنشره على مدونتي ، فأرجو زيارتها .. وتقبل تحياتيأخوكعلاء سعد حسن
الشيخ محمود الأزهري قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 6:36 am
السلام عليكمالأستاذ الكريم عصفور المدينةبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراوانا متفق تماما معك أنه إذا كان المقصود هو فصل تكتيكي ظاهري أعتقد أن هذا ربما يكون جائزا وإن كان كما أشرت حضرتك لا يوجد المناخ الواقعي لتنفيذه حيث أن الحيطان لها ودانفالمشكلة كلها في عدم رغبة النظام في الإصلاح وإفساح المجال
الشيخ محمود الأزهري قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 6:39 am
الأستاذ الكريم علاء سعد حسنأشكرك بحرارة لدخولك إلى مدونتي .. ولا تقلق انا لا احجب الردود مهما كانت مخالفة لييسعدني وجودك هنا , وردك وتعقيبك أيضا ..فقط أريد منك إمهالى بعض الوقت حتى أستطيع إكمال المناقشة معكأخوك محمود الأزهري
eldoctor قال: 05 يوليو 2007 في الساعة 7:08 pm
السلام عليكم كيف حالك يا شيخ محمود ..انا باكتب سلسلة اليومين دول عن التاصيل الشرعى للعمل السياسى من دراسة الدكتور على بطيخ ..دراسة رائعة تستحق الوقوف عندها..




من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!

كلما نظرتُ إلى مكان به مسلمون يصلون ويصومون ويتعبدون لله تعالى , فرحت وانشرح صدري .. وخاصة أن عدد الملتزمين من الشباب بدأ يزيد ولله الحمد والمنة , بعد أن كانت المساجد قاصرة على شيوخ قد أضناهم طول العمر ..وعندما أدخل منتدى من المنتديات وأجد فيه شبابا وفتيات في زهرة أعمارهم يريدون أن يخدموا هذا الدين , أقول الحمد لله .. ساعة الفرج والنصر قد اقتربت بهذه الأجيال.وسبحان الله .. كل منطقة يكون رواد المسجد فيها متحابين متصافين أجد أن إمام المسجد رجل عاقل .. يتناول أمور الإيمان والتربية والتزكية , أو همّا من هموم الأمة . فهذه الأمور توحّد القلوب وتضفي على الصفات مزيدا من التماسك والتراحم بين رواد المساجد .والمنتديات ومواقع الدعوة , تجد فيها أبوابا وأقساما لوصف الجنة والنار أو للتفكر في سنن الله في خلقه وأفعاله بعباده وكيف دأبه وعادته مع المحسنين أو مع الظالمين .. فتجد رواد المنتدى متصافين متوادين يريد أحدهم أن يكمل دور أخيه , ويحب أن يكون له سهم في الدعوة وكسب الأجر , هذا برغم اختلاف المناهج والمشارب في هذه المساجد أو تلك المنتديات.لكن بمجرد أن تطأ أقدام أول سلفي في مسجد من تلك المساجد أو تضغط أصابعه على زر الاشتراك في هذه المنتديات , تجد العجب العجاب.تنفتح مسائل لا ينبغي أن تطرح للمناقشة أصلا إلا في ساحات العلم .. وبين العلماء المتخصصين فقط.ويبدأ على الفور في التصيد والانتقاد .. وتوزيع أوسمة الانتماء إلى أهل السنة أو إطلاق قذائف اللعنات والطرد من جماعة السنة.وتبدأ المساجد والمنتديات تدخل مرحلة الصراع الحاد , وينقسم فيه الناس إلى معسكرين .. معسكر يرى نفسه شعب الله المختار , وحامل مفاتيح الجنة والنار .. ومعسكر يريد أن يفهم قبل أن ينقل , ويتكلم بعد أن يعقل ..لكن هيهات…فالسلفي يستدعي ألف سلفي غيره , وكأنه يرابط في سبيل الله ضد أعداء الدين ..!!والغريب أن أول دعاويهم هي الاهتمام بالعقيدة وتنقيتها , ويريدون حمل الناس على مفاهيم خاصة لهم حملوا عليها الآيات وادّعوا – كما ادعى غيرهم – أنهم على منهج السلف الصالح .ولو أنصفوا لعلموا أن المسائل التي يفتحونها , قد تَنَاقَشَ وتحاور فيها أكابر أهل العلم في أزمنةٍ كانت الحاجة فيها ملحّة إلى فتح تلك القضايا . ثم ألقوها وراء ظهورهم لأن الحاجة إليها قد انتهت , وتفرغوا بعد ذلك لتثبيت الإيمان في القلوب والعمل على تزكية النفوس وتوعية الناس بما يحاك لهم من مؤامرات على يد أعداء الأمة ..أتعجب حقا عندما يصر السلفيون على فتح النقاش في مسائل ماتت من مائتي سنة أو يزيد , ويزداد عجبي لأنهم يجرجرون معهم أياما سيئة من أيام التاريخ الإسلامي ليعيدوا فتح النقاش في القضايا التي سببت خمولا في قوى الأمة وطاقاتها , ويحصرون الدين في بضع مسائل لا يتكلمون في غيرها أبدا..والسبب في كل هذا هو الخطأ في أسلوب التعليم والتصنيف وطرح المسائل على طلاب العلم .. وأهم سبب من الأسباب التي تجعل السلفيين سببا في تفرق الأمة هو المصطلح القنبلة (الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة) .. فقد استغلوه أبشع استغلال واستخدموه أسوأ استخدام.وأنا الآن بصدد كتابة بحث في هذا المصطلح وخطورة استخدامه بين طوائف المسلمين , وأنه سلاح الإرهاب الفكري الجديد ..والله المستعان وإليه المشتَكَى وعليه التُّكْلان
هذا الموضوع كتب في الخميس, ديسمبر 27th, 2007 في الساعة 10:12 am في قسم
بــراحــــــــتك .., ديــــننا, روائع المقالات ..!!, قذائف الحق .. !!. يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
7 ردود على “السلفيون الآن .. خنجر يمزق وحدة المسلمين .. !!”
