‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

الأزمة المالية 11 أيلول جديدة: قراءة في فقه المؤامرة!

قال بلوجاتي : هذه المقالة من أروع ما كتب الدكتور مصطفى الفقي

مصطفى  الفقي     الحياة     - 07/10/08//

سيطرت عليَّ في عطلة العيد مجموعة من الأوهام المتصلة بالشأن الدولي العام تركزت أساساً حول نظرية المؤامرة، ووجدتني أفسِّر كل ما يحيط بنا وفقاً لها وأعتمد التفسير التآمري للتاريخ منهجاً لفهم الأمور واستجلاء المواقف ولقد حدث ذلك نتيجة متابعتي اليومية لأحداث الأزمة المالية التي هزت الاقتصاد الأميركي فتأثرت بها البنوك والأسواق، البشر والمؤسسات، المداخيل والأرزاق، فنحن أمام أزمة تعيد الى الأذهان ما حدث عام 1929 لكنها أسوأ منها مئة مرة، بحكم التغيرات الدولية والتطورات العالمية والأرقام الفلكية في عالم المال والتجارة التي لا يستطيع الإنسان أحياناً مجرد قراءتها أو النطق بها، وفي ظنِّي أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي هزَّت الدنيا وغيَّرت العالم ليدفع العرب والمسلمون الفاتورة الكبرى فيها، تتكرر اليوم ولكن في ظل أطرٍ اقتصادية تنذر بوضع جديد وعالم مختلف.

وإذا كان لي أن أسجِّل عدداً من الملاحظات المرتبطة بالوضع الدولي الراهن من جوانبه الاقتصادية والسياسية والثقافية فإنني أوجز ذلك في ما يلي:

1- إذا كنَّا نرفض التفسير التآمري للتاريخ فإننا لا نرفض نظرية المؤامرة برُمتها بل نعتقد أنها موجودة منذ ظهور الإنسان على الأرض. فمنذ الجريمة الأولى عندما قتل «قابيل» «هابيل» وحاول أن يخفي فعلته فإننا كنا مع الميلاد المبكر لما يمكن أن نطلق عليه «فقه المؤامرة»، وأنا أعتقد أحياناً أن كثيراً من الأحداث التي مرت في القرن الأخير تندرج تحت المفهوم الواسع لنظرية المؤامرة، فسقوط الخلافة العثمانية قد يكون مؤامرة، كما أن سقوط الاتحاد السوفياتي قد يكون هو الآخر مؤامرة، كذلك فإن اغتيال الرئيس الاميركي جون كيندي والأميرة ديانا هما حدثان يرقيان إلى مستوى المؤامرة أيضاً، وأنا شخصياً لا يخالجني شك في اختفاء كثير من الظواهر والأحداث تحت مظلة مؤامرة كبرى في عالمٍ تقدمت فيه أجهزة التخابر ومراكز الأبحاث بشكل ملحوظ حيث لا توجد فوارق واضحة بين السياق الطبيعي والسياق المصطنع. ويكفي أن نتذكر هنا أن الأساليب الجديدة في الحكومات الخفية للنظم الكبرى أصبحت قادرة على خلق المصادفة وتركيب سياق أحداثٍ متعمد ليكون حصاده إيجابياً لمن صنعوه ووقفوا وراءه.

2- اختلفت الذكرى السابعة لهجمات 11 أيلول عن سابقاتها وسمعنا أصواتاً عالية تعيد قراءة ما جرى وتفسير ما حدث والخروج عن النظرية المكررة لتفسير ذلك الحادث المشؤوم، فسمعنا من يقول إن العرب والمسلمين لا يتحملون المسؤولية عن تلك الجريمة، بل إن أصابع الاتهام تشير إلى عناصر أميركية وتدبيرات يهودية، إلاَّ أننا يجب أن نفتش دائماً بعد كل جريمة عن أصحاب المصلحة فيها، وعلى رغم أن هذا المنطق يستفز الأميركيين بشدة إلا أن مجرد تكراره من خلال بعض الكتب التي صدرت والمقالات التي نشرت توحي بأن في الأمر مؤامرة كبرى هدفها المزيد من الاضعاف للعرب والمزيد من الفرقة بين المسلمين لأننا يجب أن نفكر في صاحب المصلحة فيما حدث وعن أولئك الذين شنوا حرباً على المسلمين في أفغانستان، وعلى العرب في العراق، وحاولوا تمزيق أواصر العالَمين العربي والإسلامي بصورةٍ غير مسبوقة.

3- إن دهاء التاريخ يعلمنا كل يومٍ جديداً بل يكرر الأحداث من منظورٍ مختلف لا يتوقف عند حدٍ معين، فالأزمة المالية الحالية والمرشحة للتصاعد هي في ظني - ووفقاً لأوهام عطلة العيد - مؤامرةٌ من نوعٍ جديد بدأت في شهر ايلول بعد سبع سنواتٍ فقط من المؤامرة الأولى، والهدف هذه المرة هو احتواء أموال العرب وابتلاع أرصدتهم وخلق مناخٍ جديد من الابتزاز الاقتصادي بعد الابتزاز السياسي، وتلك هي العقلية الغربية المتفوقة التي تحصد ما يزرعه غيرها وتستولي على ما ليس من حقها في ظل شعاراتٍ براقة وأفكارٍ مستحدثة ورؤى خادعة. لذلك فإن الارتباط يبدو واضحا بين أحداث أيلول 2001 وأحداث أيلول 2008.

4- إن ما نقوله الآن ليس فكراً تلفيقياً يحاول إرهاق الحجة والربط بين ما ليس بينه ارتباط، ذلك أننا نظن - وامتدادًا لأوهام نظرية المؤامرة - أن الإدارة الأميركية للرئيس جورج دبليو بوش قد جرى إعدادها والدفع بها من خلال اليمين الأميركي المحافظ والدوائر اليهودية لكي تؤدي هذه المهمة التي قامت بها في بداية فترة حكمها الأولى ونهاية فترة حكمها الثانية، ولكي تقوم بإنجازين كبيرين أحدهما سياسي دولي عام 2001 والثاني اقتصادي عالمي عام 2008، ولا شك أن الشعوب الصغيرة والدول الفقيرة والمناطق ذات الثروات الطبيعية وفي مقدمها النفط هي التي سوف تتحمل العبء الأكبر من نتائج ما حدث، بل إنني أزعم أن ما جرى في ظل هذه الإدارة - وهي في ظني واحدة من أسوأ الإدارات الأميركية في التاريخ - قد قامت بتنفيذ مخططٍ خفي ولكن نتائجه ظاهرة وواضحة أمام كل ذي بصيرة.

5- إن سندات الخزانة الأميركية التي يجري الترويج لتحصيلها سوف تتحول إلى عملية جباية دولية تستنزف بواسطتها الولايات المتحدة الأميركية أموال الدول الغنية وكأنها توظف خيرات هذه الدول لخدمة المواطن الأميركي وتعزيز أوضاع المستهلك داخل الولايات المتحدة وخدمة دولة الرفاهية التي تباهي بها أميركا غيرها من دول العالم. إننا بحق نعيش عصر الـ Pax- Americana بكل ما تحمله هذه التسمية من معانٍ تذكرنا بسطوة الإمبراطورية الرومانية منذ عشرات القرون. إننا نعيش عصراً يسحق فيه التفوق العقلي ما عداه وتتمكن فيه الأساليب العلمية المتطورة من اختراق العقول واستنزاف الجيوب وتحويل العالم إلى ضيعة يمرح فيها الأقوياء.

6- إننا نحن العرب نبدو أحيانًا «كالأيتام على مائدة اللئام» على رغم أن لدينا عقليات متفوقة ومستويات تعليمية رفيعة، وما زلت أذكر من عملي في وزارة الخارجية المصرية أنني رأيت ديبلوماسيين رفيعي المستوى من دول الثراء العربي واقتصاديين من الطراز الأول ممن حصلوا على درجاتهم العلمية العليا من الجامعات الأميركية والأوروبية فلا تنقصهم الخبرة ولا تعوزهم الرؤية، ولكنه عالم يتحكم فيه الأقوياء قبل الأغنياء ويسيطر فيه القادرون على ما عداهم ولا حساب فيه لأحد ما دامت تحميه قوة وتدعمه سلطة ويعتمد على عقلٍ عصري يدرك كل ما يدور ويفسر كل ما يحدث بل يصنع المستقبل بإرادته وحدها.

7- قد يتهمني البعض بالمغالاة في الوهم والاستغراق في تفسير المؤامرة، ولكن حركة التاريخ علمتنا الكثير وجعلتنا نقترب من مراحل متقدمة في فهم الآخر وعقليته وأسلوب تفكيره ومزاجه البشري وحسِّه الإنساني، و ولملقد استقر في ضميرنا بارتياح أن الحياة صراعٌ مستميت لا مكان فيه للضعفاء ونحن نقصد هنا بالضعفاء فقراء العقل وناقصي الخبرة ومحدودي الرؤية. يعد يخالجني شك الآن في أن الرئيس بوش جاء إلى السلطة بإدارته لكي يغيَّر شكل العالم سياسياً واقتصادياً لصالح قوى اليمين المحافظ والحلف غير المقدس بين بعض العناصر المسيحية المتطرفة والمراكز الصهيونية المتشنجة، ولقد حان الوقت لمراجعة ما حدث ودراسة ما جرى حتى ندرك بوضوح أين نحن من عالم اليوم.