ابن حجر العسقلانى قال: 27 ديسمبر 2007 في الساعة 3:07 pm
أحييك شيخنا .. أحييك
أبو العلاء قال:
27 ديسمبر 2007 في الساعة 4:39 pm
السلام عليكم،
لا أود أن أكون بمثابة المعترض الدائم على ما تكتب و لكن ليس من ذلك بد و الله أعلم. و لكنى أحب أن تعلم أننى لا أحمل لك إلا الإكبار و الود الخالص.
هناك أمر أحب أن ألفت نظرك إليه و هو أن الإنسان أحيانا تنتهى به الخصومة إلى أن يقترب من خصمه من حيث لا يدرى. يعنى مثلا إن جئت أنت و كتبت “بحثا” بغرض تحذير الأمة من الخطر السلفي فما الفرق (فى نمط التفكير) بينك و بين السلفي الذى يكتب محذرا الأمة من …. كل شئ!
الأمر الآخر الذى يتوجب عليك أن تبقيه فى اعتبارك أن هناك آراء يشتهر بين الناس أنها آراء سلفية (نسبة للحركة السلفية و ليس للسلف) و هى فى الواقع آراء مستقرة عند الحنابلة و بعض محدثى الشافعية و المالكية منذ زمن بعيد. و لا يقف الأمر عند ذلك فلابد من التفريق بين سلفية الألباني التى لا تلتزم مذهبا فى الفقه و لا منهجا فى الأصول و بين سلفية أمثال الشيخ بن باز و الشيخ بن عثيمين و هما حنبليان يلتزمان فى الأغلب بآراء المذهب و دوما بمنهج الحنابلة فى الفقه و استنباط الأحكام.
الأمر الآخر الذى أود أن أنبهك له هو أن الخلاف بين الأشاعرة و الحنابلة قديم و الأفضل أن نتقبله لا أن نحاول رفع الخلاف فلا الإنتصار لأحد الرأيين يرفع الخلاف و لا محاولة التوفيق تصلح. و هذا النهج (أى تقبل الخلاف) هو نهج البنا رحمه الله فى رسالة العقائد (فى حدود فهمى المتواضع).
أود أن ألفت نظرك أيضا إلى أن العلاقات بين الطرفين لم تكن دائما سيئة خاصة فى مصر. مثلا الإمام السيوطي رحمه الله كان يستعين بقطعة ابن تيمية فى التفسير و فى نفس الوقت هو من كتب توبيخا لمن كفر المحيوى ابن عربي. و الملفت أننا نجد مواقفا مشابهة عند الحنابلة ففى بعض مسائل القضاء (على ما أذكر) لم يجد الشيخ البهوتى غضاضة فى أن ينقل عن السبكى لأن المسألة لم يكن فيها آراء سابقة فى المذهب، و كلنا يعلم كم كان السبكى عنيفا مع الحنابلة حتى إنه كان يقول المذاهب الثلاثة لا المذاهب الأربعة.
يبقى أن أذكرك بأن الكثير من الخلافات التى تبدو “سلفية” الطابع (هنا أيضا النسبة للحركة السلفية لا للسلف عليهم رضوان الله) حدثت حتى بين الأشاعرة من نفس المذهب. و ارجع إلى سير أعلام النبلاء و ما وقع بين العز بن عبد السلام و ابن الصلاح فى مسألة صلاة الرغائب. و العز ممن يقولون بالبدعة الحسنة!!!!
أخيرا (أخيرا أخيرا) أود أن أذكرك بما قلته أنت نفسك (لاحظ توكيد التوكيد) عن المنتديات و الأصابع الخفية التى تعبث فيها.
و لعلك تتروى و لا تتعجل،
و السلام
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:06 am
الأخ الكريم ابن حجر العسقلانيبارك الله بك وحياك وجزاك كل خير
الشيخ محمود الأزهري قال: 29 ديسمبر 2007 في الساعة 7:11 am
الأخ الفاضل والأستا الكريم أبو العلاءتقبل الله منك ما قلته ليوانا والله يا أخي لا احمل في قلبي غلا لمسلم .. مهما كنتُ حادا في نقدي وكلاميوأنا في كل كلامي أقصد السلفية الحديثة (سلفية الألباني أو ابن باز وابن العثيمين على حد سواء) وتستطيع وصفها بالسلفية الوهابية او التيمية إن شئت ..فإن كنتُ احتد في حواري ونقاشي وانتقاداتي لهذا الاتجاه .. فإنما هو رد فعل لما يحدث على الأرض من تبديع أو تفسيق أو تكفير لكل من يخالف هذه الطائفة.. إن لم يكن تصريحا فعلى سبيل التضمين في الكتب والفتاوى والأشرطة..لكننا في النعهاية مسلمون جميعا .. وكل منا يريد ان يرضي الله تعالى ..أسأل الله ان يتقبل من الجميع وان يهدينا إلى الحق على اجمل الوجوه وأرشدهالك مني اعطر التحايا واطيب الأمانيجزاكم الله خيرا على زيارتكم الكريمة وتعليقكم المهذب الواعي
سلفي قال:
30 ديسمبر 2007 في الساعة 8:04 am