8- إن خياراتنا نحن العرب لا تبدو واسعة بل إن جزءاً كبيراً منها يتآكل بفعل أساليب الآخر وضغوطه، كما أن الدنيا لا تعطينا أحياناً فرصة اللحاق بأسباب التقدم وعوامل الازدهار، لذلك كان طبيعياً أن تتوارى إمكانات دولٍ أكبر منَّّا وأضخم، وأشير هنا إلى الصين واليابان، وهما المطالبتان الآن بدفع جزءٍ لا بأس به من فاتورة الأزمة المالية العالمية التي بدأت في أيلول 2008.

9- إن المضاربات في أسواق العملات المختلفة تجعل الولايات المتحدة الأميركية قادرة على التحكم في غيرها لأنها مدينة بعُملتها الوطنية، لذلك فإنه لا يؤرقها كثيراً ارتفاع حجم المديونية أو هبوطه ما دامت تملك زمام المبادرة وسياسات البنوك ومفاتيح الخزائن.

10- إن الارتباط وثيق بين أيلول 2001 و أيلول 2008 فكل منهما مكملٌ للآخر لأنه لا توجد سطوة سياسية من دون سيطرة اقتصادية، لذلك فإن الإدارة الأميركية الحالية جمعت الأمرين في سلة واحدة وجعلت منهما ظاهرة جديدة تجتاح عالم اليوم وتشير إلى أن نهاية الحرب الباردة سياسياً لا تعني بالضرورة نهايتها اقتصادياً. إننا أمام عالمٍ تتجه فيه معدلات التقدم لصالح قوى على حساب قوى أخرى، ولا يستطيع فيه الضعفاء إلا أن يقبلوا الضغوط وأن يستجيبوا للمخططات وكأنما كتب عليهم أن يكونوا دائماً فريسة للتحالف بين الأقوياء في عصرنا.

هذه ملاحظاتٌ أردنا أن نبسط فيها بعض أوهامنا وأن نجترَّ عددًا من أفكارنا وأن نسمح للخيال بأن يضع يدنا على مفاتيح الحقيقة. بقي أن أقول إنني لا أرى العقل اليهودي بعيدًا عما جرى ولا بريئاً مما حدث، وأعود لأقول في النهاية إن الأزمة المالية العالمية جزءٌ مكمِّل للمؤامرة السياسية الدولية وأقول بارتياح موجهاً حديثي إلى الإدارة الأميركية الراحلة: لقد بدأتم بالسياسة وانتهيتم بالاقتصاد، لقد بدأتم بالسلطة ثم انتهيتم بالثروة، لقد بدأتم بالقوة ثم استكملتم بالمال.


الجمعة، 30 يناير 2009

مجدي أحمد حسين: في غزة رأيت العزة وسأنضم للقسام لو منعت مصر عودتي


مجدى حسين يروى تفاصيل وصوله لغزة بعيدأ عن 'ذل' معبر رفح

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ حسام أبوطالب:
في الوقت الذي كان فيه نشطاء المعارضة المصرية يبحثون عن أمين حزب العمل مجدي أحمد حسين ظناً منهم أنه تم إعتقاله كان هو يقوم بثالث محاولاته للوصول لغزة بشكل فردي، وكانت محاولته الأولى قد منيت بالفشل حيث رفضت سلطات معبر رفح السماح له بالدخول وأعادته للقاهرة. كان ذلك قبل أسبوع لكنه ما لبث أن إحتضن أفراد أسرته وودعهم قائلاَ (أنا رايح غزة) ظنوا بالفعل أنه يداعبهم حيث لم تكن الحرب قد حطت أوزارها بعد لكنه اتجه بالفعل لموقف السيارات المتجهة للعريش والموجود بحي عبود بالقاهرة وبمجرد وصوله لهناك في الثامنة مساء الجمعة الماضي قرر التوجه بغير هدى للحدود البرية لعله يعثر على ثغرة للعبور. غير انه ومن سوء حظه أن السلطات المصرية عثرت عليه وقررت إعادته مرة أخرى للقاهرة، لكنه نجح في العودة للمرة الثالثة وهناك قرر أحد أبناء رفح المصرية ممن تربطه به علاقة صداقة أن يساعده في الوصول حيث تمكن من عبور الحدود بعد العثور على ثغرة أحدثها القصف الإسرائيلي.وبمجرد أن حطت أقدامه على أقدام رفح الفلسطينية تنفس الصعداء، فأخيراً هاهو يحقق حلمه بزيارة بلد الشهداء ومصافحة أولئك البسطاء الذين لم يخفضوا راية الجهاد يوماً إمتثالاً للحديث الشريف (أيما قوم تركوا الجهاد إلا وأذلهم الله عز وجل)ذهب مجدي أحمد حسين لقطاع غزة وهو لا يحمل معه سوى حقيبة سفر وهاتفه الجوال ولم يعرف على من سيطرق الأبواب ليخبرهم بأنه قادم من مصر رغم أنف السلطات التي منعت عبوره بالطريقة الشرعية ليهنئ المواطنين هناك بالنصر ويحتضن الجرحى وأهالي الشهداء.وقد عبر أمين حزب العمل المصري مجدي أحمد حسين عن سعادته الغامرة بزيارة قطاع غزة،الذي دخله عبر ثغرة أحدثها القصف الصهيوني. وقال حسين: لم أر بعيني كل هذا الكرم من قبل رغم أسفاري المتعددة، فبالرغم من المآسي والظروف القاسية التي يمر بها أهالي القطاع، إلا أنني كلما ظهرت في شارع أو مسجد أجد المئات كل منهم يصر على استضافتي، وكانت المشكلة في تلبية تلك العروض والاعتذار للعدد الأكبر منها.ويضيف "أنا لم أذهب بغرض الاستضافة، وإنما للعثور على شيء من الكرامة والعزة وهما العملتان اللتان ندر وجودهما في الكثير من العواصم العربية، بينما هنا في القطاع لم تستطع آلة الحرب والهمجية الصهيونية تركيع أضعف المواطنين في الوقت الذي ركعت فيه هامات كبار المسئولين في المنطقة العربية". ويقول حسين في حديث نشرته جريدة "القدس العربي": "أعطيت ثلاث محاضرات داخل مساجد والأهالي أصروا على أن أقوم بإمامتهم في الصلاة، وكنت أشعر بطمأنينة كبيرة حيث لا ظل ولا أثر لأي من ضباط أمن الدولة، وزرت معظم القرى والمدن وحرصت على الدخول للبيوت التي تم تدميرها، ويضيف: "صدقني كنت أشم رائحة العزة وعطر الشهداء" وكم تضاءل كل الحكام العرب، وعلى رأسهم ذلك الذي يتحدث عن السلام والخيار ويدعي أنه لن يقبل بأن يراق دم مواطن فلسطيني بينما هو يحاصر مليوني فلسطيني منذ عشرين شهرا إرضاء "لإسرائيل وأمريكا" ونفى حسين ما تردده بعض وسائل الإعلام العربية حول تراجع شعبية "حماس" والمقاومة بشكل عام يقول: "لقد رأيت عجبا .. مواطنون فقدوا أسرهم وبيوتهم لكنهم حريصون على الجهاد والمقاومة، ورجال تخطوا الستين من العمر يسأل أين الجناح العسكري للقسام من أجل أن ننال فضل الشهادة أو النصر". ويؤكد حسين: "الذين راهنوا من الحكام والمسئولين العرب على زوال المقاومة وانتهاء زمن البندقية أكثر خلق الله ندماً الآن وذلك لأنهم خسروا الرهان.. لقد كان مهماً أن آتي إلى هنا بنفسي لأرى كيف أن العالم العربي يغرق في الأكاذيب بينما الحقيقة الوحيدة على الأرض موجودة هنا، وهي أن الحل لن يكون أبداً عبر التفاوض .. الحكام العرب يريدون أن يسرقوا ما تبقى من أعمار الفلسطينيين في وهم التفاوض كي لا تزعجهم المظاهرات، بينما كلنا نعرف أن الأقصى والقدس وسائر الأرض لن تعود إلا بالبندقية وبالمدفع". وقد زار مجدي حسين مستشفى الشفا ونقل المشاهد الفظيعة التي رآها للأطفال الفلسطينيين، ولشباب مبتوري الأيدي والأقدام وبالرغم من ذلك وجد على وجوههم "آثار الشعور بقرب النصر (صدقني شعرت أنني أنا العاجز والمشلول)، على الأقل هؤلاء لن يجدوا أمامهم رجال أمن مركزي من نفس جنسيتهم سخرهم النظام لقتل أشقائهم كما هو الحال عندنا في مصر"، كما زار العديد من الجمعيات والمصانع المهدمة وكان أشدها قسوة قرية عبد ربه التي هدمت بكاملها. وفي نهاية تصريحاته يقول: "أعرف أنني سأواجه المزيد من المتاعب عند عودتي لمصر الأسبوع المقبل، وقد يمنعوني من الدخول من رفح، وإذا ما فشلت في العودة فياريت كتائب القسام تقبلني جندياً في صفوفها على الأقل أرفع رأسي المنحنية دائماً في القاهرة، هنا صدقني الجنة تبدو قريبة جداً عن أي عاصمة عربية أخرى".


http://www.alquds.co.uk/test/index.asp?fname=2009\01\01-29\28z41.htm&storytitle=ff%C3%E3%ED%E4%20%CD%D2%C8%20%C7%E1%DA%E3%E1%20%C7%E1%E3%D5%D1%ED%20%ED%D1%E6%EC%20%CA%DD%C7%D5%ED%E1%20%E6%D5%E6%E1%E5%20%E1%DB%D2%C9%20%C8%DA%ED%CF%C3%20%DA%E4%20'%D0%E1'%20%E3%DA%C8%D1%20%D1%DD%CDfff&storytitleb=%E3%CC%CF%ED%20%C3%CD%E3%CF%20%CD%D3%ED%E4:%20%DD%ED%20%DB%D2%C9%20%D1%C3%ED%CA%20%C7%E1%DA%D2%C9%20%E6%D3%C3%E4%D6%E3%20%E1%E1%DE%D3%C7%E3%20%E1%E6%20%E3%E4%DA%CA%20%E3%D5%D1%20%DA%E6%CF%CA%ED&storytitlec=

مهازل مصرية - مقتطفات


مقتطفات من كتابات أسامة غريب - المصري اليوم

فضيحة أخرى نشرت تفصيلاتها الصحف فى شهر أغسطس الماضى عن محام تم ضبطه متلبساً داخل لجنة الامتحان بكلية الحقوق يجلس على مقعد الطالب هشام سامح عاشور، ابن نقيب المحامين، وبحوزته رقم الجلوس الخاص بالطالب.

وقد اعترف المحامى الغشاش بأنه حضر لأداء الامتحان دون علم الطالب، فلما سألوه عن رقم جلوس الطالب وكيفية وصوله إليه، قال إنه استولى على رقم الجلوس من خلف ظهر ابن نقيب المحامين ودون علمه!

هذا وقد قامت الجامعة بفصل الطالب سنتين وتم تحويل الأمر إلى النيابة التى أفرجت عن المتهم بكفالة بعد أن اعترف على نفسه بالقيام بالتزوير وكذلك سرقة رقم جلوس الطالب.

وقد علل الأستاذ سامح عاشور وقتها الحدث بمؤامرة يقودها ضده خصومه فى النقابة، وهو الأمر الذى نفاه هؤلاء الخصوم وتساءلوا فى دهشة: إذا كنا نحن الذين حرضنا المحامى على أن يسرق رقم جلوس الطالب ودبرنا ذهابه إلى الامتحان فى يوم يتصادف غياب الطالب فيه، وفعلنا كل هذا لأجل إلصاق تهمة التزوير بابن النقيب فلماذا نفى المحامى أى علاقة للطالب بالموضوع ولم يكمل سيناريو المؤامرة وشال القضية لوحده؟

**********************

عند قدوم السيدة تسيبى ليفنى إلى القاهرة عشية العدوان الإسرائيلى على غزة.

يومها اجتمعت وزيرة الخارجية الإسرئيلية بالرئيس مبارك. وعلى الرغم من مصاحبة أحمد أبوالغيط المُناظر للوزيرة الإسرائيلية فى المنصب لضيفته، فإن أحداً لم يدْعه للحضور وطُلب منه الانتظار بالخارج.

وبعد أن فرغت ليفنى من مناقشة كل ما حضرت بشأنه خرجت لتعلن على الملأ قراراتها الدموية بتدمير غزة وإلى جوارها الوزير أبوالغيط. هذا وقد ربط الناس بين وقوف ليفنى بين يدى أبوالغيط ثم وقوعها بين يديه فى مشهد إنسانى مؤثر، وبين تصورهم أن أبوالغيط كان يعلم بكل تدبير إسرائيل ويوافق عليه، والله وحده يعلم أن الوزير المصرى كان «قاعد برة» ولم يسمع أى شىء.

وأتصور أن وزير خارجيتنا قد حمل فى صدره غضباً شديداً على السيدة ليفنى، حيث لم يجرؤ وزير خارجية قبلها أن يتركه بالصالون وحده.. صحيح أنها طلبت له عصيراً قبل أن تغادره، لكن هذا لا يشفع لها فعلتها.

وهو على أى حال لم يستقبل فعلتها بالصمت، لكن يقال إنه دعا عليها فى سره، ولعل صبره عليها راجع إلى ما عرف عن الرجل من سعة صدر، فضلاً عن أن «القمْصة» فى هذه الأمور قد تكلفه منصبه، وبهذا لا يعود قادراً على خدمة القضية الفلسطينية من على القهوة!

******************

وبالمناسبة فلست ألوم السيد أبوالغيط الذى تصرف كجنتلمان مع السيدة ليفنى حين أمسك يدها عندما كادت تزل، فهذه هى تقاليد مصر النابعة من حضارة كذا ألف سنة، لكن الأمر المحير هو الحوار الذى دار ويدها فى يده.. صرح بعض العارفين أن السيد أبوالغيط قال لها : تسيبى؟ فقالت له: عيون تسيبى، فرد مرتبكاً: أقصد تسيبى إيدى علشان كلام الناس!

******************

الوزير المصري والوزير الشومبونجي

 
 بقلم   أسامة غريب    ٢/ ١٠/ ٢٠٠٨

لم أصدق الخبر الذي طيرته وكالات الأنباء عن تحرير الرهائن الذين تم اختطافهم داخل الصحراء المصرية أثناء رحلة السفاري، ولم أشارك الألمان والطلاينة والرومان وقبلهم المصريون طبعاً فرحتهم بالنهاية السعيدة، وعودة المختطفين إلي ديارهم.

وذلك لسبب بسيط للغاية هو أنني قد سبق لي أن عشت هذه المشاعر من قبل، وخفق قلبي بالسعادة قبل أسبوع من الآن، عندما أعلن الوزير الفنان أحمد أبو الغيط وهو يقف بجوار كوندوليزا رايس في المؤتمر الصحفي بنيويورك أن جميع الرهائن تم تحريرهم، وأنهم جميعاً بخير وبصحة جيدة.

 في هذا اليوم أحسست بفرحة غامرة لم يقلل منها النفي القاطع الذي أصدرته ألمانيا وإيطاليا لهذا الخبر المضروب «طبقاً لتوصيفهم» ولم يشوش علي سعادتي النفي المصري أيضاً للخبر باعتباره عارياً تماماً ولا يرتدي، حتي، لباساً داخلياً.

فرحتي لم تتأثر لأن ثقتي بالوزير أحمد أبو الغيط لا حدود لها، ولو اجتمعت الدنيا كلها علي تكذيبه ما صدقتهم. وكنت أضحك طوال الأيام الماضية عندما أقرأ كل يوم أنباء كاذبة عن رصد عناصر الخاطفين علي الحدود السودانية.

 وفي اليوم التالي أقرأ عن دخول الخاطفين والرهائن إلي الأراضي الليبية، وبعدها يقولون إن الجميع قد انتقلوا الي تشاد، ويتخلل هذه الأخبار فاصل من الهمهمات عن مفاوضات بشأن الفدية والدولارات وقرب تحرير الرهائن..

كل هذا وهم لا يعلمون أن الطليان قد عادوا لبلادهم وربما يأكلون سباجيتي في روما، وأن الألمان قد عادوا لبلادهم وربما يأكلون جوتنمورجن بالكريمة في ميونخ، وأن السائحة الرومانية لا شك قد عادت إلي بوخارست وربما كانت تتناول فخفخينا قرب قلعة دراكولا.

هذا وقد آلمني أشد الألم ما قرأته للأستاذ وائل عبد الفتاح في عموده بصحيفة «الدستور» عندما وصف أبا الغيط بأنه وزير «شومبونجي» في محاولة منه للتشكيك في الخبر، وفي ظني أن التاريخ سيثبت لكل المشككين أن الرهائن تم تحريرهم يوم أعلن أبو الغيط ذلك، وأن تأجيل إعلان الخبر حتي يوم الاثنين ٢٩ سبتمبر قد تم لأسباب فنية!

نفس إساءة الفهم والنية السيئة التي تعامل بها الأشرار مع السيد أبو الغيط وتصريحه عادوا وتعاملوا بها مع الوزير الفنان أمين أباظة وزير الزراعة الذي كان قد أعلن منذ فترة عن اتفاق مصر مع أوغندا علي زراعة ٢ مليون فدان ستقوم مصر بتسلمها وزراعتها قمحاً، وقد أفاضت الصحف في الحديث عن التعاون المصري الأوغندي وعن أفريقيا، التي آن الأوان أن نعود إلي حضنها الدافئ بعد أن جربنا أحضاناً باردة كثيرة.