السلام عليكم يا شيخ محمود،اسمح لي شيخي الكريم أن أقول لك مباشرة ودون مقدمات: ما هكذا تورد الإبل.لماذا هذه النقمة على السلفية.سبحان الله! لو كانت جماعة أو “حركة”، لقلنا ماشي حقك أن تنتقد الجماعات كيفما شئت، ولكنك أعرف العارفين بأن السلفية منهج: قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.لا أدري ما الذي يعيب هذا المنهج: أن يكون لك سلف في فهمك، أو في فقهك، مع الدعوة إلى الاجتهاد في النوازل الفقهية وفقاً للأصول التي استقرت في القرون الثلاثة الأولى؛ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.واسمح أن أسجل إعجابي بتعبير “السلفية الحديثة”، جديدة دي.سمعنا السلفية العلمية، والسلفية الجهادية، أما السلفية الحديثية فهي جديدة، فعادة ما ترمى السلفية زوراً وبهتاناً أو جهلاً بالجمود والتخلف والرجعية، أما الحداثة…عموماً لدى رجاءان أولاً، أن تبين لنا الحد الفاصل بين السلفية الحديثة والسلفية “القديمة”.ثانياً، أستحلفك بالله أن تعطي لنا مثالاً واحداً، أو أكثر إن تكرمت وسمح بذلك وقتك، يبين ما خالفت فيه السلفية “الحديثة” ممثلة في “الألباني” و”ابن باز” و”العثيمين” السلفية “القديمة”، مسترشداً بالصحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وفقاً لتعريف السلفية. فما ثبت من أقوالهم ينبغي أن يكون هو مرجعيتنا عند الحكم على أن قول أو صاحب قول.هذا مع اتفاقنا، حسب ظني على أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم، وما من أحد معصوم من الخطأ.هداني الله وإياكم إلى الحق وجمع بيننا بفضله ورحمته في جنات النعيم، إخوناً على سرر متقابلين.آمين
الشيخ محمود الأزهري قال: 31 ديسمبر 2007 في الساعة 6:46 am
الأخ الكريم سلفيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأشكر لك حوارك المهذب وأسلوبك الراقي..أنا لا انتقد المنهج السلفي أبدا حبيبي واخي الفاضل.. بل أزعم أنني سلفي إن شاء اللهفكلنا يجب علينا اتباع منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم..المشكلة اخي الكريم هي فيما تقوله .. من اني لماذا انتقد السلفية وهى اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..ولم يحدث اني انتقدت الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..بل انتقد الظن بأن طائفة معينة تحتكر لنفسها فهم السلف الصالح .. وتدعي ان غيرها تنكبوا الطريق وفارقوا المنهج !!أي أنهم حصروا كل منهج السلف في فهمهم الشخصي لأقوال السلف وأعمالهم ..وتمحوروا حول شخصيات بعينها لا يخرجون عن فتاواها ومنهجها .. ويوالون ويتبرأون تبعا لما يقوله فلان وفلان المعاصر لنا والذي يفتي على منهج يظنه المنهج الوحيد على طريق السلف..وهنا تبدا الكارثة..أن تحتكر طائفة واحدة كل الحق لنفسها ..مع ان غيرها من الطوائف تعتمد على ادلة شرعية مقبولة عند جمهور الأمة .. وهؤلاء -الغير- لم يدعوا لأنفسهم الانفراد على طريق الحق كما تدعي السلفية الحديثة .. التي تبدأ من عصر الإمام ابن تيمية رحمه الله وغفر الله وتلامذته وانتهاء بالوهابيين الان .والتي هي امتداد لمدرسة غلاة الحنابلة .. الذين تأذّت بهم بغداد وكاد عدد من رؤوس العلم أن يموتوا تحت وطأة شدتهم ..وليس ابن الجوزي وابن عقيل الحنبليان بخفيَّي الذكر ..فكما أشعل غلاة الحنابلة فتنة في القديم حول الصفات وأرادوا إلزام الناس بما يقولون فيها وادعوا أنها منهج السلف , ثم رد عليهم علماء حنابلة أكابر مثل المذكورين ومن بقية المذاهب أكثر بكثير .. فالسلفيون الآن يشعلون نفس الفتنة في نفس القضايا ..إلا انهم زادوا قضايا كالتوسل والتبرك وغيرها ..فإن كان غلاة الحنابلة القدامى لهم عذر في خوض هذه المعارك لوجود المعتزلة والجهمية في عصورهم , فليس هناك مبرر واحد لسلفية زماننا أن يشتدوا على الناس في تعليم مباحث الصفات وبيان مذاهب الجهمية والمعتزلة , وهؤلاء ليس لهم وجود بمسمياتهم الآن.
وكما قلتفالمشكلة مشكلة منهجعندما تقرأ في فتح المجيد أن غالبية الأمة كانت على الشرك القبوري حتى ألهم الله ابن عبد الوهاب بدعوته يقشعر بدنك .وإن قرات فيه أن الجهمية والمعتزلة كفار , وان الأشاعرة تابعوهم على منهجهم وحكم عليهم الجمهور بالكفر يقشعر بدنك , فالأشاعرة وهم جمهور علماء المسلمين وأهل الحديث والفقه والأصول والتفسير بكلمة بسيطة يقرأها آلاف طلبة العلم السلفيين في العالم تحولوا من انصار لسنة النبي صلى الله عليه وسلمك إلى طائفة ضالة كافرة على قول سلفيي العصر!! (مع أني لم أر ولم أسمع عن عالم واحد حكم عليهم بالكفر , فضلا عن إجماع أهل العلم على تكفيرهم كما يقول صاحب فتح المجيد ) …
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الجميل في تلك التدوينة ..ولا تحرمنا من زيارتك الكاريمة دائما .. فأنت اخحنشرف به هنا ..جمعنا الله تحت ظل عرشة يوم لا ظل إلا ظله .. آمين



من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

تعدد الجماعات والأحزاب العاملة للإسلام .. هل هو مشكلة.. ؟!!


تعدد الجماعات والأحزاب العاملة للإسلام .. هل هو مشكلة.. ؟!!