وقتها أحسست أن الأحلام ما زالت ممكنة ما دام الوزير علي كرسيه، ووجدتني أسرح بفكري مع الرغيف الأوغندي الذي ستخبزه الأفران في بلادي، واحترت كيف أستقبله وهو خارج من الفرن «مهفهف»؟ هل أجعل موزة ضاني تنتظره؟ هل أحشوه كفتة أم أملأه جمبري أم أغمس به خُبّيزة؟

 وحلمت بنهاية عصر الطوابير ورأيت مليارات الأجولة من الدقيق تتحول إلي مكرونة ولازانيا وبتي فور وبتي بان، غير العاشورة والبليلة وما يستجد. ولكن لأنه لا يطيب للغربان الناعقة أن تتركني في حالي فقد فُجعت بخبر علي لسان مسؤول رفيع في الحكومة الأوغندية ينفي جملة وتفصيلاً حكاية الاثنين مليون فدان ومشروع القمح والتعاون المشترك.

وقال إن زيارة وزير الزراعة مع وزير الخارجية أوغندا كانت زيارة مجاملة ولم تتطرق إلي أي كلام عن الزراعة أو القمح أو حتي الذرة العويجة!!.

 طبعاً كان يمكن لأي أحد في مكاني أن يستسهل ويتشكك في تصريح الوزير المصري ويسرح مع السارحين الذين تحدثوا حديثاً سخيفاً ذكروا فيه أسماء غريبة مثل أبو لمعة الأصلي والخواجة بيجو، لكن لأنني لست أي أحد فما زلت عند إيماني بأن الفدادين الأوغندية ستكون من نصيبنا، وسنكون كرماء للنهاية فلن نحرم الشامتين من رغيف كمبالا المُحسّن.

ويبدو أن للأشرار نصيباً وافراً في حديثنا اليوم، فقد تناولوا بسوء تصريح الوزير الفنان فاروق حسني بعد حريق المسرح القومي عندما تحدث سيادته عن كوبري الأزهر، وكيف أنه السبب في كل البلاوي التي تحدث لوزارة الثقافة وحمّل الكوبري مسؤولية الحريق. وأقول لكل من تندروا علي التصريح: اتقوا الله وكونوا منصفين.

 أنا شخصياً أشارك وزير الثقافة رأيه في كوبري الأزهر الذي تسبب في حرائق كثيرة، لم يكن أولها حريق المسرح القومي، فنفس هذا الكوبري سبق أن أحرق صينية المكرونة في فرن أم أحمد سالمة الصيف الماضي، وهو أيضاً الذي لسع طرف الجاكيتة عند سعفان المكوجي، كما تسبب برعونته في طلاق مسعدة وزغلول.

يجب أن نكف عن البطر الذي يذهب بالنعمة ونحمد الله علي وزرائنا، ونكف عن السخرية من وزراء جمهورية شومبونجو الذين لا يعرفون النتش والفشر والنخع!


*************

في شهر رمضان، وفي أحد بلدان الخليج، كنت أستمع إلي الراديو، عندما بدأ برنامج ديني واستمعت إلي الشيخ يرد علي أسئلة الجمهور. أنا بطبعي لا أتحمس كثيراً لفكرة طرح الأسئلة علي الشيوخ والقساوسة، وأري أن السائل في كثير من الأحيان يكون أصفي قلباً وأنقي سريرة وأكثر ورعاً وتقوي من المسؤول الذي يأكل بقلاوة علي حساب الناس الطيبين، عندما يستفتونه فيما لا يستحق الفتوي.

كان السؤال يقول: هل يجوز للفتاة الخليجية أن تتزوج من رجل من خارج الديار؟ وكانت الإجابة المفجعة تقول: نعم يجوز.. ولكن. وجدت نفسي مبهوتاً ولم أشأ أن أستمع إلي أي شئ آخر بعد أن قال الرجل: يجوز ولكن، وأغلقت الراديو في غضب. لم تكن كلمة (ولكن) هي التي أغضبتني، ما دفع الدماء حارة إلي نافوخي هي كلمة «نعم يجوز».

أغلقت الراديو وأنا أسب وألعن السائل التافه الجاهل الذي سمح لنفسه أن يسأل الشيخ عن جواز زواج المسلم بالمسلمة! وأخذت أدعو الله أن ينتقم من الشيخ العنصري الملعون الذي تلقي السؤال ببساطة وأجاب عنه ببساطة أشد دون أن ينهر السائل ويرده عن طرح السؤال الغبي والمعبأ بالعنصرية، التي تنسف الأسس التي قام عليها الإسلام ذاته.

**************

وما الحكم فيمن يتقاعس عن إنقاذ الناس وهي تصرخ طلباً للغوث من تحت الأنقاض؟ ومثل: ما حكم الدين فيمن يمنح أراضي مصر للمجرمين بالمجان ؟ وما قول الشرع فيمن يأخذون الأراضي ثم يحصلون بضمانها علي مليارات الجنيهات قروضاً من البنوك، ويبيعون المدن التي بنيت بأموال شعب مصر علي أرض المصريين ويقبضون ثمنها، ثم يتسلّون بمضاجعة النساء قبل أن ينحروهن في النهاية؟.

ومثل: ما حكم تصدير الغاز لإسرائيل؟ وهو السؤال الذي تم توجيهه فعلاً قبل رمضان للشيخ الكُبّارة فلم يجد سوي أن يقول: أنا غير متخصص والأمر يحتاج إلي فنيين يفهمون في مثل هذه المسائل، وهو الأمر الذي يدفعنا إلي المطالبة بإنشاء معاهد دينية تخصُّص مازوت!. عم الشيخ لا يفهم في المسائل الفنية.. هو يريد أسئلة من عينة حكم من يتحسس نعجة غاب تيسها!

في عصور الانحطاط يفسد الجميع، والمشتغلون بالدين ليسوا استثناء من هذا، فلعل الديمقراطية المرتجاة إذا ما انتزعناها في يوم من الأيام تعيد لبعض رجال الدين لسانهم الذي لم يعد ينطق إلا كفراً!


**************

 إن ما يثير دهشتى هو شعورى بالجهد الكبير الذى يبذله القائمون على القناة قناة «أو تى فى» من أجل استبعاد أى لفظ به رائحة اللغة العربية حتى لو كان سهلاً ومألوفاً وأكثر قرباً لأذن عموم المصريين فعلى سبيل المثال عند التنويه عما سيعرض تالياً لا يقولون «بعد قليل» لكن يقولون «كمان شوية»، مع أن «بعد قليل» أسهل كثيراً، لكنه الرفض المطلق للفصحي.

 لا أستطيع تجاهل أننى للمرة الأولى فى حياتى أسمع نشرة أخبار تقدم بالعامية!!.

 كذلك لا أستسيغ كلمة «شوف» الموجودة دائماً على شاشتهم، لأن كلمة «شاهد» أحلى وأكثر تعبيراً لأنها تعنى المشاهدة والشهادة معاً، أى «تفرّج وكن شاهداً» لكنهم يستبعدونها لحساب «شوف». والأمر العجيب أننى عندما تحريت الأمر قيل لى إن هذا ما هو إلا إخلاص شديد لمصريتنا!

 وهو الأمر الذى أذهلنى لأن اللغة العربية هى لغة المصريين وليست لغة الهكسوس، وإذا كان حال العرب اليوم لا يشجع على الانتساب إليهم فإن حالتنا لا تقل «وكسة» عنهم، وإذا كان البعض منا يبغض العرب ويتأفف منهم فما ذنب اللغة الجميلة بأشعارها وآدابها والتى ليس لنا لغة سواها؟.

 وإذا كان البعض يتصور أن العربية الفصحى هى لغة «المستعمر العربى» التى فرضها على المصريين، فلنا الحق أن نضحك حتى تنفجر أحشاؤنا، لأن عاميتنا الهابطة هى نفس لغة ذلك المستعمر!بعد أن أضفنا إليها لمسة خراب، ولم نذهب بعيداً عنها لكننا ذهبنا لأسفل!.

ولعل النظر الى شعوب أمريكا اللاتينية يوضح مقصدى، فهى شعوب تتحدث الاسبانية (لغة من كان مستعمراً فعلاً) ولا تجد فى ذلك مشكلة، بل إن روايات جارثيا ماركيز وإيزابيل الليندى وأشعار بابلو نيرودا مكتوبة بالإسبانية التى لا يعرفون سواها، ولا أظنهم كانوا سيستدعون لغة الأباتشى لإثبات كولومبيتهم أو فنزويليتهم وشيليتهم!


**********************

قلت: ألن تبدأوا بالفقرة التى سجلناها بالبيت: قالوا: معلش مافيش وقت سنكتفى بالهواء!!. كدت أبكى كمداً، وبدأ المذيع الشاب: مصر ليست أمك.. لماذا؟ قبل أن أفتح فمى كانت زميلته الرقيقة قد أجابت عن السؤال بدلاً منى واستمرت: نعلم أن مصر بها بعض المشكلات، لكن النماذج الإيجابية موجودة، ويكفى أن لدينا الدكتور زويل و.. و.. بعد أن فرغت من المونولوج الطويل قلت لها عامداً وضارباً كرسيًا فى الكلوب: نعم أنا أحب الدكتور زويل العالم الأمريكى العظيم. قال المذيع: الدكتور زويل مصرى ويفخر بمصريته.

قلت له وقد أخذ الغضب يزول وبدأت أنتشى: أنا أقصد أن الدكتور زويل حقق تفوقه العلمى ونجاحه بفضل فراره من مصر ولو كان قد بقى لما استطاع حتى أن يحصل على جائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون!

ثم أتبعت إجابتى بضحكة مجلجلة. امتقع وجه المذيع وتلعثمت المذيعة ووضح لى أنهما يستمعان فى سماعة الأذن إلى توبيخ وتعليمات فورية بإنهاء الحلقة. فقالا: نشكر الضيف ونرجو أن تكونوا... إلخ.


*****************

في ذلك الوقت قرأت حواراً لـ «صدر الدين أغاخان» زعيم الطائفة الإسماعيلية في إحدي المجلات، وكان السائل يستنكر عليه، وهو الرجل المثقف، أن يترك بعض أتباعه يعتقدون بألوهيته، ويتركهم يقدسونه ويتبركون به دون أن يحاول أن يفهمهم أنه مجرد إنسان لا يفترق عنهم، وأنه ليس مقدساً ولا محصناً. كان رد الأغاخان عجيباً.. قال للصحفي: لعلك تعلم أن كثيراً من الناس في منطقتنا الجغرافية يعبدون البقر ويقدسونه، وأتصور أنني أفضل قليلاً من البقرة!!.

هذا الحوار حسم الأمر عندي، وجعلني أفلسف الأمر وأبدأ في تقبّل اللقب لقب بك دون غضاضة، فشرعت في تعويد نفسي عليه دون أن أضحك عندما أسمع أحداً يناديني به، وكنت في هذا متأسياً بالأغاخان، وظللت أذكّر نفسي دائماً عندما ألمح منها شبهة تمرد بأنني في كل الأحوال.. أفضل من البقرة!.


********************************

منذ عدة أسابيع أثناء انعقاد منتدي دافوس الاقتصادي بشرم الشيخ أقيم حفل ساهر كبير بمناسبة الحدث قام بإحيائه تامر حسني. وقرأنا صباح اليوم التالي أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء خاطب تامر أثناء الحفل وقال له: أنت قدوة للشباب ونحن فخورون بك. أردت بعدها أن أتصل بالدكتور نظيف لأؤكد له أننا نعتبره هو أيضاً قدوة للشباب وأننا فخورون بسيادته لأنه فعل بهذا الوطن أشياء لا يقدر عليها سواه، ويكفي أنه وصل الي أرفع المناصب السياسية في مصر دون أن يكون مهتماً بالسياسة في أي وقت حتي بعد أن أصبح رئيساً للوزراء!.


******************






شهادة هند رستم وشهادة مأمون عجمية

بقلم   أسامة غريب    ٢٤/ ٥/ ٢٠٠٧

أتابع بإعجاب ما يكتبه الأستاذ أحمد المسلماني من خلال حواراته لتدشين حركة المؤرخين الجدد، وتدهشني اختياراته لشخصيات قريبة من قلب الجمهور المصري، وتتسم في الوقت ذاته بالتلقائية والبعد عن التقعر أو ادعاء ما لا يعتقدون.. هذا بصرف النظر عن رأيي في شهاداتهم.

في الوقت نفسه تحظي هذه الشهادات بمتابعة دقيقة من رجل حرفته الأساسية هي التاريخ، ونكبته أيضا جلبها له هوسه بالتاريخ، ذلك هو الأستاذ مأمون عجمية مدرس التاريخ السابق، وقد صار الرجل سابقاً بعد أن دأب علي تنحية منهج الوزارة جانباً وتدريس ما يحلو له علي غير ما يذكر الكتاب المدرسي، الأمر الذي دفع بالوزارة إلي فصله نهائياً.

أخبرني الأستاذ مأمون أنه علّم تلاميذه أن التاريخ هو الحكايات الكاذبة المسلية التي تجعل أسافل الناس أبطالاً من خلال التواطؤ علي إخفاء الحقيقة من جانب أعوان المجرم، في ظل صمت الشهود الحقيقيين وكتمانهم للشهادة، وقال لي إن أحداً لا يمكنه أبداً أن يعرف حقيقة ما جري في أي عصر من العصور، حتي الأحداث التي تقع أمامنا ونحن علي القهوة جلوس، سوف تتعدد الروايات بشأنها ولن يبقي منها سوي رواية أشدنا بأساً وأوسعنا نفوذاً،

وبناء علي هذا التصور أخذ الأستاذ مأمون يروي للأولاد في حصة التاريخ عن أخبار دولة المماليك الجوية التي حكمت مصر في العصر الحديث تمييزاً لها عن دولة المماليك البحرية التي عرفت سلاطين عظاماً خاضوا أعظم المعارك مثل السلطان «وحشُمُرالبندقداري» صاحب الضربة البحرية الذي انتصر علي السلطان «البيكيكي» وأغرق أسطوله في موقعة «متشخرمين».. هذا وقد حاول مفتش المادة أن يفهم من الأستاذ عجمية أين قرأ عن موقعة متشخرمين هذه، وأي المراجع استند إليها..فلم يصل إلي شيء، مما عجل بقرار الرفت والجلوس الأبدي علي القهوة.

ولهذا كانت سعادته بالغة عندما بدأ يقرأ شهادات أناس بعيدين عن منهج الوزارة عما حدث في مصر خلال الخمسين سنة الماضية، وقد أسّر لي بعد قراءته لشهادة السيدة فاتن حمامة والسيدة هند رستم أنه سعيد بما قرأه لأنهما خرجتا علي الكتاب وأدليتا برأيهما الحقيقي (رغم اختلافه التام مع مجمل شهادتيهما)،

 لكن نبرة حزينة تبدت في صوته وهو يقول: هند رستم ابنة باشوات كانت تذهب إلي العزبة وتستمتع بفرحة الفلاحين لظهور الباشوات بطلعتهم البهية، وفاتن حمامة ابنة بكوات يتبرؤون من مصر عند الهزيمة ويدّعون أنهم أتراك، سألته وما الذي يحزنك إلي هذه الدرجة فقال لي بحدة: يعني ماحدّش أمه غسّالة غيري؟!

 قلت له :بلي هم كُثر ولكن لا يعترفون.. و لمن لا يعرف الأستاذ مأمون، هو أحد أبناء ثورة يوليو المخلصين الذين استفادوا من أهم إنجازاتها وهو إشاعة التعليم علي نطاق واسع وإتاحته بالمجان، الأمر الذي مكنه من الالتحاق بالجامعة والحصول علي ليسانس التاريخ، وقد ظل علي ولائه للثورة ولم ينتقص من هذا الولاء إدراكه أن بعض رجالها كانت لهم أهداف أخري علاوة علي الأهداف الست المعلنة.. من بينها الحصول علي شاليهات المنتزه، وشقق في عمارات الإيموبيليا ويعقوبيان وإستراند، والاستيلاء علي نساء الطبقة الراقية،

كما أن بعض الثوار تفرغ للحصول علي نصيبه من الراقصات والمغنيات، وإذا كانت السيدة هند رستم تنفي أن أحداً قد حاول استغلال الفنانين علي نحو سيئ، كما ورد في مذكرات البعض، فإن الأستاذ عجمية يري أن الثورة التي كرمت الفن والفنانين، قد أوغل بعض رجالها في التكريم إلي درجة أن الفنان محمد عبدالوهاب الذي مدح الحكام من أول السلطان حسين كامل حتي الرئيس مبارك كان يغني في منزل أحد الثوار وفرائصه ترتعد من الخوف!.

كل هذا غفره لهم قياساً بالإنجازات التي تحققت والتحديات التي واجهتها الثورة في الداخل و الخارج، لكن ما لم يغفره أبداً هو رحلة صعود الواد «شولح» الذي كان زميلاً له بالمدرسة و كانت أمه الست مُحبات تبيع نبوت الغفير علي باب المدرسة، ولأنه كان متوسط المستوي فلم يستطع سوي الالتحاق بكلية الشرطة أيام أن كانت تقبل أبناء المصريين! ـ علي حد قوله ـ تخرج شولح وصار ضابطاً،

ولكنه لم يستطع أن يشعر بالسيادة إلا علي حساب الفقراء من أمثاله، وماتت الست محبات وهي تدعو علي البطن التي أنجبت جاحداً مثله، ثم ترقي شولح وصار محافظاً فجعلت الناس تتحسر علي أيام السلطان «بشاميل»، حيث كانت السرقة بالمعقول!.

مشكلة الأستاذ مأمون الوجودية الحارقة هي: أيهما أشد فتكاً بالمصريين.. حكم الباشوات ذوي الأصول الأرستوقراطية الذين لا يعرفون عن مصر سوي أنها منجم للعمالة والخدم بأجر بخس، أولئك الذين تري السيدة هند رستم أنهم كانوا محبوبين من أقنان الأرض.. أم حكم المصريين أبناء من كان يسرح بقرد، ومن كان يبيع أم الخلول فلما أوصلته تضحيات المصريين لأعلي السلم ركل السلم بقدمه ليمنع صعود غيره وصار أشد غلظة علي أهله من الأعداء..

والدليل أن كل الذين يعادون مجانية التعليم اليوم هم الذين تعلموا حتي الدكتوراه من كندا وأمريكا علي حساب فقراء المصريين، وهم أمثال شولح زميل الأستاذ مأمون الذي عصف بما تبقي للرجل من عقل وجعله يدرك أن كل تضحيات مصر بلا مرجوع!