المسلمون جسد واحد (أو هكذا ينبغي أن يكونوا) لا تفرّق بينهم المسميات ..فالرب واحد , والنبي واحد , والكتاب واحد , والقبلة واحدة , والمناسك واحدة .. ولا مبرر أبدا لخلافٍ يفرّق ولا يجمع أو يضع من شأننا ولا يرفع .. !!وتعدد الأحزاب والجماعات العاملة للإسلام ليس مظهرا سيئا ..بل هو أمر مشروع تماما.. !!فكلما تعددت وجهات النظر .. أنتج ذلك ثراءً فكريّاً , وحلولاً متعددةً لكل مشاكل المسلمين ..والمهم أن يكون الهدف من إنشاء حزب أو جماعة هو رفع راية هذا الدين .. وأن يكون البرنامج العملي للحزب أو الجماعة متوافقا مع الأهداف العليا للإسلام ولا يستخدم وسائل تحطم العمل الإسلامي وتزيل رونـقه وتنفّر الناس منه ..والدليل على كلامي في أن تعدد الأحزاب أو المسميات أو الجماعات ظاهرة صحية 100% أن المسميات وجدت منذ العصور الأولى للإسلام..فبعض الناس رأوا أن خدمة الدين في جمع الحديث وتدوين السنة .. وهؤلاء هم المحدثون ..وبعضهم رأى أن خدمته تكون بالاستنباط من هذه النصوص المجموعة واستخراج الحكام الفقهية منها حتى يتيسر للناس عبادة ربهم بشكل صحيح .. ومن لا يستطيع البحث في الأدلة يقرأ تلك الكتب .. وهؤلاء هم الفقهاء ..وبعضهم رأى أن خدمة الدين تكون بالذّبّ عن حياض العقيدة والرّدّ على الملحدين والزنادقة بنفس أساليبهم ونحرهم بسكاكينهم حتى لا يستطيعوا فكاكا من حُجج الإسلام وبراهينه , ولكي يحفظوا على العوام وطلبة العلم سلامة عقائدهم .. وهؤلاء هم المتكلمون ..ورأينا مسميات غير هذه ظهرت في نفس العصور .. كلها تريد خدمة الإسلام , ولم تتنافر ولم تتخذ مواقف عدائية من بعضها البعض ..رأينا أصحاب الرأي .. وأصحاب الأثر .. والقُرّاء .. والزهاد .. والعُبَّاد …ورأينا المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة والأشاعرة والماتريدية والظاهرية والأصوليين والنحويين .. وغيرها كثير من المسميات التي تَوَزَّع تحتها أهل السنة ..وللحق .. هذه المسميات لم تكن إلا نوعا من التصنيف على أساس المنهج والأسلوب في خدمة الإسلام .. فكان اختلافهم اختلاف تكامل ولم يكن اختلاف تضاد..فالأَثَرِيُّ يحتاج إلى الفقيه في الاستنباط .. والفقيه يحتاج إليه في الاستدلال .. وكلاهما يحتاج إلى المتكلم في الرد على الملاحدة من أصحاب الشبهات .. وهو يحتاجهما في السير الصحيح وضبط كلامه..وكذلك الحال الآن .. الجماعات الإسلامية والأحزاب المسلمة على الساحة تستطيع أن تتكامل لو أرادت ..لكن المشكلة أن قطاعا كبيرا منها ابتلاه الله بقصور الفكر والنظر ..!!فيريد أن يجتمع كل الناس تحت رايته ومظلته ومنهجه الفكري .. ومن يرفض يصبح الاتهام جاهزا له بأنه ليس من أهل السنة والجماعة أو انه مبتدع وضال ومضلّ .. أو انه ليس على هدي السلف الصالح ..والأستاذ سعيد حوى له كتاب رائع في هذه المسألة .. اسمه “جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما”لم أقرأ مثله في إقامة الأدلة على تكامل الجماعات الموجودة اليوم بمنهاجها .. ووجوب إعادة النظر في العلاقة بين النص والعقل والعرف والعادة ..فالجماعة ذات الأسلوب الحركي تحتاج إلى الجماعة ذات الأسلوب العلمي حتى تسير على وعي وعلم متفق مع شرع الله تعالى.. والجماعة ذات العلم تحتاج إلى ذات التحرك العملي حتى تترجِم سطور الكتب إلى رجال تراهم العيون , ومواقف يحترمها العالم ويرتفع بها الإسلام..بصدق .. لو أردنا أن نجتمع سنجتمع .. ولن تفرقنا المسميات ..فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلق له ..السياسي والفقيه والمحدث والطبيب ووووو ..كلنا مسلمون


من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ


التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟

التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟
في أحد الحوارات عن تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم ، لفت انتباهي تخوّف البعض من سوء تطبيق النظام الإسلامي ، وخضوع السياسة الإسلامية لفهم القائمين على تطبيقها ..والحقيقة أنه تخوف في غير محله بالمرة ..فجميع المناهج الأرضية يقوم على تنفيذها من يقتنع بها البشر ، وهي في نفس الوقت خاضعة لفهم وقناعة من يطبقها ..وكذلك المنهج الإسلامي يخضع لفهم رجاله الذين يطبقونه ..من ناحية الأطر العامة والثوابت الشرعية ، فلا يمكن لكائن من كان أن يسيء فهمها ، وإلا فإنه يتكلم عن نظام غير الإسلام ..فعلى سبيل المثال: لا يمكن أن تتنازل الدولة في دستورها عن مبدأ الشورى ، وحق تداول السلطة بشكل سلمي يقبله كل الناس ، ووجود رقابة على السلطة ، وحق المواطنين في خلع الحاكم المستبد المسيء للتصرف .. كما أن للمواطن حقوقا مادية وأدبية واجتماعية وصحية ينبغي مراعاتها ، وتكون الدولة متكفلة بها ..وكذلك المواطنون المغايرين للمسلمين في الديانة لهم الحق في التمتع بشعائر أديانهم دون مضايقات من أحد ، والدولة ترعاهم كما ترعى مواطنيها المسلمين ..أما من ناحية المسائل الفرعية والتفصيلات الصغيرة ، فهي قابلة لتنوع وجهات النظر والاجتهاد ، ولا يمكن لأحد من القائمين على تطبيق المنهج الإسلامي أن يدعي صحة رأيه فقط في تفصيلة من تفصيلات المسائل السياسية ..