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=61923


الأحد، 18 يناير 2009

بالفيديو زيارة الي رفح "غزة كشفت غياب وسقوط "الدولة" المصرية"



بالفيديو زيارة الي رفح ............... ندى القصاص
التاريخ: 22-1-1430 هـ
الموضوع: أخبار



غزة كشفت غياب وسقوط "الدولة" المصرية

· أدعوكم جميعا الى الحضور لمعايشة ملحمة تاريخية لا يمكن نقلها او وصفها..

· على حدود رفح:

خط فاصل بين ذل الاستباحة وشرف المقاومة

· على الجانب المصرى البيوت ترفع الاعلام البيضاء!

· رفح المصرية تحولت الى ثكنة عسكرية!!

· ام هديل ودعت أكثر من 11 شهيدا من عائلتها..وصلت مع ابنتها المصابة من مدينة غزة...يوم الاثنين الدامى:

o فلسطين مهرها غالي ونحنا حاضرين




أصحبكم معى الى رفح:

- الطريق:

فى الطريق الى العريش مررنا على منطقة التل الكبير، حيث هزمت الثورة العرابية بفعل الخيانة...ودار فى ذهنى تساؤلا: كم ثورة وفرص تحرر مرت على الوطن العربي..واجهضتها الخيانة!

اولى الملاحظات هى كم عربات النقل المحملة بالمعونات لغزة، من داخل مصر وخارجها، الثانية هى كم عربات الامن المركزى (ثلاثة ارتال كل منها 10 سيارات!!) التى صادف عودتها من العريش وقت ذهابى..فقد ذهبت الى العريش يوم السبت الموافق 10 يناير 2009، وكان قد سبق ذلك اليوم –كما عرفت من اصدقائى فى اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة بالعريش- مظاهرة حاشدة تطالب بفتح معبر رفح، وقطع الغاز المصرى عن العدو، وكان جموع المتظاهرين قد شرعوا فى التوجه بالفعل الى مقر شركة الغاز المصرية فى العريش، والتى تقوم بامداد العدو بالغاز المصرى، وقتها بدأ الامن يتعامل بمنتهى القسوة، حسب رواية الزملاء، واعتقل منهم خمسين، 3 فقط مسيسين وهم: أشرف الحفنى أمين عام التجمع بالعريش ومنسق اللجنة الشعبية وحركة كفاية هناك، وصلاح البلك عضو حزب حركة الكرامة، واظن الثالث أشرف قويدر عضو التجمع، والباقين من أهالى العريش.

فى اليوم التالى –يوم السبت- حول الامن 13 منهم الى النيابة، وفور وصولى للعريش ذهبت الى الزملاء، ووجدت الجميع مجتمع هناك، الا ان المنطقة قد تحولت الى ثكنة عسكرية، ورغم ان النيابة اصدرت قرارها فى ذات الليلة، الا ان الامن نفذ قرار الافراج ليلة الاثنين!!

http://tinypic.com/view.php?pic=2nipv6e&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=rmicsl&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=1ow3dh&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=e5kbbn&s=5

ملاحظة لابد من ذكرها: برغم صعوبة وصول القوافل الشعبية والتجمعات الى العريش ورفح، الا ان الذهاب بشكل فردى او فى مجموعات صغيرة، سهل للغاية، حتى الدخول الى داخل معبر رفح!

- رفح:

فى اليوم التالى مباشرة –الاحد 11 يناير الجارى- ذهبت الى رفح، مررت اولا على صديق يسكن فى الشيخ زويد، ثم انطلقنا معا الى الحدود:

الطريق الى رفح-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=pIJffnrfWyk&feature=channel_page

وأدعوكم جميعا للحضور الى رفح لتعايشوا بانفسكم ملحمة تاريخية، لا يمكن وصفها ولا نقلها مهما تعددت الوسائط، هنا التاريخ يسجل أسطورة، حيث الحدود والخط الفاصل والسلك الشائك، لم يمزقوا ويقسموا فقط الارض والعائلات، بل يفصل بين نهجين، واقعين، خيارين:

جانب تحولت فيه المنطقة السكنية الى ثكنة عسكرية، تنتشر العربات البوليسية والعسكرية فى كل شارع وحارة ومنعطف، والجنود فوق أسطح منازل...ترفع الرايات البيضاء!!

الارض والجو والبحر كلها مستباحة تماما للعدو، تستطيع ان ترى طائرات استطلاع الصهيونية –بدون طيار يطلقون عليها هنا الزنانة- ومنطاد الاستطلاع، وطائرات الاف 16 والاباتشى تقصف غزة من داخل الحدود المصرية! نتطلع الى السماء فنراها فوق رؤسنا..برغم الحضور الأمنى مكثف!

طائرة العدو فوق رؤسنا-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=66TF1Cy44v0

لم ينج مبناَ واحدا داخل رفح المصرية من اضرار القصف، بيوت وجوامع تهدمت، نوافذ زجاجية تحطمت، وبعضها انتزع من مكانه تماما، أبواب ونوافذ عصف بها القصف وتطايرت. حتى ان أغلب سكان المنطقة الملاصقة للحدود قد هجروا منازلهم، او على الاقل لا يبيتون فيها.

http://tinypic.com/view.php?pic=ifpq1j&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=2qt9t09&s=5

شظايا فى الشوارع وداخل البيوت، صواريخ تهبط كاملة غير منفجرة داخل ساحات المنازل والحقول، يلملمها الاهل ويسلمونها للعسكر، لفحصها وتأمينهم منها، الا ان بعضها اصاب النساء والاطفال داخل بيوتهم. بل والعسكر أنفسهم...دون اى رد من اى نوع!

رغم العسكر المنتشرين حتى فوق اسطح المبانى!!

http://tinypic.com/view.php?pic=2mqkzcy&s=5

ولا حتى كلمة احتجاج من جهة رسمية مصرية، ولا قدمت شكوى لاى جهة! لم نسمع ولو كلمة اعتذار واحدة من الجانب المعتدى...هنا معنى استباحة وطن –أرضا وسماءا وبحرا وبشرا عسكريين ومدنيين- متجسدة فعليا وواقعيا على أرض الواقع فى رفح المصرية، بفعل صناع القرار السياسى، حيث "الدولة" بكل مؤسساتها، بأبجديات دورها فى حماية الحدود -كشف العدوان على غزة وأكد- غيابها وسقوطها...فقط أسطورة غزة هى الحاضرة..حية بكل عنفوان.

هنا تعيش ذل الاستسلام ومعنى الاستباحة، تدرك انك تعيش ظهرك مكشوف، ما من حائط ولا سقف يسترك، ما من جيش او جهة تدافع عنك او تحتمى بها...فقد أزال "السلام" اسنانك واظافرك تماما، صرنا "دولة" مستأنسة. هنا تعايش طعم الذل عجزا وتموت خزيا..كونك مصريا!! وتتمنى لو مت قبل ان تشهد هذا اليوم.

قتلنا السلام...وليتنا اكتفينا بذلك..بل صرنا دعاة للموت ذلا..لم اتصور يوما ان يبات ذلك هو حجم ودور مصر.

بينما على الجانب الاخر، نرى القصف وعنفه وشراسته، ونتعجب كيف حال الناس هناك، كيف تتلقى غزة ذاك الشريط الصغير المكتظ بالسكان، كيف يحتمل هذا الجحيم...

قصف ليلى-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=3ns_66QYd_U&feature=channel_page

قصف نهارى-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=1PYzMwtZIck

اول يوم قصف-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=_DABhVpnekU

http://tinypic.com/view.php?pic=e8shkx&s=5

ويأتيك الرد مع الجرحى وأهاليهم المرافقين لهم، وجوه مبتسمة متفائلة فخورة مفعمة بالحياة والعافية...آملين فى النصر او الشهادة، تلمس معهم معنى الايمان بالله حقا...وتتذوق طعم شرف المقاومة، وفخر الكرامة، وقيمة الحياة حرا أبيا، رافضا للعيش عبدا ذليلا مستسلما، رافعا الراية البيضاء رغم ما تتلقاه من ضربات...تدرك لماذا يزفون الشهيد الى السماء بالزغاريد.

هنا معانى كثيرة متجسدة، لا يمكن لكاميرا او لكلمات او لصور ان تنقلها. لذا ادعوكم للحضور لتتعافوا من أوهام "السلام" وعجزه، لتستردوا وعيكم من غيبوبة الاعلام الرسمى ودعايات "الحكمة" عهر مبادرات بيع الاوطان وعار دعوات رفع الرايات البيضاء.

هنا يمكنك اختبار خيارين على أرض الواقع ومعايشتهما.

تجولت فى المدينة وتحدثت الى الناس هناك، ومنهم عم حسن محمد عواد –شيخ عجوز- ودعونى الى بيوتهم لتسجيل صور الاضرار التى اصابتها، واصابتهم هم وجوامعهم، وحدثونى عن أحوالهم وكيف تهز الانفجارات بيوتهم وتزعزع سقوفها وتتصدع الحوائط، وكيف يفزع صغارهم ليلا، وتتطاير النوافذ والابواب عليهم من شدة الانفجار المتاخم لهم، وتتساقط شظايا الصواريخ والقنابل –بعضها ضخم جدا- على أسطحهم وساحات المنازل حيث يلعب الاطفال، وفى حقولهم، ويخشون ان تكون مشعة او تنفجر فيهم، فيجمعونها ويسلمونها للأمن، يحذرون ابنائهم من العبث باى جسم غريب يجدونه، ويمنعون ابنائهم من الخروج بعد المغرب. بل بعضهم عثر على صواريخ كاملة سقطت فى حدائقهم دون ان تنفجر ونقلوها للامن. وحتى ان كثيرين ممن يسكنوا قرب الحدود هجروا بيوتهم الى منازل اقارب ومعارف أبعد وأكثر أمنا..هم يعيشون أجواء حرب كاملة بكل مخاطرها.

فرصة الهدوء لتمشية الصباح لعجوز رفح-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=M7gEjdQJjaE

http://tinypic.com/view.php?pic=205pjls&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=2weaquu&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=7k0z&s=5

شظايا قنابل وصواريخ

http://tinypic.com/view.php?pic=1zock03&s=5

حكاوى أطفال وأهل رفح المصرية عن القصف-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=hT4XDBrdgMU

http://tinypic.com/view.php?pic=rw6mpi&s=5

حامد

http://tinypic.com/view.php?pic=16hmdkx&s=5

ايمان

http://tinypic.com/view.php?pic=35382s5&s=5

وإلتف حولى الصغار يحكون لى عن اصدقائهم: فى ليلة السبت، اصيب ابن الشيخ رياض (مؤذن مسجد) عمره 11 سنة، وشيماء إبنة الشيخ عطية 6 سنوات، الاثنين أصيبا بشظايا وهما داخل بيوتهم، وأصيب محمود جلال –عمره عامين- فى رأسه. وحكى لى حامد –طفل عمره 8 سنوات- كيف تهدم بيت لدى السواركة وجامع هناك. ثم ليلة الاحد 11 يناير سمعنا عن اصابة ثلاثة عسكريين عند بوابة صلاح الدين.

محمود جلال-عمره عامين

http://tinypic.com/view.php?pic=14wg03l&s=5

محمود جلال-اصابة فى الرأس

http://tinypic.com/view.php?pic=2hnar1g&s=5

مها وأسماء يحكون عن شظايا صواريخ تقع على البيوت والساحات-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=BXA84_VUI5E

حتى الجامع- فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=UG0nJRMAVTE

الجامع –فى اليوم التالى-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=YEz4VgtQ-lQ

رفح المصرية/الفلسطينية..اين الداخل والخارج هنا؟

http://tinypic.com/view.php?pic=332szrt&s=5

ثم حكوا لى فى براءة كيف يتظاهرون عند الحدود لفتح المعبر ووقف ضرب غزة...وكيف مزقوا منشورات قذفتها طائرات العدو على الجانبين تأمرهم باخلاء منازلهم، واعطونى نسخة سأعطيها لك.

اطفال رفح يحكون عن مظاهراتهم على الحدود-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=mZUG-CI8TgE&feature=channel_page

بيان العدو ألقاه من طائراته على ارضك يا مصر

http://tinypic.com/view.php?pic=qq3fi1&s=5

زرت احلام قشطة ام محمود جلال ،وحكت لى كيف قسم السلك الشائك عائلتها عام 1982، فجزء منها مصرى والجزء الاخر فلسطيني، وهو حال أغلبية أهل رفح، وكيف دخلت الى غزة حين سقط الجدار وعادت –تهريبا- مع ابنائها السبع من البحر! مغامرة انتهت باحتجازهم فى قسم الشرطة اربعة ايام!!

http://tinypic.com/view.php?pic=ae8b47&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=25p1dky&s=5

حفر مكان المبانى والبيوت-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=fFgBP9ZQZlM&feature=channel_page

احلام وبيتها-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=dzO5FGrb3Gw&feature=channel_page

صحبتنى فى جولة داخل بيتها لمشاهدة حجم الضرر، ثم الى سطحه لتريني بيت اهلها فى رفح المصرية، وبيوت أخرى تهدمت وحل محلها حفر عميقة...وباغتتنى بسؤال: وين إنروح؟!...

حين خرجت من بيت أحلام، كان مازال الاطفال يلتفون حولنا، وقصصهم لا تنتهى، قابلتنا هذه السيدة وظنت اننا قناة فضائية، فجأتنا من بعيد وهى تصرخ: وين انتم؟ تعو شوفوا حالنا...وين نروح...ما ضلش لنا مكان انروحه..اتشردنا من بلادنا وبيوتنا...نروح وين من اليهود

سيدة مصرية فلسطينية-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=gTGij9Tqxws

وبينما نفترش الارض نسمع مآسى الناس، دلفت فتاة الى البيت المقابل وخرجت معها جدتها، فقد انتهزت هذه العجوز فرصة الهدوء النسبى وخرجت فى شمس الظهيرة تتمشى مع حفيدتها:

فرصة الهدوء لتمشية الصباح لعجوز رفح-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=M7gEjdQJjaE

- المعبر:

فوجئت من سهولة الوصول الى داخل المعبر بشكل فردى، فما عليك الا التقدم للحرس بالبطاقة الشخصية وما يثبت وظيفتك او مهمتك داخل المعبر، ويسمح لك بالدخول.

بالطبع لم يكن الامر بهذه البساطة سابقا، لكن الان يريدون شهودا على ان الجانب المصرى يقدم كل ما يستطيعه الى غزة، لديهم هاجس تحسين صورة وسمعة مصر. والحق هناك الجميع شديد اللطف فى تعامله، بما فيهم أمن الدولة..تصور؟! وكثيرين يقومون بدور بطولى فعلا، منهم فريق الاسعاف مثلا...والجميع متعاطف مع غزة لاقصى حد، قلة منهم يلقى باللوم والمسئولية على حماس، المشكلة ليس فى المواطنين والافراد المصريين، انما فى القرار السياسى ومن يصنعه.

داخل بوابة معبر رفح-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=y0_DVEo8pow

داخل المعبر-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=y0_DVEo8pow

داخل المعبر2

http://www.youtube.com/watch?v=xcUKSZzer4E

حتى المعبر لم يسلم من أذى القصف

http://tinypic.com/view.php?pic=25u7l8k&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=a42yz7&s=5

بالنسبة للاطباء، تحدثت مع دكتور أحمد عبد الوهاب رئيس الفريق الطبى هناك، وأكد لى ان عدد الاطباء الذين مروا الى غزة من معبر رفح هو 43 طبيبا من اتحاد الاطباء العرب، اغلبهم مصريون، ويوم الاحد دخل خمسة، 4 اجانب وطبيبا اردنيا. بينما عرفت –من مصادر أخرى- ان الفوج الثانى من اطباء الاتحاد المكون من 35 طبيبا، منع من دخول العريش!!

أكد لى د.أحمد ان الحالات الاصابات غير عادية، بل لم يرى مثيل لها فى حياته برغم من خبرته الطويلة فى هذا المجال، بتر بدون نزف، اصابات شظايا من الرأس للقدمين، حروق غريبة الشكل تتقيح فى ساعات ولها روائح قوية وكريهة!

د.احمد-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=XOQ_DTZ9NsQ

باقى الحوار مع د.أحمد –ملف صوتى

http://rapidshare.com/files/184945954/dr_ahmed.WAV

اما الجرحى فجل ما وصل الى مصر 261 جريحا من ما يزيد عن الاربعة آلاف جريح! وذلك بسبب ان الاسعاف الفلسطيني لم يكن قادرا على نقل الجرحى، بسبب استهدافه، فجرى تنسيق امنى حيث تولى الاسعاف المصرى نقل الجرحى من داخل غزة، وتم الاتفاق على تأمين ممر آمن له، كان تطبيقه لاول مرة يوم الاثنين 12 يناير، وتصادف تواجدى هناك يومها، فتابعت رحلة 25 سيارة اسعاف مصرية يصحبها 50 مسعفا بقيادة دكتور امام. بالطبع كان هناك حالة ترقب وقلق بالغين على الفريق المصرى خشية تعرضه للقصف الصهيوني، ويتعطل مرة أخرى نقل الجرحى.

د.امام

http://tinypic.com/view.php?pic=n2oqaq&s=5

بينما كنت هناك وصل اثنين من الجرحى الذين كانوا يتلقون علاجا فى مصر، عائدين الى غزة..شهداء. كان احدهما لفتاة صغيرة، حين قدمت تعازي لوالدتها قائلة لها: ربنا يرحمها..ردت فى ثبات: ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا...أردت مواستها فكانت خير عونا لى، تقدمت اليها وانا فى منتهى التأثر لمصابها والخجل من عجزى والموقف الرسمى، فاستقبلتنى "حنان" متفهمة رابطة وقوية مرفوعة الرأس، مما شجعنى على طلب خدمة منها، وهى نقل رسالة لصديق ينتظرنى على الجانب الفلسطيني، وافقت بترحاب وودعتها بكل امتنان لكل ما منحته لى فى لقاءنا القصير جدا..وتبادلنا الدعوات لله بالنصر والسلامة.