كَتَولي المرأة لبعض مناصب الدولة ، أو تولي غير المسلمين وظائف حساسة في المجتمع قد يطوّعها لخدمة أهل دينه ويضيِّق بها على المسلمين .. فهذا من المسائل الفرعية التي يسوّغ الاجتهاد الفقهي ان يختلف فيها المجتهدون ..وبناء على ذلك .. وطالما ن هناك خطوطا رئيسة لا يمكن تجاوزها أبدا .. وهناك خطوطا فرعية يمكن الاختلاف فيها بحسب اجتهاد القائمين على النظام في تلك الفترة ، فلن ينتج عن النظام الإسلامي واختلاف القائمين عليه فكريا ، إلا نوع من التدافع الفكري والحضاري ..وفي حالة إساءة التطبيق ، أو التعسف في التطبيق بشكل واضح ، وتعدّي الخطوط الحمراء يمكن للشعب إسقاط الحاكم نفسه كما ينص على ذلك الدستور ..بل والأكثر من ذلك - وقد سمعتها من الكثيرين ـ أن هناك من يتخوف انقلاب الإسلاميين على الشورى ، واستبدادهم بالحكم على غرار طالبان ..وهؤلاء نقول لهم كليمة صغيرة: هل نعيش في ظل أنظمة نندم على تركه لو تحققت مخاوفكم؟نحن تحت رحمة (أقصد عدم رحمة) أنظمة متوحشة ، لا تعرف إلا الحلول الأمنية الفاجرة ، التي لا تعرف شيئا عن الأمن إلا انتهاك حرمات الناس وترويعهم ، وقذفهم في المعتقلات ، وتزيين جدران الزنازين بدمائهم ..فإن فشل تطبيق القائمين على النظام الإسلامي ، فقد سبق لما الفشل ، ولن نخسر كثيرا ..ولربما يقول احدهم: إن خطورة الفشل في تطبيق النظام الإسلامي ، أنه القائمين عليه يدعون أتنهم الناطقين عن الله ، وان كلامهم وحي منزل من السماء !!فأقول ربما كان من يدعون أنهم المتكلمون بلسان الله أرحم وأفضل ممن يسخرون من دين الله ، ولا يردعهم رادع عن الوصول إلى أغراضهم على أشلاء جثث الشعوب ..فمن يخطئ في تطبيق النظام ، ربما يجد نصا يمعنه من قتل إنسان بدون بينة , والدماء عندهم مصونة إلا إذا أصاب صاحب الدم حدا من حدود الله ..أما الآخرون ، فلا يعترفون بنصوص ولا بدين يردعهم ، ولين هناك نص يوقف وحشيتهم وساديتهم .. بل إنهم يخترعون الدساتير ، وفيها نصوص تجعل امتصاص دم العباد شيئا مباحا ، يحصل من يمصه على أرفع الأوسمة ..فتطبيق النظام الإسلامي أفضل بكثير من تطبيق أنظمة أخرى غيره .. ومقارنته بغيره عندما يطبق بشكل صحيح ترجح كفته ، وحتى في ورود الخطأ في التجربة ، فأخطاؤه خير من أخطاء غيره ..
هذا الموضوع كتب في الأثنين, نوفمبر 10th, 2008 في الساعة 12:41 pm في قسم
بــراحــــــــتك ... يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال ملف الخلاصات RSS 2.0. تستطيع كتابة رد أو تعقيب من خلال موقعك.
تعليقان على “التخوف من سوء تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم .. هل يصلح مبررا لإلغاء الفكرة من الأساس؟”
(أم البنين) قال: 11 نوفمبر 2008 في الساعة 2:31 pm
العيب ليس في الشريعةولكن في من يطبقونهاوكما رأينا الحكم العجيب بجلد الطبيب المصري! والذي لم يسبق أن حكم به من قبلنسأل الله أن يضع الشريعة بين يدي من يحسن تطبيقها حتى لا تهرب معانيهاجزاك الله الفردوس الأعلى أخي الكريم
ألف قال: 12 نوفمبر 2008 في الساعة 1:05 pm
السلام عليك يا محمود،
سأبدأ بقول أن شكل الحكم الذي تصفه بالإسلامي هو رؤيتك أنت لنظام الحكم الإسلامي.
فكما أظنك تعلم فإنه يوجد إسلاميون سياسيون لا يقبلون بديلا عن ما يرونه مقومات لهذا النظام، مثل ولاية الفقيه، أو الولاء المطلق للحاكم، أو العداء غير المحدود لمن لا ينتمون للجماعة الإسلامية، أو يرون شورى هي بلفظها غير ملزمة للحاكم؛ أو لديهم وجهات نظر أخرى بشأن نقاط قد تراها أنت لا خلاف عليها، أو تراها واجبة في أي نظام حكم رشيد بينما قد يراها غيرك من الإسلاميين السياسيين غير ضرورية، أو مرفوضة أو تختلف أولويتها لديهم.
هذه الاختلافات طبيعية لا تعيب نظام الحكم و لا النقاشات التي لا يمكن و لا ينبغي أن تنتهي حوله، كما سأبين لاحقا. لكن دعني أستطرد أولا.
ما أراه هو أن نقطة الالتقاء الوحيدة بين أطروحات الحكم الإسلامي - و المميزة لها عن طروحات الحكم الأخرى التي لا تتصف بأنها “إسلامية” - هي مصطلح لا يصمد كثيرا في وجه التشريح - الفكري - و سرعان ما يبين أنه هو كذلك مثل غيره من المصطلحات السياسة\الاجتماعية له من التطبيقات و التفسيرات و التخريجات و الاعتبارات العملية و الأصول المرجعية بقدر ما يوجد فقهاء و مفكرون بقدر ما يوجد إسلاميون سياسيون: و بهذا أعني “الشريعة”. فغير أنها في شكلها المتوارث لا تكفي لوصف نظام حكم عصري بكل التفاصيل التي أقررت في مقالتك بأنها حتما مجال للخلاف، هذا و إن كان لا يوجد خلاف على مقاصدها المجردة.
يمكن حتى للمتابع غير المتخصص أن يلحظ تطورا - أي تغيرا في الأطوار و الأحوال - لمجموعة الأفكار التي كانت تنضوي في فترات مختلفة تحت لافتة “نظام حكم إسلامي”، كما يمكن أن نضيف إلى محدد الزمن\التاريخ محددات أخرى، مذهبية و جغرافية. طرحك هذا الذي عددت فيه من أوجه الخلاف القابلة للبحث مسائل “النساء” و “غير المسلمين” و الاحتكام إلى “دستور” و “تداول السلطة”، هو دليل على ذلك.
الفكرة يا سيدي هي أنه توجد نظم حكم “إسلامية” بقدر ما يوجد إسلاميون. و هذا يجعلها غير متمايزة عن النظم التي تصفها بالوضعية، و هي التي لا تستبرئ من هذا. عدم التمايز هذا أرجعه إلى المتغير البشري الذي أشرت إليه أعلاه: رؤيتك (و معك من يتفق معك).
الحق أني كما قلت لا أرى عيبا جوهريا في النظم “الإسلامية” غير أنها تصر على وصف ذاتها بأنها “إسلامية”. لأن هذا الوصف لا مبرر فكري له و لا مبرر عملي غير كونه سعيا إلى إنماء إحساس غير معقول، بل مشعور مبني على الإيمان، عند المتلقي\المطلوب ولاؤه بأن هذا النظام - و لا لسبب غير كونه هو ذاته، و لاتصافه بصفة “إسلامي” - سيحقق المنشود من العدل الذي يربطه المؤمن المتدين بالوحي الإلهي المنزل من السماء؛ و فيه كذلك وأد لمعارضة محتملة مستقبلية لمثل هذا النظام بطريق الدفع بفكرة “التنزيه” و الأفضلية المطلقة؛ و ضربة وقائية ضد أي نقد للأسس الفكرية التي يقوم عليها تجسد ما لمثل هذا النظام تتجاوز ما يسمح به ذاك النظام الذي كنا قد اتفقنا مسبقا على عدم سموه فوق الخلاف!
ما دامت أطروحة الحكم الإسلامية التي تعرضها تقبل الخلاف في مسائل كانت سابقا - و لا زال غيرك يعدها - غبر خلافية، و ما دام العنصر البشري لا مناص من تدخله بالتفكير و بالتنفيذ و الاجتهاد في شكل القيادة و المؤسسات بما يستتبعه ذلك من اختلافات في الرؤى و التفسير و التقدير و البرامج العملية، فبعد هذا كله لا أجد بدا من أن تتخلى تلك الأطروحات عن الدرع الإلهي و أن تقبل بالنزول إلى مستوى النقد البشري المدرك قصوره لكن المؤمن بعدم عجزه. أما الأساسيات المتجلية في المقاصد هي أصلا من المشترك البشري العام الذي لا خلاف عليه، بل إن العنصريين و الفاسدين و إرهابيي الدولة و المحتكرين كلهم بتذرعون بتلك المقاصد مثلهم مثل غيرهم
أظن أنه يجب علي التنويه إلى أني لا اعتراض لدي على الإيمان، فالاعتقاد بأي فكرة فيه جانب إيماني، بل لا اعتراض لدي على الإيمان الديني الذي يرجع ذاته إلى ما يراه تنزيلا سماويا؛ لكن في إطار دولة لا تمايز في معاملتها بين التجليات المختلفة للإيمان و لا تعد ذلك الاختلاف محددا في صيرورات الإدارة و التنظيم.





من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!
الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ

نصارى مصر الأرثوذكس .. جيتو الكنيسة بديل لحضن الوطن .. !!

ليس هناك خطأ أفْدَح من قيام جماعة أو طائفة باستغلال ظروف سياسية أو اقتصادية مُعَيَّنة كي تنتزع لنفسها حقوقًا وامتيازات تتجاوز وزنها النسبي في المجتمع، وربما لا يفوق هذا الخطأ فداحة إلا تجاوب أي نظام حاكم مع تلك الضغوط بهدف الانحناء أمام العاصفة أو للحصول على مكاسب تتعلّق بمصلحة النظام نفسه وضمان بقائه بالحكم، وخطورة هذا الأمر تَكْمُن في أنه يزرع “بذور فتنة” قد تأكل الأخضر واليابس، ويفاقم الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد، فصيغة العيش المشترك تصبح على شَفَا بركان عندما ينتشي فريق داخل الوطن بشعور المنتصر فيما يتجرَّع فريق آخر مرارة الهزيمة.ومن يستعرض شريط الأحداث في مصر خلال الأشهر الأخيرة يشعر بأن ما يسميه البعض بـ”الملف القبطي” قد دخل مرحلة خطيرة من التصعيد والاحتقان، فالكنيسة باتت تفضل التعامل مع الدولة خارج الأُطُر القانونية والشرعية الرسمية، وذلك بعدما أثبتت لغةُ التهديد والتَّحدِّي والتلويح بالنزول للشارع واستعداء الخارج فعاليتَها في أكثر من موقف وأزمة.
تراجع الدولة وفشل النخبةبدورها مالت الدولة إلى التراجع مرارًا أمام تهديدات الكنيسة تارة كي تُجَنِّب نفسها الضجيج الذي يُحْدِثه “نصارى المهجر”، وتارة أخرى لمكافأة الكنيسة على دَعْمِها القوي للنظام في المَحَكَّات الأساسية التي خاضها. وما بين ضغوط الكنيسة وتراجع الدولة فإن النخب المثقفة والفاعلة أظهرت عجزًا كبيرًا في التعامل مع هذا الملف؛ فلا هي تَبَنَّت ما قد يكون منطقيًا وعادلاً في مطالب النصارى وبذلك تُخْرِجُه من قَوْقَعَتِه الطائفية لتضعه في سياقه المجتمعي الطبيعي، كما أنها افتقدت الشجاعة في كشف الغلو والشطط الذي تلبس بعض النخب النصرانية، بخاصة داخل الكنيسة، وهو ما كان سيسهل على الدولة إعادة الأمور لمجراها الطبيعي، ويحرم المتربصين من التلويح بورقة الاضطهاد والطائفية التي تطرب لها آذان الخارج.ومع أن معظم حوادث الاحتقان الخاصة بالنصارى كانت تبدأ في الشارع، سواء على خلفية احتكاكٍ عادي بين مواطنين مسلمين ونصرانيين بحكم الاحتكاك اليومي العادي أو بسبب اعتناق فتاة نصرانية للإسلام، ثم تنتقل شرارة الأحداث إلى الكنيسة، التي منحت نفسها دور الوكيل الذي يَتفاوَض مع الدولة نيابة عن النصارى، إلا أن هذا النمط من الحوادث أخذ في التراجع في السنوات الأخيرة لصالح أزمات تنطلق شرارتها من داخل الكنيسة، التي تقوم بنقلها إلى “الشارع النصراني” بهدف حَشْده في مواجهة “الدولة”، كما يتمّ تصدير هذه الأزمات إلى الخارج لمضاعفة الضغط على الحكومة.ويتجلى هذا النمط في الأزمات المتكرّرة التي أثارتها الكنيسة بسبب رغبتها في وضع يدها على مساحات شاسعة من الأراضي المتاخمة للأديرة المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما أدخلها في نزاعات وصدامات تارة مع أجهزة الدولة، على غرار أزمة دير الأنبا أنطونيوس بمحافظة البحر الأحمر والأزمة الحالية الخاصة بدير العذراء في أسيوط، وتارة أخرى مع مواطنين ينازعونها السيطرة على تلك الأرض، كما هو الحال في أزمة دير أبو فانا بمحافظة المنيا.