اثنين من الشهداء عائدين الى غزة-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=GuTsPbOaR6c

حنان ام شهيدة عائدة الى غزة-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=GuTsPbOaR6c

بعدها قضينا ليلة قاسية جدا، فترات صمت وهدوء يقطعه صوت طائرات الاستطلاع تزن فوق رؤسنا، ونداءات متبادلة من الجانب الاخر تتردد فى الفضاء الواسع والظلام الدامس، لا يمكن ان ترى من يطلقها او تتبين كنهها، ثم أزيز صاروخ قريب جدا وانفجار عنيف، يهز الارض تحت اقدامنا، يتلوه غبار ورائحة بارود وموت...يليه احيانا اصوات سيارات الاسعاف.

صوت انفجار-ملف صوتى-ستجدون صوت الانفجار فى الوسط تقريبا

http://rapidshare.com/files/184939594/bom.WAV

وبرد قارس شديد القسوة يدفعك للتفكير فى الجانب الاخر، كيف يقضون الليل وقد اضطروا لهجر بيوتهم، وبدون كهرباء اى فى ظلام دام وبلا تدفئة..وتحت حصار لثلاث سنوات، وفوق ذلك كله قصف مسعور جوا وبحرا وبرا.

مرت فترة طويلة قرب وصول الجرحى بدون قصف جوى، تخللها قصف شديد من جهة البحر، ثم قبيل وصول قافلة المسعفين وبينما الجميع يستعد لاستقبالها (اطباء وقوات امن وسيارات اسعاف احتياطى وقنوات فضائية وصحفيين)، فجأة تلقى الامن انذار (اسرائيلي) بضربة قريبة من المعبر، وبدأ الامن يلقى تعليماته للمتواجدين بالابتعاد عن سور المعبر وبوابته واتخاذ ساتر والابتعاد عن النوافذ الزجاجية، وابعاد السيارات كلها...ثم فترة ترقب وقلق طويلة وقاسية...تلاها عدة انفجارات قوية، أحدها سمعنا صوت ازيز الصاروخ قريب جدا حتى تتصور انه سيقع فوق رأسك مباشرة، ثم انفجار ووميض. بعدها بلحظات وصلت قافلة الجرحى..وسط تهلل وفرحة كل من فى المعبر.

سيارات الاسعاف فى حالة استعداد

http://tinypic.com/view.php?pic=11cdvm0&s=5

عماد أحد فريق المسعفين-لم يتغيب ولو يوم واحد

http://tinypic.com/view.php?pic=15cn403&s=5

عم نعمان رئيس فريق المسعفين-يرفض الايجازات

http://tinypic.com/view.php?pic=optzy8&s=5

سور ورا سور-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=kNAykGc8xSw

100 سيارة اسعاف فى معبر رفح-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=RxNRaZv3yyM

اسعاف فاضى عائد الى العريش!-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=XVcqh8GsEzs

الاستعداد لاستقبال الجرحى-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=SGteXxi_WHc

ناحية البحر-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=c7rXnezTuDg

انذار بضربة قريبة من المعبر-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=x-Rs_iKeEBU

هرج ومرج بعد تلقى الانذار

http://tinypic.com/view.php?pic=2hdbev5&s=5

واخيرا..وصول الجرحى-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=iJY3XcoSvsU

وبمجرد دخولها تتابعت الانفجارات بشكل هستيرى، لدرجة ان احد المسعفين تصور ان اضواء سيارات الاسعاف سبب جذب انتباهم وتوجيه ضربات قريبة، فظل يركض صارخا "اطفوا الدورية...كله يطفى الدورية"...ورغم سذاجة الفكرة لدرجة مضحكة الا ان الجميع استجاب.

وصل 38 جريح، 8 حالات فى غيبوبة و30 حالة صعبة كما وصفها عم نعمان –كبير المسعفين وقائد فريقهم- أغلبهم اطفال ونساء، تنوعت الاصابات –كما نقلها لى عم أحمد الاباصيرى احد اقدم المسعفين هناك- بين حرق وبتر وكسر نتيجة القصف بالصواريخ. جاءوا من داخل مدينة غزة، فى ليلة من أصعب الليالى وتحت هجوم كان الاشرس وكأن العدو قد اصابته هستيريا.

كان من بينهم لؤى ذلك الطفل الصغير الشجاع الذى ظهر على قناة الجزيرة، وقد فقد عينيه اثر تعرضة انفجار صاروخ.

بعيد انفجار وبعد وصول الجرحى

http://www.youtube.com/watch?v=NaKei6-cIS4

المصاب جلل

http://www.youtube.com/watch?v=Oy0RnvdotC8

ايهاب

http://www.youtube.com/watch?v=M8uigytqO-4

حسن

http://www.youtube.com/watch?v=b_ICoDfknWg

حسن

http://www.youtube.com/watch?v=b_ICoDfknWg

لؤى

http://www.youtube.com/watch?v=UezC79fgucg

محمود

http://www.youtube.com/watch?v=FcQeqzj1dE8

الجرحى كانوا فى حالة اعياء شديد، اما أهلهم فكانوا متهللين بشكل مذهل، معنوياتهم فى السما.

لكن أكثرهم مفاجأة لى كانت ام "هديل".

-أم عروس غزة:

ام هديل عروس غزة

http://www.youtube.com/watch?v=Lld2bBCSgdw

باقى حديث ام هديل-ملف صوتى

http://rapidshare.com/files/185157906/hadeel_mother.WAV.html

ام هديل جزء من الاسطورة المجسدة فى هذا الشعب، ألقيت عليها التحية فوجدتها متهللة بشكل عجيب، وسألتها من معك فأجبتنى دون ان تفارقها ابتسامة مذهلة: هذه ابنتى مصابة عندها 19 سنة، مصابة بكسر فى الساق وشظايا فى اقدامها وساقيها، عروسة جديدة تزوجت من 4 شهور فقط، من ابن عمها، زوجها استشهد وعمها وسلفها...وحاولت متابعة العدد معها فلم انجح بعد العدد 11...الشعب الفلسطيني مدبح، لكن معنوياتنا فى السما، والمقاومة الله يقويهم رافعين روسنا الله يحميهم ويخليهم إلنا.

قلت لها البعض يرى ان المقاومة جرت ويلات على شعب غزة، ويريدها ان تتوقف، صرخت فى منزعجة -دون ان تفارقها ذات الابتسامة- لا بدنا مقاومة لاخر رجل عندنا...وان انتهوا بيقاوم النسوان والاطفال عندنا، فلسطين مهرها غالى ودمها غالى...ونحنا حاضرين ولو فنينا كليتنا بنفدى العالم بدمنا...تراب فلسطين بيستاهل اكتر من هيك...والحمد لله معنوياتنا عالية.

هذه المرأة جاءت من جحيم اسوء ليلة مرت على مدينة غزة، دفنت للتو اكثر من 11 من عائلتها، تصحب ابنة مصابة، صلابة وصمود وايمان يفوق اى تصور.

التفت الى ابنتها اعزيها فى زوجها وقد غرقت فى الذهول، فصرخت فى امها: نحنا لا نحزن على شهدانا، نحنا بنقول مبروكة الشهادة، بنزف شهدانا بالزغاريد..وكأنها تدفع عن ابنتها وحش افترسنا..الخوف واليأس والاحباط والعجز...فهتفت: كيف يمكن هزيمة شعب مثلكم؟!

وتمنيت لو كحلت عينى بتراب غزة وتناولت مصل روح المقاومة والعزة.

قبل ان أعود الى القاهرة، عرفت من مصادر ترفض ذكر اسمها لكنها مؤكدة، ان أجهزة أمريكية لكشف الانفاق قد وصلت منذ أيام الى العريش، ومعها طاقم أمنى أمريكي عالى التخصص فى ضيافة جهة أمنية مصرية عليا..

ثم بعد يومين سمعت عن توقيع اتفاقية بين أمريكا و(اسرائيل) بشأن تهريب السلاح الى غزة، وفى اليوم التالى سمعت تصريحات وزير خارجيتنا –اسكته الله- ان لا شأن لمصر بهذه الاتفاقية، وأكد تلك التصريحات رئيس الجمهورية –عفانا الله منه- يؤكد نفس الكلام...!!

من قال ان مصر مطلوب منها توقيع على اتفاقية جديدة بهذا الشأن؟ من قال ان مصر يتم الاتفاق معها او إلزامها باتفاقات جديدة؟! مصر وقعت على بياااااااض...وتنفذ دون حاجة لاتفاقات ولا التزامات.

· مؤتمر الدوحة انتصار للمقاومة واعلان انقسام عربي حول "المبادرة العربية" او قل "السلام كخيار استرايجي عربي وحيد".

· قمة شرم الشيخ حشد لقوى "الخيار"!!

· لم تصل مصر يوما لهذه المنزلة المهينة والمذلة...المقاومة تحشد دولا عربية واسلامية فى الدوحة..فتحشد مصر فى المقابل دولا أجنبية لاجهاض المقاومة!!!

مع تحياتى

ندى القصاص





أتى هذا المقال من الفكر القومي العربي
http://www.alfikralarabi.org/index.php

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.alfikralarabi.org/index.php/modules.php?name=News&file=article&sid=3820