شطط الرهبانومن المفارقة أن هذه الأزمات، والتي شكّل رهبانُ الأدْيِرَة طرفها الرئيس، كانت أشد عنفًا من الأزمات التي كانت تنشب في الغالب عقب شجار أو احتكاك بين مواطنين عاديين، مع أن طبيعة الرهبنة يفترض أن تجعلهم أميلَ إلى الموادعة والمساكنة وتجنُّب الصِّدام، فمن ترك الدنيا ومتاعها طواعية وعن طيب خاطر يفترض به ألا يُلَوِّث خلوته بمثل هذه الصراعات.ولتفسير هذه المفارقة يتطلب الأمر الرجوع بالذاكرة إلى الفترة التي اعتلى فيها البابا شنودة الثالث كرسي البطريركية قبل نحو ثلاثة عقود، حيث سعى لاجتذاب الشباب المُثَقَّف إلى سلك الرهبنة بعدما كان الأمر يقتصر على عدد محدود من أبناء الطبقات الفقيرة، وبالفعل انخرط العشرات من خريجي كليات الطب والصيدلة والهندسة في مدارس الرهبنة، وتزامن هذا مع تركيز البابا شنودة على إعادة الحياة لعشرات الأديرة المهجورة، حيث نجح في مضاعفة عدد الأديرة، ليصل إلى حوالي ثلاثين ديرًا بطول البلاد وعرضها، علاوة على زيادة أعداد الرهبان وكذلك الراهبات، ليتجاوز حاليًا الألف راهب وراهبة. كما تحوّلت هذه الأديرة من مجرد أطلال مهدمة ومبانٍ بدائية، تتناسب مع زُهْد الرهبان المفترض، لتصبح “قلاعًا صناعية وزراعية”، على حدّ قول القمص متى ساويرس أو “فنادق خمس نجوم” كما يؤكد المفكر النصراني كمال غبريال.وإذا كان الأطباء والمهندسون، بحماسهم وتفوقهم وطموحهم المفترض، قد تحوّلوا إلى رهبان، والأديرة ببساطتها وزُهْدها قد أصبحت “قلاعًا صناعيةً زراعيةً”، فإن الصراع على الأراضي والرغبة في السيطرة على المزيد منها يصبح أمرًا طبيعيًّا؛ لأنها تعني المزيد من الثروة والنفوذ، كما أن تشدّد الرهبان يمكن فهمه في ضوء تَشَبُّعِهم بأفكار سلبية عن الدولة واضطهادها للنصارى، بل إن هذه الأفكار ربما كانت الدافع الرئيس وراء اختيارهم للعُزْلَة والرهبنة رغم تَفوُّقهم التعليمي والمهني.
دولة موازيةوإذا كان إحياء الرهبنة وتدعيمها بالعشرات من الشبان المتفوقين قد مكن البابا شنودة من إجراء إعادة هيكلة واسعة للتركيبة البشرية والفكرية لرجال الكنيسة؛ حيث بات الأساقفة المسيسون هم أصحاب الكِفَّة الراجحة داخل المجمع المقدس للكنيسة فيما توارى الأساقفة التقليديون ممن يفضلون التفرُّغ للعبادة والروحانيات وترك الدنيا وشئونها للدولة وأجهزتها أو للمجلس الملي، الذي يمثل الذراع المدني للكنيسة، فإن توسع الكنيسة في إنشاء المؤسسات الخدمية، من مستشفيات ومدارس وجمعيات خيرية ومشروعات صغيرة، جعل الكنيسة تحلّ محلّ الدولة في لعب هذا الدور، وهو ما فاقم الشعور بالعُزْلة لدى بعض القطاعات النصرانية، كما أن الكنيسة أصبحت هي الملجأ والملاذ عقب أي حادث يشعر فيه النصارى بالظلم، علاوةً على سَعْيِها للعب دور الوكيل الذي يتولى التفاوض مع الدولة نيابةً عن النصارى.ومع أن مصر شهدت ظهورًا مكثفًا في السنوات الأخيرة للمجمعات الخدمية الملحقة بالمساجد، إلا أنَّ هذا الأمر جاء في سياق علاج عجز الدولة عن أداء دورها المفترض في هذا الجانب، وليس للعب دور البديل أو الكيان الموازي للدولة، كما أنه لم يتم تحميل هذا الدور أي أبعاد سياسية. ومن اللافت أن الاحتجاج على “تَغَوُّل” دور الكنيسة في الشأن الدنيوي لم يأتِ من الدولة أو المسلمين، وإنما تزعم ذلك قطاعات من النخبة النصرانية المثقفة، والتي رأت في ذلك مصادرةً لدورها، وخلطًا لا تَقْبَلُه تعاليم الإنجيل بين روحانية الكنيسة ودنيوية الشأن اليومي للنصارى، وفطنت تلك النخب- كذلك- إلى أن تقَوْقُع النصارى خلف أسوار الكنيسة سيؤدي إلى انعزالهم عن المجتمع، ما يهدَّد صيغة العيش المشترك الفريدة التي نسجها نصارى مصر ومسلموها عبر مئات السنين.
خيار العُزْلةويذهب تقرير لـ”نيك ماير” في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن النصارى اختاروا العُزْلة، وأن سياسة البابا شنودة منذ تَوَلِّيه كرسي البابوية قبل أكثر من 36 عامًا لعبت دورًا أساسيًا في لجوء النصارى لهذا الخيار، حيث عمل على تقوية وجود ودور الكنيسة في حياة النصارى، لتصبح مركز النشاط اليومي لهم والأساس الأوحد لعمل النصارى.ويشير التقرير إلى أن البابا شنودة اعتمد في ذلك على عِدّة أدوات، أبرزها مدارس الأحد التي أنشأها داخل الكنيسة، فضلاً عن اتجاه الكنائس في عهده إلى بناء مؤسساتها الخاصة بها، الأمر الذي جعل النصارى يعتمدون على الكنيسة في جميع مناحي حياتهم الخاصة بداية من الشعائر الدينية والتعليم مرورًا بالتربية، وحتى ممارسة الرياضة الخاصة بهم. كما أن البابا شنودة عمل على زيادة دوره ووجوده باعتباره الوسيط الوحيد بين النصارى من جهة وبين مصر ككلّ من جهة أخرى.
تناقض مُحَيِّرومن التناقضات المُحَيِّرة، التي أثارها انخراط الكنيسة في الشأن السياسي، تلك الازدواجية التي تتعامل بها مع النظام، فهي تتهمه بتجاهُل النصارى واستبعادهم من العديد من الوظائف والمناصب، بينما لا تتردّد في إعلان دعمها ومبايعتها للنظام وحزبه الحاكم في أي مَحَكّ انتخابي أو سياسي، حيث تصدر التعليمات من الأساقفة والقساوسة للنصارى في مختلف أنحاء البلاد بالتصويت للحزب الوطني ومرشحيه، بل إن الكنيسة لا تخفي دعمها لتولي جمال مبارك النَّجْل الأصغر للرئيس المصري للحكم خلفًا لوالده، ويبدو هذا جليًّا في الاحتفاء الاستثنائي الذي تحظى به مشاركته في احتفالات الكنيسة.ويفسر البعض هذا التناقُض بأن الكنيسة تتبع سياسة “العصا والجزرة” وتحاول الحفاظ على بقاء “حبل المودة” ممدودًا مع النظام سعيًا وراء انتزاع أكبر قدرٍ ممكن من المكاسب دون أن تتخلّى عن لائحة مطالبها المعلنة، وبذات الصيغة تدير الكنيسة علاقتها مع نصارى المهجر، فهي لا تَتَبَنَّى مواقفهم وتحرص على الاحتفاظ لنفسها بمسافة فاصلة، إلا أنها أيضًا لا ترفع عنهم الغطاء بالكامل.وإلى جانب هذه التناقضات، فإن دور “الدولة الموازية” قاد الكنيسة بالضرورة إلى الصدام مع مؤسسات الدولة، وهو ما تجلّى في أزمة طلاق النصارى؛ فالكنيسة أرادت فرض تفسيرها الخاصّ لأحكام الإنجيل فيما يتعلّق بالطلاق والزواج الثاني، وهو ما تصادم مع التفسير القانوني الوارد في لائحة الأحوال الشخصية للنصارى، وعندما رفض بعض النصارى تفسير الكنيسة ولجئوا إلى القضاء ليحكم بينهم، وبالفعل حكم القضاء لصالحهم، فإن الكنيسة رفضت النزول على حكم القضاء بدعوى أنه لا توجد قوة يمكن أن تجبرها على مخالفة أحكام الإنجيل، وكالمعتاد فإن الدولة هي التي تراجعت، وقامت بتغيير اللائحة لتتناسب مع تفسير الكنيسة.
أزمات متكررةوقد تكرر هذا الأمر مرّة أخرى خلال أحداث دير أبو فانا؛ حيث رفضت الكنيسة الالتزام بقرار اللجنة التي شكلها محافظ المنيا لترسيم حدود الدير، والتي تبلغ 600 فدان، وأعلن أسقف الدير مقاطعة كاملة للمحافظ، كما اشترط البابا شنودة معاقبة المتهمين بالاعتداء على رُهْبان الدير والإفراج عن النصارى المتهمين بقتل الضحية المسلم الذي سقط خلال الأحداث قبل الحديث عن ترسيم حدود الدير.وقريبًا من هذا السيناريو تلوح أزمة جديدة في محافظة أسيوط حيث قرّر أسقف دير السيدة العذراء إلغاء الاحتفالات السنوية للدير بعدما رفض المحافظ منح الدير 13 فدانًا من أراضي الدولة المتاخمة للدير لبناء بانوراما، حيث عرض المحافظ بناء البانوراما على نفقة الدولة لتصبح ملكًا للشعب كله وليس لفريق دون آخر. كما طالب الدير بالحصول على ترخيص لإقامة مخبز للخبز المدعوم من الدولة، وهو ما رفضه المحافظ حتى لا يصبح هناك “رغيف خبز طائفي”.وفي المحصلة، فإن هذه الأزمات المتكررة، والتي تشهد تصعيدًا في نبرة الغضب النصراني، في مقابل غموض وتراجع في موقف الدول، تهدّد بأن يتَفَلَّت الأمرُ من يد الدولة وسلطاتها، ليصبح لكل فرد أو جماعة قانونه الخاص الذي يناسب مصالحه، كما أن افتقاد الدولة- وحتى المجتمع بأكمله- لمرجعية حاكمة يتم الرجوع إليها لحل تلك الأزمات، يمنح الخارج نافذةً واسعة للتدخُل في الشأن الداخلي للبلاد، كما أنه يُقَوِّي موقف الداعين لعُزلة النصارى خلف أسوار الكنيسة، ليصبح “جيتو الكنيسة” بديلاً عن “حضن الوطن”.
المصريون : 19/7/2008م
من مدونة : صـَـــيـْــدُ الخـَــوَاطـِـرِ .. وَلـَحـْـظـُ النـَّــوَاظـِـرِ .. !!
الشَّـــــيْـــــخُ / مَـــحْــــمــُــودُ الحـَـسـَّـانـِيُّ المـَالـِكِيُّ الأَزْهـَــــرِيُّ